تبدأ أعمال المؤتمر الوزاري الرابع لمنتدى التعاون العربي- الصيني بمدينة "تيانجين" الساحلية 160 كلم شرق بكين يوم غد الخميس وتستمر يومين بمشاركة وزراء خارجية الدول العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وعدد من كبار المسئولين الصينيين . وسيتم خلال المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان / تعميق التعاون الشامل وتحقيق التنمية المشتركة / مناقشة سبل تطوير التعاون بين الصين والدول العربية في شتى المجالات إضافة إلى القضايا العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك مما سيتيح فرصة للجانبين لمراجعة وتقييم الانجازات التي تحققت خلال الأعوام الستة الماضية منذ تأسيس المنتدى رسمياً عام 2004 . ويرأس المؤتمر، الذي يتوقع أن يفتتح أشغاله رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو، كل من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية الليبي موسى كوسا إلى جانب وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشى. وسيبحث المنتدى ويصادق على الإعلان المشترك عن إقامة علاقات التعاون الاستراتيجي بين الدول العربية والصين، بالإضافة إلى البرنامج التنفيذي للتعاون القطاعي بين الجانبين خلال الفترة الممتدة من 2010 إلى 2012. كما سيتم التوقيع على عدة مذكرات تعاون، من بينها واحدة حول التعاون في مجال الترجمة وتبادل نشر الكتب العربية والصينية لتعميق الصلات الثقافية. ويعد المنتدى العربي الصيني، واحدا من أهم آليات التعاون العربي الدولي جنبا إلى جنب مع منتديات التعاون العربي التركي والعربي الهندي والعربي الياباني. وسيشهد مؤتمر تيانجين مناقشات بشأن العلاقات الصينية العربية، ودعم بناء المنتدى والتعاون الفعال بين الجانبين والقضايا العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما يستعرض الاجتماع مسيرة علاقات الصداقة الصينية العربية، وتحديد الأولويات والإجراءات المفصلة لتعزيز التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية. وحسب وزارة الخارجية الصينية، فإن الجانبين العربي والصيني سيسعون خلال هذا المؤتمر لبحث "تطوير علاقاتهم ورفعها إلى مستوى استراتيجي". واعتبرت أن "الصين والبلدان العربية جميعها دول نامية وتربطها علاقات صداقة متينة، وترى أنه من مصلحتها الحيوية إقامة شراكة إستراتيجية فيما بينها، بما يدعم تعاونهما المستقبلي بشكل أكبر في شقه السياسي والاقتصادي والثقافي، ومن شأن ذلك أيضا أن يساعد في تقوية التضامن والتعاون بين البلدان النامية، والحفاظ على الأمن والاستقرار في العالم". وتوجد في إطار المنتدى عشرة آليات للتعاون تتعلق بمجالات مختلفة، من بينها الطاقة والثقافة والإعلام والتعليم، وتعقد في إطار المنتدى مؤتمرات منتظمة حول التعاون الإعلامي وحوار الحضارات ومؤتمر رجال الأعمال والندوة الاستثمارية، ومؤتمر تعاون الطاقة ومهرجان الفنون والثقافة الذي أصبح بدوره موعدا هاما للتبادلات بين الطرفين. وعلى الصعيد التجاري، تعرف العلاقات بين الطرفين تطورا كبيرا للغاية، حيث أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للعالم العربي، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين تقريبا 110 مليارات دولار في عام 2009، مسجلا تراجعا عن 2008 بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية، وهو مستوى أعلى بمقدار مائة مرة عما كان منذ ثلاثين عاما. وكان حجم التجارة العربية الصينية، خلال العام 2007 على سبيل المثال، نحو 4ر86 مليار دولار. وفي العام 2008 قفز إلى 8ر132 مليار دولار، وتجاوزت الصين حينها لأول مرة الولاياتالمتحدةالأمريكية لتصبح أكبر شريك تجاري للعالم العربي. ويبلغ معدل النمو السنوي للتجارة بين الطرفين منذ تأسيس المنتدى أكثر من 36 في المائة، ففي عام 2004 لم تتجاوز تجارة الطرفين 7ر36 مليار دولار. وعلى الصعيد السياسي فإن الصين تحترم وتدعم جهود الدول العربية في اختيار طرق تنموية تتفق مع ظروفها الوطنية بإرادتها المستقلة وترفض ربط الإرهاب بشعب أو دين بعينه، وتؤيد الحقوق العربية المشروعة خصوصا في فلسطين فيما تدعم الدول العربية قضايا الصين خصوصا المتعلقة بسيادتها ووحدة أراضيها. وقد أصدرت القمم العربية واجتماعات وزراء الخارجية العرب في السنوات الأخيرة قرارات، خاصة ل"تعزيز العلاقات مع الصين" أكدت مرات على التزامها بسياسة الصين الواحدة. وأشارت إلى أن التشاور السياسي والتنسيق الذي قام به الجانبان حول العلاقات الصينية العربية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك في إطار آليات الاجتماع الوزاري واجتماع كبار المسؤولين قد ساهم في تعزيز الثقة المتبادلة بين الجانبين وإرساء أسس سياسية متينة للتعاون المتبادل المنفعة في كافة المجالات. يذكر أن منتدى التعاون العربي الصيني تأسس في 30 يناير 2004 في القاهرة إثر زيارة الرئيس الصيني هو جين تاو لمقر الجامعة العربية، كمنتدى لتعزيز الحوار والتعاون والتنسيق بين الطرفين في شتى المجالات وعقدت دورته الأولى في القاهرة في سبتمبر 2004 بينما عقدت الدورة الثانية في بكين 2006 ، وفي 2008 عقد الاجتماع الثالث للمنتدى في البحرين. وسيعقد الاجتماع الرابع في الصين وذلك بالتبادل بين الصين مرة وإحدى الدول العربية في المرة الأخرى كل عامين في إطار سياسة التعاون الجديدة التي اتبعتها الجامعة العربية مع الكيانات والدول الأخرى . سبأنت