مافيش راتب.. مافيش كهرباء.. مافيش خدمات    شعب الجنوب يتعرض لأبشع صور العذاب والموت البطيء.!    ال عفاش يستغلون مكرمة اماراتية كهربائية ويبيعونها لحسابهم الخاص    عاجل: مقتل 5 جنود إسرائيليين شمال غزة    بعد ليزا نيلسون.. فنان فرنسي يتهم مها الصغير ب"سرقة" لوحاته    الفصل الخامس    الامارات تنجز 90% من مشروع محطة الطاقة الشمسية لكهرباء عتق    توازن مختل في عدن.. السلاح بأيد الجنوبيين وخزائن المال يمتلكها وافدي تعز    تحسن ملحوظ في خدمة الكهرباء بعدن عقب وصول شحنة وقود إسعافية    عقلية التملك والاستحواذ لدى جماعات الاسلام السياسي    الرئيس الإيراني: نستعد لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة ولكن هناك مشكلة ثقة    الإمارات تعلن إنقاذ طاقم سفينة "ماجيك سيز" وبريطانيا تشير لإصابات ومفقودين    ردع منهار وأهداف غائبة : عجز إسرائيلي أمام جبهة الإسناد اليمنية    ترامب يفرض رسومًا جمركية على 14 دولة ابتداء من اغسطس    غدا.. تشيلسي يواجه فلومينينسي في نصف نهائي كأس العالم للأندية    صنعاء .. التأمينات الاجتماعية تعلن صرف مرتبات المتقاعدين وتستعد للانتقال للمحفظة الإلكترونية    مفتاح وجعمان يفتتحان مشاريع خدمية ومبادرات مجتمعية بعمران    إين هي حرية الاختيار المزعومة؟!    تسجيل هزتين ارضيتين وسط محافظة الحديدة    انتقالي شبوة يتفقد العمل في مستشفى محمد بن زايد التعليمي    القطاع التربوي في سنحان ينظم فعالية بذكرى استشهاد الإمام الحسين    اليافعي يكرّم الفنانة التشكيلية من ذوي الاحتياجات الخاصة هبة الفقير    شركة النفط بصنعاء تطمئن : الوضع التمويني مستقر وخطط الطوارئ أثبتت فعاليتها    دور السينما في السعودية تربح 111مليون ريال سعودي في شهر فقط    شاهد / لحظة اصابة السفينة "ماجيك سيز"    31 عاماً على حرب صيف 94.. الجنوب يحيي الذكرى ويؤكد أن لا وحدة بالقوة    رئيس مجلس إدارة وقف أويس القرني يزور مؤسسة افق في تعز    مدرب الناشئين:سنتيح الفرصة لاستكشاف المواهب على امتداد خارطة الوطن    هيئة الإغاثة تتفقد أسرة ضحايا مجزرة الحوثي في المُسيمير بلحج    تراجعُ قيمة الأجور في اليابان بأعلى معدّل منذ 2023    الذهب يتراجع مع انحسار المخاوف التجارية عقب تمديد مهلة الرسوم الجمركية الأميركية    الصين ترد على تهديدات ترامب بفرض رسوم إضافية على الدول الداعمة ل"بريكس"    المنتخب المكسيكي يُتوّج بلقبه العاشر في بطولة الكأس الذهبية    حزام يافع يكشف تفاصيل جريمة مقتل الطفل صالح الجهوري ويضبط الجاني    الإعلام الأمني: تسجيل 23 حالة انتحار خلال يونيو ومأرب وتعز تتصدران القائمة    ضبط 513 مهاجرا غير شرعيا في عمران    يايسله ومحرز ينضمان إلى الأهلي في النمسا    جارسيا.. حفيد مصارع الثيران.. ونجمة هوليوود    خاتشانوف.. أول المتأهلين إلى ربع نهائي ويمبلدون    إسرائيل تشن هجوماً على الحديدة والحوثيون يتصدون "للعدوان"    رسميا.. النصر السعودي يعلن رحيل مهاجمه جون دوران    مصر.. اكتشاف مقابر أثرية تحمل زخارف مدهشة في أسوان تعود للعصرين اليوناني والروماني    سريع: تصدينا لجزء كبير من تشكيلات الهجوم الاسرائيلي    العام الهجري الجديد آفاق وتطلعات    أين علماؤنا وفقهاؤنا مع فقه الواقع..؟    منظمة ترصد اختطاف 51 مدنياً في إب خلال الشهر الماضي    بمشاركة عدد كبير من الأطباء من الداخل والخارج .. تحضيرات لعقد المؤتمر الطبي السابع لطب الأسنان    (نص + فيديو) كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين 1447ه    لا يحق لإمام المسجد رفض أمر ولي أمر المسلمين بعزله من الامامة    مرض الفشل الكلوي (11)    دراما اللحظات الأخيرة.. الريال يعبر دورتموند ويصطدم بسان جيرمان    نار الأسعار بعدن تجبر المواطنين على ترك وجبة شعبية شهيرة    مواطن يسلم وزارة الثقافة قطعة أثرية نادرة    عاشوراء.. يوم التضحية والفداء    مسئول حضرمي يرفع دعوى قضائية على فرقة مسرحية لتطرقها للمعيشة المتدهورة    ساير الوضع    ساير الوضع    وفاة أسترالي نتيجة الإصابة بفيروس خفافيش نادر وغير قابل للعلاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إين هي حرية الاختيار المزعومة؟!
نشر في يمنات يوم 08 - 07 - 2025


عبد الوهاب قطران
أنا لم أوقع عقدًا مع الحياة.
لم أجلس على طاولة الكون لأُدلي برأيي في وجودي.
جئتُ كما تسقط السماء قطرة في عرض المحيط، تائهة لا تعرف الشاطىء ولا السؤال.
لم أختر أن أكون ،فكيف يطلب منّي أن أكون كما يريدون؟
لم أكن شاهدًا حين قرر اسمي، ولا كنت موجودًا حين قُررت القبيلة، أو حين خُتم على جبيني بختم الطبقة، والجنسية، والمكان والزمان.
أُخرجت من العدم كما يُقتلع حجر من جوف الجبل، لا رأي لي في الزمان الذي نزلت فيه، ولا المكان الذي تسلّمت فيه أول شهقة هواء.
لم أُسهم في هندسة سلالتي،
ولا وضعتُ أصبعي على خريطة اليمن لأقول:
هنا أُولد،
وهنا أكبر،
وهنا أُقذف إلى الحياة مثل سهمٍ طائش في عاصفة.
لم أختر المدرسة التي دخلتُها،
ولا الطباشير الذي علّمني أول الحروف،
ولا المدرّسين الذين زرعوا في رأسي أسلاك الطاعة،
ولا المقاعد التي شهدت أول خيبتي، وأول عزوفي عن كل شيء.
لم أختر نمط العيش في طفولتي، ولا القيم التي تشبّعت بها بالوراثة، ولا الأغاني التي شكّلت وجداني، ولا صور القادة على الجدران، ولا الشعارات التي كانت تُدلق في أذني بطابور الصباح بمعهد التوفيق كما يُسكب الزيت على النار.
لم أختر الظرف، ولا الطريق، ولا المنعطفات التي زُرعت دون إذني.
لم أُمهل لحظة لأفكر في مهنتي، ولا في مسؤولياتي، ولا في ثقل السنين الذي ألقته الحياة على كتفي كما تُلقي الجبال ظلها على الوادي.
أنا الذي جنى عليّ أبي،
لا لأنه أراد بي شرًّا،
بل لأنه سلّمني ميراثًا لم أختره،
وقلت: نعم.
ثم كرّرتُ العبء ذاته
وجنيت على خمسة أولاد،
أحببتهم أكثر مما أحببت نفسي،
لكنني لم أكن حرًا حتى في أن أمنحهم ما لم يُمنح لي.
كل ما فيّ حُفر قبل أن أبدأ.
حتى أحلامي كانت مسروقة من قبلي،
مزروعة في رأسي كألغام نائمة،
أحلام لا تشبهني.
ولا تشبه الطريق.
ورغم ذلك، لم أركع.
لم أبيع كرامتي على رصيف الأوهام.
لم أتسوّل شيئًا من أحد.
ولم أجعل من أوجاعي أداة للاستعطاف.
أنا رجلٌ يكتب وجعه كما تكتب الجبال صمتها،
رجلٌ حين يُخدَش، لا يصيح
بل ينزف قصيدة.
رجلٌ حين يُظلم، لا يطلب الرحمة.
بل يواجه الكون بصدره العالي.
فأين هي حرية الإنسان المزعومة؟
أين العدالة في أن يُحاسَب المرء على حياة لم يختر ملامحها؟
أين المساواة؟ حين يولد أحدهم على وسادة من حرير،
ويولد الآخر على حجرٍ في العراء؟
لم أكن ضعيفًا يومًا،
لكنني كنت مدركًا لكل ما فُرض عليّ.
مدركًا أن هذا العالم ليس ساحة عدل، بل مسرحًا كبيرًا تُصفّق فيه الجماهير للطغاة والمجرمين،
وتُقصى فيه العقول الحرة إلى هامش الحكاية.
أنا لست ضحية.
أنا شاهد.
شاهد على قرونٍ من التزوير،
وشاهد على شعبٍ يُسلَب كل يوم تحت رايات الكذب.
وشاهد على نفسي، كيف مضيتُ رغم الريح،
رغم الضيق،
رغم صمت العالم.
لهذا، لن ألوذ بالصمت.
سأكتب،
وأشهد،
وأترك أثرًا فوق جدار الحياة،
يقول:
هنا كان رجلٌ لم يُمنح شيئًا،
لكنّه اختار أن يكون صوتًا حرًّا في زمن الخضوع.
وعلمًا مرفوعًا من كبرياء لا تنحني...
إلا لخالقها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.