يا طائر الإبداع من صنعاءاليمن فطربت من شوقي إلى تلك الرُبا إن كنت في الإبداع شاخت همتي فلكم ترى إلي شباب كاذب فلقد على رأسي بياضٌ ساطعٌ رباه ما للشيب يعدو مسرعاً فلكم هفا قلبي إلى عهد الصبا لهفاه من فقدي لهاتيك الربا لهفاه من فقد الزراري والحمى رباه بلغني الديار ومن بقى فهل ترى عيني لطود شامخ وهل ترى الحمرا وما من حولها وهل ترى الوادي الذي قد ضمني وهل أرى وادي العريش وما حوى وهل أرى الخرشاب والأصبا وما والواديين مع الشعيبين وما والوجرة الغراء بتاجٍ ساطحٍ وللركيب فللركيب معاهدٌ وللقحاف تحية من مهجتي وللعوامر والشعوب ووجهتي للقشعة الهيفاء وشقحان السنا ولدار أخوالي وأحبابي وما ولكل معمورٍ بني أو قرية ولكل وادٍ أو منيف شامخ وللعقيبات التي في بطنها فلهم سلام السائرين على التي عاشت جريس المجد في إشراقها أزكى التحايا للبلاد وأهلها هيجت أشجاني فأعياني الشجن وذكرت أحبابي على رغم المحن فالشيب أضناني وأعياني الوهن فعلمت أن العين يغشاها الوسن فكسوته جنا وهل يغني الجنن إذ كنت قبل اليوم طفلاً يحتضن فحزمته قهراً بطوقٍ من رسن فيها المراعي الخضر والوادي الأغن والأهل والخلان في أرض الوطن من أهلها حياً وهل أبقى الزمن يعلو المنازل أو ترى وادي الأجنّ وهل ترى غبرا وما تحوي الدمن في سالف الأيام واديها الأجن من المراعي الخضر فيها كل فن تحتوي الغابات من لونٍ حسن تحتوي الشعبين فيها كل فن عند الشروق كتاج سيف بن يزن بالذكريات بها فؤادي مرتهن ولمن حوت من ساكنٍ فيها سكن في قبلتي عند الفرائض والسنن للظهرة الفيحاء سلامي يقترن جاورت أهدي التحايا كالمزن ولمن بناها أو غاب عنها أو سكن من الزراري في قراها والمدن أغلى الغوالي فارقوا دار الفتن ساروا عليها في مقام أو ظعن في ظل شيخ من بنيها مؤتمن من رُبا صنعاء إلى ساحل عدن