اختتمت أمس بالعاصمة البحرينية المنامة الدورة الثانية لمنتدى التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام بمشاركة اليمن. وناقشت الدورة على مدى يومين آلية الإشراف على تنفيذ مشاريع التعاون الإعلامي بين جامعة الدول العربية والصين ومجالات تدريب وتأهيل الكوادر الإعلامية بينهما وتحقيق التبادل الحر للمعلومات وحرية الإعلام ,فضلاً عن استعراض تجارب الجانبين في مجال الإعلام الجديد. وبينت ورقة العمل التي قدمتها اليمن بعنوان «توظيف وسائل الاتصال لتحقيق التفاعل الحضاري المنشود بين العرب والصين» أن الوضع الدولي يكشف عن حالة من الاختلال في التدفق المعلوماتي يمنح الدول الكبرى المهيمنة على مصادر المعرفة والمعلومات القدرة على السيطرة وتوجيه النظام الإعلامي الدولي لصالحها وعلى حساب أطراف أخرى . وأكدت الورقة التي عرضها الوكيل المساعد لوزارة الإعلام يونس هزاع حسان أنه ليس أمام العرب سوى خيار واحد يقوم على استخدام أسلوب التكتلات الكبيرة في مجال الإعلام من خلال تنمية روابط العلاقة بين وسائل الإعلام في الدول العربية مع نظيراتها في جمهورية الصين الشعبية لتعكس الثقافتين العربية والصينية وتبرز المشترك الثقافي للأمتين بما يدفع بحوار الحضارتين إلى الأمام. وأشارت الورقة إلى أن ما يجمع الشعوب العربية بالشعب الصيني من قيم حضارية وتاريخ عريق سهل ويسهل من تعزيز العملية الاتصالية على الرغم من محدودية المجاميع العربية التي تتحدث اللغة الصينية . وحددت الورقة عدداً من السبل والوسائل لتعزيز هذا التوجه من خلال تطوير وتفعيل التعاون العربي الصيني والتنسيق في ميدان الإعلام والمعرفة و ميادين العلم والتكنولوجيا ووسائل الاتصالات الحديثة وتنمية دور الوسائط الإعلامية لتوطيد العلاقات السياسية والثقافية . وأشار الوكيل المساعد لوزارة الإعلام لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إلى أنه بحث على هامش الدورة مع الوكيل المساعد لشئون الصحافة والإعلام الخارجي بمملكة البحرين الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة سبل تعزيز التعاون الثنائي بين وسائل الإعلام اليمنيةوالبحرينية وتبادل الأخبار بين وكالتى الأنباء اليمنية «سبأ» ووكالة الأنباء البحرينية «بنا». وأضاف بأنه التقى بالمسؤولين الصينين المشاركين في الدورة وبحث معهم مجالات التعاون الإعلامي بين اليمنوالصين وسبل الارتقاء به الى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين,فضلاً عن التعاون الإخباري والتدريب والتأهيل بين وكالتي الأنباء في البلدين الصديقين. وقد صدر عن الدورة بيان ختامي أكد أهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في توثيق العلاقات العربية الصينية في كافة المجالات,وتعزيز التقارب الفكري والثقافي وتعميق أواصر الصداقة بين الحضارتين العربية والصينية من خلال التوظيف السليم لمختلف وسائل الإعلام ، في تقريب الرؤى والأفكار ، في إطار من التفاهم واحترام الخصوصية وجعل أية اختلافات عنصراً لإثراء هذه الصداقة.. كما أكد البيان ضرورة تعزيز هذه العلاقات والدفع بها إلى مستوى التعاون الاستراتيجي بين العرب والصين. وأعرب البيان عن رضى المشاركين عما تحقق من تعاون وتنسيق في مجال التعاون الإعلامي منذ انعقاد الدورة الأولى لهذه الندوة في بكين سنة 2008م. إلى ذلك أوصت دراسة اكاديمية حديثة بأهمية الاستفادة من التطورات التقنية في مجالي الاتصال والإعلام لدعم برامج وخطط التنمية والتغيير المجتمعي على الصعيد الوطني. وأشارت الدراسة التي أعدها استاذ الاعلام المشارك بجامعة عدن الدكتور محمد عبدالهادي الى ان الجمهور يتأثر عادة برسائل الإعلام التي تتضمن معلومات تتفق مع الرأي السائد وتتماشى مع أنماط السلوك والاتجاهات والمرتبطة باحتياجاته. وأكدت ضرورة مراعاة الدقة لاختيار الوقت المناسب عند بث الرسالة الإعلامية حتى تؤدي غرضها المطلوب وإلا سيكون تأثيرها عكسياً وربما يهملها الجمهور ولا يعطيها أهمية .. مؤكدة أن الرسائل الاعلامية تكون شديدة الفعالية في خلق آراء واتجاهات لدى الجمهور باستهدافها المواضيع الطازجة والحديثة والآنية. واعتبرت الدراسة عنصر المستقبل هدفاً تستهدفه محاولات التأثير من قِبل المصدر عبر معرفة خصائصه الاجتماعية والنفسية والاتصالية بصورة دقيقة ومتعمقة .. منوهة بأن الجمهور المستقبل يمثل جمهوراً ديناميكياً ومتبايناً في الجنس والعمر والسمات والمستويات التعليمية والمعتقدات والأعراف والتقاليد.. وذكرت أن كل وسيلة إعلامية لها ميزة خاصة على الإقناع والتأثير وتختلف من وسيلة الى أخرى، وأن فهم الرسالة الإعلامية تتوقف عند مقدرة المتلقي لفك رمزها وتفهم إطارها الدلالي .. مبينة أن هناك علاقة بين التعليم ومدى الإقبال على وسائل الإعلام الجماهيري، ولكي تحظى وسائل الإعلام بجمهور عريض يجب أن يكون لدى الجمهور حد أدنى من التعليم. وطالبت الدراسة بتأهيل العاملين في حقل الإعلام على برامج الحملات الإعلامية الإقناعية «الإذاعيةوالتلفزيونية» وتفعيل دورها للاسهام في تنفيذ التوجهات التنموية وحشد الجماهير وتقييم المشاريع والبرامج التنموية وتشجيع ودعم التجارب الناجحة والرائدة . وشددت على ضرورة أن يكون للمؤسسات العاملة في حقل التنمية برامج إعلامية لإبراز نشاطها كإصدار «صحفية أو مجلة أو نشرة او المشاركة في برنامج إذاعي أو تلفزيوني» للإسهام في تحقيق الغايات المنشودة للمؤسسة. ودعت الى تفعيل دور المرأة في مجالات التنمية خاصة جوانب الرعاية الصحية والتعليم ومحو الأمية، باعتبار أن المرأة تشكل جزءاً مهماً من نسيج المجتمع ويمكن أن تساعد بشكل كبير على تحقيق التنمية .. مؤكدة ان نجاح خطط التنمية مرهون بالمشاركة الإيجابية للقوى المنتجة عن طريق الإعلام والتوعية والتربية والتثقيف، ما يتطلب إعداد سياسات إعلامية علمية وطنية تحدد وترسم الأولويات لبلوغ الأهداف المرجوة. وطالبت بضرورة التصدي للفساد المستشري في الأجهزة الحكومية العاملة في مجالات التنمية، وتشديد العقوبات القانونية وتطبيقها على الجميع دون استثناء وأن على وسائل الإعلام كشف الفاسدين وفضحهم أمام الرأي العام. واستشهدت بمعاناة الدول النامية لمشكلات الفساد الذي يؤدي الى فشل السياسات التنموية الحالية والمستقبلية، باعتبار أن انتشار الفساد داخل الجهات المكلفة بعملية إحداث التنمية يقضي على عملية التنمية بأسرها. وأكدت أن غياب المساءلة واتخاذ إجراءات صارمة ورادعة تجاه إهدار المال العام والفساد بصوره وأشكاله المختلفة، وعدم الاستعانة بخبرات ناضجة بمجالات التنمية وانتشار المحسوبيات على حساب الصالح العام يقود إلى فشل برامج التنمية في الأجلين القصير والطويل وتردي الأوضاع على الصعيد التنموي.. ورأت الدراسة أن ضعف الرصد الدقيق للمتغيرات التي تحيط بالعملية التنموية يؤدي لتعطيل البرامج وفشلها وإلحاق خسائر كبيرة لا يمكن للدول تحملها في ظل سعيها للوصول لمساعدات وقروض مالية لعملية التنمية. وأوصت على دعم وتطوير تبادل المعلومات بين الجهات والمؤسسات العاملة في المجالات التنموية لتحفيز الإنتاج وتشجيع آمال المجتمع المحلي وتنظيم دورات تدريبية للعاملين في أجهزة الإعلام والاتصال وعقد مؤتمرات وندوات وورش عمل عن دور الإعلام ووسائله ودعم المشاركة الشعبية لتحقيق أهداف التنمية بما يسهم في اكتساب معارف حديثة في هذا المجال.