تشكل علاقة النص بصاحبه واحدة من أهم الطروحات النقدية الحديثة التي ظلت مهيمنة لردح من الزمن، لتكرس معها وترسخ في الأذهان ما عرف “بسلطة المؤلف”. وقد فرض هذا التوجه اهتماما متزايدا بالنص الأدبي انطلاقا من حياة مبدعه وما يرتبط بها من أحداث اجتماعية وتاريخية وثقافية ونفسية. وبهذا فإن أي محاولة كانت تستهدف اقتحام عمل أدبي ما لا يمكن أن يتأتى لها النجاح إلا عندما تأخذ بعين الاعتبار العوامل السالفة الذكر.كان يوم الأحد الماضي 13مارس ذكرى ميلاد الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش عام 1941، وقد ارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن الفلسطيني السليب بأيدي الصهيونية، كما يعد أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، ففي شعره يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى، غادر دنيانا عام 2008.. السطور التالية تحمل فلسفة درويش الحياتية. - بدون الذاكرة لا توجد علاقة حقيقية مع المكان. - أن تصدق نفسك أسوأ من أن تكذب على غيرك. - أن نكون ودودين مع من يكرهوننا وقساة مع من يحبوننا، تلك هى دونية المتعالي وغطرسة الوضيع. - قيل: قوي هو الحب كالموت! قلت: ولكن شهوتنا للحياة ولو خذلتنا البراهين, أقوى من الحب والموت. - هو الوقت يفعل ما تفعل الشمس والريح: يصقلنا ثم يقتلنا حينما يحمل العقل عاطفة القلب، أو عندما يبلغ القلب حكمته. - يا ولدي! كُلُّ شيء هنا... سوف يُشْبِهُ شيئاً هناك - أَنا حَبَّةُ القمح التي ماتت لكي تَخْضَرَّ ثانيةً... وفي موتي حياةٌ ما.. - أيها الماضى لا تغيرنا كلما ابتعدنا عنك. أيها الحاضر تحملنا قليلا، فلسنا سوى عابري سبيل ثقلاء الظل. أيها المستقبل: لا تسألنا: مَنْ أنتم؟ وماذا تريدون مني؟ فنحن أيضاً لا نعرف. - إنا نحب الورد، لكنّا نحب القمح أكثر، ونحب عطر الورد، لكنّ السنابل منه أطهر. - في حضرة الموت لا نتشبَّث إلاّ بصحة أسمائنا. - لا يغيظني الأصوليون، فهم مؤمنون على طريقتهم الخاصة؛ ولكن يغيظني أنصارهم العلمانيون، وأَنصارهم الملحدون الذين لا يؤمنون إلا بدين وحيد: صورهم في التليفزيون! - الهوية هي: ما نُورث لا ما نَرِث. ما نخترع لا ما نتذكر. الهوية هي فَسادُ المرآة التي يجب أن نكسرها كُلَّما أعجبتنا الصورة! - قلبي ليس لي... ولا لأحد. لقد استقلَّ عني، دون أن يصبح حجراً. - ما حاجتنا للنرجس، ما دمنا فلسطينيين. - أنا والغريب على ابن عمِّي. وأنا وابن عمِّي على أَخي. وأَنا وشيخي عليَّ. هذا هو الدرس الأول في التربية الوطنية الجديدة، في أقبية الظلام. - من يدخل الجنة أولاً؟ مَنْ مات برصاص العدو، أم مَنْ مات برصاص الأخ؟ - الحب كالمعاني على قارعة الطريق، لكنه كالشعر صعب، تعوزه الموهبة والمكابدة والصوغ الماهر لكثرة ما فيه من مراتب. - ليس الحب فكرة. إنه عاطفة تسخن وتبرد وتأتي وتذهب. عاطفة تتجسد في شكل وقوام، وله خمس حواس وأكثر. يطلع علينا أحيانا في شكل ملاك ذي أجنحة خفيفة قادرة على اقتلاعنا من الأرض. ويجتاحنا أحيانا في شكل ثور يطرحنا أرضا وينصرف. ويهب أحيانا أخرى في شكل عاصفة نتعرف إليها من آثارها المدمرة. وينزل علينا أحيانا في شكل ندى ليلي حين تحلب يد سحرية غيمة شاردة، للحب تاريخ انتهاء كما للعمر وكما للمعلبات والأدوية. لكني أفضل سقوط الحب بسكتة قلبية في أوج الشبق والشغف كما يسقط حصان من جبل إلى هاوية. - والموت يعشق فجأة ، مثلي، والموت، مثلي، لا يحب الانتظار. - لم يعد أحد من الموتى ليخبرنا الحقيقة. - إن الشعر هو الذي يعيد الحياة إلى اللغة، عندما تستهلك وتصبح مجرد لغة يومية، مبتذلة ودارجة. - إذ كان لابد من قمر فليكن , كاملاً. - إن أردت مباراة النسر، حلق معه. - لن أساوم. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم. - قصائدنا بلا طعم بلا لون بلا صوت، في حضرة الدم.. يخجل الحبر ويتراجع. - ومازال في الدرب دربٌ، وما زال في الدرب متّسعٌ للرحيلْ. - على هذه الأرض ما يستحق الحياة. - سيري ببطء، يا حياةُ، لكي أراك بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. - كل ما كان منفى يعتذر، نيابةً عني، لكُلّ ما لم يكن منفى! - أشياؤنا تموت مثلنا. لكنها لاتُدْفَنْ معنا! - هل نسيء إلى أحد؟ هل نسيء إلى بلد؟, لو أصبنا ولو من بعيد ولو مرة برذاذ الفرح؟! - أعشق عمري لأني إذا متّ، أخجل من دمع أمي. - ليتني حجر، لا أحنُّ إلى أيِّ شيء، فلا أمسِ يمضي، ولا الغَدُ يأتي، ولا حاضري يتقدَّمُ أو يتراجعُ، لا شيءَ يحدُثُ لي!