سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يحيى وأطفاله بلا منزل عوضاً عن تذكرة سفر للعلاج في الخارج أهدى الموت زوجته تذكرة سفر للدار الآخرة.. بعد 5 أشهر تكفلت أمطار غزيرة ورياح عاصفة بتهديم منزله القديم..
علي يحيى مهدي في العقد الخامس من العمر، أب لأربعة أبناء ودخله الشهري لايتجاوز هذا المبلغ “12” ألف ريال. قبل سنوات أصيبت زوجته بمرض “القلب” وبإمكانيات متواضعة حاول إنقاذها، وقضى متنقلاً بين مستشفى وآخر وطبيب وآخر حتى نفد كل ماعنده. زوجته كانت بحاجة إلى فحوصات دورية وعلاجات بمسميات متعددة و12 ألف ريال لم تقو على مجابهة كل ذلك. يحيى حسب قوله اعتنق الصبر فكان سلاحه الوحيد في مصارعة الفقر وعجزه عن تأمين حياة زوجته واحتياجات المنزل من المواد الغذائية الأساسية ومتطلبات التعليم لأبنائه الأربعة. «يحيى» حاول جاهداً البحث عن أقرب الطرق لتخليص زوجته من معاناتها والمطلوب “تذكرتي سفر” ومبلغ مالي محترم وحين كان بصدد توفير ذلك اعترض الموت طريقه وأهدى زوجته تذكرة سفر إلى المقبرة وبقلب مكلوم استقبل «يحيى» نبأ وفاتها وعاد من مهمته ليقوم بعملية دفن شريكة حياته.. ومواساة أطفاله الأربعة الذين كانوا بحاجة ماسة إليها. يؤكد «يحيى» أن حالة زوجته كان بالإمكان تداركها لو توفرت الإمكانيات التي يواجه بها تكاليف العلاجات والفحوصات الدورية والأجهزة لكنه قضاء الله وقدره “إذا قال للشيء كن فيكون” حسب قوله. ويضيف: لكني استسلمت لهذا القضاء بعد أن بذلت كل مافي وسعي لأتمكن من تخليصها من المعاناة. خمسة أشهر مضت من فاجعته بوفاة زوجته حتى داهمته مأساة أخرى قذفت به إلى العراء.. حيث كان ليحيى منزل قديم يأويه وأسرته وبفعل عوامل التعرية تهالكت جدرانه ولم يتمكن من إصلاحها، حتى تكفلت أمطار غزيرة ورياح عاصفة بتهديمه. يحيى بين عشية وضحاها وجد نفسه وأطفاله بلا منزل ودخله الشهري لايفي بتوفير “بوابة خشبية” ناهيك عن “بناء منزل” حتى بمواصفات منزله السابق، كما في الصورة المرفقة. من الشركة التي يعمل بها منذ سنوات براتب “12” ألف ريال حاول البحث عن مساعدة لبناء منزل أو “غرفة” واحدة فيأتيه الرد مجحفاً: إمكانيات الشركة لاتسمح، أيضاً إمكانيات الشركة لم تسمح بقرضه عشرة آلاف ريال حاول الحصول عليها قبل حلول شهر رمضان ليواجه متطلباته حسب قوله على أن تخصم من مستحقاته الشهرية ولم يفلح. «يحيى» يعيش حالياً بلا منزل ويأوي مع أطفاله الأربعة عند أحد أقاربه فما الذي سيحدث لو ذهب جزء بسيط من ملايين الدولارات التي تنفق في بناء مساجد على مساحات شاسعة ولا تحوي سوى العشرات من المصلين في بناء مساكن متواضعة ليحيى وأمثاله.