كل دول العالم دون استثناء تهتم بكل مبدعيها في كافة المجالات الإبداعية (الثقافية والفنية والرياضية والتربوية) وتقدم لهم كل الإمكانيات المادية والمعنوية والحياة المعيشية الراقية والرعاية الصحية والاجتماعية وتعتبرهم (ثروة قومية) لبلدانهم يجب الحفاظ عليهم .. ويعتبر مجال الإبداع الرياضي أهم هذه المجالات وبالذات لعبة كرة القدم .. إلا عندنا في الوطن اليمني فالمسؤولون يعتبرون المجالات الإبداعية مجرد لهو وترف فقط ثم إهمال كل نجوم وعمالقة الإبداع اليمني حتى أصبح أغلبهم (فقراء ومرضى) وغير قادرين على توفير متطلبات الحياة المعيشية لهم ولعائلاتهم.. فما بالكم أثناء تعرضهم للأمراض الخطيرة والمستعصي علاجها داخلياً.. ماذا يعملون وإلى من يتجهون؟ يا سبحان الله من هذا الزمن الغادر .. هل العيب فينا أم بهذا الزمن اللهم الطف بنا يا أرحم الراحمين فالشكوى لغيرك مذلة ما بعدها مذلة .. لكن أحياناً تجبرنا الظروف الصعبة والقاسية على مناشدة المسئولين ورجال الخير بتقديم يد العون والمساعدة لهؤلاء العمالقة والمبدعين المحتاجين للعلاج الخارجي دون تأخير لإنقاذ حياتهم. ولدينا الآن عملاقان من هؤلاء المبدعين الذين قدموا عصارة (عطائهم وجهدهم وإبداعاتهم) ولسنوات عمرهم الطويلة لخدمة اليمن وكانوا خير سفراء لبلدهم في المحافل العربية والقارية والدولية دون أي مكاسب ذاتية أو منافع وجاء الوقت لرد جزء من الجميل لهم. (فضل عبدالرحمن النورجي - ناصر أحمد هادي) اثنان من عمالقة الكرة اليمنية شاءت الظروف القاسية إصابتهما بأمراض خطيرة حتى أصبحا مقعدين في منزليهما وبحاجة إلى العلاج في الخارج سريعاً .. يكفي ما عانيناه خلال الشهور الماضية من فقداننا لكثير من هؤلاء العمالقة المبدعين الذين غادروا هذه الحياة البائسة والقاسية إلى خالق الكون الرحمن الرحيم. فضل عبدالرحمن النورجي .. من مواليد عام 1947م (مدينة كريتر) متزوج وأب لبنت وثلاثة أولاد ويعمل مديراً للعلاقات العامة في المؤسسة الاقتصادية اليمنية منطقة عدن ويسكن حالياً في المدينة التقنية بمديرية المنصورة .. وهو واحد من نجوم الكرة اليمنية في خط الدفاع، لعب لفريق الأحرار الرياضي ونادي التلال العريق والمنتخب العسكري اليمني منذ عام 1965م إلى عام 1986م حوالي (22 عاماً) من عمره قضاها لاعباً .. ومساعداً لمدرب الفريق الأول لكرة القدم لنادي التلال من عام 1988م إلى عام 2001م وكان مثالاً للأخلاق العالية والتواضع .. عندما ذهب إلى مصر العربية عام 1966م للالتحاق بالمعهد العالي للتربية البدنية تدرب هناك مع نادي الترسانة المصري وهو في عمر 20 سنة .. وتحصل على دورات متنوعة وكثيرة في مجال تدريب كرة القدم ومجال إدارة الموارد عن المشتروات الداخلية والخارجية + مجال شئون الكادر والقوى العاملة + مجال مكافحة غسيل الأموال إلى جانب المشاركة في المؤتمر الخامس لرجال المال والأعمال الذي نظمته الغرفة التجارية والصناعية بعدن. لديه تقرير طبي متكامل وبحاجة إلى عملية (استئصال المرارة) إلى جانب ضعف في جدار البطن الأمامي مع مرض السكري والضغط ومقعد في بيته. ناصر أحمد هادي .. من مواليد عام 1952م (مدينة الشيخ عثمان) متزوج وأب لأربعة .. متقاعد من سلك التربية والتعليم ويسكن حالياً في مدينة المنصورة (عدن) .. وهو واحد من عمالقة الكرة اليمنية في خط الوسط يمتلك موهبة نادرة كلاعب وسط لعب مع نادي الشبيبة المتحدة الواي منذ عام 1970م وهو في عمر 18 سنة مع عمالقة الواي الكبار + نادي وحدة عدن + نادي الميناء الرياضي من عام 1970م إلى عام 1987م حوالي 18 عاماً قضاها بالملاعب ولعب مع المنتخبات الوطنية اليمنية من عام 1972م حتى عام 1982م ويعتبر واحداً من أفضل لاعبي خط الوسط في اليمن .. يتحلى بالأخلاق العالية. لديه عدة تقارير توصي بعلاجه في الخارج وهو في حالة شبه شلل ومقعد في بيته. هؤلاء العظماء المبدعون أتعبتهم (الآلام والأمراض) وهم حالياً بحاجة ماسة جداً إلى إنقاذ حياتهم وإعادة الابتسامة والأمل لهم ولعائلاتهم ومن هنا نناشد مسئولي الوطن اليمني وعلى رأسهم الشاب المثقف والرائع وزير الشباب والرياضة في حكومة الوفاق الوطني الأخ القدير / معمر الأرياني وكذلك الأخ / حافظ ميعاد المدير العام للمؤسسة الاقتصادية اليمنية ونناشد رجال المال والأعمال في (محافظة عدن) وغيرها وهم كرماء ورجال خير .. إليهم جميعاً نقول أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .. أعيدوا الأمل والابتسامة لعائلات هؤلاء من خلال مد يد العون والمساعدة لهؤلاء المبدعين الفقراء وإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان .. والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم .. بسم الله الرحمن الرحيم "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً" صدق الله العظيم. اللهم إننا قد بلغنا .. اللهم فأشهد .. والسلام ختام.
