صنعاء - سبأ أكد الأخ عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية - أن الوحدة اليمنية كانت ميلاداً جديداً لليمن, وأشعرت الشعب اليمني بقيمته ووجوده ونجاح كفاحه ووضعته أمام المستقبل المنشود. وقال نائب رئيس الجمهورية في مقال افتتاحي صدر به العدد الخاص لصحيفة “الثورة” الصادرة أمس احتفاء بالعيد الوطني ال21 للجمهورية اليمنية (22مايو): “إننا نحتفل اليوم بالعيد الوطني الحادي والعشرين وقد مر على تحقيق الوحدة زمن أطول من الزمن الذي كانت فيه مجرد مشروع، والفارق ليس فارقاً زمنياً رغم أهمية دلالته، بل فارق جوهري في حياة اليمنيين بين زمنين مختلفين أشد الاختلاف في شتى النواحي”. وأضاف: “إننا نحتفل بهذا الإنجاز العظيم رغم ما أحاط به من مؤامرات لاتزال مستمرة من قبل قوى تناصب الوحدة العداء، ولكن هيهات أن تنال منها لأنها بالنسبة لشعبنا حقيقة تاريخية واجتماعية ومصيرية”. مبيناً أن الشعب اليمني يعتبر أن العداء للوحدة عداء للوطن، وبالتالي يظل أعداؤها غرباء ولا تأييد لهم في المجتمع اليمني. وتابع نائب الرئيس قائلاً: “من المؤلم أن يحل علينا العيد الوطني الحادي والعشرون في هذا العام وبلادنا تعيش أحداثا كبيرة وصلت ذروتها بالأزمة السياسية الراهنة التي افتعلتها أحزاب اللقاء المشترك”. واستطرد قائلاً: “وفي الوقت الذي ندعو أبناء شعبنا بمختلف قواه السياسية وشرائحه الاجتماعية أن يكونوا على يقظة دائمة من الفخ الذي يراد لنا الوقوع فيه، فإننا نؤكد قضيتين أساسيتين, الأولى أن مجتمعنا اليمني بفضل الوحدة والديمقراطية والتعددية السياسية أصبح اليوم وعاءً كبيراً تعيش فيه قوى سياسية وأحزاب وتيارات فكرية مختلفة تمارس حقوقها بحرية, ويجب على الجميع أن يديروا خلافاتهم ويعبّروا عن مواقفهم بطريقة تحفظ وحدة هذا المجتمع وتحافظ على نسيجه الاجتماعي، وألا يسمحوا لخلافاتهم السياسية بهتك هذا النسيج الذي ينبغي أن يلف الجميع بستاره الأخوي، فمن الخطأ البيّن السماح للخلافات السياسية بإضعاف النسيج الاجتماعي للمجتمع، فمهما اختلفت القوى السياسية اليوم على أرض اليمن في الأهداف والوسائل يجب أن يكون الهدف الذي يتفق عليه اليمنيون هو اعتبار إثارة العداوات والأحقاد فيما بينهم من المحرمات الوطنية”. ومضى قائلاً: “إن القضية الثانية هي أن الإصلاحات الشاملة في بلادنا قد أكدتها الوحدة منذ قيامها, بل إن الوحدة التي أرسى مداميكها فخامة الأخ المناضل الرئيس علي عبدالله صالح كانت أكبر مشروع إصلاح شهدته اليمن والمنطقة عموماً، ولكي نشق الطريق الذي يوصلنا إلى الإصلاح الشامل يجب التخلّي عن كل أشكال العنف والكراهية وقطع الطرق والاعتداء على المرافق العامة والمنشآت الاقتصادية وتعطيل مصالح الناس وغيرها من المظاهر المؤذية والمؤدية إلى الانقسام الاجتماعي واستمرار تصعيد الأزمة”. مشدداً أن الأوضاع الراهنة تستوجب تحكيم العقل والعودة مجدداً إلى الحوار بعقول منفتحة وأرواح متسامحة. وأشار نائب رئيس الجمهورية إلى أن التعبير الحقيقي عن قدرة القوى السياسية وأوزانها لا يجوز إظهاره من خلال القدرة على تصعيد الأزمة ومحاولة جر البلاد إلى حرب أهلية، فهذا خط أحمر غير مسموح لأحد بتجاوزه. ودعا أحزاب اللقاء المشترك وشركاءهم إلى إظهار حرصهم على مصلحة الشعب والمصالح الوطنية العليا والتراجع عن مواقفهم المتعنتة والأعمال المضرة بمصلحة الوطن والتعامل مع كل الجهود والمساعي الخيّرة لحل الأزمة بروح وطنية مسؤولة تغلّب مصلحة اليمن على ما سواها من المصالح الأنانية الضيقة. وأكد أن الوحدة اليمنية لا يمكن أن ينال منها أصحاب المشاريع الصغيرة والأجندات المشبوهة باعتبارها محروسة من أبناء الشعب اليمني الذين يجسّدون اليوم أروع صور الاصطفاف الوطني تأييداً للشرعية الدستورية ورفضاً للعنف والفوضى والأعمال الخارجة عن القانون. واختتم نائب رئيس الجمهورية مقاله الافتتاحي بالقول: “على من تسوّل لهم أنفسهم التآمر على اليمن ووحدته أن يتعظوا من هذا الاصطفاف الوطني العظيم الذي جسّده شعبنا دفاعاً عن الوحدة عام 1994م, وتتجلى دروسه اليوم مرة أخرى في مواجهة المشاريع التفتيتية والتمزيقية الظلامية التي تحاول العودة باليمن إلى عهود وأزمنة التخلف والتشظي والاستبداد التي تجاوزها شعبنا بانتصاره لثورته المجيدة سبتمبر وأكتوبر وتوّج ذلك يوم 22 مايو عام 1990م بإعلان قيام الجمهورية اليمنية الفتية”. إلى ذلك قال الأخ عبدربه منصور هادي, نائب رئيس الجمهورية إن الهدف الاستراتيجي الأعظم الذي تحقق في ال 22 من مايو 1990م وقيام الجمهورية اليمنية على خلفية تضحيات ونضالات طويلة وشاقة كان هو الأسمى من بين المنجزات العظيمة والاستراتيجية التي حققها شعبنا على طريق الاستقلال والتحرر الاجتماعي. وأوضح نائب الرئيس في تصريح لصحيفة “الوحدة” نشرته في عددها الخاص بالعيد الوطني ال21 الصادرة أمس, أن الشعب اليمني تمكن من التخلص والقضاء إلى الأبد على أعتى نظام كهنوتي متخلف كتم الأصوات ومنع التعليم والحرية والحياة الكريمة في شمال الوطن, كما دحر وهزم أكبر امبراطورية استعمارية عرفها العالم, بانتصار ثورة ال 14 من اكتوبر المجيدة في الجزء الجنوبي من الوطن. وأكد الأخ نائب رئيس الجمهورية أن اليمنيين بهذا الاتجاه العظيم قد حققوا بعد قيام الوحدة في مطلع العقد الأخير من القرن العشرين منجزات عظيمة وكبيرة في مختلف مناحي البنية التحتية بالتوازي مع النهج الديمقراطي والتعددية السياسية وحرية الرأي, فضلاً عن كسر القيود والحواجز في طريق استشراف المستقبل والاتجاه نحو العصر الحديث بهمة عالية تطوي صفحات الماضي المتخلف وتعوض شعبنا عما فاته في الحقب المظلمة. وأشار إلى أن تلك الإنجازات والنقلات النوعية التي تحققت لشعبنا قد تعاظمت بصورة أكبر وبزخم متواصل لا يلين وحشد كل الطاقات والإمكانيات باتجاه التنمية خصوصاً بعد أن كانت تهدر أموال طائلة إبان فترة التشطير لأسباب تتصل بالظروف الدولية والتحالفات والحرب الباردة. وقال الأخ نائب الرئيس: “إن اليمن تجاوز كل عناصر الإعاقة والحسابات المتصلة بالتناقضات, ومضى نحو البناء والتعمير وتوظيف كل الإمكانات البشرية والمادية في سبيل تحقيق النهوض الشامل على مختلف الصعد, وهو ما حقق تحولات وقفزات نوعية لا يستهان بها”. وأضاف: “إن ما تحقق قد جعل اليمن مشاركاً فعلياً في معمعان الحياة الحضارية الجديدة, ولا يفوتنا القول إن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية كان له الجهد الأكبر والسعي الحثيث الأوفر في سبيل تلك النجاحات”. وتطرّق نائب الرئيس إلى طبيعة الظروف الحالية وما تعتريها من مخاطر وتعقيدات تبعث على القلق حول المستقبل اليمني على مختلف الصعد الاجتماعية والديمقراطية والوحدة الوطنية. وأكد أن الثوابت الوطنية المتمثلة بالنظام الجمهوري والنهج الديمقراطي والوحدة اليمنية هي محل إجماع وسيدافع عنها كل من لديه ذرة من ضمير ومبدأ وطني بعيداً عن كل الأجندات أو الأهواء من أي اتجاه ومن أي مكان. متمنياً أن تزول هذه السحابة المغيمة بأمن وسلام.