1- كن جبلاً يقول الشيخ محمد الغزالي رحمة الله ( أن مصاعب الحياة تتمشى مع همم الرجال علواً وهبوطا )وأن الصواعق لا تضرب إلا قمم الجبال الشامخة وإن المنحدرات لا تذهب إليها إلا المياه الراكدة المحملة بالأوساخ وإن المرء يبتلى على قدر دينه كما ببن الحبيب عليه أفضل السلام , وإن الحياة تعطيس لكل واحد من روادها ما يطيق على حمله والقيام به وكما علا المرء وارتفع كلما وجهت له الحياة أقوى وأعنف ما لديها , أن العظماء يولدون من أرحام أمهاتهم والحياة تتربص بهم توجه لهم كل يوم صيحة حرب أو نذير معركة . فكن جبلاً ياصديقي ولا ترهبنك ضربات الصواعق العاتية فقد ثبت في تاريخ الأبطال أن النصر في الحياة يحصل عليه من يتحمل الضربات لا من يضربها. إن أثقال الحياة لا يطيقها المهازيل والمرء إذا كان لديه متاع ثقيل لم يستأجر له أطفال أو مرضى أو خوارين إنما ينتقي له ذوي الكواهل الصلبة والمناكب الشداد كذالك الحياة لا ينهض برسالتها ولا ينقلها من طور إلي طور إلا رجال عمالقة صابرون . ان من الخطأ أن تحسب رأس مالك هو ما اجتمع لديك من ذهب وفضة، إن رأس مالك الأصيل جملة المواهب التي منحك الله بها من ذكاء وقدرة وحرية وفى طليعة المواهب التي تحصى عليك وتعتبر من العناصر الأصيلة في ثروتك ما انعم الله به عليك من صحة وعافية وتتألق من رأسك إلى قدميك وتتألق بها الحياة كيف تشاء . 2 - عش فى حدود يقول معلم الإنسانية الأول عليه أفضل الصلاة والسلام (من أصبح آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ). إنك سلطان العالم يوم أن تجتمع هذا العناصر في يديك لأن الشعور بالأمان والعافية وكفاية اليوم الواحد كما يقول الشيخ محمد الغزالى رحمة الله عليه ( قوى تتيح للعقل النير أن يفكر في هدوء واستقامة تفكيراً قد يغير مجرى التاريخ.. فعليك أن تعلم ا أن يومك الذي أنت فيه عالم مستقل بما يحوي من زمان ومكان. إن طمأنينة النفس وصحة البدن وتوفير قوت اليوم نعم عظيمة من نعم المولى عز وجل قد ستهين بها فتنفر من الواقع الذي أنت فيه وتكثر من الشكوى وتنظر إلى ما في أيادي الناس فتغدو حياتك حسرة من الهموم وتؤرق نومك وتعثر مسيرتك . بل أن حياتك قد تتحول إلى كابوس مخيف عندما تشغل أفكارك بعالم لم يصل إليك وزماناً قد يأتيك أولا يأتيك فقد يداهمك الموت فيقضي على مملكة أحلامك وعرش طموحك . فعليك أن تؤقن يقيناً صادقاً أن من كتب لك الرزق في يومك هذا قد تكفل لك برزقك في غدك وعمرك كله . فعش في حدود يومك وتذكر ذلك القول المأثور والنصيحة الغالية التي كان يقولها عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما لإخوانه ( إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح) لكن عليك أن تدرك جيداً أن عيشك في حدود يومك لايعني ترك الإعداد للمستقبل فكما يقول الشيخ الغزالى رحمه الله ( هناك فرق بين الاهتمام بالمستقبل والاغتمام به وبين الاستعداد له والاستغراق فيه وبين التيقظ لاستغلال اليوم الحاضر وبين التوجس المربك المحير مما قد يأتي به الغد).