التلالُ وراء التلال صحائف من كُتُبٍ أنزلتها السماءُ لمن يقرأون ولايقرأون ولكنهم يؤمنون أن التلال صحائف من كُتُبٍ الرعاةُ القدامى على التلّ كانوا يغنّون: من شَعْر ماعزنا يتدرّجُ ليلُ التلال بطيئاً على طرق لاتقودُ خطانا إلى حتفنا دائماً.. رُبّما أنقذتهم من الخوف ناياتهم ربما روّض الناي وحشاً هناك وضلَّلَ جيشاً، ورمّم باب المغارة لولا ظلام المغارة لانطفأ الضوء لايَطربُ الأنبياءُ لشعر الحماسة لكنهم يحملون التلال صحائف شعريةً يضغطون على صخرة فتسيل ندى وعلى عشبة فتصير صدى ويقولون مايفعلون وإن قلّت الأرضُ من حولنا وبنا، وسعوها لنا، بإشراقهم وأحبّوا الجميع، ولم يقتلوا أحداً أبداً، لاغربياً ولا ملحداً التلالُ وراء التلال مُعلقةٌ صحفة صفحة، لارعاة هناك ولا أنبياء وللشعراء مهارتهم في اقتناء الخسارة قد يصدقون إذا كذبوا فلنصدق أكاذيبهم: الغيابُ حنين الحضور إلى شكله.. وعلى ظلّه اتَّكأ الحَوْرُ فاقرأ إذا ما استطعت القراءة تأويلك الخاص: بيضاءُ فضيةٌ هذه الشجراتُ أقل ارتفاعاً من الكلمات، وأكثر حزناً من الناي واكتب إذا ما استطعت الكتابة بيتاً من الشعر واسمك أحب الحمار لأن الحمار أقلُّ كراهيةً والسحابة بيضاءُ، والأبجدية بيضاء، والأبدية بيضاءُ كم أنتَ أنتَ وكم أنت غيرك.. حين تصير تلالك بيضاء خالية من خطاك وتاريخك الشفهيّ، وخالية من سواك وتاريخه الشفهي كأنك تأتي لتوك من عَدَم في ممر الضباب إلى عدم وكأن القيامة قامت على غفلة منك. نسرٌ يحلّقُ فوق القصيدة موتى يفرّون من قبرهم سالمين يطيرون حول السماء بلاغاية، قائلين: لقد أصلح الأنبياء قبائل أمس فمن يُنقذ الحاضر الدمويّ من الحرب بين ملائكة طيبين وبين ملائكة سيئين يقول ملاك: أنا ذكر، فيقول له آخر: أنت أُنثى! ومن ينقذ الغد من خلل في الطبائع، أو خطأ في كتاب الشرائع؟ أرض على طرف الكون ملغومةٌ كرة تتدحرج في الملعب النوويّ وراؤك يمشي أمامك فانظرْ: سدومُ تمارين أولى على العبث البشري وطوفان نوح حكاية طفل تعلَّم درس السباحة كل الأساطير كانت وقوع الخيال على غامض، وعلى جاذبية سرّ: إلى أين تمضي بنا الريح؟ فاختلف الأنبياء مع الشعراء على وجهة الاستعارة لايحمل الأرض ثورٌ ولاسلحفاة كما في الأساطير: أسمع صوت الزلازل في قدم الظبي أُبصر نار البراكين في عرف ديك تنسّك. أشمُّ رائحة الموت من وعكة في أريج البنفسج، أشعر بالماء يجرفني نحو طوفانه: أنت لي وأذوق الهواء بحدسي. له طعم خاطرة في خيال نبي شقيّ يخاف على شعبه التلال مقدسةٌ والرعاة القدامى ينادون: يارب.. ياربُّ نحن بقايا كلامك فاحرس بقايا كلامك حتى نكون كما تبتغي أن نكون.