قرأ أمير الشعراء الشاب اليماني المبدع، “القدوة” عبدالعزيز الزراعي في ختام مسابقة أمير الشعراء الإماراتية قصيدته “عشبة تحاور الرمل” والتي أثلجت صدور لجنة التحكيم والمتابعين. مباركتنا يا أمير الشعراء يا فخر اليمن وليتنا ننتهج ما جاء في قصيدتك النقية، البليغة، المدهشة، المليئة بالحب والتي تحثنا على التآلف والتسامح الوطني. أطلق نوافذ ما يغريك يا وجع مازال في جرحنا للحب متسع إنا كبرنا على أفكارنا فمتى يا أرض نطرح من كان ونضجع مازال يحلم بالإنسان شاطُئنا كأن بيض الأماني فوقه بجعُ ولو تقطعنا أمواج لوعتنا بالصّ خر لابتكرت أحلامنا القطعُ بُح لي بما شئت يا إنسان إن لنا جرحاً يشاركنا النجوى ويستمع وافتح لهذا المدى سطراً وقافية ليدخل الناس في المعنى ويجتمع ما أوسع الأرض في نسيانها فمتى قلوبنا نحن تنسانا وتتسع ثقافة الرمل تمحو ما يجاورها ورملنا في أساطير روحنا يقع أرى الحقيقة وجهاً لا تحيط به إلا المرايا التي بالحب تلتمع هو التسامح نهر الله في دمنا كل الذين ارتووا من نوره سطعوا به يحاور هذا الرمل عشبته فينا ويذبل في إنساننا الطمع يا لهذا النص من روعة تشدو به النفس وتتطلع إليها الروح ويناجيها الفؤاد، حسرةً على الوطن ومناشدةً لأبنائه بأن “اعتصموا بحل الله جميعاً ولا تفرقوا”.. وما بال المتعجب مما يحدث لنا من فرقة وكراهية وبغض وانقسام أن لا يدرك بأن قيمة التسامح قد ارتحلت عنا ولحقتها العفوية والأخوة والشراكة والتعاضد حتى أننا تناسينا بأننا بنو عم وبنو خال وبنو أرض وبنو قبلية وبنو سهل وبنو وادٍ وسكان ضفافٍ وجبالٍ ودماءٍ مشتركة! نعم أيها الفائز ببردة ولقب أمير الشعراء: هو التسامح نهر الله في دمنا كل الذين ارتووا من نوره سطعوا به يحاور هذا الرمل عشبته فينا ويذبل في إنساننا الطمع وقد قال براتراند راسل: الحياة أقصر من أن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي يرتكبها غيرنا في حقنا، أو في تغذية روح العداء بين الناس.. وقال المهاتما غاندي: إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة؟! وقال تولستوي: عظمة الناس تقاس بمدى استعدادهم للعفو والتسامح عن الذين أساؤوا إليهم.. ربنا جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين ووحد كلمتنا وادفع الشر والأحقاد عنا.. آمين.