امكانيات متواضعة ومعاناة إنسانية ورياضية متواصلة ونجومية ومتعة وبطولات وتنافس شريف ومحموم.. هكذا كانت رياضتنا اليمنية في مختلف الألعاب الرياضية والتي كانت فيها كرة القدم الاستثناء الأجمل واللعبة صاحبة السيادة الجماهيرية وموطن الإبداع وصقل المواهب وطريق النجاح الفريد ورياضتنا اليمنية برزت نجومية عمالقة الأمس والذي كان لهم الريادة في المساهمة الفعلية في تأسيس المداميك الأولمبية في واقعنا الرياضي وبالذات في منافسات كرة القدم والتي على إثرها تحركت الساحة التي امتلأت بالمنافسات المتواصلة وشهدت حلاوة الأفراح وطعم الانتصارات وجمعت بين الحلو والمر وعاشت عقوداً من الزمن على أنغام الفوز والخسارة والصعود والهبوط وأنجبت الساحة الرياضية أفضل النجوم الكروية والذين لم يكونوا بخلاء في أدائهم الكروي ولم ينجروا وراء الأطماع الشخصية والمآرب النفسية فكانت مواهبهم عندهم أماني وحب الآخرين شعارهم والبطولات هدفهم واسم اليمن أغلى الأشياء لديهم وعاشوا رياضيين خلقوا للرياضة وقدموا عصارة جهدهم في الملاعب وافنوا عمرهم في سبيل الرياضة الشريفة. وحقيقة القول نحن نفخر بهؤلاء النجوم من عمالقة الزمن الجميل ونحتفظ بذكرياتهم وهناك طابور الريادة يقف شامخاً في صدر التاريخ وتنحني لهم رؤوسنا إجلاً وتعظيماً وشكراً وعرفاناً وهناك أسماء لاتزال على قيد الحياة نتفاءل بهم عند أي فشل وانكسارات وهناك من رحل وندعوا لهم برحمة الواحد الأحد الفرد الصمد وجنة الخلد مسكناً وقرار .. إن هناك من حديث عن رياضة الحديدة وابرز نجومها في ذلك الزمن فإننا سوف نتحدث عن نجم عملاق اسمه محمد صالح الجهمي والذي يعد أحد الأعلام الرياضية على مستوى الساحة الرياضية اليمنية وأبرز نجوم كرة القدم الساحلية هذا اللاعب الذي قال عنه عدد من المخضرمين إنه يتمتع بعبقرية نادرة وهو يجمع بين الموهبة والبراءة وعقل عالم ويؤكد المتحدثون عن النجم السابق للكرة اليمنية ولاعب فريق نادي الجيل بالحديدة صحة هذا الوصف بأنه اللاعب اليمني الوحيد الذي تصدعت له رؤوس حراس المرمى لخطورته التهديفية التي لم يجد لها الحراس حلاً حتى اليوم فهو اللاعب الذي تصفق له أيادي حراس المرمى قبل الجمهور وهو اللاعب الذي يسجل الأهداف التي لم يرها الحراس ويصفون أهدافه بالأهداف السحرية.. والنجم الكبير والمخضرم الكابتن محمد صالح الجهمي وهو حالياً متفرغ يتمتع بنفس الإمكانيات ولايزال وسط الساحة الرياضية برغم الإهمال وكان يعمل مدرباً في نادي شباب الجيل وخلاصة القول أين القيادات الرياضية وإلى أين تتجه أنظارهم وأين الاهتمام بهذا العملاق وأمثاله من المبدعين الرياضيين من نجوم الأمس في الحديدة وغيرهم ممن يتواجدون على امتداد الأرض اليمنية ويسكنون في محافظاتهم ومدنهم وأريافهم الرياضية ومن بينهم نجم وحديثنا الجاري الكابتن القدير محمد صالح الجهمي نجم الأمس لاعباً ونجم اليوم الذي ينتظره أبناء الوطن كخبير يروي ويشرح ويدرس مالديه من فنون تدريبية ولو حتى عن طريق الاستشارة إذا ما وجد هذا النجم فرصته لأدركنا قيمته الكروية الحقيقية ومن لايعرف الكابتن محمد صالح الجهمي فما عليه سوى الترحم على رفيق دربه الكابتن الراحل محمد سلطان رحمة الله عليه فلا خلاف بين الصورتين وتاريخهما الرياضي والتاريخي مشترك ومن يعرف (السلطان) لابد أن يعرف هذا الحي (الجهمي) وكذلك لابد من الاهتمام بالكثير ممن يقفون في طوابير الانتظار تاركين عزة النفس مصدر قوة لا أصحاب التنكر والإجحاف والإهمال وكان الله في عون الجميع.