الحديث عن جمهورية الصين الشعبية طويل ومتشعب ومتنوع كتنوع بلاد الصين وقومياته.. الحديث عن هذه البلاد العظيمة يحتاج صفحات وصفحات 0 تحتل الصين اليوم مكانة رائدة في مجال معدل النمو السنوي اذهل علماء الاقتصاد، فالمنتجات الصينية اغرقت الأسواق الأمريكية والأوربية وخصوصاً النسيجية منها ذات الجودة العالية، التي تباع في تلك الأسواق بأسعار رخيصة وصارت تلك مشكلة تؤرق الأمريكيين والأوربيين. الصينيون غزو الفضاء وغزو كل المجالات ويسيرون بخطى ثابتة وواثقة نحو زعامة العالم، ومن حق شعب يبلغ تعداد سكانه مليار وثلاثمائة مليون انسان وبمساحة تزيد عن تسعة مليون كيلومترمربع أن يحلم بذلك في ظل تطور قدراته المادية والعلمية المتميزة.من خلال هذا الاستطلاع سنرحل إلى عالم الصين الحديث لنتعرف عن قرب عن الكثير من التطورات السريعة والمذهلة التي شهدتها هذه البلاد المترامية الاطراف والتي جعلت الجميع يرقب هذا المارد . * 13 صحفيا عربيا في ضيافة بكين الزيارة الى الصين كانت لثلاثة عشر صحفياً من سبع دول عربية هي اليمن ، السعودية ، عٌمان الجزائر المغرب السودان وموريتانيا استمرت عشرة ايام كانت مزحومة ببرنامج مفيد وممتع لدولة هي 00 قارة 0 بداية جولتنا الاستطلاعية للعاصمة الصينينة بكين والتي انتشرت فيها البنايات الشاهقة وتبدو النظافة فيها واضحة المعالم زرنا ساحة ميدان السلام أو فيما كان يعرف ساحة (تيان آن من) وفي الساحة يتجمع الآلاف من الصينين والأجانب لزيارة العديد من المواقع السياحية والمباني المتميزة في هذا الميدان 0 صورة الزعيم الصيني (ماو تسي تونج) بدت في برواز كبير وهي تحكي مرحلة التحرر وبداية بناء الصين الحديثة والصينيون وبلا حرج يقولون ان تلك المرحلة رافقتها بعض الاخطاء لكن "ماو" يظل زعيم الصين المحبوب من شعبه وجاءت الاجيال من بعده لتصحح الاخطاء وتقود البلاد الى اشراقات الامل ولتلحق بالركب الحضاري المتطور حتى ذلك الحدث الذي وقع في الصين عام 1989م في نفس هذا الميدان وعرف بمظاهرة الطلبة، الذي يرى الصينيون ان الاعلام الغربي ضخم ذلك الحدث في محاولة النيل من سمعة الصين ومكانتها الدولية وهم بذلك ارادوا خلق نوع من الخلخلة في بنية النظام، لكن إرادة الشعب الصيني كانت أقوى، حيث استطاع الصينيون التغلب على مشاكلهم والإنطلاق بقوة الصاروخ وذلك من خلال أحداث المزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية على طريق التنمية الشاملة في كل نواحي الحياة وبخطوات هادئة ومدروسة وكان لهم مرادهم فالصين اليوم قوة اقتصادية وعسكرية عالمية يوضع لها ألف حساب وقوتها تزداد بسرعة من خلال ازدياد ناتجها القومي السنوي والذي يعد من أكبر معدلات النمو في العالم باعتراف العالم الغربي. * "شينخوا" وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" تأسست عام 1931م وأصبحت وكالة أنباء رسمية للدولة بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949م . و لها مكاتب في 105 دول. وأوضح نائب مدير عام الوكالة السيد لي وي أنها تبث اخبارها إلى كل أنحاء العالم على مدار 24 ساعة بسبع لغات هي الصينية والعربية والإنجليزية والفرنسية والاسبانية والروسية والبرتغالية بمعدل 600 ألف كلمة صينية في اليوم، و ترسل 120 صورة أخبارية و 15 جدولاً بيانياً يوميا، وتقدم منتجات سمعية ومرئية من مختلف الأنواع إلى 300 محطة تليفزيون.وتصدر الوكالة العديد من الصحف والمجلات المتنوعة ويبلغ عدد مشتركي نشرة الأخبار على الموبايل 3 ملايين صيني. وقد أشاد السيد/ وي بالتعاون الصيني العربي في مجال الإعلام وخاصة بين وكالات الأنباء العربية وشينخوا .. معبراً عن ارتياحه الشديد للمستوى المتميز بين "شنخوا" و "سبأ "، التي قال إنها تطورت كثيراً في الفترة القريبة الماضية وهو أنعكاس طبيعي لمستوى تنامي وتطور العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين. * مسلمو الصين في اليوم التالي التقى الوفد الاعلامي نائب رئيس الجمعية الإسلامية السيد محمد سعيد مايو فو والذي حدثنا عن أحوال المسلمين في الصين، وقال "دخل الإسلام إلى الصين قبل 1300 سنه عبر وسط آسيا من خلال الطرق البحرية والبرية من شرق آسيا وأفغانستان وعبر الخليج العربي إلى مناطق الصين الجنوبية"، ويزيد عدد المسلمين في الصين عن 21 مليون مسلم ، معظمهم في شمال غرب الصين وخصوصاً منطقة شينجيانغ التي يتواجد فيها معظم مسلمي الصين، وينتمي مسلمو الصين للمذهب الحنفي.ويبلغ عدد المساجد في الصين 35 ألف مسجد يعمل فيها 53 ألف شخص، وتوجد عشرة معاهد إسلامية عدد طلابها 26 ألف طالب، بالإضافة إلى أنه يتم إرسال العديد من الطلبة المسلمين من الصين إلى دول مثل ايران، سوريا، ليبيا والسعودية. وعن حرية العبادة الدينية أكد نائب رئيس الجمعية الإسلامية في الصين أن المسلمين في الصين يتمتعون بكامل الحرية الدينية وهناك العديد من الشخصيات الرسمية في الصين هم من المسلمين مثل نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ونائب رئيس مجلس الشورى. موضحا أن الجمعية الإسلامية تقوم بالعديد من المهام منها تطبيق السياسات الدينية، وتمثيل المصالح المشتركة للمسلمين ونشر المزايا الحسنة للدين الإسلامي. وسألنا أيضاً السيد محمد سعيد مايو فو عن آثار الثورة الثقافية في الصين على المسلمين وأخبرنا أنه أثناء تلك الثورة تم نهب ومصادرة بعض الممتلكات من المساجد ولكن تم إعادتها فيما بعد، وعلى صعيد نشر تعاليم الدين الإسلامي قال مايو فو "هناك العيد من الأعمال الإعلامية تتمثل في إصدار صحيفة خاصة بالمسلمين أسسها المسلمون في الصين بالإضافة إلى توزيع القرآن الكريم وكتب الأحاديث النبوية الشريفة، والاسهام في حل الصعوبات التي تواجه المسلمين بالتنسيق مع الحكومة الصينية.بعد ذلك قمنا بزيارة للحي الإسلامي بشارع نيوجيا في العاصمة بكين والمكون من عدد من البنايات منها مدرسة لطلاب الحي ومكتبه وأجهزة كمبيوتر. و في ذلك الحي يتولد لديك الإحساس بالتقارب في طبيعة الحياة الإسلامية حيث كان الاستقبال الحار من أهالي الحي لقدوم الوفد العربي إلى حيهم. *شينجيانغ أكبر مقاطعة اسلامية صينية يوجد في الصين 56 قومية منها 10 قوميات مسلمة،وهذه القوميات هي: هوي، الويغور، القازاق والقرنميز والطاجيك والأزبك والتتار، السالا ودو نغشيانغ وباو آن وتسع قوميات من تلك العشر ينحصرون في مقاطعة شينجيانغ وقانسو شمال غرب الصين، وقمنا بزيارة أكبر مقاطعة صينية مسلمة ذات حكم ذاتي وهي مقاطعة شينجيانغ والتي بدت فيها الكثير من مظاهر الحياة الإسلامية وقد التقينا بحاكم المقاطعة الذي نوه بالعلاقات المتميزة التي تربطهم بالعرب والمسلمين، من خلال التنسيق في القضايا المشتركة وتبادل التأييد في القضايا الأقليمية مثل فلسطين وتايوان.تبلغ مساحة " شينجيانغ" مليون وستمائة ألف كيلومتر ويزيد عدد سكانها عن 19 مليون نسمة، تأسست عام 1955م وفيها خمس ولايات ذات حكم ذاتي ومثلها 6 محافظات و 22 قرية، وهي مقاطعة متعددة القوميات والأعراق وقد شهدت تغييرات كثيرة بعد سياسة الإصلاح وارتفعت مكانة القوميات وتحسن مستوى معيشتها بفضل اتباع سياسة المساواة التي كان لها الأثر الايجابي والفاعل في استنهاض طاقات كل شعوب المنطقة -حسب حاكم المقاطعة-.وتتميز شينجيانغ بالعديد من الثروات المتنوعة وفي مقدمتها الزراعة وأهمها محصول القطن والفواكة والصناعات الإلكترونية والغزل والنسيج والحديد.وعن الطرقات وتملك المقاطعة شبكة طرقات حديثة تبلغ 80 ألف كيلومتر، و300 كيلومتر للسكك الحديد وتربط الطرقات جميع نواحي المنطقة، وتوجد فيها 29 جامعة . الاستثمارات الحكومية في المنطقة بدأت منذ انشاءها ووصلت العام 2000م أكثر من 110 مليار يوان موزعة في كافة المجالات الاساسية. وفي شينجيانغ زرنا معهد العلوم الإسلامية المؤسس عام 1986م، وينقسم المعهد إلى قسمين رئيسيين هما القسم التعليمي والقسم المعيشي، بلغت تكلفة المعهد 17 مليون يوان صيني، وعدد دارسيه 160 طالباً ومدة الدراسة 5 سنوات. ويقول مدير المعهد أن معظم العلوم التي تدرس في المعهد هي علوم إسلامية بالإضافة إلى التاريخ والجغرافيا واللغة الصينية والكمبيوتر والمدرسون في المعهد هم من خريجي الجامعات الإسلامية في كل من مصر، ليبيا، باكستان.ويقوم المعهد بتدريب أئمة المساجد في مختلف العلوم الشرعية وخلال السنوات الأخيرة قمنا بإرسال العديد من الطلاب إلى بعض الدول العربية لإكمال دراستهم. ومن مدن "شينجيانغ" مدينة "كاشغرو" وتعد من المدن الإسلامية الهامة في الصين لاحتضانها أكبر جامع إسلامي في الصين هو جامع ((عيد كاه)) الذي تبلغ مساحته أكثر من 17 ألف متر، و"عيد كاه" كلمة مركبة من العربية والفارسية وتعني مكان اجتماع. وهناك اعتقاد لدى مسلمي الصين ان من عاد من شنجيانغ دون أن يرى جامع "عيد كاه" فقد عاد بخفي حنين. وحسب رواية تيمور المترجم مع الوفد أن هذه المنطقة تعرضت للعديد من الغزوات من قبل الروس والهنود في فترات زمنية سابقة خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلادي، وقد استطاع الملك يعقوب سمرقند تحويلها إلى مملكة واستمر حكمه لمدة 14عاماً. وقد قمنا بزيارة المسجد الذي يحمل اسم الملك " يعقوب سمرقند" وهو من المساجد القديمة وشاهدنا أيضاً العديد من القبور للأسرة المالكة بجوار ذلك المسجد.بعدها زار الوفد الاعلامي سوق المدينة وهو من الأسواق التقليدية والمحافظ على أسلوبه الشرقي الإسلامي، ثم استضافتنا احدى الأسر المسلمة وهي أسرة ويغورية وبدى منزلهم مزينا بالزخارف الإسلامية والمجالس العربية. وقد حدث رب الأسرة عن العادات والتقاليد للأسرة الويغورية وتمسكها بدينها. وقال أن هذه المنطقة كانت قبل ذلك تدين بالبوذية لكن الله أكرمهم بنعمة الإسلام وتعاليمه السمحاء وقال أن الترابط الأسري هنا قوي والناس محافظون على قيمهم وحياتهم الإسلامية.وأكد أن من العادات الشهيرة للمسلمين في كاشغر هي أن جميع الناس في شهر رمضان المبارك يتناولون افطارهم خارج منازلهم. *العلاقات الصينية العربية الخارجية والتجارية وفي وزارة التجارة الصينية تحدثت نائبة مدير عام غرب آسيا وشمال أفريقيا في الوزارة السيدة جومان وقالت أنه تربط الصين والدول العربية علاقات طيبة تطورت تلك العلاقات في المجال التجاري. ففي عام 2000م كان حجم التبادل التجاري 15 مليار دولار ارتفع عام 2004م إلى 37 مليار دولار منها 18 مليار صادرات صينية و 19 مليار دولار واردات وبلغت قيمة العقود الموقعة حتى نهاية 2004م 20 مليار دولار وهذا التبادل التجاري موزع ما بين الأتصالات، الكيماويات، الزراعة والثروة السمكية والاسكان، وفي مجال التدريب دربت الصين في العقد الماضي 1500 عربي، وهناك تعاون في منظمة التجارة العالمية وذلك لتقوية العلاقات التجارية مع دول الخليج ونحن نعلق آمال كبيرة على منتدى الصين العربي في تحسين التبادل التجاري.وعن اشكاليات تجارة الصين النسيجية مع أمريكا وأوربا أشارت جومان أولا ان تجارة الصين من النسيج تبلغ 100 مليار دولار معظمها موزع على أمريكا وأوربا منها 12 مليار مع أوربا و 10 مليار مع أمريكا و 5 مليار مع الدول العربية وهذه الإحصائية حتى نهاية 2004م ، وقالت أن المفاوضات مع الاتحاد الأوربي انتهت وتم الإتفاق على حل هذه الإشكالية عن طريق المفاوضات. وكان من ضمن برنامجنا زيارة الخارجية الصينية حيث التقينا السيد لي لواشين نائب مدير عام غرب وشمال أفريقيا، الذي أكد أن الصين تربطها علاقات دبلوماسية جيدة مع جميع الدول العربية، وأن الجمهورية اليمنية من الدول التي ترتبط بعلاقات ممتازة مع الصين وهناك تعاون كبير في جميع المجالات بين اليمن والصين.وقال لواشين "نحن نثق كل الثقة أن المستقبل سيكون لصالح تعزيز العلاقات العربية الصينية نحو المزيد من الشراكة، وهناك تنسيق مع الدول العربية لتبادل التأييد في الأممالمتحدة لقضايانا المشتركة"، وأكد أن الشراكة الأقتصادية والثقافية من خلال إقامة المنتديات سيكون لها الأثر الإيجابي لتعزيز تلك العلاقات، مشيرا أنه تم إقامة منتدى الصين العربي العام الماضي الذي يسعى لإقامة المزيد من المنتديات. * بيت العرب في الصين "بيت العرب في الصين" هو الاسم الذي يطلقه الصينيون على كلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين وتأسست عام 1958م ويدرس بها نحو 200 طالب.يقول الدكتور سليمان نائب رئيس الكلية بأن الدراسة محصورة فقط على اللغة العربية وعلومها، وهذه الكلية مهد العديد من القيادات الصينية والذي يعملون في العديد من المواقع وفي السلك الدبلوماسي والسفارات في العالم العربي، ومن خلال الزيارة للكلية جرى حوار مع الطلاب الصينيين والذين سألوا عن الحياة في البلاد العربية والتطورات الحالية ، وقد قدم طلاب الكلية عدد من الوصلات والأناشيد العربية وخصوصاً المتعلقة بالقضية الفلسطينية ومنها أغنية "زهرة المدائن" لفيروز.عمادة الكلية طلبت من الوفد العربي الإعلامي نقل رسالة إلى الحكومات العربية ومؤسساته الثقافية والعلمية بمساعدة الكلية لتعزيز دور ومكانة اللغة العربية في الصين من خلال تقديم الدعم الممكن لكلية اللغة العربية في العاصمة الصينية بكين. * سور الصين وشنغهاي عجائب الصين سور الصين احدى عجائب الدنيا السبع، ويقال لك إذا لم تزر هذا السور فإنك لم تزر الصين، أن البناء الهندسي العظيم الذي بناه الصينيون قبل أكثر من ألفين سنة قبل الميلاد ويزداد طوله عن 6300 كيلو متر إنما يدل علىعظمة هذا الشعب وتحديه للطبيعة، سور الصين يزوره عشرات الآلاف من السياح الأجانب.وهو اشراقة حقيقية تحكي عن امبراطوريات حكمت وتسيدت في تلك القرون الغابرة إنها أطلالة حقيقية لتاريخ كتبه الصينيون بأحرف من نور وكان شاهداً حقيقياً لنبوغ الإنسان الصيني وقدرته على صنع المستحيل.وتؤكد مدينة "شنغهاي" عظمة الصيني واصراره حيث تقابلك ناطحات السحاب في العاصمة الاقتصادية والتجارية وثاني مدينة من حيث الأهمية بعد العاصمة بكين ويييد سكانها عن 17 مليون وتوجد فيها أضخم وأكبر المصانع المتنوعة، وهي شريان الصين الهام والحيوي على الصعيد الاقتصادي. شنغهاي مفخرة الصينيين في فن العمارة حيث توجد فيها 3600 ناطحة سحاب وتوجد فيها أعلى ناطحة سحاب في قارة آسيا والثالثة في العالم، أنها غدت مركزاً للتحدي والقدرة على صنع المستحيل، شنغهاي مدينة الأحلام والآمال الطموحة.نهر يانج تسي يقسم المدينة إلى قسمين شرقي وغربي وهذا النهر يعد من أكبر وأطول أنهار العالم، ويضفي مزيدا من السحر والجمال لهذه المدينة الصناعية والتجارية والسياحية.كانت أولى محطاتنا لزيارتنا الاستطلاعية لمدينة شنغهاي هي محطة لونج يانج غرب شنغهاي والخاصة بالقطارات السريعة بالإضافة إلى المترو رقم (2) المتجة إلى الشرق والمؤدي إلى مطار بودنج الدولي أما القطار السريع فيقطع 430 كيلو متر في الساعة، ويوجد في شنغهاي أطول جسر في قارة آسيا حيث يبلغ طوله 32 كيلو متر وعرضه 31 متر، وتم زيارة المجسم الخاص بمدينة شنغهاي وهو من المراكز الهامة في الصين ويعد من أكبر المجسمات في العالم، ويشرح بالصورة ما ستكون عليه المدينة عام 2020م من حيث التطور العمراني والصناعي وسائر مناحي الحياة. في اليوم الثاني لزيارتنا لمدينة شنغهاي زرنا صحيفة وون شين التي تأسست عام 1929م كما يقول السيد جو شين نائب رئيس تحرير الصحيفة ويضيف قائلاً: احتفلنا في الفترة القريبة الماضية بمرور 75 عام على تأسيس الجريدة وتوزع من الصحيفة مليون ومائة ألف نسخة منها 900ألف نسخة في شنغهاي وحدها ويبلغ عدد المشتركين في الصحيفة 700 ألف مشترك، ويصل دخلها من الاعلانات300 مليون يوان. ويعمل فيها 300 موظف منهم 250 صحفي.ويوضح السيد شين أن هدفهم الأساسي هو توعية الشعب الصيني بإستيعاب عوامل النهضة الحديثة الجارية لكي يكون مشاركاً فاعلاً في صنع تلك التحولات. ونحن نختتم هذا الاستطلاع خرجنا بحقيقة أن هذا الشعب يمتلك إرادة فولاذية وحكومة لديها خبراء ومراكز أبحاث بل وفلاسفتها وعقولها التي تخطط وتقدم الرأي والنصيحة بتناغم أثبتت الأيام والسنون صحته، واستطاعت المسيرة الصينية أن تتجاوز أخطائها وتصل إلى بر الامان. كل شئ هنا مخطط له ومبرمج له بأسلوب علمي دقيق، لا مكان للعشوائية والإرتجال، الناس هنا يعملون كثيرا ويتكلمون قليلا هذه حقيقة وجدناها في كل مكان في الصين، ولعل ذلك هو سر هذا التطور الهائل الذي تشهده جمهورية الصين الشعبية الحديثة من نهضة شاملة أساسها مسابقة الزمن والوصول إلى المكانة التي تستحقها.
