الهمت الوحدة اليمنية شعراء الفصحى والحميني في اليمن فتغنوا بها حلماً قبل تحققها وجسدت القصيدة المغناة ارقى معاني الوحدة وعبرت عنها وتفاعلت معها حدثا تاريخيا عظيما ؛ فكان لها الدور المؤثر في حشد وتعبئة الجماهير اليمنية المتعطشة للوحدة التواقة للحرية والديمقراطية. يقول الشاعر الغنائي المتميز عباس الديلمي “ إن كان هناك فضل لمن كان لهم دور ريادي في إستعادة الوطن لوحدته بعد القيادة السياسية فهو لشعراء اليمن وادبائه فإذا كان القادة قادوا الجماهير والنضال على درب استعادة الوحدة فالشعراء والادباء هم من حافظ على البنية الثقافية لليمن كي تظل موحدة وهم من منع شرخ التشطير الذي اصاب الارض من ان يصيب البنية الثقافية وهذا ماسهل وعبد الطريق لهذا النصر الوحدوي الكبير”. شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح يقول : لايشك احد في ان الشعر سواء كان فصيحا او عامي قد قام بدور مهم في التمهيد للوحدة وقام بدور مهم ايضا في تأكيدها وتحقيقها قيمة وطنية ووسيلة لتطوير الوطن الواحد والخروج به مما كان يعانيه في فترات الانفصال من حروب وخلافات ومن تبديد الطاقة الاقتصادية في ما لايعود بالنفع على المواطنين . واضاف “ وتمكن الادب بأنواعه المختلفة من تعميق مفهوم الوحدة في نفوس المواطنين ليس من بعد ثورة ال 26 من سبتمبر فحسب وانما قبلها بعقود فقد نشأت الحركة الوطنية منذ البداية على اساس وحدوي وكان الشعراء عندما يتحدثون عن اليمن يتحدثون عن يمن واحد اليمن التاريخي المعروف عبر الازمنة المتعاقبة وإذا كان لابد من إشارة فإنها الى الاغنية او القصيدة المغناة فصحى او عامية فقد قامت بدور فعال في ما قبل الوحدة وبعدها وما تزال تؤدي دورها حتى هذه اللحظة . الوحدة ...قيمة إنسانية بدأت ثورة الشعر ومرحلته الجهادية بعد قيام الثورة اليمنية “ سبتمبر واكتوبر” واستتباب الامن والامان في سبعينيات القرن الماضي ولسنا هنا بصدد حصر الشعراء الذين تغنوا بالوحدة اليمنية في تلك الحقبة امثال صالح سحلول والفضول والمطاع والحميقاني واليافعي والديلمي وغيرهم من الشعراء الذين أثروا القصيدة الوحدودية بالإبداع والجمال..وانما الاشارة الى القيمة الانسانية التي جسدها الشعراء والفنانون احتفاء بهذه المناسبة والحدث التاريخي. فقصيدة الشاعر الراحل عبدالله عبدالوهاب نعمان “ رددي ايتها الدنيا نشيدي “ التي اتخدتها دولة الوحدة نشيداً وطنياً تغنى بها الفنان ايوب طارش عبسي وهي من اجمل ما تغنى به الشعراء عن هذا المنجز التاريخي. كما أبدع الشاعر القدير عباس الديلمي في قصيدته “موكب التحرير” التي بعثت روح التفاؤل والامل بالوحدة اليمنية قبل امتلاكها بعشرين عاماً وتغنى بها الفنان أيوب طارش عبسي والتي تقول في احد ابياتها “ موكب التحرير ألفت القلوبا وتوحدنا شمالا وجنوبا “وأغنية “ الوحدة اليمنية ياشعبي “ والتي غناها الدويتو الفنان الراحل احمد بن احمد قاسم والفنانة امل كعدل والاغنية كلمات الشاعر فريد بركات الذي يقول في مطلعها :صنعاء يا نسمة مرسومة في عيوني عدن/ ظمي أحبابك يا حبيبة وأتحدي الزمن/ ظمي من يسهر على شأنك/ وأرويهم من بحر حنانك الوحدة يا بلادي يا غالية يا صنعاءاليمن /الوحدة اليمنية يا شعبي الوحدة اليمنية. واغنية الراحل الفنان علي بن علي الانسي “ نحن الشباب “ التي تغنت بالوحدة اليمنية وتجاوزتها الى الوحدة العربية والقصيدة من كلمات الشاعر عباس المطاع والتي يقول فيها :يا ابن السعيدة لا تقول فات القطار أنت القطار بلا محطات انتظار /واصل مسيرتك الفتية في وثوب وانتصار/وأرفع لوحدتك المنار ولك الفخار/ولصانعيها في آزال وفي ظفار” وكذا الفنان الراحل علي السمة الذي تغنى بأغنيته الوحدوية “يا حبيبة يا يمن” كلمات الشاعر سعيد الشيباني وكذا الفنان ابوبكر سالم بلفقيه في اغنيته “من يشبهك من». وتأتي الاغنية بعد الوحدة للتغنى بها كمنجز تاريخي وكثيرة هي الاشعار الفصحى والعامية التي تغنت بها وكثر هم الفنانون يمنيين وعرب الذي تغنوا بالوحدة اليمنية داخل الوطن وخارجه انطلاقا للحلم العربي المتمثل بالوحدة العربية. وفي حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) اكد الشاعر الديلمي ان الادباء هم من ابقوا على شعلة النضال الوحدوي مشتعلا في نفوس الجماهير وهم من افشل المخططات الهادفة الى تشطير اليمن سواء من خلال ما أطلق عليه بالخط البريطاني او الخط التركي . واضاف الشاعر الديلمي “ الادباء لم يعتمدوا على القصيدة والكتابات المنهجية التاريخية التي تبرز وتؤكد وحدة الوطن ارضاً وإنساناً بل لجأوا الى الوسيلة الاسرع إنتشاراً والاكثر تواصلاً مع الجماهير وبالذات البسطاء من الناس بما فيهم الاميين نساء ورجال لجأوا الى الاغنية وتغنوا للحقيقة الوحدوية قبل امتلاكها وهيئوا الشارع لهذا النصر العظيم “. وتابع “ الأدباء هم من استقبلوا هذا الإنتصار بالاعمال الادبية الغنائية التي لا يتسع المجال هنا لذكرها وتشهد بها مكتبات الإذاعة اليمنية خاصة في صنعاءوعدن وهم من تواصلوا مع الفنانين العرب ودفعوا للتغني للوحدة اليمنية قبل إنجازها وبعد انجازها لأن الوحدة كانت بالنسبة لهم حقيقة لا حلم وهذا ما تشهد به اعمالهم». و قال الديلمي “ الوحدة تغنى بها الادباء قبل إمتلاكها بعقود من الزمن وكأنها قد تحققت فعلى سبيل المثال كانت اول انشودة تتغنى للفنان ايوب طارش “ موكب التحرير “ التي كتبتها قبل عشرين عاماً من تحقيق الوحدة وكأنها قد انجزت حيث تقول في احد مقاطعها، “موكب التحرير ألفت القلوبا وتوحدنا شمالا وجنوبا “. واستطرد الشاعر الديلمي : ومن الفنانين العرب الفنانة امل عرفة التي تغنت بالوحدة قبل ارتفاع علمها الخالد بسنوات بقصيدة “يمن الامجاد” التي تقول في احدى مقاطعها ،” وحدتي من رام منها ان ينالا خاسرا يطلب خسراً وزوالا ، “..مضيفاً “ وقبل عشر سنوات لإستعادة الوحدة كتبت اغنية للفنان السوري فؤاد غازي الحان الموسيقار سهيل عرفة جاء فيها “ ياماردا في هامة التاريخ يقهر المحن وصانعاً ايلول صنعاء وتشرين عدن “ ويقول مقطع اخر ، “في وحدة تقودنا الى النهوض بالوطن /تقدمي مشاعل مشعة على الزمن /وبوركت مسيرة على طريق ذي يزن “. واردف قائلا “ بعد الوحدة جمعته في ديوان الوحدويات وهذا ما يجعلني افخر اني قدمت للوحدة ما أتباهى به على زملائي من الشعراء “. إلى ذلك لايمكن تجاوز أغنية “وحدويون” والتي تقول “وحدويون ولا في مجتمعنا شاذ ولا فينا انفصالي وحدويون ولا هذا جنوبي عاد ولا هذا شمالي /بات يحضنا وطن وحدوي اسمه اليمن رفرفي يا راية الوحدة” من كلمات والحان الفنان محمد سعد عبدالله وهو الفنان الوحدوي المظلوم و اتمنى تكريمه في هذه المناسبة على اعماله الوحدوية وإسهاماته قبل وبعد الوحدة كما هو شأن زملائه من الفنانين وفي مقدمتهم علي بن علي الانسي الذي قال في اغنيته “ في الشمال والجنوب أُخوة ووحدة تجمع القلوب كما تغنى لثورة ال 14 من اكتوبر والفنان احمد بن احمد قاسم وعلي عبدالله السمة وكرامة مرسال وغيرهم كثر.