فجعت الأوساط الرياضية مطلع الأسبوع الماضي بنبأ رحيل الكابتن علي فارع سالم المدرب الوطني المعروف ونجم المنتخبات الوطنية ونادي وحدة عدن "الهلال" سابقا وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض بالإضافة إلى إصابته بشلل نصفي في السنوات الأخيرة في ظل صمت وتجاهل الجهات الرسمية والرياضية. * لقد عانى كثيرا من المرض ولم يلتفت إليه احد وظل يصارعه لسنوات وهو مقعد على كرسي متحرك بعد إصابته بالشلل وعدم مقدرته على الحركة وقد شاهدته شخصيا أكثر من مرة في شوارع مدينة الشيخ عثمان التي شهدت بروز نجمه وتألقه في الملاعب الكروية. تألمت كثيرا لما وصل إليه حال نجوم الرياضة البارزين في ظل صمت وتجاهل من قبل الجميع فقد كان منظره وهو قاعد على الكرسي المتحرك محزن ومؤلم فلا احد يصدق أن هذا الشخص الذي كان يهز الملعب بالطول والعرض قد وصل به الأمر إلى هذا الوضع المتدهور. * لقد كان الفقيد الراحل الكابتن علي فارع سالم واحد من النجوم الرياضية الكبيرة لاعبا بارزا في نادي وحدة عدن "الهلال" سابقا ونجما كرويا لامعا في منتخباتنا الوطنية ومدربا مقتدرا ومثابرا. كما انه نال شرف تدريب فريق نادي شباب المنصورة الرياضي في أول موسم بعد الاعتراف الرسمي وحقق معه نتائج مشرفة وصعده منذ الوهلة الأولى إلى مصاف أندية الدرجة الثانية وهو انجاز غير مسبوق لنادي يشارك لأول مرة في بطولة رسمية منذ الاعتراف به ويصعد إلى الدرجة الثانية. * وهناك الكثير من نجوم الكرة في نادي وحدة عدن يدينون بالفضل في ما وصولوا إليه من مستوى متطور وبروزهم في الساحة الكروية إلى الكابتن علي فارع سالم رحمه الله الذي صنع نجومية كثير من لاعبي وحدة عدن. رحل علي فارع بعد أن تخلى عنه الجميع وتركوه وحيدا يصارع المرض حتى قضى على حياته ولم يكن الوحيد الذي عانى من الإهمال والإجحاف وهناك اليوم الكثير من النجوم الكروية الذين صنعوا تاريخ الكرة اليمنية بأحرف من ذهب لايزالون يعانوا من الإهمال وعدم الاهتمام رغم ماقدموه للرياضة والوطن من انجازات وتضحيات،ولكن للأسف لم تقدر مواقفهم وتاريخهم المشرق مع الرياضة. * هذا هو حال رياضتنا اليوم التي تعيش وضعا مأساويا متخبطا بسبب بسيط يتمثل في وجود الدخلاء على الرياضة التي عانت منهم كثيرا وأفسدوها وغيروا مسارها الحقيقي وسماتها الجميلة والأصيلة ولا نستغرب أو نندهش بما وصل إليه حال الرياضة اليوم من تدني في المستوى وانخفاض تطورها وذلك يعود إلى القائمين عليها من العناصر الدخيلة أصحاب المصالح الخاصة. أخيراً ندعو الله أن يغفر للمرحوم علي فارع سالم ويرحمه ويسكنه فسيح جناته وان يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ..إنا لله وإنا إليه راجعون.