منذ أن وقعت عيناي عليها سرت في جسدي رعشة ممزوجة بالرهبة والفرح معاً...رهبة ما زلت عاجزاً حتى الآن عن اكتشاف سرها..وفرحة وانجذاب أظنه بريئاً نحوها لأملأ عيني بإكسير الجمال والدلال، فيتملكني شعور غامر بالرضا والارتياح. كل ما فيها هو ألا عيب فيها...جمالها...دلالها...هدوءها...تواضعها..وحتى سحر عينيها “غلب ألف ساحر” لكن ما يشعل كياني ويثير في وجداني لواعج الشوق وتباريح الشجن والغرام هو صوتها المليء أنوثة ونقاءً ودلالاً. لست أدري لماذا يخفق قلبي عند رؤيتها أو كلما لاح طيفها....أو حتى عند سماع صوتها وهو يتهادى بهمس وحنان صوب مسمعي؟! لماذا كل هذا الشعور وهذا الاهتمام المفرط تجاه هذا الذي أسر القلب والروح معاً؟! ترى أين يكمن سر هذا الانجذاب نحو هذه الغيداء الهيفاء؟! أهو الجمال البريء ذو الملامح الريفية الساحرة والمعتق بعبق الأصالة والتواضع.. أهي البساطة والعفوية أهو لهو الشباب؟! أهي براءة القلب وصفاء السريرة..أم أن للقلوب لغة خاصة فتفرض أحكامها علينا غصباً عن لغة العيون؟! عندما أراها تتعطل لغة الكلام...حتى الهمس بالكلمات يزول ويتلاشى.. إذ لا شيء يبقى سوى لغة العيون تخاطب القلوب..فتتسمر عيناي متأملة في روعة جمالها...في براءتها وطيبتها...في انسياب خطواتها بهدوء وانسجام ..في ثقتها بنفسها بكل فخر وابتسام...في رقة صوتها الهامس بالفتنة والدلال.. آه ...صوتها الذي يداعب أذني كلما هبت نسائم حروفها.. لهذا أظل أتساءل وأتساءل: لماذا كلما رأيتها أسمع لقلبي أنات تساءلني عن هذا الأنين؟! لماذا صوتها دون كل الأصوات يثير فيّ لواعج الشوق والحنين؟!