(أ) الحارس العملاق.. علي قاسم أحمد في ذمة الله تكاثرت الأحزان في حياتنا الحالية.. فالآلام والأمراض التي مرت على (مبدعي الوطن اليمني) في مختلف المجالات الإبداعية, دون أدنى اهتمام ورعاية وعناية وعلاجات من الجهات المسئولة في الدولة تجاه هؤلاء المبدعين العظماء.. مما ولد الإحباط واليأس وتفاقم المعانات لديهم فتوفى أغلبهم كمدا وقهرا. ومن هذه الأحزان كان وفاة الحارس العملاق لنادي الشبيبة المتحدة (الواي).. المرحوم علي قاسم محمد الحاج مساء يوم الثلاثاء 25/10/2011م، وانتقلت روحة الطاهرة إلى بارئها عز وجل.. وهو واحد من نجوم الزمن الكروي الجميل (منتصف الخمسينات) من القرن الماضي، ولعب مع نادي (الواي) جناح أيسر, وشاءت الصدف حينها في مباراة (الواي / الأحرار) أن يقوم حكم المباراة بطرد حارس مرمي الواي عثمان عبدالغني في بطولة كأس الملكة، وقبل ما ينتهي الشوط الأول ليتحول الكابتن علي قاسم من الجناح إلى حراسة المرمى، وتألق كثيرا في هذه المباراة التي انتهت لصالح الواي (1/0). وتأهل نادي الواي إلى المباراة الختامية للكأس مع نادي الشباب الرياضي وفيها أحرز (الواي) بطولة كأس الملكة بهدف دون مقابل سجله المهاجم البارع محمد صالح عراسي.. ومن تلك اللحظة ظل فقيدنا الغالي حارسا عملاقا لنادي الشبيبة المتحدة الواي حتى عام 1967م توقف واعتزل الكرة المستديرة النجم العملاق المرحوم علي قاسم أحمد.. هو والد نجوم كرة قدم لنادي وحدة عدن (ماهر علي قاسم وزاهر علي قاسم ونهاد علي قاسم) في ثمانينات القرن الماضي.. وبالذات النجم الموهوب والرائع ماهر الذي واصل تألقه ونجوميته مع وحدة عدن والمنتخبات الوطنية، وكان من أخطر المهاجمين في الساحة الكروية.. أطال الله لنا في أعمارهم , ورحم الله فقيدنا الغالي (والدهم )، وأسكنة الله سبحانه وتعالى فسيح جناته إن شاء الله.
(ب) رياضة عدن.. والداعمون الرياضة في عدن ومن بعد الاستقلال المجيد حتى موعد قيام دولة الوحدة اليمنية (مايو 1990م) كانت الدولة هي الداعم الأساسي والوحيد للحركة الرياضية بالشطر الجنوبي من الوطن.. واهتمت الحكومة حينها بكل المجالات الإبداعية المختلفة الرياضية والثقافية وكافة الفنون الأخرى.. وجاء الاهتمام الحكومي الكبير ماديا ومعنويا مع الرعاية الصحية والاجتماعية لشعورها العميق أن هذه المجالات الإبداعية هي الواجهة الحضارية لتقدم ورقي شعوب العالم، وقامت هنا نهضة شاملة وكبيرة، وظهور وبروز إبداعات عظيمة وراقية لكل هذه المجالات. (دخلاء مجالات الإبداع والتراجع والانحياز) منذ عام 1994م إلى 2011م.. تراجعت المجالات الإبداعية المختلفة خطوات كبيرة إلى الوراء (نتيجة عدم الاهتمام الكافي وظهور دخلاء الإبداع) لهذه المجالات.. واعتبارها نوعا من الترف ليس إلا، وتعيين مسئولين عن هذه المجالات لا يفقهون شيئا عنها.. وأصبحت وزارات هذه المجالات مرتعا للدخلاء وأصحاب الهبر واللطش والفساد.. وتأثرت أغلب محافظات الجمهورية بذالك وبالذات (محافظة عدن) التي كانت مركز للإشعاع الإبداعي الراقي والرائع لمختلف المجالات ومنها الرياضة "ظهور الداعمين". ومع هذا وذلك.. ظلت هناك بعض النشاطات الإبداعية في الجانب الرياضي في (محافظة عدن) عبر بعض رجال المال والأعمال الذين ساهموا ودعموا ماديا ومعنويا هذه الأنشطة لكي تستمر وتتواصل إلى جانب تقديم يد العون والمساعدات المالية لكثير من عمالقة ونجوم الزمن الكروي الجميل (المرضى-الفقراء – المتوفيين) بكل حب ووفاء.. لأن اغلب هؤلاء الكرماء مارسوا الرياضة والكرة بالذات والبعض الآخر أحب الكرة المستديرة ونجومها العمالقة.. أمثال (عدنان الكاف وخالد الخليفي وموسى القاظي وعبده جلب وحسن سعيد وسامي عليوة). وآخرون.. إلى جانب مساهمة بعض الشركات التجارية التي تدعم رياضة عدن وإنجاح كثير من المهرجانات والفعاليات الرياضية وتكريم المبدعين مثل (مجموعة هائل سعيد أنعم ومصافي عدن والبنك الأهلي اليمني وبنك التسليف الزراعي) وغيرهم.. إليهم جميعا ما تم ذكرهم وما نسيناهم.. كل المحبة والتقدير والسلام وجزاكم الله كل الخير والإحسان.. (والسلام ختام).