ضوء غامض يشعل سماء عدن: حيرة وتكهنات وسط السكان    العدالة تنتصر: قاتل حنين البكري أمام بوابة الإعدام..تعرف على مراحل التنفيذ    أتالانتا يكتب التاريخ ويحجز مكانه في نهائي الدوري الأوروبي!    الدوري الاوروبي ... نهائي مرتقب بين ليفركوزن وأتالانتا    متصلة ابنها كان يغش في الاختبارات والآن يرفض الوظيفة بالشهادة .. ماذا يفعل؟ ..شاهد شيخ يجيب    في اليوم 216 لحرب الإبادة على غزة.. 34904 شهيدا وأكثر من 78514 جريحا والمفاوضات تتوقف    قوة عسكرية جديدة تثير الرعب لدى الحوثيين وتدخل معركة التحرير    لا وقت للانتظار: كاتب صحفي يكشف متطلبات النصر على الحوثيين    الحوثي يدعو لتعويض طلاب المدارس ب "درجات إضافية"... خطوة تثير جدلا واسعا    مراكز مليشيا الحوثي.. معسكرات لإفساد الفطرة    استهداف الاقتصاد الوطني.. نهج حوثي للمتاجرة بأوجاع اليمنيين    ولد عام 1949    الفجر الجديد والنصر وشعب حضرموت والشروق لحسم ال3 الصاعدين ؟    فرصة ضائعة وإشارة سيئة.. خيبة أمل مريرة لضعف استجابة المانحين لليمن    منظمة الشهيد جار الله عمر تعقد اجتماعاً مع هيئة رئاسة الرقابة الحزبية العليا    هموم ومعاناة وحرب خدمات واستهداف ممنهج .. #عدن جرح #الجنوب النازف !    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    باذيب يتفقد سير العمل بالمؤسسة العامة للاتصالات ومشروع عدن نت مميز    أمين عام حزب الشعب يثمن موقف الصين الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة مميز    دواء السرطان في عدن... العلاج الفاخر للأغنياء والموت المحتم للفقراء ومجاناً في عدن    بعثات دبلوماسية تدرس إستئناف عملها من عدن مميز    لعنة الديزل.. تطارد المحطة القطرية    منذ أكثر من 70 عاما وأمريكا تقوم باغتيال علماء الذرة المصريين    الخارجية الأميركية: خيارات الرد على الحوثيين تتضمن عقوبات    رئيس مجلس القيادة يكرّم المناضل محمد قحطان بوسام 26 سبتمبر من الدرجة الأولى    تضرر أكثر من 32 ألف شخص جراء الصراع والكوارث المناخية منذ بداية العام الجاري في اليمن    المحكمة العليا تقر الحكم بإعدام قاتل الطفلة حنين البكري بعدن    اعتدنا خبر وفاته.. موسيقار شهير يكشف عن الوضع الصحي للزعيم ''عادل إمام''    الأسطورة تيدي رينير يتقدم قائمة زاخرة بالنجوم في "مونديال الجودو – أبوظبي 2024"    تصرف مثير من ''أصالة'' يشعل وسائل الإعلام.. وتكهنات حول مصير علاقتها بزوجها    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    "صحة غزة": ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و904 منذ 7 أكتوبر    وفاة الشيخ ''آل نهيان'' وإعلان لديوان الرئاسة الإماراتي    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    امتحانات الثانوية في إب.. عنوان لتدمير التعليم وموسم للجبايات الحوثية    5 دول أوروبية تتجه للاعتراف بدولة فلسطين    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ميونخ ويواجه دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية اليوم الخميس    تصاعد الخلافات بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر والأخير يرفض التراجع عن هذا الاشتراط !    بعد وصوله اليوم بتأشيرة زيارة ... وافد يقتل والده داخل سكنه في مكة    جريمة مروعة تهز مركز امتحاني في تعز: طالبتان تصابا برصاص مسلحين!    قصر معاشيق على موعد مع كارثة ثقافية: أكاديمي يهدد بإحراق كتبه    دوري ابطال اوروبا .. الريال إلى النهائي لمواجهة دورتموند    مدير عام تنمية الشباب يلتقي مؤسسة مظلة    لماذا تقمع الحكومة الأمريكية مظاهرات الطلبة ضد إسرائيل؟    استشهاد وإصابة 160 فلسطينيا جراء قصف مكثف على رفح خلال 24 ساعة    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    البدعة و الترفيه    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارطة طريق للحفاظ على صحة الأم والطفل
بإمكان الرسائل الصحية الموحدة أن تفعل ذلك
نشر في الجمهورية يوم 04 - 03 - 2010

في اليمن أكثر من 360 وفاة من الأمهات التي يلدن من إجمالي كل مائة ألف حالة ولادة جديدة لأسباب تافهة يمكن تجنبها بقليل من الالتزام والاهتمام بمتابعة ورعاية الأم أثناء فترة الحمل والولادة ومحاربة جرائم تزويج القاصرات وصغيرات السن وبرامج التحصين وأمور أخرى مرتبطة بسلامة الأم الحامل والطفل الوليد .لهذا كان الحفاظ على حياة وسلامة الأم والطفل أهم الأهداف التي اجتمع من اجلها 40 إعلاميا وصحفيا يمثلون خمس قنوات تلفزيونية و14 إذاعة محلية و14 صحيفة رسمية ومستقلة ومجلة وملاحق متخصصة في ورشة موسعة.
لمدة ستة أيام لتحقق بعد التدريب والتأهيل والتطبيق الفعلي لمفردات الدليل الموحد للرسائل الصحية من قبل المشاركين 131 هدفا وتتجاوز المخرجات أكثر من مائة مادة إعلامية منوعة تهدف إلى نشر الرسائل الصحية الموجودة في الدليل الموحد للرسائل الصحية هذا الدليل الذي يحوي معلومات حول السبل الآمنة لتحقيق الحمل والولادة الآمنة والاهتمام برعاية وغذاء الطفل والأم وإيصالها بصورة موحدة وواضحة وجلية إلى الأمهات والآباء إلى كل أفراد الأسرة من اجل الحد من هذا الموت المجحف الذي يهدد أركان الأسرة اليمنية ويجعلها من اكبر المعدلات في الوفيات للأمهات نتيجة قلة الوعي المجتمعي بأهمية متابعة ورعاية الأم الحامل وخطورة الزواج المبكر الجمهورية شاركت في فعاليات الورشة التي نفذت بالتعاون والتنسيق بين المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة والسكان والبرنامج العام لإعلام المرأة والطفل بوزارة الإعلام ومشروع الخدمات الأساسية للصحة التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والجمهورية كانت هناك أجرت عدداً من اللقاءات مع مجموعة من المختصين والمدربين والمشاركين من الإعلاميين لتسليط الضوء على محتوى الدليل الموحد للرسائل الصحية ومدى استفادة المشاركين في الورشة والآليات التي من خلالها سيتم نشر وبث محتويات الدليل من قبل الإعلاميين في مختلف وسائل الإعلام وخرجنا بحصيلة مفيدة من المعلومات والآراء التي تصب في إطار التثقيف المجتمعي وحماية سلامة الأسرة اليمنية في البداية تحدث معاليالأستاذ حسن اللوزي وزير الإعلام الذي قال : أن نجاح العملية الإعلامية وأداء رسالتها في هذا الخطاب التوعوي المكرس لحماية الأم والطفل وحماية الأسرة والمجتمع بشكل عام متوقف أيضاً على التعاون الكامل الذي نجده من وزارة الصحة في هذا المجال بل التعاون المطلوب منا لكي نلبي الطموحات والمخططات والبرامج التي ترسمها وزارة الصحة في هذا المجال الهام والخطير بحيث نستطيع ان نتيح المساحات الأوسع في وسائلنا الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية لاحتضان هذه الرسالة وإيصالها إلى المواطن في معظم الأوقات التي يمكن ان يكون على اتصال بهذه الوسائل كوزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها وقد حرصنا بالفعل في وزارة الإعلام لإدراكنا المخاطر الصحية والواجبات الكبيرة التي يتعين ان نتحملها في مجال الوقاية ومحاربة الجهل وقلة المعرفة وإيصال معرفة صحيحة وأساسية بالنسبة للفرد والمجتمع والأسرة لكي تكون قادرة على أن تواجه ما يعترض طريقها من المخاطر ومواجهة البينات التي تتمثل مثلاً في موضوع وفيات الأمهات الحوامل أثناء وبعد الولادة وحقيقة هذه واحدة من الحقول التي لابد ان نعمل من خلالها على ان نحقق معرفة كاملة في النتائج والمخاطر التي تعترض مجتمعنا والأسرة اليمنية بسبب عدم اكتمال المعارف المتصلة بها وفي ختام حديثه شكر الأخ الوزير الجهات المتعاونة وفي مقدمتها وكالة التنمية الأمريكية وخاصة مكتب التدريب الصحي لأنهم أيضاً يقفون إلى جانب هذه الجبهة التي آثارها وثمارها تكون مباشرة على الفرد والمجتمع وعلى الأسرة والإنسان بشكل خاص والشكر أيضاً مستحق لجامعة صنعاء ولمركز الدراسات السكانية ولمركز لتدريب والتأهيل لاحتضانهم لمثل هذه الفعاليات.
الخروج من قالب الجمود والتهميش لقضايا الصحة
من جانبه الدكتور عبدالكريم يحيى راصع وزير الصحة العامة والسكان قال الذي سألناه عن أهمية دور الإعلام في التثقيف المجتمعي ورأيه في التناولات الإعلامية لقضايا الصحة الانجابية في اليمن يقول:
اهتمام وسائل الإعلام ببناء الوعي الصحي في المجتمع يعد ركيزة من ركائز البناء المعرفي والتنمية الصحية ووسائل الإعلام بدورها يجب أن تضطلع بهذا الدور وتترجمها بخطوات عملية وتخصص حيزاً مناسباً لتناول ونقاش القضايا الصحية بشكل توعوي يثري من خلال معارف الناس ويرشدهم إلى ما يفيد حياتهم وهو ما نتطلع إليه من خلال تدريب مشاركين إعلاميين من وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والأهلية على دليل الرسائل الصحية الأساسية لتثقيف المجتمع لكن العمل الذي بدأنا به في الفترة السابقة بنهاية العام المنصرم بتاريخ 10 إلى 15 أكتوبر 2009م والتي كان فيها انطلاقة لورشة مماثلة لإعلاميين وإعلاميات من مختلف وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب وكانت بحق تجربة ممتازة في مضمونها وبرنامجها ونتائجها ومكاسبها العملية والتطبيقية وجاءت بفضل روح التنسيق والتعاون والتكامل بين الجهات الثلاث المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني والبرنامج العام لإعلام المرأة والطفل بوزارة الإعلام ومشروع الخدمات الأساسية للصحة بالوكالة الأمريكية للتنمية للعمل على توحيد الرسائل الصحية نحو رسائل إعلامية صحية موحدة وهادفة والخروج من قالب الجمود والتهميش لقضايا الصحة والسكان ذات الاهتمام واستنهاض الإبداعات الإعلامية لصناع الرأي العام الذي يتعين عليهم دعم وتعزيز صحة المجتمع من خلال الاهتمام بمشاكله وقضاياه .
شبكة إعلامية صحية
وحول الأهداف المرجوة من منابر الإعلام قال :
نتطلع للتعاون والشراكة مع وزارة الإعلام ومشروع الخدمات الأساسية للصحي إلى بناء شبكة إعلامية صحية تخدم وتساند القضايا الصحية الأساسية وتثري وعي ومعارف الناس صحيا وكذلك تدعم جهود وزارة الصحة والسكان الدؤوبة في مكافحة الأمراض وصون وحماية المجتمع منها حيث لا تأتي الجهود العظيمة والمساعي النبيلة ثمارها في منأى عن تأثير واستجابة جماهيره لجموع المستهدفين في المجتمع فالعقد الجماهيري للمواطنين نقطة بداية لكل عمل يتوخى فيه تقديم كل ما هو مفيد للناس وطريق يوصل إلى تحقيق النجاح والأهداف المرجوة لإيجاد رأي عام مساند ومؤازر لشتى المشكلات الطبية التي يتضمنها دليل الرسائل الصحية الأساسية للتثقيف المجتمعي ولن يكون هذا في مساره الصحيح ويحقق الاستجابة الجماهيرية المطلوبة إلا بتوحد وتضافر جهود الإعلام الجماهيرية الرسمية والأهلية والحزبية وعلى عاتقه تقع مسؤولية توعية وبناء الوعي والمعارف في الاتجاه الذي يسهم في تحسين صحة أفراده.
وهذا ما لمسناه من بعض وسائل الإعلام
وحول تقييمه للرسالة الإعلامية الصحية في بلادنا ومقارنتها بالرسائل الصحية في دول الخليج أضاف : الإعلام اليمني تميزه في هذا الجانب ومن هنا اهنئ كلاً من المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني وصحيفة السياسية وإذاعة تعز على فوزهم بجوائز التميز الخليجي في مجال الإعلام الصحي وهو ما يعكس مستوى الإبداع الإعلامي وتطوره في بلادنا والكفاءات الإعلامية الفذة والمتميزة وادعو كافة وسائل الإعلام إلى المشاركة بإبداع والتنافس الخلاق على جوائز هذه المسابقة لهذا العام والسنوات القادمة وفي الأخير لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر لمعالي وزير الإعلام الذي ابدى اهتماماً كبيراً بإقامة مثل هذه الورشات التدريبية البناءة وأيضا إلى الدكتور حمودة حنفي مدير مشروع الخدمات الأساسية للصحة وكذا الأخت وكيل قطاع السكان بوزارة الصحة والمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والبرنامج العام لإعلام المرأة والطفل بوزارة الإعلام الذين قاموا بالإعداد والتحضير لهذه الورش وأتوجه بالشكر والتقدير للدكتور احمد الحملي الخبير الوطني في الإعلام والتثقيف الصحي وكل الذين وضعوا علة عاتقهم مسئولية توعية المجتمع بقضاياه المهمة ومن ضمنها قضايا الصحة الإنجابية.
تميز للإذاعات المحلية
الأستاذة فتحية عبد الواسع وكيل وزارة الإعلام رئيسة البرنامج العام لإعلام المرأة والطفل سألناها عن تقييمها للبرامج والورش التي ينظمها البرنامج بهدف توعية المجتمع بالقضايا الصحية وقد قالت : التقييم الأساسي والحقيقي يكون من خارج هذه الوسائل الإعلامية لكننا في الحقيقة نشعر بارتياح لأن وسائلنا الإعلامية سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة فعلا استطاعت أن تحدث نقلة في كافة القضايا المجتمعية سواء كان ذلك من خلال الحواريات أو من خلال التنويهات على مستوى الإذاعات المحلية وهنا المحك الحقيقي انه من خلال الإذاعات المحلية استطاع الإعلام الرسمي أن يحدث نقلة نوعية في التوعية بكثير من القضايا التي تهم المجتمع اليمني وبالذات المجتمع المحلي وأيضا استطاعت هذه الحواريات أن تحدث حلحلة في بعض الرؤى وبعض الأفكار سواء كانت هذه الأفكار بعضها مغلوطة أو بعضها لا تستند إلى بعض المعتقدات وبالتالي فعلا هناك شعور من خلال القائمين على هذه الوسائل أو من خلال الاستطلاعات التي أجريت والتي أظهرت أن هناك فعلا تغييراً في السلوك المجتمعي تجاه القضايا المجتمعية ومنها القضايا الصحية وفعلا استطاع الإعلام الحكومي أن يحدث هذه النقلة وبالنسبة لهذا البرنامج لاستهداف الإعلاميين بسبب أنهم يمثلون النخبة وهذه النخبة من خلال تلقيها الكثير والكم الهائل من المعلومات والمعارف يستطيعون أن يوظفوها من خلال وسائلهم الإعلامية وتناولانهم الإعلامية المكثفة ونحن نرى أن الإعلامي استطاع من خلال هذا الزخم الهائل للتدريب ومن خلال إنشاء البرنامج العام لإعلام المرأة والطفل في مارس 2009 م استطاع أن يقوم بتدريب 242 إعلامياً وإعلامية من مختلف الوسائل الإعلامية بالإضافة إلى هذه الورشة وصار هناك عدد كبير من هذه الورشات التدريبية التي استطاعت أن تنجح ونرى هذا النجاح من خلال الأعمال التي قدموها أثناء هذه الدورات وهذا ما يعطينا مؤشراً حقيقياً بأنه يمكن أن يكون للإعلاميين أيضا بصمة إضافية في إحداث تغيير تجاه المتلقي من الجمهور .
أخطار النمو السكاني
ماهي أهم الإخطار التي تواجه المجتمع اليمني في مسائل الصحة الإنجابية ؟
اعتقد أن أهم القضايا التي تواجه المجتمع اليوم هي قضايا التزايد ألساكني الكبير دون أن نوجد موارد تواكب هذا النمو ودون أن يكون عندنا موارد أو لدينا إنتاج يغطي احتياج البشر وهذا يدق ناقوس الخطر ومن الإخطار أيضا ما يحصل في المجتمع من سلوكيات غير سليمة مثل الزواج المبكر وفي بعض الحالات قد يكون هذا الأمر حكم بالإعدام في بعض الحالات على الفتيات والخطر أيضا من قضية الأمية والتسرب من العليم فلابد أن نعي خطورة هذه الأمور ولابد أن ننظر نظرة للمستقبل بحيث نعرف كيف نقراء المستقبل وكيف نبني مستقبل على موارد وتنمية كاملة على الصعيد البشري أو التنموي.
ناقوس الخطر
عبد الرحمن بجاش مدير تحرير صحيفة الثورة تحدث عن أهمية تبني القضايا الاجتماعية في وسائل الإعلام وقال:
نحن كصحفيين اطلعنا على الكثير من الأفكار والآراء في ورشة دليل الرسائل الصحية ولاشك أن الرسالة الإعلامية في صحفنا تعاطت بعد مشاركتنا في هذه الدورة وأتمنى أن ما خرج به الزملاء من هذه الورشة يعكس نفسه في رسائلنا الإعلامية من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة وهي مهمة لدرجة أن اهتمامنا بقضايا أخرى سيؤدي إلى حدوث كوارث في المستقبل لان ما رأينا من مؤشرات ومن نسب بما يتعلق بتنظيم الأسرة وما يتعلق بالقضية السكانية عموما يدق ناقوس الخطر و على إعلامنا أن يبدأ التفكير بشكل آخر فيما يتعلق بهذه المعضلة التي يعانيها . وخلال خمسة أيام عقدت ورشة هنا ونحن كمشرفين ومدربين استفدنا كثيراً وجمعنا الكثير من الآراء وشارك شباب بآرائهم ومداخلاتهم وبموادهم الصحفية المختلفة واستفاد الجميع وأتمنى ان تتكرر هذه الدورات و أن يستمر التواصل بين الأجهزة التي تقوم على مسألة تنظيم الأسرة وعلى القضية السكانية حينها وفي هذا الورشة تبين أن مستقبل هذه البلاد ينبع من هذه القضية إما أن نتعامل معها بشكل جيد وإما ستكون العواقب وخيمة .
المشاكل الرئيسية مهمشة
اما عن وجهة نظره بالاهتمام الأوسع في الإعلام اليمني بالقضايا السياسية فقد قال بجاش:
هذه المشكلة التي نعانيها جميعا وكما يقال كلنا نطبخ سياسة وهذه مشكلة بينما القضية هنا في هذه الموضوعات التي ترتبط بسلامة الأسرة والأم والطفل والمجتمع فمثلا ماذا سنفعل نحن بانتمائنا الحزبي وحديثنا عن السياسة ونحن معرضون لأن نصحو يوما من النوم ولا نجد قطرة الماء في بيوتنا فما الفائدة أن نركز على موضوعات هامشية وننسى المشاكل الرئيسية التي تهم سلامة وصحة الأسرة والمجتمع
تعزيز الرسالة الصحية في المجتمع
الزميل عبد الوهاب مزارعة المستشار الإعلامي بمشروع الخدمات الأساسية للصحة التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سألناه عن تقييمه لدور الإعلام في إثارة القضايا الصحية فأجاب بقوله :
بالنسبة للإعلام بشكل عام يحمل رسالة مهمة جدا للمجتمع وهي رسالة تنموية بشكل عام وفي واقعنا الحالي هناك بعض الصحف والإذاعات والتلفزيون حمل هذه الرسالة من فترة طويلة وبدأ في عملية التوعية الصحية وعملية التنمية الشاملة ولنا برامج موجودة في الإذاعات والصحف وملاحق متخصصة تهتم بالجانب الصحي وطبعا الذين يحملون الرسالة الصحية بشكل أساسي هم من الإذاعات بحكم أننا في مجتمع فيه نسبة الأمية عالية والإذاعة لها دوراً كبيراً في توصيل الرسالة التنموية والصحية أيضا الصحف تلعب دور كبير في إثارة القضايا وإذا قلنا إن هناك أمية هناك أيضا من يقرأ ويكتب وهناك رسوم الكاريكاتير التي يمكن أن نوصل من خلالها الرسالة لذلك تجدنا نؤكد دائما أن للإعلام دوراً كبيراً و ما هذه الدورات والورش التي تنعقد للتدريب على دليل الرسائل الصحية الأولى والثانية والورش التي ستنظم بعد فترة للإعلاميين وأيضا لفئات أخرى إلا من اجل تكريس هذه الرسالة أو توصيل هذه الرسالة الصحية وتعزيزها في المجتمع والإعلام له دور كبير والإعلاميون هم الأقلام المهتمة بأمن هذه البلاد في كل الجوانب ومنها الأمن الصحي وعلى عاتقهم عمل كبير نتمنى أن تصل الرسالة الى المجتمع وان تكون عملية التوعية عملية مستمرة يقوم بها رجال الإعلام والمثقفون الصحيون وخطباء المساجد وهؤلاء أيضا لهم دور كبير .
تقليص الهوة
وحول التحديات التي تواجه قطاع الصحة الإنجابية في بلادنا أضاف مزارع :
أقول الوعي بدرجة أولى وبالدرجة الثانية تدني مستوى الخدمات فإذا وجد وعي ووجدت الخدمات بشكل كامل لاسيما في الأرياف فسنستطيع أن نعالج الكثير من القضايا التي تواجه المجتمع وطبعا توفير الخدمة إلى كل مكان في اليمن يحتاج إلى إمكانيات كبيرة خاصة ولدينا القرى والأرياف تشكل مجتمعات متناثرة وفيها تجمعات سكانية كبيرة وهذا يسبب القصور والعجز لكن إذا اصررنا على توصيل الوعي عبر وسائل الإعلام وعبر المراكز الصحية وعبر المنار الإعلامية المختلفة ووفرنا الخدمة اعتقد سنكون قد قلصنا الهوة في هذا الجانب.
الصحافة دور مطلوب اكثر
الأخ عزيز عبد المجيد منسق البرنامج العام لإعلام المرأة والطفل التابع لوزارة الإعلام تحدث عن آليات التقييم لدور الإعلام في تبني هذه القضايا وقال :
تقييم الإعلام كان واضحاً من خلال المسح القاعدي للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة الذي قام به صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الجهاز المركزي للإحصاء حيث ثبت أن الإعلام المرئي و المسموع وتاثيره بلغ 63% من الفئات المستهدفة والصحافة كان لها دور في حدود 14 % فيما يتعلق بنشر الوعي فالصحافة كما نعلم تنتشر في المدن وفي الحضر ولاتصل إلى الريف وعلية نتمنى من الصحافة أن تلعب دورا كبيرا في المرحلة القادمة وطبعا الإعلام الرسمي لعب دوراً كبيراً في توعية المجتمع بقضايا الصحة الإنجابية ونتمنى من الإعلام الحزبي والأهلي والخاص أن ينحو نفس المنحى وان يبذل جهوداً كبيرة في تثقيف المجتمع بالقضايا الصحية وقضايا الطفولة والأمومة.
اطلاع أكثر بمخاطر القضايا الصحية
الأخت زعفران الحدي منسقة تدريب في مشروع الخدمات الأساسية للصحة تحدثت عن رأيها في الأداء الإعلامي بعد ورشتين للإعلاميين وقالت : وجدت أن أفضل الناس القادرين على توصيل المعلومة للمجتمع هم الإعلاميون فلديهم مهارات اتصال جيدة من خلال السلاسة في الطرح وأتمنى أن يكونوا على اطلاع أكثر بمخاطر القضايا الصحية التي تواجه المجتمع ويحصلوا على المعلومات من مصادرها وحول الصعوبات التي تواجهها برامجهم التوعوية قالت:
ثقافة المجتمع بالقضايا الصحية أهم الصعوبات والأهداف التي نسعى لها لهذا نحن نحاول أن نحسن من مستوى الصحة خاصة صحة المرأة والطفل والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ونتمنى أن تصل إلى ابعد المناطق في الأرياف.
العناد والكزاز يقتلان الطفل محمود
قالت أنيسة بنت ال30عاما وهي تخاطب طالباتها في فصل محو الأمية في قرية القبلية بريمة إن العناد والجهل كان القشة التي حطمت حياة السعادة التي كان ينتظرها دبوان عاقل القرية وزوجته فاطمة منذ أكثر من عشر سنوات من زواجهما لتسير حياتهما منذ الخميس الماضي نحو البكاء والحزن والحسرات على فقدانهما لمحمود مولودهما البكر الذي خطفه الكزاز من بين أحضانهما بعد أيام من الولادة.
قطعت أنيسة المعلمة حديثها عندما رأت أن كل طالباتها يحدقن إليها في دهشة واستغراب فعرفت أن طالباتها لم يستوعبن حديثها فسحبت نفساً طويلاً إلى صدرها وقررت أن تبدأ من البداية حتى لا تتحول من معلمة إلى مغن جنب اصنج كما يقال المهم قالت : يا بنات قبل يومين زرنا فاطمة زوجة عاقل القرية لنعزيها في وفاة مولودها البكر محمود الذي توفي بعد أيام من ولادته وترك امه وأباه في حالة من الحزن والندم الشديد على موت ولدهما الذي انتظراه مدة طويلة بفارغ الصبر وبإهمالهما الاثنين تسببا في وفاته وقبل أن تنطق الطالبات بالتساؤل لماذا وكيف استطردت المعلمة أنيسة بقولها عندما تحمل المرأة كما تعلمين انه لابد أن يتم رعايتها ومتابعتها من قبل الطبيب أو الطبيبة أثناء فترة الحمل وفي سن الإنجاب كما انه من الضروري تحصينها باللقاحات حتى لا تتعرض هي ووليدها للأمراض الفتاكة مثل مرض الكزاز أو ما يسمى (بالتيتانوس) الذي قد يودي بحياة الطفل كما حدث لطفل فاطمة زوجة العاقل .
هذا العاقل المسكين والغبي في نفس الوقت كان سعيدا جدا عندما أخبرته فاطمة أنها تشعر بأعراض الحمل وأكدت شقيقته أنها حامل كان سعيدا جدا ولا تسعه الدنيا من الفرح فكان أول قرار اتخذه أن يخفى هذا الخبر عن الجميع خوفا من الحسد لاسيما وقد ظل سنوات ينتظر هذا الحمل وبعد مرور عدة أسابيع من فترة الحمل لم يوافق أبدا أن تذهب فاطمة إلى المركز الصحي لمتابعة حملها والتلقيح ضد الأمراض التي قد تصيب المرأة في سن الإنجاب خوفا من الحسد كما قال لزوجته التي لم تأخذ أي جرعة من الخمس الجرع المطلوبة لتحصينها ضد الكزاز .
المهم ظل الأمر بين الأهل فقط وكلما حاولت أخت دبوان صفية بإقناعه بضرورة رعاية الأم الحامل ومتابعته حملها وتحصينها كان يواجهها بالرفض القاطع ويقول لها نحن ولدنا زمان وماكنش في تلقيح ولا رعاية ولا شيء أمي أنا ولدتني في الحول بين السبول ولاوقع بنا أي شيء.
وبعد فترة شعرت فاطمة بآلام الولادة في أواخر الشهر التاسع في ساعة متأخرة من الليل استدعى دبوان الحاجة قبول وهي الساكنة الوحيدة مع زوجها في الغرفة المؤجرة لهما أسفل المنزل فخرجت مسرعة من الغرفة لتخبره أنها لم يسبق لها أن ولدت ولابد من استدعاء قابلة القرية لتقوم بمساعدة فاطمة على الولادة فصرخ العاقل مافيش سيارة والطريق وعرة ونحن في آخر الليل ادخلي جنبها أنت وسوف تلد من نفسها لم تستطع الحاجة قبول مقارعة دبوان ولم تجد نفسها إلا في الغرفة مع صرخات فاطمة وبعد قرابة الأربع ساعات من الآلام والصراخ خرج محمود الولد البكر إلى الحياة بأعجوبة وكما ارتاحت فاطمة من الآلام تنفست قبول الصعداء بعد الولادة التي كانت طبيعية ولحسن الحظ أن فاطمة تبلغ من العمر 24 عاما وفي سن مناسبة للحمل والولادة فلم تكن صغيرة وعمرها اقل من 18 عاما ولم تكن كبيرة فوق ال35 عاما لتتعرض لمخاطر الحمل والولادة من هنا حاولت الحاجة قبول أن تبرز مقدرتها على التوليد والقبالة وصاحت لدبوان مبروك رزقك الله بالولد فكانت السعادة على وجه دبوان اكبر من أي وصف ومرة أخرى صاحت قبول للأب دبوان أين المقص أو الموس حتى نقطع السرر وكانت تقصد الحبل السري فلم يكن دبوان قد جهز علبة الولادة المطلوب توفيرها للأم الحامل والتي تحوي مستلزمات الولادة وفيها الموس المعقم والقطن والحبل الصحي ومحلول اليود حتى لا يتعرض المولود للتلوث ويتعرض للخطر لهذا لم يجد دبوان سوى مقص الحلاقة الخاص بلحيته ليرميه لقبول السعيدة بانجازها الوهمي فقامت بأخذ المقص وقصت السرر وانتهت المعركة بسلام كاذب وبدأت السعادة تلف منزل دبوان وفاطمة بقدوم محمود الولد البكر الذي طال انتظاره ومرت سبعة أيام من السعادة والفرح وكأنها حلم للعاقل وزوجته فالزغاريد تملأ المكان ووفود المهنئات لا تنقطع من المنزل وفي اليوم السابع فقط بدأت أعراض جديدة على المولود الجديد فقد بدأ جسم محمود الصغير بالاهتزاز وتشنجت عضلات وجهه فكان دبوان يطمئن فاطمة ويقول لها هذه أكيد عين بخريه واعملي له الرقية الشرعية وسيكون بخير وفي اليوم الثاني صار محمود عاجزاً عن فتح فمه للرضاعة ولم يتمكن من الرضاعة واكتنفته الحمى الشديدة فجن جنون دبوان وفاطمة وقررا إسعافه إلى المركز الصحي وقطعا الطرق الترابية ليصلا المركز بعد ساعتين وعندما فحص الطبيب الولد الصغير كان محمود قد فارق الحياة وصرخ الطبيب في وجه الأبوين وقال الكزاز قد تمكن من الطفل وفتك بحياته كما قتل فرحة دبوان وفاطمة وحطم قلبهما فلم يكن سوى الصراخ من الأم المسكينة والبكاء الذي أجهش به دبوان في المركز وبمرارة لا توصف وبعد أن حاول الطبيب تهدئة الأبوين صرخت إحدى الممرضات في وجه الجميع وخاطبت الأب والأم بقولها : إهمالكما هو الذي قتل هذا الطفل البريء قبل أن يقتله الكزاز وعنادك يا عاقل وإصرارك على عدم تحصين زوجتك وإهمالك لعلبة الولادة واستخدامك لأدوات غير نظيفة أثناء الولادة كالمقص وكذلك رفضك إحضار قابلة مؤهلة لتقوم بالولادة أدى إلى أن يكون محمود هو الضحية والآن ارضيا بقضاء الله وقدره واعلما أن الله أمرنا بالأخذ بالأسباب وعدم إهمال حياة أبنائنا واعلم يا أخي أن هناك من الحب ما قتل . هنا فقط سكتت المعلمة أنيسة والدموع تملأ عينيها وأعين طالباتها في الصف وقالت هل عرفتن أن الجهل والتهاون يقود إلى الندم والأسف والبكاء وفعلا صدق من قال إن الوقاية هي دائما خير من العلاج ولابد أن تحكن قصة فاطمة وزوجها لجميع من تعرفن في القرية حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى ويدفع الآباء ثمن عنادهم غاليا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.