(أ).. (القعطبي أحمد القلب النابض بالعطاء والحب والوفاء) ******************** أحمد محمد قائد قعطبي (1000) اسم مقرون بتاريخ وحضارة (عدن) منذ خمسينات القرن الماضي إلى يومنا هذا.. وسيظل إلى إن يرث الله سبحانه وتعالى الأرض وما فيها, ومهما قلنا وكتبنا عنه إن نوفيه حقه مطلقا في كل الجوانب (السياسية _ والاجتماعية _ الرياضية_الإنسانية).. وعندما فكرت في سرد بعض سيرته.. ظليت أسبوعين أكتب وأبدل وأشطب وأضيف حتى تراكمت عندي أوراق كثير جدا عن هذا.. الرجل الإنسان والمناضل القائد والسياسي المحنك والزعيم الرياضي الأول... هذا من خلاف (الأخلاق الحميدة والتواضع الرفيع والوفاء النادر) كلها تجمعت معا في مسيرة حياته المعطاة دوما ودون توقف. مشوار حياته تحتاج إلى عدة (كتب ومؤلفات) لا أستطيع أنا العبد الفقير لله سبحانه وتعالى أن أوفية ولو الشيء البسيط من مسيرته بالرغم من قربي ومعاشرتي له.. لهذا اخترت هذا السطور البسطية فقط للتذكير. عرفته في (1970م / 1971م)، وأنا طالب في الثانوية عندما التحقت بنادي الفيحاء الرياضي بمدينة الشيخ عثمان مع مجموعة من شباب الحي الذي أسكن فيه وتدربنا مع فريق النادي لكرة القدم للشباب، وكان القعطبي رئيسا للنادي حينها.. وسمعت عنه أنه أحد المناضلين أثناء الكفاح المسلح للاستعمار البريطاني لعدن حتى ثم الاستقلال الوطني المجيد, وتقلد عدة مناصب حكومية رفيعة منها ( وزير الإسكان + رئيس المجلس الأعلى للرياضة) معا.. والمنصب الثاني بمثابة وزير الشباب والرياضة ومع هذا لم يوضع أي حراسات مطلقا.. بل كان يتنقل هنا ويعمل حلول، ويساعد ويطرح الحلول لمشاكل الناس في أي وقت كان مع ابتسامة رضا تشع نورا بالأمل لهم. هذا هو (أحمد قعطبي) الذي خدم الناس كلهم وعلى مستوى المحافظات الجنوبية وله مواقف مشرفة لكل أبناء الجنوب دون تميز ولا يعرف الغرور والكبرياء أو الحقد والكراهية وتجده بين الناس معهم، ونحن معشر الرياضيين نراه (الأب الروحي) لنا حتى اليوم.. وفي منتصف الشهر الماضي داهمة المرض وآلام ونقل إلى المستشفى.. وخرج من المستشفى بسلامة، وسيكون لنا تواصل آخر مع هذا الإنسان إن شاء الله.. واختم هذه السطور بالابتهال إلى الخالق سبحانه وتعالى أن يمتع حبيبنا أحمد قعطبي بالصحة والعافية وطول العمر.. آمين يا رب العالمين. (ب).. (السيد محمود.. الحارس الأمين) ******************* هو واحد من كبار عمالقة الزمن الكروي الجميل.. أمتع الجماهير الرياضية سنوات طويلة من العطاء والإبداع والمتعة الكروية, وكان الحارس الأمين لعرين نادي (الشبيبة المتحدة / الواي) النادي العريق والشهير في ستينات وسبعينات القرن الماضي.. حارس مرمى لا يشق له غبار ولقبته الجماهير بالحارس الأمين. السيد محمود.. شارك مع نادي الواي بجوار زميله الآخر الحارس محمود محسن.. وشكلا سند منبعا إلى جانب الحارس العملاق (الكوكي) وهو من أسرة رياضية مشهورة في مدينة الشيخ عثمان اثنين من إخوته كانوا نجوما كروية مشهورة مع أنديتهم أو مع المنتخبات الوطنية، وهما (طارق السيد + عبدالله السيد).. فالأول كان مهاجما عملاقا مثل المنتخبات وعلى مستوى شطري الوطن سابقا أطال الله في عمره.. والثاني كان ظهيرا قويا وسريعا ولعب مع المنتخبات وصنع أهدافا، وسجل بعضها وتوفي في العام الماضي (رحمة الله عليه) وهما أصغر منه سنا. الحارس الأمين امتاز بالطول والليونة والقوة والطيران مما ساعده ذلك في النقاط الكرات العالية والخطرة على مرماه.. وشارك مع المنتخب الوطني، وكانت أول مشاركة خارجية عام 1966م في الدورة الرياضية المدرسية العربية التي أقيمت في لبنان، وذلك قبل رحيل الاستعمار البريطاني لجنوب الوطن.. والصورة المرفقة للمنتخب المدرسي اليمني عام1966م في لبنان، ويظهر في الصف الأول للصور ة النجم محمد علي بالو وبجانبه حارسنا السيد محمود، وكذا النجم غازي عوض مبارك.. وقد تم اختيار (السيد محمود) كأفضل حارس مرمى بالدورة كلها. وشاءت الظروف إن يصاب هذا النجم الرائع الحارس الأمين خلال السنوات الماضية بمرض سرطان الحنجرة أفقدته القدرة نهائيا عن الكلام, ولم يشفع له (تاريخه الكروي الرائع وأخلاقه العالية وعزة النفس) الحصول على الاهتمام والعلاج الخارجي، وهكذا هم مبدعي الوطن اليمني يتساقطون الواحد تلو الآخر وخلال الفترة من 10سبتمبر إلى 18 سبتمبر 2011م.. أيام كانت صعبة وقاسية علية وعلى أسرته حتى فارق الحياة بصمت وهدوء.. إنا لله وإنا إليه اجعون.. ورحم الله سبحانه وتعالى فقيدنا الغالي وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. ولا حوله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.