فوجئت به وهو يبعد أصابعه من أصابعها وكأنها شيء قديم لا يمكنه الاحتفاظ به بين مقتنياته؛ مرارة ألمت بها بعد شعورها بحلاوة الحياة، اعتقدت بأن ما حدث لها في الماضي سيعتبر للأفضل لكن سرعان ما تحول الحلم إلى دخان تناثرت جزيئاته في أفكارها، فظلت تفكر في طريقة للخروج من مآزق عديدة أولها نظرة من حولها لها وآخرها طريقة عيشها بعد رحيلها وطاردتها التساؤلات كيف ستعيش؟ ولمن ستلجأ؟ كان هو الملجأ كان كل شيء وأصبحت فارغة لا أهمية لها، شعرت باليأس وحاولت الانتحار ولم تجد مبرراً لكل من يصادفها! حاصرتها أعين الناس كادت تقتلها، غيّرت من شكلها لتعجب الآخرين وكانت بذلك التصرف تعجب نفسها ولا ينظر لها الآخرون، لقد أصبحت مطلقة في مجتمع غير آبه بها شأنها شأن من تطلّق، أصابع الاتهام حولها أينما ذهبت والآخرون يتهامسون ويرقبونها ويتحدث أحدهم للآخر: هل سمعت؟ لا ، بماذا؟ ابنة جارنا، التي مرت من جانبنا. ما بها؟ لقد أصبحت مطلقة؟ هل تعلم؟ بماذا؟ هل تعلم من أين أتت؟ فقد سمعت كلاماً، لا يقال فقد شتمت في عرضها ويقتلها الحزن! لم تكن تملك غير محبس في يدها وخاتم كانا يذكرانها بمن غادرها، ولم تنته المشكلات التي واجهتها بعد نزعها أحلى ذكرى عاشت بين أصابعها، إنها طبيعة النفس البشرية الحب والبحث عن السعادة، بمعناها وليس بعباراتها، ظلت تبحث عن السعادة فوجدتها بالقرب من الله والدعاء، كانت تدعو والله يستجيب، سبحان الله مسبب الأسباب ومنجي الداعي من كل سوء، فسرعان ما تحول الحزن إلى فرح ووجدت محبساً غير الذي نزع منها، وفوجئت بيد أخرى تلبسها محبساً وخاتماً جديداً، وتمسك بيدها لتخبرها بأن كل شيء سيصبح أجمل، وأنه لن يرمي بها ولن يتركها وسيحفظها بقلبه إلى أن يموت. كلية الطب سنة أولى صيدلة