اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    بينما يذرف الدموع الكاذبة على نساء وأطفال غزة.. شاهد مجزرة عبدالملك الحوثي بحق نساء تعز    عملية تحرير "بانافع": شجاعة رجال الأمن تُعيد الأمل لأهالي شبوة.    الإنذار المبكر في حضرموت يحذر المواطنين في هذه المحافظات من اضطراب مداري وسيول مفاجئة    "الفلكي الجوبي يتنبأ بِحالة الطقس ليوم غدٍ... هل ستكون أمطارًا غزيرة أم حرارة شديدة؟!"    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    غزو اليمن للجنوب.. جرائم لا تسقط من الذاكرة    الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    استشهاد 5 نساء جراء قصف حوثي استهدف بئر ماء غربي تعز    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    ضبط المتهمين بقتل الطفل الهمداني في محافظة إب بعد تحول الجريمة إلى قضية رأي عام    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    كان يرتدي ملابس الإحرام.. حادث مروري مروع ينهي حياة شاب يمني في مكة خلال ذهابه لأداء العمرة    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    ما الذي كان يفعله "عبدالمجيد الزنداني" في آخر أيّامه    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نخيل تهامة.. مستقبل الأمن الغذائي في اليمن
نشر في الجمهورية يوم 16 - 09 - 2010

إنها مدينة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، حاضرة ابن زياد عاصمة اليمن بعهود تزاهرت مجداً أخصب الحياة نوراً وعلماً وازدهاراً.. وكانت النخلة التهامية إحدى أبرز محاسن عهود حكم زبيد التي لم تزل آلاؤها ظاهرة البهاء شذية بسنن الجمال.. وأي جمال.إنها ذمة وأخلاق المؤمن اليمني النخلي التهامي الذي يحفظ حق المستهلك بحدقة العين.. إذ من حيث المبدأ تأنف روحه الكريمة أن يقدم للآدمي تمراً رديئاً فلا يكرم ضيفه ولا يهدي لحبيب ولا يتصدق إلا من أجود التمور.. وأما الرديء فدرجات منها ما يصلح في نظره للماشية ومنها ما يستخدم للملتوت (عجينة التبغ بنحو من المعروف بالجراك) ومنها ما يتم تصريفه كتالف.
وإلى ذلك لم تكتف زبيد بجمال حضور الفضيلة كقيمة وسلوك يحفظه النخلي التهامي دون ضوابط وأحكام وقوانين وأعراف هي في السوق المحلية الحكم ولم تزل ذاتها سارية بذات القوة والقدرة على النفاذ المحترم والمهاب والمحفوظ، المصان بثوابت النخلي التهامي الذي لم تمسخ فيه المحامد الأصيلة بل مازالت به كما حفظها جيلاً بعد جيل بفقه وأخلاق الرائعة، أم المروءة والفضيلة (زبيد).
أسواق التمور
يعد سوق السويق بمديرية التحيتا بمحافظة الحديدة أكبر أسواق التمور في بلادنا إذ في 1976م تقريباً وصلت الطريق المعبدة الى سوق السويق فأخذ سوقا المدمن والمجيلس يتأثران شيئاً فشيئاً حتى صار سوق المدمن كله مضافاً لسوق السويق واحتفظ سوق المجيلس بقدر منه.
والمدمن يعد أكبر وديان النخيل في بلادنا ويليه المجيلس الثالث ويأتي في المرتبة الرابعة السويق أي أن سوق السويق يستوعب تمور أول وثالث ورابع وديان النخيل في اليمن.
ويعد سوق الجاح الثاني بعد السويق لاستيعابه تمور وادي الجاح ثالث وديان النخيل .. ثم الدريهمي والخوخة ومناطق نخيل مديرية المخابي كدار الملك بمحافظة تعز.
ومع الاختلاف الظاهري في انماط العمل في السوقين من حيث الصيغة العامة التي هي في المدمن فالسويق باعتماد الحساب المدون في الدفاتر والمجيلس والجاح الدفع مباشرة عند كل شراء فالاتفاق مازال ذاته في أخلاق ومروءة النخلي التهامي الذي مع ما سبق عن عدم استساغته الرديء مطلقاً فإنه يحفظ أن أخاه المستهلك كريم لا يليق التفريط بحقه او التقليل من شأنه فكانت الضوابط باحتقار وتأديب الغشاش مطلقاً بما يعد أبرزه وأهمه.
إذا ضبط الغش في التمور عند التعبئة التي يقوم بها المشتري فلا يساومه أحد بل مباشرة تفرز البضاعة وترمى إذا كانت غير صالحة وتخفض القيمة إذا كانت صالحة للاستهلاك الآدمي كأن تكون صغيرة الحجم او من أصناف غير التي تظهر للعين في السلال او الزنابيل عند شرائها أي الغشاش يتحمل كل شيء فتخصم من قيمة تمره قيمة الكميات التي ترمى او ما يتم تخفيضه من القيمة الأمر الذي يجعل التمرة التهامية بجودة محترمة ترعب الوافد فهل من مدكر.
نخيل اليمن
تتجه هذه المتواضعة الخجولة الى التعريف بالنخلة اليمنية او الحديث عنها باستحضار ذات ظاهرة كمستحقة الأخذ بعين الاعتبار، هي كما تبدو بعينها الرباعية المهمة التالية:
أولاً وضع الرقم الرسمي
والمقصود بيانات الجهاز المركزي للإحصاء (وزارة التخطيط والتعاون الدولي) بكتاب الإحصاء السنوي الذي يحيل الى “المصدر” الإدارة العامة للإحصاء الزراعي بوزارة الزراعة والري وهي (البيانات) عن التمور في بلادنا وإن كانت في 2007م، 2008، 2009م، قللت المسافات بينها وبين الواقع فإن الواقع مازال يبدو (على ذات الوضع) بعيدا عن مرمى بصر الإحصائي الذي نجده بوضع المحتاج الى المزيد من المعطيات لفك شفرة النخلة اليمنية.
شفرة زبيد..!!
وكي لا أبدو مدعيا ليس لي او متدخلا بما لا يعنيني أجد ذات الفضل، المنارة “زبيد” المدينة، التاريخ، العلم، الثقافة، الفن على ثقة أن لها بمرمى بصر مآذنها مآذن العطاء “النخل” الذي أجده مصطفا يقينا ملء عينيها زبيد يا شهيا.. وأي شهي..!! مازالت زبيد.. هنا.. بنخلة الوادي “زبيد” المعلوم اليوم بوادي المدمن،أكبر واجمل وديان النخيل في اليمن قادرة على البيان منطقا أوكلت، او فوضت لسان نخلتها الرائعة فكانت بالمدمن المنافحة او المعلمة تستجوب الرقم.. وأي استجواب..!
المساحة
لا تعترف زبيد وعنها نخلة المدمن بارقم (14764) هكتاراً كمساحة مزروعة بالنخيل في اليمن.. إنه الوارد في مساحة المحاصيل الزراعية “التمور” عن الإدارة العامة للإحصاء الزراعي بيانات الجهاز المركزي للإحصاء 2009م.
إنها “نخلة المدمن” تستجوب الرقم تحاوره بمنطقها الذي أدعي أني استوعبته بلغتي ومفهومي البدائيين للغاية كما يلي:
أ‌- بالعين المجردة:
من البديهي القول أن هذا الرقم 14764 هكتاراً جاء في البيانات الإحصائية الرسمية ليفيد تمثيله مجموع المساحات المزروعة بالنخيل في الجمهورية اليمنية.
وباستجواب هذا الرقم كمساحة لقطعة أرض (افتراضية او تخيلية) على شكل مربع سنجد طول ضلع المربع الذي هذه مساحته نحو (12.15) كيلو متراً إذ المعلوم أن الهكتار الواحد يساوي (10) آلاف متر مربع.
وبغاية البساطة أجد شبكة الطرق الوطنية اليوم أهلا لتمكين من أراد فحص الرقم الذي سيستغرق منه (83 %) تقريبا في (المدمجين) وأديي المد من والسويق (أول ورابع وديان النخيل في اليمن، بمديرية التحيتا محافظة الحديدة وسينتهي تماما “تقريبا” بإضافة وادي المجيلس “ثالث وديان النخيل في اليمن” بمديرية التحيتا وبإضافة “ثاني وديان النخيل في اليمن” وادي الجاح بمديرية بيت الفقيه سيبدو هذا الرقم (14764 هكتارا ممثلا نحو (85.7 %) من مساحات نخيل هذه الوديان الأربعة “أول وثاني وثالث ورابع وديان النخيل في اليمن.
اعتقد الكفاية بما سبق لبيان أن المسافة بين الرقم الإحصائي الرسمي ومن الواقع ليست يسيرة إذ لا يمثل حتى مساحات نخيل هذه الوديان فماذا بإضافات نخيل تهامة في باقي محافظة الحديدة ومحافظات لحج وتعز وحجة و.. أين نخيل حضرموت، الجوف، شبوة، مأرب، المهرة، سقطرة.
ب‌- حرم النخلة:
مازال النخلي التهامي يحفظ على لسان نخلته القول: (إبعد أختي عني وخذ ثمرتها مني).. الأمر الذي لا يجد الناظر صعوبة في التعرف على تواجده مكينا بقوانين وسنن النخلي ونخلته من خلال النظافة واصطفاف النخيل خصوصا النخلي بواديي المدمن والسويق (مديرية التحيتا) ووادي الجاح بمديرية بيت الفقيه وقضبة بمديرية الدريهمي.
ولذات الإنجاز (الطريق) يمكن ان يبرز ملء العين على جانبي الطريق نخيل السويق والمدمن حتى الفازة ذلك الانتظام الذي يترجم حفظ وعي ذلك القول: (البعد أختي عني وخذ ثمرتها مني(.
ولهذا القول الحضور المؤطر بوحدة المساحة المحلية في المدمن والسويق (مثلا) إذ لكل نخلة حرم صار وحدة مساحة تسمى (دمنة).
والدمنة هي الحفرة “الجورة” التي تغرس فيها الفسيلة فتنمو لتغدو النخلة.
وكوحدة مساحة تعرف بلسان المنطقة بالمسافة بين الدمنة والدمنة فالنخلة والنخلة وتحدد في عقود المعاملات كالبيع والشراء بالقول (مثلا) أن (س) أشترى (20) دمنة ما بين الدمنة والدمنة (12) ذراعا باليد المعتدلة.
ولامتلاك الرؤية الكافية نحاول البيان بالقول أن الدمنة (كوحدة مساحة) عبارة عن مربع مساحته (34.133) مترا مربعا وفي ملتقى أو تقاطع قطريه تغرس وتنمو وتحيا النخلة وتصير وحدها وحدة مساحتها فيقال عود نخل الأمر الذي يعلم معه حرم النخلة (دمنة) وبدون وجود النخلة تمسى دمنة خالية وبحضور ما سبق (14.764) هكتار أي المساحة المزروعة بالنخيل حسب الإحصاء الزراعي- ونجد أن هذه المساحة تستوعب (4.325.433) نخلة تقريبا الأمر الذي يأتي كمتموضع للإفادة متآزراً بما سبق في التاليات ذكرا.
كمية الإنتاج
وبذات المصدر جاء بإنتاج المحاصيل الزراعية لذات العام (2009م) (56.760) طنا من التمور كماء جاء في إنتاجية المحاصيل الزراعية (3.84) أطنان من التمور لكل هكتار.
وعليه يأتينا الرقم الناتج باستجواب هذه المعطيات إنتاجية النخلة الواحدة 13.12 كيلو جراما من التمور وبمحاولة استيعاب محتويات الواقع من حيث نسبة المنتج او النخيل المؤنثة المثمرة بين (60 %- 75 %) حسب واقع الوديان وطبيعة زراعة النخيل نجد الافتراض الأبعد باعتماد الأقل (65 %) بعطيات (18 و 20 كيلو جراما لكل نخلة الأمر الذي يبدو غير مستوعب حقيقة ارتفاع إنتاجية النخلة اليمنية في العام 2009م إذ لا يستوعب حتى إنتاجية هذا العام 2010م الذي تدنت فيه الإنتاجية على الوجه الحسن الى 65% لتصل بين 22,15-40 كيلو جرام من 40- 65 كيلو جراما للنخلة الواحدة.
وبكل الأحوال أي معدل او متوسط لابد أن يكون أكبر من الحد الأدنى وأدنى من الحد الأعلى ليكون الصواب في بيانات الإحصاء الزراعي 2009م أن الإنتاجية أكثر مما هي في تلك البيانات بل بين 11.72- 19.04 طناً من التمور للهكتار الواحد في حال اعتماد كل المزروع وأكثر من ذلك باعتماد المثمرة فقط.
ثانيا: ذات النخلة
وأما الأمر الثاني الذي تستحضره هذه المحاولة باتجاه التعريف بالنخلة اليمنية فذاتها (النخلة) كنخلة موجودة الأمر الذي أكاد اعتمد التعبير المجازي “ديموغرافيا النخيل في طبغرافيا اليمن” بغض النظر عن تواجدها بحسابات الإفادة المعتبرة.
ثالثاً الجغرافيا
وبذات السياق تأتي جغرافيا اليمن ونخلتها فيها على قدر من الأهمية اللازم وعيها واعتمادها في اتجاهات المهمة الوطنية التي تستدعي غير يسير من حضور النخلة اليمنية بصفة المسؤول المعتد به في كفاءات وجاهزيات الاستراتيجي الوطني لمواجهة التحديات الخاصة بالأمن الغذائي الأمر الذي تأتي له الإيماءات في “ثانيا وثالثا” كذات شأن يذكر بمحددات وأسس التعامل مع النخلة اليمنية على خلفية من خصائص وسمات و. و.. من عناصر التمايز المفيد في توجيه مسار الأداء الوطني الواعي والمقتدر على إدارة واستثمار بل قراءة وفك شفرة الجمال بما لا يقل عن استيعاب الكافي من حقائق السبق المعرفي للحكيم اليماني الذي أتقن صياغة وتوجيه حوار المكان بل جغرافيا العربية السعيدة ومنها نخلتها كحاضرة مرموقة الموقع بذوات الأهمية البارزة في مكونات الأثر الحميد لحضارات (الطيبة) اليمن منذ القدم.
رابعاً: القدرات البدائية
هي تلك القدرات البدائية التي أجدها تحت وفي المذكورة “ثانيا وثالثا” ومعها تسير هذه المحاولة المتواضعة الخجولة التي تأتي شاهدة على نفسها بعدم بلوغها إلا ذات قدر من المؤمل لشأنها المعلوم لمحدودية وتواضع قدرات وإمكانيات فكفاءات البوح المحيط بما وراء المنظور لتنائيه عن مرمى البصر المتواضع الذي مازال يرى حتى في المنظور شأنه القاصر ابتداء.
غير أني أسأل الله التوفيق لبيان المفيد قدرا يلبي ولو ذات جميل باستدعاء الأكثر وعيا وكفاءة من القدرات والجهود المؤمل اصطفافها بل تداعيها للاصطفاف كلازمة وطنية تستحق أن تأخذ مساحتها كمهمة لبلوغ الوطر الحميد بحاضر ومستقبل اليمن الجديد.
إنني فقط أحاول أن أكون عبدا شكورا.. أحاول أن أعي (الخلق عيال الله وأحبهم الى الله أنفعهم لخلقه) (لا يحقرن أحدكم نفسه في أن يقول قولا لله فيسأل عنه) القولين الشريفين اللذين أدعي حضورهما كمعنى لما قاله الصادق الأمين سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
إنني.. فقط.. أحاول أن أحاور المعطيات التي أدعي أنني كيمني نخلي، تهامي قد ظفرت بها بل وجدتها مستحقة البث والوعي وذلك بما أكرمني به الله من فرص الترحال والانتقال الاتصال.. الأمر الذي أحسبني الى حدما قد استوعبت به وله ذات مقدرة على التعاطي مع شجن اليمن بهذا الجانب خصوصا وقد أبدت الأرقام الإحصائية الرسمية (كما سبق) من حيث المبدأ ذات مثير للتداعي طمعا في وضوح الرؤية كأساس مهم لرسم وتحديد مسارات المستقبل بناء على كم وكيف المتوافر فالاحتياج باتجاه العمل على مواجهة التحديات الخاصة بالأمن الغذائي الأمر الذي يأتي كمنظومة متكاملة بالضرورة إذ لن نفصح عن مبهم ولن نبتكر جديد أو مستحدث بالقول أن الأمن الغذائي الذي تأتي النخلة بصدر أهمياته يتعدى رسوم المفردات على السطور ليستقر ملء الصدور يقيناً بعالمه المتفاعل، النخلة، النخلي كل اليمن، الأرض والإنسان.
الأمر الذي أجد ما سبق إيماءات مستطابة ربما أفادت وإنما هنا وبحضور ما سبق “أولاً، ثانياً، ثالثا” فتآزر المهمات التي لأجلها أحسبني مهماً أحاول بثه في الأسطر التالية.
خارطة نخل اليمن
نحاول أن نرسم خارطة النخلة اليمنية بتخيل خطين متوازيين “من الجنوب الى الشمال” فثلاثة مستطيلات او نحو منها وبها تتوزع نخيل اليمن.
كم نخيل اليمن..!
سؤال.. هل يمكن الإجابة القطعية عليه (كم نخيل اليمن) أعلم سلفاً أن ليس في كثير إن لم يكن أكثر (من أعرفهم على الأقل) من الأعزاء في الجهات المختصة من يوافقني. أعلم وأعلم أنني المعلوم شأن قدراته وإنما.. لا بأس.. ففي نخل الوادي زبيد “المدمن اليوم” بمديرية التحيتا محافظة الحديدة وأخواتها في تهامة ذات لسان مبين أجده بالدرجة الأولى سبيلاً لبلوغ ذات موقع قريب من الصواب بتقديرات أعداد نخيل محافظة الحديدة ومديرية المخا بمحافظة تعز ونخيل محافظة حضرموت فتخيل جزئي لنخيل محافظات الجوف شبوة، مأرب، المهرة وكلي لنخيل جزيرة سقطرة وباقي المشمول بهذه المحاولة كما سنرى كلاً بموقعه في التاليات ذكرا.
إنها.. ببساطة.. تلك المشار إليها آنفا “وحدة المساحة المحلية، او حرم النخلة أي الدمنة (34.133) متراً مربعاً لكل نخلة مع محاولة حوار الواقع في المساحات العامة كالمساحات الشاغرة واشتراك أكثر من نخلة في مساحة او حرم نخلة واحدة بنسب تقديرية.
عدد وإنتاج النخيل
ربما.. ليس تماماً.. ربما أقل.. ربما ليس أكثر من (10) ملايين نخلة في اليمن تنتج سنويا ًنحو (360) ألف طن من التمور كتقدير المعدل الطبيعي لإنتاجية النخلة الواحدة المشفوع بمحاولات الرؤية لخصوصيات واقع النخلة كل بمواقعها بالمبين تالياً.
وإلى ذلك تجدر الإشارة الى اعتماد النسب المئوية للنخيل المؤنثة كمنتجة وعدم حساب النخيل المذكرة مع كونها تعد منتجة لأهمية دورها في الإنتاج كما أهملت الغراس أي النخيل الجديدة او التي مازالت في طور النمو ولم تبلغ الأثمار الأمر الذي نشير إليه كي نملك الرؤية التي نعلم بها أن الإنتاج مقدر بتقدير النسب المئوية للمثمرات “المؤنثة”.
إنتاج هذا العام 2010م
وكل قارعة بث الشجن تجدر الإشارة الى أن إنتاج تمور اليمن لهذا العام تدنى الى ما يمثل 60 % تقريبا من الإنتاج الطبيعي أي نحو 216 ألف طن بهذا العام من 360 ألف طن من التمور (الانتاج الطبيعي).
توزيع الإنتاج
ويتوزع إنتاج التمور على تلك المناطق الافتراضية أو المشار إليها آنفا بالثلاثة المستطيلات من الجنوب إلى الشمال، وهو الأمر الذي نعلم معه ترتيب هذه المستطيلات كمناطق من الشرق إلى الغرب على ثلاثة مناطق هي:
الأول “الشرقية” ويبلغ إنتاجها 23.36 % من إنتاج تمور اليمن.
الثانية “الوسطى” ويبلغ إنتاجها 0.23 % من إنتاج تمور اليمن.
الثالثة الغربية ويبلغ إنتاجها 76.41 % من إنتاج تمور اليمن.
وعن نخيل تمور اليمن بهذه المناطق نتجه للبيان التالي:
نخيل المنطقة الشرقية
وتبلغ تقديرات أعداد نخيل بهذه المنطقة 2.4 مليون نخلة ويقدر المعدل الطبيعي لإنتاجها السنوي 82475 طناً من التمور سنوياً موزعة على مناطق النخيل في المحافظات التالية:
1 - محافظة حضرموت
ويقدر عدد النخيل بمحافظة حضرموت 1.75 مليون نخلة ويقدر المعدل الطبيعي لإنتاجها السنوي 64925 طنا من التمور بتقدير نسبة النخيل المثمرة (70 %) موزعة على وادي حضرموت 60 % نصفها تقريبا في ساه ودوعن ووادي العين و 40% في مديريات ساحل حضرموت ومن أشهرها مديرية غيل باوزير وتقدر إنتاجية النخلة الحضرمية 53 كيلو جراما.
2 - محافظات الجوف، شبوة، المهرة، مارب، جزيرة، سقطرة وبها نحو 0.65 % مليون نخلة تنتج نحو 17550 طنا من التمور سنويا تمثل إنتاج المثمرة المقدر نسبتها 60 % بإنتاجية 45 كيلو جراما للنخلة الواحدة وتتفق نخيل هذه المنطقة الشرقية تقريبا في مواسم الحصاد “أيلول- تشرين الثاني/ سبتمبر/ نوفمبر” من كل عام.
نخيل المنطقة الوسطى
بين المنطقتين الشرقية والغربية من دلتا أبين إلى نجد صعدة والنخيل هنا غير معدود كوجود لعدم انتشاره بما يعلم بالشرقية والغربية.. إنما كما سبق لذات النخلة تتواجد النخلة بين وديان ومزارع ومدن وقرى هذه المنطقة بنحو من 50 ألف نخلة كتقدير تخيلي يأتي المثمر منه نحو 40 % بإنتاجية متوسطة تخيلة 40 كيلو جراما للنخلة الواحدة أي بإنتاج نحو 800 طن من التمور سنويا.
نخيل المنطقة الغربية
إنها النخلة التهامية المتواجدة بأعداد وتقديرها 7.6 مليون نخلة تنتج نحو 2774370 طنا من التمور سنويا كما يلي:
1 - محافظات عدن.. لحج، حجة نحو 50 ألف نخلة المنتج منها نحو 40 % بإنتاجية 40 كيلو جراما للنخلة الواحدة اي 800 طن سنويا.
2 - نخيل محافظة تعز: وبقدر بنحو 0.55 مليون نخلة موزعة على مجموعتين الأولى غير المنظورة بين وديان وجبال محافظة تعز كالبركاني ورسيان وليست في الحسبان كونها مهملة بوصفها العام كمذكرة في الغالب وأشير إليها هنا كمهم غير معلوم بنحو 0.25 مليون منها نحو 90 % نخيل مذكرة تتمترس كزاد ضروري وهام لإمداد نخيل تهامة بمحافظتي تعز والحديدة باللقاح المعلوم شأنها لإنتاج التمور.
و 10 % النخيل المؤنثة المنتجة تكاد تكون مهملة في الغالب.
أما المجموعة الثانية فنخيل مديرية المخا بوديان يختل، الرويس الزهاري “دار الملك” دار الحسام، وحسي سالم وبهذه المناطق نحو 0.3 مليون نخلة نتج سنويا نحو 7200 طن من التمور بإنتاجية 40 كيلو جراما للنخلة الواحدة من نحو 60 % نسبة النخيل المثمرة.
نخيل محافظة الحديدة
ويقدر نخيل محافظة الحديدة بنحو 7 ملايين نخلة يبلغ إنتاجها الطبيعي نحو 269437 طنا من التمور سنويا موزعا على وديان ومناطق النخيل كما يلي:
1 - مجموعة الداخل: وبها نحو 0.4 مليون نخلة متناثرة في وديان ومزارع ومدن المحافظة 60% منها في مديريات حيس، الجراحي، زبيد، بيت الفقيه ويقدر المنتج من هذه النخيل بنحو 40 % بإنتاجية 40 كيلو جراما للنخلة الواحدة أي إنتاج 6400 من التمور لهذه النخل.
2 - مجموعة الساحل: وهي أساس وديان النخيل في المناطق الساحلية وقرب الساحلية في اربع مديريات تطل من خلالها المحافظة على البحر الأحمر بالشواطئ الجنوبية وهذه المديريات هي.
3 - مديرية الخوخة: وبها نحو 50 ألف نخلة يقدر المنتج منها 70 % بإنتاجية 45 كيلو جراما للنخلة الواحدة أي تنتج مديرية الخوخة نحو 1575 طنا من التمور سنويا مناصفة تقريبا بين منطقتي السحاري “أبي زهر” وموشج.. وتقع مديرية الخوخة جنوب المحافظة عند حدودها مع أختها، جارتها محافظة تعز.
مديرية الدريهمي:
بما يلي مباشرة مدينة الحدية “عاصمة المحافظة” تقع مديرية الدريهمي كأول مديريات جنوب المحافظة وبها “غليفقة” ميناء التاريخي على البحر الأحمر وتأتي المديرية في الترتيب الثالث على مستوى المحافظة من حيث عدد اشجار النخيل إذ يتواجد بها نحو 0.3 مليون نخلة بكل من قضية ورمان وبقدر النخيل المنتج 60% من نخيلها بإنتاجية 65 كيلو جراما للنخلة الواحدة أي يبلغ إنتاج نخيل المديرية نحو 13650 طنا من التمور سنويا.
مديرية بيت الفقيه
تعد مديرية بيت الفقيه الثانية بالمحافظة من حيث عدد أشجار النخيل وكمية الإنتاج إذ “بما يلي مباشر مدينة الدريهمي الى الجنوب” يتواجد بالمديرية “وادي الجاح” نحو 1.75 مليون نخلة يمثل المثمر منها نحو 70 % بإنتاجية 50 كيلو جراما للنخلة الواحدة أي تبلغ كمية إنتاج وادي الجاح نحو 61250 طنا من التمور سنوياً. ويعد وادي الجاح الثاني في وديان نخيل المحافظة واليمن.
مديرية التحيتا
وتتربع مديرية التحيتا بأعلى مواقع عرش جمال مملكة النخل في اليمن إذ تحتل المرتبة الأولى بالمحافظة واليمن إذ يبلغ عدد نخيلها نحو 4.5 مليون نخلة نتج نحو 186.562 طناً من التمور سنوياً موزعة على مناطق نخيل المديرية كما يلي:
الجبلية والقضيب ومزاع المديرية “خارج وديان النخيل” نحو 50 ألف نخلة المثمر منها 55 % وإنتاجيتها 65 كيلو جراماً للنخلة الواحدة أي 1787 طناً من التمور.
السويق:
ويعد وادي السويق الرابع بعد “التالي ذكره” المجيلس من حيث عدد النخيل والثالث بعد “السالف ذكره” الجاح من حيث كمية الإنتاج على مستوى وديان نخيل المحافظة واليمن إذ يوجد به نحو 0.9 مليون نخلة المثمر منها 75%. والإنتاجية 65 كيلو جراماً للنخلة أي كمية الإنتاج 433.875 طناً من التمور.
المجيلس
يكاد القلم يخر مغشياً عليه من هول الفاجعة التي ألمت بهذا الوادي الذي كان يسمى “مجيلس الملك” لتميزه الذي صار ضرباً من أحلام اليقظة، أسطورة لا يجد لها شباب وأطفال اليوم في مخيلاتهم سعة ليستوعبوها.
لقد ثكل الوادي الجميل إهابه الفذ وأحشاءه العامرة بخصوبة احلام الزمان إذ تدهور نظامه البيئي ليتراجع من موقعه كأول وأكبر وديان النخيل في اليمن الى الثالث في إعداد النخيل والرابع في كمية الإنتاج الأمر الذي نشير إليها هنا ولنا معه وقفة في التاليات.. ويوجد اليوم بوادي المجيلس نحو 1.4 مليون نخلة المثمر منها 70 % والإنتاجية 40 % كيلو جراماً للنخلة الواحدة أي الإنتاج 39200 طناً من التمور.
المتينة
ولذات ما سبق عن المجيلس تأتي المتينة التي يوجد بها اليوم نحو 0.15 مليون نخلة المثمر منها 70 % والإنتاجية 40 كيلو جراماً للنخلة الواحدة أي إنتاجها 4.200 طن من التمور.
المدمن
وهو المعروف الى جانب اسمه الحالي “المدمن” باسمه التاريخي “نخل الوادي زبيد” وبه “الفازة” ميناء اليمن التاريخي على البحر الأحمر التي ذكرها ابن المجاور في كتابه (صفة بلاد اليمن) بأن أول زراعة النخل كانت بقطعتين هما الفازة والقبة وأن ليس في هذه الأعمال أحسن من هذا النخل ولا أصح من غرسه ونشئه.
ويعد وادي المدمن أكبر وديان النخيل في اليمن إذ يوجد مليونا نخلة المثمر منها 75 % والإنتاجية 65 كيلو جراماً الواحدة أي الإنتاج 97500 طن من التمور سنوياً.
موسم الحصاد
مع نهايات آب وبدايات أيلول( سبتمبر)تبدأ تقريباً... بل يسيراً يسيراً أيام الحصاد لمحصول التمور للنخلة اليمنية في المنطقة الشرقية ( بل الحضرمية كأكثرهن كثافة )ليستمر إلى بدايات تشرين الثاني نوفمبر .
وبذات الفترة تختتم النخلة اليمنية بالمنطقة الغربية موسم حصادها الذي يبدأ من نيسان أبريل من كل عام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.