أغلقت ليبيا أمس الجمعة مجالها الجوي في محاولة رداً على قرار الأممالمتحدة بفرض حظر جوي عليها وفقاً لبيان صادر من منظمة الطيران الجوي الأوروبية. وفي الإطار ذاته نقلت وكالة رويترز للأنباء عن وزير الخارجية الليبي قوله ان: ليبيا تقبل قرار الأممالمتحدة بوقف إطلاق النار.. ومن ناحيته أكد سيف الإسلام القذافي أمس الجمعة أن ليبيا “ليست خائفة” من القرار الذى أصدره ضدها مجلس الأمن الدولى بموجب الفصل السابع..وقال سيف الإسلام القذافي بأنه سيتم إرسال قوات مكافحة للإرهاب إلى مدينة بنغازي لنزح سلاح قوات المعارضة في شمال شرق البلاد. وعلى صعيد متصل قالت فرنسا إن الهجوم الجوي على ليبيا من الممكن أن يبدأ خلال ساعات قليلة، بينما عارضت تركيا أي تدخل عسكري ودعت لوقف إطلاق نار فوري بهذا البلد, وفي حين استبعدت روسيا المشاركة بالعمل العسكري. وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروين إن الفرنسيين طالبوا بهذا الهجوم، وهم سيشاركون فيه بالطبع. وأوضح أن الأمر لا يتعلق باحتلال مناطق ليبية، ولكن بعملية عسكرية لحماية الشعب وتمكينه من تحقيق سعيه للحرية حتى النهاية، أي حتى سقوط القذافي. واعتبر باروين أن قرار مجلس الأمن الدولي الذي أعلن عنه الليلة الماضية يفتح الطريق أمام تحقيق هذا الهدف، ويعد خطوة مهمة. من جانبها أعلنت قطر أنها ستشارك في الجهود الدولية لحماية المدنيين في ليبيا، لكن لم يتضح ما إذا كان هذا يعني اشتراكها في أي عمليات عسكرية ضد قوات القذافي. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مصدر مسؤول بالخارجية قوله إن قطر قررت المشاركة في الجهود الدولية بهدف وقف سفك الدماء وحماية المدنيين في ليبيا..ورحبت الدوحة في تقرير إخباري نشر خلال الليل بقرار مجلس الأمن فرض حظر جوي على ليبيا وشن هجمات عسكرية على قوات القذافي بعد أن هدد بسحق المعارضة. وفي المقابل استبعدت روسيا المشاركة بأية عملية عسكرية ضد ليبيا، وفق ما نقلت وكالة إنترفاكس عن رئيس أركان الجيش الجنرال نيكولاي ماكاروف. وفي أنقرة دعت تركيا إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا، وقالت إنها تعارض التدخل العسكري الأجنبي في الصراع. وذكر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في بيان صادر عن مكتبه أن القرار الأممي بشن عمل عسكري في ليبيا ملزم لكل الدول، لكنه قال إنه يجب التوصل إلى حل سلمي للصراع. تأتي هذه التطورات في وقت اتفقت فيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا على وجوب التزام الحكومة الليبية بكافة بنود قرار مجلس الأمن الدولي 1973 الخاص بليبيا والذي يشمل حظراً جوياً. وقال البيت الأبيض الأميركي إن الرئيس باراك أوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون اتفقوا أيضاً خلال اتصال هاتفي على أنه يتعين وقف كافة أشكال العنف ضد السكان المدنيين في ليبيا، كما اتفقوا على التنسيق بشكل وثيق بشأن الخطوات القادمة ومواصلة العمل مع الشركاء العرب وغيرهم من الشركاء الدوليين لضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا. وفي الوقت نفسه قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان الموقف الأميركي من نظام الزعيم الليبي معمر القذافي ليس “متردداً او مذبذباً” بل “واضح وثابت” يهدف إلى إجبار القذافي على الرحيل.. وأضافت في برنامج حواري تلفزيوني شاركت فيه في ختام زيارتها لتونس بث الليلة الماضية إن الولاياتالمتحدة لا تريد الدخول في موقف «قد يشكك الناس في نواياه، لأن ذلك ليس جيداً لنا وغير مفيد للعالم». وشددت الوزيرة الأميركية على أن بلادها تعمل مع شركائها الدوليين ضد العقيد القذافي وعلى “ضرورة مشاركة عربية في أي شيء نقوم به في إطار مجلس الأمن ضد القذافي”. ولم يتحدث البيان صراحة عن مسألة الهجمات الجوية على ليبيا، واكتفى بالإشارة إلى أن الدعم المؤكد من قبل عناصر بالمنطقة، بالإضافة إلى الأساس القانوني الواضح من الأمور اللازمة من أجل تنفيذ عملية محتملة للحلف. أما الاتحاد الأوروبي فقد أبدى استعداده للبدء في تنفيذ قرار فرض الحظر الجوي “ضمن صلاحياته وقدراته”. من جهته قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله إن قواته لن تشارك بأي تدخل عسكري في ليبيا، وأكد أن بلاده “تظل متشككة بشأن هذا الخيار” لكنه شدد في الوقت نفسه على أن ذلك لن يغير موقف برلين بأن القذافي يجب أن يوقف الحرب ضد شعبه.