(أ) عمالقة ومبدعو الوطن اليمني.. يتساقطون!! إن الحضارات تقدم الشعوب، والدول تقاس من خلال عطاء وشهرة مبدعيها في مختلف المجالات الإبداعية (الثقافية والفنية والرياضية) وباقي مجالات الإبداع الأخرى.. وتختم قادة وحكومات دول العالم كلها بهؤلاء المبدعين، وتؤمن لهم الحياة المعيشية الكريمة والرعاية الاجتماعية والصحية.. وتعتبرهم ثروة قومية لبلدانهم، ويجب الحفاظ عليهم. إلا عندنا في الوطن اليمني.. فالمبدعون اليمنيون يعيشون حياة بائسة وصعبة وقاسية، وليس لهم أية ميزة أو اهتمام أو رعاية مطلقا.. بالرغم من شهرتهم وعطاءهم وإبداعاتهم, هنا في اليمن مع الأسف الشديد عمالقة الإبداع الرياضي بالذات (الكروي) والذين رفعوا سمعة اليمن عاليا، وأرتفع العلم اليمني خفاقا في المحافل العربية والآسيوية والدولية عبرهم، وكانوا أشهر من نار على علم.. لكن القيادة ومسئولي البلد لا يعرفون معنى العطاء والإبداع ورقي الشعوب!. لهذا تم إهمالهم عن عمد وأصبح أغلب هؤلاء العمالقة المبدعين يعيشون تحت خط الفقر إلى جانب القهر والظلم والمرض، و بدؤوا يتساقطون الواحد تلو الآخر, لا حوله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. خلال الأعوام الماضية حتى الآن, كم من عملاق ومبدع توفي.. وآخر يصارع الآلام والمرض.. وآخر يبحث عن لقمة العيش وحبات الدواء فلا يجدهم.. ورابع مشلول وقاعد على كرسي متحرك.. وخامس يمشي على عكاز.. وسادس أختل عقله وصار مجنونا.. وغيرهم يسيرون في طريق الظلام الحالك والفقر المدقع والمرض والإهمال والجحود.. منتظرين الفرج من المولى عز وجل. وهناك بعض الرجال الخيرين الذين مازالوا يمدون يد العون والمساعدة لهؤلاء المبدعين بين الحين وآخر بصمت.. بارك الله فيهم وهؤلاء يعطون لمبدعي اليمن بصيص من الأمل والخير.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
(ب) سلامات للسعيد محمد (أبو إسلام) محمد سعيد سالم.. واحد من العملاقة المبدعين.. كنجم كروي لا يشق له غبار لعب مع عمالقة الكرة في نادي الشبيبة المتحدة (الواي) وعندما تم دمج (الواي / الهلال) تحت اسم وحدة عدن, كان محمد سعيد واحداً من نجوم الوحدة الأساسيين, والصورة المرافقة للموضوع تؤكد ذلك. لكن الإعلام الرياضي ظل يراوده حتى ترك معشوقته الكروية من أجل خاطر الإعلام الرياضي.. وأصبح من أشهر الإعلاميين في الساحة اليمنية من خلال المجلة الرياضية التي أشرف عليها (الرياضي) ومن خلال التحليلات الرياضية والتعليق الرياضي المحلي والخارجي ...إلخ. وأتذكر حوارا خاصا للكابتن الأسطورة المرحوم (أبو الكابتن علي محسن المريسي) قال فيه بالحرف الواحد: "هناك رجال عمالقة أبدعوا بالقدم والقلم معا وأولهم محمد سعيد سالم وعصام الخليدي وآخرون".. هذه شهادة تاريخية لا تحتاج إلى أي نقاش.. هذا المبدع الرائع أتعبة المرض وشل من حركته ودخل المستشفى، ونحن أول المقصرين في حق هذا الإنسان العظيم.. ما عظيم إلا الله. ونقول لا سامح من كان السبب في حبيبنا وأخينا (أبو إسلام)، ونتمنى له ولغيره من المبدعين الشفاء التام إن شاء الله.. أمين يا رب العالمين.. والسلام ختام.