تحمل اللوحة الثقافية الخاصة بافتتاحية بطولة كأس الخليج العربي ال 20 التي ستعرض خلال مراسم حفل افتتاح البطولة غداً الاثنين باستاد 22 مايو الدولي بعدن، رسائل ثقافية وفنية متعددة. وتترجم اللوحة بحس وإدراك فني عالٍ أهمية الفن في التعبير عن هموم وتطلعات الأجيال ووصايا الأجداد، والتحليق في فضاء إبداعي فكري سماؤه الوحدة وأرضه الحكمة وهدفه النماء والتطور. كما تبرز اللوحة التي يشارك فيها ألف و500 مشارك، من فنانين ومسرحيين وراقصين ومحترفي الأكروبات ومبدعين من فرق فنية وشعبية مختلفة، وعدد من طلاب المدارس والجامعات، يتقدمهم كوكبة من ألمع نجوم الفن والغناء في اليمن والخليج العربي، تبرز الهوية والخصائص الحضارية اليمنية الخليجية المشتركة في الجزيرة العربية في اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي. وتقدم اللوحة الثقافية في قرابة نصف ساعة، مزيجاً من الفنون الإبداعية المختلفة من سينما وموسيقى ورقصات تعبيرية، وعروض مسرحية، ولوحات استعراضية من الفلكور والموروث الشعبي اليمني والخليجي. ويؤكد مخرج اللوحة مدير المكتب التنفيذي للوحة الثقافية الافتتاحية لبطولة خليجي 20 الفنان صفوت الغشم لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن فكرة العمل الذي يحمل الوحدة والحكمة ووصايا الأجداد للأحفاد، انبثقت من الواقع الموضوعي الذي تعيشه الأمة العربية كأهم موضوع إقليمي وعربي يمكن تقديمه خلال هذا الحدث. ويقول الغشم: «إن الأجداد قديماً أكدوا في وصيتهم أن الوحدة حكمة، واستطاع الأحفاد اليوم أن يقرأوا هذه المفردة ويقدموا ويعيشوا ويشاهدوا ما عاشه الأجداد سواء في أيام الوحدة والرخاء والاستقرار والأمن أم ما عاشوه أيام عصور الفرقة من ظلام وشتات ودمار، بالإضافة إلى كيف استطاع جيل الأحفاد أن يقدم وصية تؤكد أن الحكمة في الوحدة». وأشار إلى حرص المكتب التنفيذي خلال الفترة الماضية، ومن خلال اللجان الفنية والمختصين بإعداد اللوحة برئاسة وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي، على تقديم عمل ثقافي وفني جديد ونوعي يليق بهذه المناسبة الاستثنائية، بدءاً بالفكرة ورؤيتها الإخراجية، وكتابة السيناريو، والقصائد التي كتب كلماتها الشاعر الكبير عباس الديلمي، والتلحين الذي أُسند إلى الموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس، والعروض التعبيرية للمجاميع بقيادة الفنان أسامة بكار. الهوية المشتركة بين اليمن ودول الخليج بدورها تؤكد مدير عام البيوت التقليدية في الهيئة العامة للمدن التاريخية بوزارة الثقافة أمة الرزاق جحاف أن اللوحة الثقافية ركزت على إبراز الهوية الثقافية المشتركة بين اليمن والخليج، وتجسيدها من خلال أزياء الفنانين المشاركين في اللوحة. وأشارت جحاف في تصريح مماثل ل(سبأ) إلى أن اللوحة الثقافية أبرزت خصائص ثقافية متعددة ومشتركة في اليمن ودول المنطقة عبر الأزياء والاكسسوارات للمجاميع الفنية المشاركة في تقديم اللوحة، والتي تم تصميمها بحرص شديد لتمثل أهم المناطق اليمنية، كنطاق جغرافي شمل الأزياء الخاصة بالمناطق الجبلية والساحلية والسهول، إضافة إلى التركيز على أهم الخصائص التي تميز هذه الأزياء في إبراز المشترك فيها بيننا وبين الأشقاء في دول الخليج العربي وإبراز خصوصياتها الفنية والإبداعية. وبينت جحاف أن اختيار الأزياء الخاصة باللوحة جاءت على ثلاث مفردات هي الخصوصية اليمنية، والخصوصية الخليجية، والخصائص المشتركة يمنية وخليجية. وقالت: “تجسدت خصوصية ثقافة المنطقة في اللوحة من خلال السفينة وما تحمله من دلالات ثقافة البحر، والصحراء والتي يجسد الجمل أحد رموزها، وغيرها من الرموز والاكسسوارات والتي تحمل دلالات الثقافة المشتركة بين منطقة الخليج والجزيرة، باعتبارها منطقة يجمعها تاريخ مشترك ولغة وعادات وتقاليد وثقافة مشتركة”. وأضافت: «تشكل هذه الخصائص ومقومات الوحدة وتشملها بشكل عام ولأول مرة تظهر المفردات التي ركزت عليها اللوحة الثقافية بملامح مشتركة لدول المنطقة، برقصات شعبية وتعبيرية». من جانبه أوضح مصمم الرقصات والعروض الخاصة باللوحة الثقافية الفنان أسامة بكار ل(سبأ) أن تخطيط العروض والرقصات جاء وفق الرؤية الإخراجية في إطار برنامج هادف على ضوئه بدأ التصميم على مستوى المجاميع أو كل مجموعة بمفردها وعملية الربط بينها. وأشار إلى أن الرقصات الداخلة في تصميم اللوحة التي يقدمها المشاركون في اللوحة، مستوحاة من فنون اليمن عامة والفنون القريبة من دول الجوار، ومنها اللون البحري والجبلي وحتى الصحراوي، وتحمل قواسم مشتركة منبعها يمني. ولفت إلى أهمية الرقص التعبيري، وميزته وخصوصيته الفنية في كثير من الأعمال الفنية المقدمة في السابق، والتي عادة ما تأخذ طابعاً كرنفالياً بحتاًَ، فضلاً عن كون الرقصات تجمع بين التعبير والتمثيل والرقص في عمل واحد. مشيراً إلى أن المشاركين في اللوحة يمثلون مختلف فئات المجتمع من محترفين وشعبيين وطلاب وهواة، قد أعطيت لكل مجموعة حركات وتعبيرات تتماشى مع قدراتها الإبداعية. وأكد بكار قوة العمل الفني الذي ستقدمه اللوحة، والمستمدة قوتها من الكلمات الرصينة، ورسالتها البليغة، وألحانها المعبرة، والمجسدة بقوة مجتمعة في لوحة إبداعية متكاملة تحضر فيها العروض المسرحية والرقصات الفنية. من جهته يؤكد مساعد مخرج اللوحة الفنان المسرحي عمر مكرم أن التعبيرات المسرحية في العمل تأتي من خلال الرقصة التعبيرية المترافقة مع الكلمة والمشهد السينمائي في شاشة العرض، وكذا عبر مجموع العمل بكافة مفرداته ودلالاته المتعددة والمتنوعة والتي تجسد امتداداً للحضارة العربية، في منطقة الجزيرة العربية ومنذ العهد السبئي وحتى اليوم. ولفت إلى تعدد عناصر التعبير المسرحي المرتبطة ببعضها البعض في العمل الفني بما تشمله من حركة أثناء تقديم عرض اللوحات في الملعب وما تبرزه في إطار الرقصات الشعبية، علاوة عن تجسيدها حالة التفاعل الحقيقي والصادق على مستوى انفعالات الفرح والحزن، والتي ستقدم عبر المجاميع المشاركة، وكل حسب دوره في اللوحة، ومركز العمل المتمحور في إطار المجموعة التعبيرية التي تأخذ مركز العمل. رقصات رمزية ودلالية كما تؤكد ناهد محمد جاوي، مشاركة في المجموعة التعبيرية من فرقة التوجيه المعنوي، ميزة وخصوصية الرقص التعبيري، من خلال تجربتها في أعمال سابقة. وتقول ناهد: “في الحقيقة يتميز الرقص التعبيري بأشياء كثيرة ومميزات مختلفة عن الأعمال السابقة التي شاركت فيها، حيث لم يكن العمل التعبيري فيها موجوداً كما هو في اللوحة والرقصات التي نؤديها ونقدمها في المجموعة التعبيرية، والمجاميع هي في الحقيقة رقصات تقدم بطريقة رمزية ودلالية أكثر من كونها رقصة واحدة”.