الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العملاق حسن الشرفي.. شبابة راع رقصَّت مهج العذارى على إيقاع المطر..!!
رافق الضوء وعانق الطل في نحور الزهور..
نشر في يمنات يوم 15 - 04 - 2013

من بين شعراء جيله الذهبي جاء شاعرنا الأبلغ من الوصف متفرداً كذاته.. شفافاً كالضوء والزهر وحبات الندى.. شاهقاً كقمم مسقط رأسه المزدهية بعناق الخضرة والغيوم.. مغرماً جاء ومواويله المجنحة أوتار عشق حالم وقصائده المسافرة تراتيل مستهام استرق من عمر الأشجان صبا الصبابة ليروي فراشات النغم من دموع السنين قبل أن يفتح غبش فجر الجمال ربيع جفنيه العاطر على صفحة سنا بياض الثلج والخدود ويلقي فاتحة نظراته مواسم زهو على مرايا زرقة البحر والسماء.. فيا معشر الشعراء والمتشاعرين ما أحوجكم إلى تعلم أبجديات الشعر في مدرسة الأستاذ حسن الشرفي.. هذا العملاق اليماني الملهم والنهر المتدفق بالعطاء الخصب والأفق المفتوح أمام كل من يريد أن يتعلم كيف يمكنه أن يحس ويستلهم الإيحاءات والصور البديعة بطريقة الخلق الفريد بعيداً عن محاولات إجهاد الخيال عبثاً باختلاق الصور المبتذلة والهذيان المحموم..
صفوان القباطي- [email protected]
حكاية أغنية (مطر مطر)
في البدء من وسط جفاف المشاعر وهجير الأيام يأخذنا أستاذنا الشرفي على جناح الغيم إلى جو المطر والسيول في رحلة أثيرية خارج إطار الزمان والمكان إلى بلاد المحابشة إلى جياح والجوانة والاحبوش ليحج بأرواحنا قبلة الذكرى ويطوف بأشواقنا مسرى أنسام تلك الربوع..
مطر مطر والظبا بينه تدوّر مكنَّة..
يا ريت وانا سقيف
يا ريتنا خدر بدوي كلهن يدخلنه..
لو ما يروح امخريف
يا ريتنا كوز بارد وحدهن يشربنه..
على شوية صعيف
(مطر مطر والظبا بينه).. يا ا ا ه أي حس عبقري غزل الشرفي من خيوط رقته هذا النسيج الشفاف وأي بشرى سعد ساقت سحابة موسم الحب هذه إلى ربيع مشاقر أيوب لينشر ندى غيومها في سماء أحلامنا غيث عطر هاطل لطالما شربناه وما ارتوينا ..
يسقي امجوانه غمام امصيف وردي وحبشوش..
وسامح الله أحبابي على سفح الاحبوش
هم عذبوني وخلوني متيم ومربوش..
والحب قرقوش ما مثله ولا أي قرقوش
وحكاية هذه القصيدة الوحيدة التي وقعت في أحضان أيوب كما يرويها الأستاذ حسن الشرفي هي أنه وبينما كان أيوب والشاعر الراحل عثمان أبو ماهر يعملان في مهمة جمع أغاني التراث الزراعي بالمحابشة نزلا في ضيافة شاعرنا القدير الذي رافق تجوالهما في تلك الأنحاء وشاءت الصدفة ذات يوم وفي لحظات ما قبل الغروب أن تقع عينا شاعرنا على موكب زفاف نسوي في سائلة أحد الوديان على طريق مرور الثلاثي الجميل.. لحظتها كان المطر يهطل ليبلل زنان وأوجان الصبايا وشمس الأصيل ترسل أشعتها الذهبية لتقبل حمرة المباسم والخدود في مشهد امتزجت فيه ثلاثية الشعر والشمس والمطر بوجدان العم حسن الذي أعتلى صهوة يراعه مباشرة فلم تكمل السيارة صعود النقيل القادم حتى أتم كتابة هذه القصيدة (اللوحة) وفي أقل من ساعة سلمها لأنامل أيوب ليبدأ الدندنة ببواكير لحنها البديع من فور تلك اللحظة..
فرشت قلبي لكل اسمر عيونه مرايا..
واهديت عمري جبا له
أنا الذي قاد أشواقه سرايا سرايا..
ولفَّها في حباله
كم كان يضحك على كل الحسان الصبايا..
واليوم عايش لحاله
ما كان يحسب حساب السحر في الثغر الاشنب..
وكان ناسي بأنه آخر اليوم يحنب
غبني على من عشق غبني على كل من حب..
غبني على من شرب كأس المحبة وجرَّب
كما هو فخر للشعر أن تنجب ساحته فريداً كالشرفي فكذلك الحال بالنسبة لسفوح ووديان وجبال المحابشة والشرفين التي يحق لها أن تباهي بشاعرها الرقيق مغبطة والخوامقة تتلقاه بأحضانها هدية من أعلى سماء وتفتح له ذراعي الحنان والأمان لتسقيه من دراديش غيولها وحي إلهام القلوب الذي جعلها تبدو في شعره أزهى وأرفل مما هي عليه في الواقع..
يا جبال المحبة في بلاد الشرف..
يا حلم من جا ومن راح
كيف ضيعت قلبي في سفوح القطف..
والعاصمية وجيَّاح
بين خضر الربا حيث الشعاع المهفهف..
والزهر بالعطر فوَّاح
والغواني تبكر صف ترقص ورا صف..
بمتحتحة وامترتَّاح
قد كنت داري وعارف.. إن خطي طويل
وزي ما الحب شايف.. سقيت كل القناديل
قطَّرت زيت المصايف.. من الشذى والمواويل
زرزرت سود الشراشف.. عطرت خضر المناديل
وفي غرام الغانيات البيض ينطلق هزارنا مسابقاً طيور الغبش ومسترسلاً في غواه..
ما على من عشق بيض الرغاديد منقود..
ما دام عارف طريقه
والذي ما سكر بالحب يسكر بعنقود..
في منظرة أو حديقة
غبن نفسي شدفني كل ممشوق رغدود..
خمر العشي ذوب ريقه
يحتكم في الهوى من غير شاهد ومشهود..
ويعترف بالحقيقة
يا هوى يا هوى حبلك طويل الطرف..
وانا معاجل ومحتاج
نسمة الصبح تزرع في فؤادي سنف.. والحب ماله علاج
حرشتي يا بنات الريف من وادي اخرف..
لا حد حصن الغماج
ما دريت ان لحظ البدوية سيف مرهف.. وأن قلبي زجاج
وليس الشاعر من يغتصب هواجس الشعر ليرضي غرور ذاته النرجسية على حساب المعنى والمبنى إنما الشاعر من تتزاحم الصور المشرقة والمعاني البديعة كفراشات لتحوم حول خمائل وجدانه الخصيب وتصطف شياطين الشعر طوابيراً على أبواب خياله المفتوح لتطل على أكون العواطف وملكوت الإبداع الغزير وهو أقل ما يمكن أن يوجز في وصف مبدع بحجم الأستاذ حسن عبد الله الشرفي العاشق المتيم الذي حمل في سبيل حبه أكثر مما حملت جمال الجوانة في بلاد الشرف..
قلبي شجي يا زهور الفل قلبي شجي..
في ذمة الحب واهله
ما عاد درى بعدما زاد الجفا أين يجي..
ولا لقى من يدله
أنا الذي ذاب روحه في يد الحب أنغام..
وسال لهفة ولوعة
نذرت قلبي وعمري والليالي والايام..
في قبلة الشوق دمعة
قد كان لي في بيوت الحب أخوال واعمام..
وألف شمعة وشمعة
أطوف بين المروج الخضر مثل الفراشة..
عسى أرد الظما
وحولي الغيد مثل الزهر ترعى امكباشة..
تشبه نجوم السما
من أجلكم كان له فوق امقطف ألف مشوار..
من يوم عاده صغير
في ذمة الخصر الاهيف والعيون الكبار..
صبَّح فؤادي أسير
وإنسان بحدس الشرفي وسمو موهبته إذا كتب تفرد وإذا تخيل قفز على أسوار المجاز وإذا تغنى أطرب الحجارة ورقص النجوم وإذا أحب أتاه الحب موالاً يمشي على قدمين..
حبيت قال الناس كيف حبيت..
قلت الهوى جاني وما تخبيت
وانا الذي في ديمته تربيت..
وكنت أنا القنديل فيه والزيت
بدي أعيش في الحب عيشة الضوء..
في البر في البحر العميق في الجو
واشتي جميع العالمين يدروا..
كم صمت في درب الهوى وصليت
حبيت انا من يوم شاربي لاح..
مثل المشاقر في حقول جَّياح
واليوم قد حبي كبير ومرتاح..
ومثلما أشتي في سماه غنيت
قل للذي ما يعرف المحبة..
قلَّه حياتك باردة وقبَّه
مثل الحجر منذوق سفل تبَّه..
ما ارتحت في عمرك ولا تهنيت
ويزف شاعرنا البشرى للعوالي والسهول المرتقبة على مشارف قدوم العلان..
علان جا يا مصايف.. يا شوق قلبي العليل..
الزهر في كل عاطف.. وكل حالي كحيل
وكل جاني وقاطف.. أرق من زهر أبريل..
يهز سود السوالف.. كِنَّه جرايد نخيل
ومع الرعاة والراعيات يفتح الشرفي نافذة الذكرى المطلة على عهود الصبا ومراتع الطفولة ليعطر بطيوف الماضي وأحلامه أفق شباب العشق الخالد وينعش بعبير اللهفة مهجنا المتعطشة لسماع حكاياته في نواحي المحابشة وبالذات عندما يقف بنا هذه الوقفة في مواجهة (ريم نخبان) الزعلان..
ريم نخبان ما غثاك واريم نخبان..
أنت غاضب على مه يا حبيبي وما شان
خيط قلبي معلق في عيونك والاجفان..
فاتق الله في قلبي وخليك إنسان
لهف نفسي على وادي المعاين وداجون..
حيث تسرح حبايب قلب ما زال مسجون
حيثما الحب بالأنسام والطيب معجون..
والقمارى تناغي بالغنا بلبل البان
وليت شعري.. تساؤل محفوف بالرجاء الممتد إلى باب الأمل للقاء ريم نخبان في سفح معناب المطير..
ليت شعري متى شلقاك في سفح معناب..
أرتشف من خدودك خمرة الحب أكواب
واحتسي مبسمك تحت الشجر كأس قد ذاب..
مثل دمع السحر فوق الخمائل والاغصان
خاف ربك بحجر الله خليك واعي..
لا تكن شي قصى ما بش لذا الهجر داعي
واذكر العهد في نخبان جنب المراعي..
يوم شن المطر وانا معك قبل علان
وان تكن قد نسيت فاسأل هدية وناصر..
ذي قرع هوشنا واحنا نسقي المشاقر
قل لهم من بدا منا يحوز امعصافر..
شنتظر كيف تتصرف ولا كان من خان
ويتفرد الأستاذ حسن المتفرد عموماً في تعبيره عن خيبة الظن باكتشافه حقيقة معدن ذلك الحبيب الذي سبق وأن خبأه سنيناً في دقات قلبه وصورت له بهارج الحسن البادية على محياه البراق بأنه حبيب (حسب الطلب) فينصب مجتهداً في تحميل نفسه وزر اللوم والعتاب لارتكابه جناية حبه..
حسب الطلب لا ما انت حسب الطلب..
ولا أنت صيفاني كما قيل
ما أنت من غزلان وادي العقب..
ولا من الفردوس موديل
كنت احضنك في القلب قمري طرب..
كنت أزرعك في الروح قنديل
وما حسبت ان الخبية خُلّب..
واني معلق وسط زنبيل
وفوق ذا كله تطيل العتب..
والحب مش مسرح وتمثيل
لا من ربيع اول ولا من رجب..
طبعك وما نا حق أبريل
ما بش قداك حجة ولا أنت السبب..
أنا السبب جملة وتفصيل
وكما عرفنا الشرفي محباً للضحك والفرفشة والغناء فتماماً وبذات القدر وجدناه على امتداد مشواره عاشقاً لجمال الرغاديد النواعم وبالأخص (كبار العيون) الهائمات في سفوح القطف والاحبوش وتشهد له بهذا الروائع من درر الوصف المعلقة عقوداً على صدور غواني معناب والمغربة والغبيب.. دعونا نفض الخطاب عن مكنون أحدها..
يا حبيبي تعال.. نضحك ندردش نغنِّي..
في سفوح امجبال.. تقر عينك وعيني
في كل دردوش موَّال.. منقوش أخضر وبنِّي
يا زهر الفل بالله اقبليني صديق..
خلَّي فؤاد الهوى يروي بأحلى رحيق
ما فايدة في عُمُر كربة وغمَّة وضيق..
مثل المسافر لوحده ما لقي له رفيق
يا بنت كيف شرعكم إن جا قداكم غريب..
ما بش معه في بنات عمه وخاله نصيب
مشدوف حسُّه بقات المغربة والغبيب..
سارح مع الريم يبحث بينكن عن حبيب
وفي سفوح الاحبوش تنداح غمائم فجر إعجاب الشرفي بكبار العيون على شاكلة..
لحبوش لحبوش يا مخبا كبار العيون..
يا جنة الحب يا مهد الهوى والشجون
قلبي فراشة تحوِّم فوق خضر الغصون..
ومهجتي عصفري خلف الشبابيك مسجون
سهرت بك والنجوم فوق الرحيَّة فوانيس..
حملت حبَّك صغير من قبل ما اسمع بإبليس
وعشت لك أنت وحدك رغم كل المقاييس..
يا نغمة الروح يا أحلى كلام القواميس
ومن قصائد شاعرنا الشرفي تفوح روائح الفل والكاذي وتخالط برودة ماء (الكيزان) نكهة (بلاعيش) التلاقي وحبات الجهيش..
يا ريت والله على شربه وفصعه كشيم..
ونص ساعة قدا المحبوب داخل عريش
أشم في نهدته كاذي وأمتص ليم..
وان قال مالك أراشي له بحفنة جهيش
واقول وارب مالك حين خلقت امحريم..
خلقت لي قلب من غير امهوى ما يعيش
وارب ما احلى حمام الخبت تزجم زجيم..
واحس عقلي إذا ما طاش قرَّب يطيش
أنا فدى كل وجنة راوية كاموجيم..
وكل كحلا ألاعبها وما تنزويش
حلفت والله وبالله العلي العظيم..
إن الذي ما عشق عصفور من غير ريش
الله يا سهل خطاب يا خبا كل ريم..
تلقاه من زقزقة وسط امجرايب يهيش
سمعت في امَّغنمية صوت مغنى رخيم..
وأحسست في كل مفصل من عظامي وشيش
ومن لجة جحيم الجوى في الجوانح يطلق شاعرنا المستهام لعصافير أشواقه العنان لترفرف مصفقة بأجنحة الشجن حول شبابيك المحبوب مواصلاً استغراقه بلذة التمني في اجتماع الشمل مع غاية القصد بعيداً عن نظر العاذل والرقيب..
يا ريتني في جُباكم عصفري..
وإلاَّ حمامي على امكنَّة يدور
أتشاقرك من قبالك المشقري..
واسبِّح الله خلاق البدور
لاذا توهَّم ولا هذا دري..
ولا سمعت امحُكى باطل وزور
والا فيا ليتني لك عسكري..
أسير معك حيث ما تشتي تسير
أقطف القات لك حالي طري..
واسقيك بارد مبخَّر بالبخور
وان جيت ترقد أفرِّش ميزري..
والحِّفك بالمشاقر والزهور
وريت والله وصدرك دفتري..
أكتب عليه شعر موَّاج البحور
كم سبَّني الناس بك وانا بري..
ولو تجمَّلت فالباري غفور
وبوفاء المحب يسمو العاشق الشرفي على كيد الوشاة ولوم اللائمين كعادة المغرمين على مدار العصور.. إنه يقطع المدى ويطوي مسافات الاشتياق ليلقي بتحية المساء وردة طرية عند شبّاك الحبيب..
مسَّاك بالخير مسَّاك.. وصبَّحك بالمحبة..
يا نجم في الروح مسراك.. يفديك روحه وقلبه
حاولت يومين أنساك.. لقيت غُمَّة وكربة..
يا قمري القلب ما احلاك.. وأنت سامر بجنبه
لا موني الناس في حبك وحبك قدر..
نزل على قلبي العطشان مثل المطر
حسَّيت منه بنفسي مثل عزف الوتر..
ومثل وحي السحابة في عروق الشجر
وبين حمرة المباسم وهيف الخصور تخيلوا ما يمكن للوله والافتتان أن يصنعاه في قلب عاشق كبار العيون الأستاذ حسن الشرفي.. في الحقيقة الحكاية تتجاوز نطاق تقبيل خدود غواني المعازيب التي لاح على أفق لازوردها شفق صيف الخجل..
وردة طرية وخد احمر منيَّل وزهرة..
وقلب عاشق وكيف الخاتمة
أنا الذي ما صبر في ذمة الحب صبره..
عشاق كل القرون القادمة
ظامي شرب في الصبابة دور غيره ودوره..
من كف حالي عيونه ظالمة
لحظة إشارة خطر تضحك على عقل غيره..
ما أحد يقلِّه على حقه لمه
زرعت بين الندى والعطر والظل قلبي..
وشوشت باللحن لحن الحب دربه ودربي
رقصت بالهمس همس الشوق حبه وحبي..
دعيت ربي يبارك في ذنوبه وذنبي
يا نجمة الصبح يا أنسام خضر العشايا..
رُشِّي خدوده بشفاف القبل
غنَّيه ألحان أحلى ذكرياته معايا..
خلَّيه يطعم عسل شهر العسل
ما أحلاه والرشح يلمع في جبينه مرايا..
وفي خدوده شفق صيف الخجل
افدي بروحي ومالي غانيات اممَّعازيب..
من كل ملمومة القامة تبكِّر مع امذيب
تمسي تحوش امغنم ما بين عوج اممَّزاريب
هدومها شمَّها كاذي وما تعرف امطيب
وماذا عساه أن يكون الواحد منا إذا عاش عمره بدون عواطف الحب وأشجان الغرام.. الإجابة طي هذا التوصيف الدقيق لحال هذه العينة من البشر كما يرى الخبير المجرب حسن عبد الله الشرفي:
أنت في الناس من إن كان قلبك دبيرة..
أنت واحد مجن وإلا حجر في جزيرة
لو يكن لي مجال سريت مسرى أبو زيد..
حين يغيب الهلال ما اخاف زربة ولا حيد
وابذل الروح والمال بدون ما شرط أو قيد
من أجل حمر الوجن واجل العيون المثيرة..
ما دام والعشق فن يشتي عواطف كبيرة
من عشق منَّنا عاش.. عيشة ملك طاهر التاج..
حتى ولو تحت معشاش.. ليابس الخبز محتاج
وانصحك بالبلاش.. تعشق وللهم فرَّاج


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.