صباح كل عيد.. أجدني أغوص في تفاصيل هذا اليوم.. أتفحص وجه من حولي باختلاف أعمارهم ، وبقدر ما أجد علامات الفرح والسعادة ظاهرة عند البعض أجد الحزن لايخفي نفسه عند آخرين.. نظراتهم المنكسرة تفضحهم، وكذا أصواتهم المبحوحة وتنهيداتهم المركبة من القهر والتأفف والضجر من أوهام الحياة ومباهجها الزائفة.. شخصياً للعيد معي ذكريات بلون الورد وأخرى بطعم الدمع.. أحداث فارقة في حياتي لا أزال أعيش معها وهي كذلك.. ولحظات انتظار طويلة لكل الأصحاب الذين مضوا ذات يوم في زورق الحكم.. وحكايا الموت ولم يعودوا حتى الآن. خلال إجازة عيد الأضحى المبارك حاولت رصد بعض حالات إنسانية غادرها العيد كما جاءها كئيباً.. الحزن عنوانه وسمته. فيما الجميع من حولها يحتفون بالعيد خرجت «حنين» ابنة الاثني عشر ربيعاً إلى السوق لبيع «اللحوح»، كانت وحيدة تراقب الناس وهم يروحون ويجيئون من حولها مع أطفالهم.. وهي حتى لم تحصل على عيديتها.. تتمنى لو تكون مثلهم، على الأقل يوم العيد فقط إلا أن فقر أسرتها منعها من ذلك. فستانها الجديد بسيط، لكنها تبدو به كأميرة صغيرة، وعيناها اللتان ترمقان المارين من حولها لم يستطع الفقر إخفات بريقهما. ذكرى مؤلمة «علي» طفل الثامنة.. مايفتأ العيد يذكره بوالده الذي غيبه الموت فجأة قبل ثلاثة أعوام، ليصبح العيد مجرد ذكرى حزينة بالنسبة إليه. في الثلاثة الأعوام الماضية اعتاد «علي» قضاء صباح كل عيد جوار قبر أبيه.. هناك يستعيد ذكرياته الجميلة معه.. يناجيه ويطلق العنان لدموعه، ثم يشتاق إلى تقبيله، والانزواء بين حناياه.. تعلق علي بوالده شديد، ولاتزال ذكرياته معه وحنينه إليه لايسمحان لعقله الصغير إدراك أن والده أصبح مجرد ذكرى عطرة. ضيف ثقيل محمد حسن موظف حكومي يتقاضى راتباً لايتعدى ال30 ألف ريال ويعول أسرة مكونة من 7 أشخاص، العيد بمتطلباته الكثيرة هم يلازم محمداً قبل العيد بأشهر.. محاولات حثيثة يبذلها محمد في سبيل تأمين كسوة أطفاله وكبش العيد... الخ. ليأتي العيد بعد ذلك ضيفاً ثقيلاً عليه.. يحبسه داخل جدران منزله المتواضع. أحداث دراماتيكية اللحظات السعيدة لاتستمر طويلاً.. فسرعان ماتنقلب الأحداث الحياتية السعيدة فتغدو دراماتيكية حزينة وأحياناً مأساوية. هذا ما حدث لأسرتين متجاورتين في محافظة تعز.. قبل العيد راحت الأسرتان تستعدان للعيد وكانتا قد خططتا للاستمتاع بأيام العيد.. لكن المفاجأة المؤلمة كانت لهما بالمرصاد، خلاف بسيط بين أبنائهما تصاعد بصورة غير معقولة والنتيجة مفزعة جداً.. رصاصة تصادر حياة أحد الأبناء، ليقبع جاره الشاب القاتل في السجن.. نهاية مأساوية وحتى الآن تبدو الأسرتان في حالة ذهول تام..؟! خلافات حادة قبيل للعيد اشتدت الخلافات الأسرية بين «مروان» وزوجته.. أسباب الخلاف كثيرة أججتها طلبات الزوجة التي تفوق قدرة الزوج المادية بكثير، خاصة مع حالات الغلاء الفاحش التي تشهدها أسواقنا مؤخراً. ليلة العيد لم يحتمل الزوج المشاكل التي تختلقها زوجته، فقام برمي يمين الطلاق عليها وسط ذهول أطفالهما الثلاثة.. الذين سلبت منهم فرحة العيد رغم أنها كانت على بعد ساعات قليلة..! لقاء لن يكون عائلة «هزاع» لم تكن تعرف وهي تودعه قبل سفره لاداء فريضة الحج أن هذا الوداع يعد اللقاء الأخير. خلال أيام العيد انتظرت العائلة عودة كبيرهم، لكن الموت حرمهم من لقاء والدهم مجدداً.. ففي طريق العودة وبحادث صدام مؤلم تحلق روح الحاج «هزاع» إلى بارئها.. تاركة لأهله بقايا شوق مدفونة للقاء لن يكون. انتظار الموت «فتحية» أم مكلوم قلبها على طفلتها الصغيرة «5 سنوات» التي تعاني من مرض خطير جعلها طريحة الفراش، يعتصر الألم جسدها الصغير ويحاول اغتيال روحها الطاهرة. من شباك نافذتها تشاهد الأم المسكينة مع طفلتها الأطفال وقد ارتدوا ثياب العيد بخيلاء وتباهٍ وفرحة حقيقية، فتتحسر على طفلتها.. فلولا المرض لكانت الآن مثل أقرانها تلهو وتلعب بمرح طفولي آسر غير عابئة بشيء. كم يبدو المشهد حزيناً.. هل يتخيل أحدكم طفولة مسلوبة فرحتها.. أسيرة الألم والمعاناة، تعيش فقط تنتظر الموت علها ترتاح.. وترتاح روحها الموجعة..؟!! أطفال الشوارع أطفال كثيرون.. لم يعد العيد يشكل لهم مناسبة فرائحية، على العكس من ذلك قدومه يعني لهم تجدد شعورهم بالحرمان والحاجة.. إنهم يفتقدون لأشياء كثيرة.. منزل يأويهم.. واحضان أبوين ينعمان بدفئهما وحنانهما.. وحياة كريمة يمارسون تحت ظلها طقوس طفولتهم الضاجة بالحياة.. الممتلئة شقاوة وبراءة. لقد أصبحوا كارهين العيش في شوارع تضيق بهم لاتشعرهم بالأمان.. ونومة هانئة أبداً لم ينعموا بها على أرصفتها، خاصة هذه الأيام القارسة البرودة. يالها من حياة، العيد فيها بالنسبة لأطفال الشوارع كما بقية أيامهم معاناة لاتحمل بين طياتها ملامح أمل قد يأتي ولو بعد حين..!! فرحة ناقصة يصف «عبدالرشيد» رجل المرور العيد بأنه فرحة ناقصة.. أداء الواجب حرمه من مشاركة أطفاله الفرحة بالعيد.. لكنه لايبدو ممتعضاً من ذلك، كونه يعوض ذلك بابتسامة عريضة يقابل بها كثيرين يمرون من حوله مع أطفالهم. «سامي» أيضاً ارتباطه بواجب خدمة الوطن باعد بينه وبين أسرته الصغيرة، فعمله في القوات المسلحة يقتضي منه التواجد خلال أيام العيد في وحدته العسكرية.. إلا أنه يعد بالتعويض في عيد آخر. التوعية بمخاطر الحوادث المرورية باشرت إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية اعتباراً من يوم السبت الماضي تنفيذ أوسع حملة توعوية لسائقي السيارات، بتوزيع منشورات إرشادية، وتحذيرية على السائقين عبر مختلف النقاط الثابتة لدوريات الخطوط الخارجية، ومداخل المدن، ومئات النقاط الرئيسية فيها. وأكد مصدر مسئول بالإدارة العامة للمرور ل"نبا نيوز أن ما يقارب المليون منشور يجري توزيعها حالياً ابتداءً من المنافذ الحدودية اليمنية، وانتهاءً بالتقاطعات الداخلية الرئيسية للمدن اليمنية لجميع محافظات الجمهورية، ويتم تسليمها للسائقين يداً بيد عند المرور من هذه النقاط، وتتضمن إرشادات تحذيرية مختلفة تهدف إلى الحفاظ على سلامة السائق والركاب، والحد من الحوادث المرورية التي سجلت خلال الأسبوعين الماضيين أرقاماً قياسية فاقت جميع الأعوام السابقة. وعزا المصدر أسباب ارتفاع الحوادث إلى عدم تركيز السائقين، والسرعة الزائدة، وعدم اهتمام السائقين بصيانة سياراتهم دورياً، لافتاً إلى أن اليمن تشهد كل عام توسعاً في شبكة الطرقات المعبدة، وأعمال الصيانة للطرق، الأمر الذي يغري بعض السائقين بقيادة مركباتهم بسرعة فائقة دون توخي الحذر من الانعطافات أو المفاجآت التي قد تصادف السائق على الطريق - كعبور طفل أو حيوان أو سقوط حجر كبير من سفح جبل وغيرها.