محافظة إب بطبيعتها الساحرة وإيقاعات جوها الطليق تعزف في لحنها سيمفونية الشمس والمطر. محافظة إب إحدى محافظات الجمهورية اليمنية تعد أخصب الأراضي الزراعية وأغزرها أمطاراً, كما تمتلك بيئة طبيعية, وتعرف باللواء الأخضر, ومنطقة ذات كثافة سكانية كثيفة وعدد سكانها (2.137.841)نسمة وفقاً للنتائج النهائية لتعداد ديسمبر 2004م, وتحتل المرتبة الثانية للسلم السكاني للجمهورية اليمنية, وهي أبرز المناطق السياحية والتاريخية والأثرية في اليمن لمقوماتها السياحية والطبيعية والزراعية والثقافية والعلاجية في كل الفصول, وكذلك تعد بوابة تجارية وممراً هاماً لمعظم محافظات الجمهورية. ولمعرفة ما تمتاز به محافظة إب من المعالم السياحية والتاريخية والجوانب الثقافية والحضارية التقينا بالأخ رشيد عبدالله المنصوب - مدير عام الموارد البشرية بالمحافظة - حيث تحدث قائلاً: محافظة إب الخضراء حظيت بالكثير من المشاريع الخدمية والتنموية والحيوية في كافة المجالات كالطرق الصحة التربية الكهرباء الاتصالات والمياه وغيرها من متطلبات حياة المجتمع؛ وذلك لمواكبة عصر التطورات.. لقد تحققت العديد من المنجزات خلال السنوات الماضية من عمر الوحدة اليمنية في ظل قيادتنا السياسية ممثلة بابن اليمن البار فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله صانع الوحدة اليمنية والمنجزات العظيمة، ونسأل من الله العلي القدير أن يشفي قائدنا الرمز ويحفظه من كل مكروه، ونتمنى له الشفاء العاجل بإذن الله. ويقول الأخ رشيد المنصوب، أحد الشخصيات الاجتماعية بمحافظة إب: إن محافظة اللواء الأخضر تتوسط الجمهورية اليمنية، وتقع على بعد (193) كم جنوب العاصمة صنعاء، وتحدها من الشمال ذمار، ومن الجنوب محافظتا تعز والضالع، ومن الشرق محافظتا الضالع والبيضاء، ومحافظتا الحديدةوتعز من الغرب، وتبلغ مساحتها حوالي (5120)كيلو متراً مربعاً، ينقسم سطح محافظة إب إلى قسمين رئيسين تتمثل بالسهول والأودية وتشغل مساحات كبيرة على المستوى الكلي للمحافظة وتصب غالبية الأودية في سهل تهامة غرباً فيما تصب الأودية الواقعة شرق المحافظة في مياه خليج عدن، وأهم الأودية: وادي الدور، وادي بناء ، وادي الجنات ، وادي عنه، وادي ميتم، وتضم أيضاً العديد من الأودية الفرعية مثل: وادي جبلة، وادي جبل بعدان، أودية صهبان والسبرة ووادي نخلان ووادي عميد، أما بالنسبة للمرتفعات الجبلية فتضم المرتفعات الشمالية والشرقية وتتمثل في جبال يريم وجبل ظفار وجبل شخب عمار وجبل المنار وبعدان وجبل مشورة وكثير من الجبال المترامية الأطراف للمحافظة، أما المرتفعات الجنوبية الغربية فتضم جبال العدين وأشهرها جبال بني عواض وجبال بني مليك والشهاري وجبال مذيخرة وحمير والأشعوب وجبل قرعد، وهي سلسلة من جبال التعكر والعنسيين، وتكون هذه الجبال سلسلة جبلية بين وادي نخلة ووادي عنّه. ويضيف الأخ رشيد المنصوب: أما مناخ محافظة إب فيمتاز باعتداله في معظم أيام العام، غير أنه يميل إلى البرودة قليلاً في المناطق المرتفعة من السلسلة الجبلية للمحافظة، ويتراوح ارتفاعها بين (15003350)م عن مستوى سطح البحر، تتميز محافظة إب بغزارة الأمطار؛ حيث تهطل في المدة الممتدة بين نهاية شهر مارس وسبتمبر ولذلك سميت باللواء الأخضر. أما من حيث تقسيمها الإداري فتنقسم المحافظة إلى 20 مديرية تشمل (36)دائرة انتخابية برلمانية و502دائرة انتخابية محلية في كل مديرية مجلس محلي، بالإضافة إلى المجلس المحلي للمحافظة الذي يضم ممثلين عن كافة المديريات ويرأسه محافظ المحافظة. إب اسم لمدينة يمنية، سميت باسمها محافظة إب بالكامل، ومعنى الاسم في معاجم اللغة العربية أنه يدل على أن المكان كثير المرعى الذي لم يزرعه الإنسان مما تأكله الدواب والأنعام وتعني بذلك المكان الذي تنبت فيه النباتات والحشائش، اعتماداً على المطر دون تدخل الإنسان في السقي فالأب بفتح الهمزة المكان كثير المرعى، وتذكر المعاجم أن “الفاكهة للناس والأب للدواب “نسبة” لما جاء في الآية القرآنية “وفاكهة وأباً” تدل تسمية المحافظة على الغنى الزراعي وتوافر مياه الأمطار، حيث والمرعى متوفر طوال السنة باختلاف الفصول، وأن المحاصيل الزراعية ذات مردود الاقتصادي هام للمحافظة، ومعظم السكان يعتمدون على الحياة الزراعية في حياتهم المعيشية. لقد تميزت محافظة إب باستقرار الإنسان منذ فجر التاريخ بالإضافة إلى نشوء المدينة في العصور التاريخية، وهذا مما جعل ازدهارها الحضاري عبر العصور، وقد عاش الإنسان في المحافظة منذ عصور ما قبل التاريخ بتفرعاتها المختلفة، وكانت أماكن للاستقرار والسكن تحت سلطة ونفوذ الممالك القوية كما هو حال منطقة العود وما جاورها، كانت تتبع مملكة قتبان وكانت ضفتا مجرى وادي بنا مكاناً مناسباً لاستقرار عدد من القبائل التي لعبت دوراً في تاريخ اليمن القديم، وتجمع قبائل حمير التي كانت الأساس، وشكلت مملكة سبأ وذي ريدان، ويعد عام (115)ق.م تاريخاً مهماً وفاصلاً للمحافظة حيث أظهر الحميريون قوة سياحية في الساحة اليمنية وبدأوا يؤرخون لهم إعلاناً بظهورهم واتخذوا منطقة ظفار يريم عاصمة لهم ومن قصر ريدان مقراً للحكم ومدت نفوذها لمعظم المناطق مثل: يريم مذيخرة وبعدان الشعر ووراف.. وأطلق الحميريون على أنفسهم لقب (ملوك سبأ وذي ريدان)لأنهم سبئيون في الأصل، حيث ظهر لقب مملكة سبأ وذي ريدان منذ عهد الملك (أسعد الكامل) وكانت نهاية تاريخ المملكة. واشتهرت محافظة إب قبل الإسلام بالصراع الديني الذي حدث بين الديانتين اليهودية والنصرانية اللتين دخلتا اليمن بطرق مختلفة، وقال الأخ رشيد المنصوب، أحد الشخصيات الاجتماعية بالمحافظة: إن محافظة إب تمتلك العديد من المقومات السياحية المتميزة والمتنوعة فهي تنفرد بمناخ معتدل وتنوع فريد في تضاريسها المشتملة على السهول والأودية والمرتفعات والشلالات والمدرجات الجبلية الخضراء والمواقع المصنفة ضمن قائمة متاحف الهواء الطلق التي تشمل العديد من المواقع الأثرية والتاريخية وكذلك المحميات الطبيعية الرائعة وتنوع الفلكلور والأعمال الإبداعية التي تتجلى في العديد من المصنوعات التقليدية المتقنة.. تمتلك المحافظة شبكة واسعة من الخدمات ذات العلاقة بالسياحة والخدمات لإيواء الزائرين وارتباطها بشبكة الطرقات الحديثة مع غيرها من المحافظات، وهذا مما يؤهلها لتكون العاصمة السياحية للجمهورية اليمنية.. المحافظة تمتلك العديد من المعالم الأثرية والتاريخية التي تبعث المتعة الحسية عند السائحين منها: مدينة إب القديمة ومدينة جبلة اللتان تمثلان أنموذجاً للفن المعماري، ويوجد الكثير من القلاع والحصون العسكرية مثل: حصن حب حصن المنار حصن كحلان قلعة سمارة حصن أريان حصن القفلة مصنعة سير حصن التعكر حصن عزان، وتميز مختلف المعالم الأثرية بطابع معماري فريد وبفنون الهندسة التي أتقنها أبناء هذه المحافظة، إضافة إلى الحرف التقليدية والأسواق الشعبية، أيضاً يوجد الجبال الشاهقة نقية الهواء، إلى جانب الاخضرار الطبيعي الذي يكسوها، وتتفجر الينابيع من بين ثناياها.. إضافة إلى وجود الكهوف والمغارات الموجودة فيها من هذه الجبال: جبل الشاهد، جبل اليهود، جبل هران، جبل شريز وحجاج،وجبل الخضراء والعود وغيرها. أما السياحة البيئية فتزخر المحافظة بالكثير من المناطق ذات الطبيعة الخلابة التي لم يدخلها التغيير جراء التطور الحضاري كالمحميات والشلالات منها: محمية جبل الظلم مديرية العدين مديرية القفر عزلة العنسيين بذي السفال، شلالات وادي بناء شلالات الربادي والنقيلين وشلالات بعدان.. أما السياحة العلاجية التي تمتلكها محافظة إب، فتتمثل في مناطق الحمامات المعدنية وينابيع المياه الحارة والكبريتية التي تلبي احتياجات العلاج الطبيعي لكثير من الأمراض كالروماتيزم وأمراض المفاصل والأعصاب وغيرها. محافظة إب حضور الجمال في آفاقها وسحر طبيعتها أهم الحمامات الطبيعية في محافظة إب: حمام الشعراني حمام الأسلوم حمام جبل بحري، ورزة، الأديب، هيران، جداع، الضفادع، حمام الأثاري، مش الكافر، حوار السافل، حمام علي الأسفل، حمض الصلبة. وهناك الكثير من المعالم الأثرية.. كما أن المحافظة تشتهر بعدد كبير من الأودية الزراعية منها: وادي ميتم الذي تنحدر مياهه من مدينة إب جبلة بعدان وصهبان، ويعتبر أحد روافد وادي تبن في محافظة لحج أيضاً وادي عنّه أحد أودية مديرية العدين، وادي دائم الجريان على مدار العام، وادي بناء في مديرية النادرة تبدأ مساقطه من قاع الحقل والجبال المحيطة به، وتمر بالسدة، وتضم مياه وادي حورة ووادي المسقاة، ووادي الأغبري النازل من الجهة الغربية ومن شخب عمار حتى وادي دمت، وتتجمع به عدد من الأودية بالضالع والبيضاء حتى يصب في البحر العربي، أما وادي الدور أحد أودية العدين المشهورة يمر جنوب مدينة العدين، ومن أجمل الأودية وقد تغنى الشعراء والكتاب به، وأودية أخرى بمركز المحافظة كوادي الذهوب ووادي الجنات والمحفد التي تعتبر من روافد وادي زبيد في تهامة، والذي يصب في البحر الأحمر. ويستطرد الأخ رشيد المنصوب: تحفل محافظة إب بالعديد من الصناعات الحرفية التي تعكس مدى صدق مشاعر أبنائها وإحساسهم بالجمال ودقة صياغتها في قالب يجمع بين تحقيق الوظيفة والفن معاً. وأهم الصناعات الحرفية: صناعة الفضة والصناعات الفخارية والجلدية والملابس الشعبية وصناعات المعدات الزراعية وحفر وزخرفة الخشب التي تزين الأبواب والنوافذ وصناعة العزف التي تمارس في البناء في الريف وصناعة الجنابي، وتنتشر هذه الصناعات في معظم مناطق المحافظة، وتتميز المحافظة بفن الفلكور بمختلف أنواعه مثل الرقص الشعبي، وأشهر الرقصات الشعبية بالمحافظة: رقصة البرع والدلالي والبرشية والعنسية، أما الأزياء الشعبية تعد من المكونات الرئيسية للتراث في المحافظة، ولها طابع محلي وخصوصية بارزة للسكان في الريف.. أما الأسواق الشعبية فهي كثيرة جداً أهمها: سوق السحول، سوق القاعدة، سوق المدر، وهناك الكثير منها في المديريات، وهناك العديد من المناطق الإقليمية التي تشتهر بها المحافظة منها: متحف إب، متحف ظفار الوطني، متحف السيدة أروى، بيت الفن. ويختتم الأخ رشيد المنصوب بالقول: محافظة إب تشتهر بمعالمها السياحية والأثرية والتاريخية التي لم نستطع سردها فهي متحف مفتوح للجمهورية اليمنية وأهمها الأسوار والأبواب والمباني وشوارع المدينة الجميلة كذلك تضم العديد من المساجد القديمة والأثرية والتاريخية مثل الجامع الكبير الذي يعتبر من أقدم المساجد في مدينة إب المعروف بالجامع العمري من القرن 5ه 11م وحتى 1335ه 1919م، ومسجد البيحاني، ويقع على الشمال من دار الملك مسجد سيف السنة أحمد محمد البريهي، ويعود تاريخه إلى القرب السابع الهجري مسجد السنف مسجد الحمضي مسجد عقيل بن عمر، مسجد الغفرة.. أما المدارس القديمة التي تقع في مدينة إب كانت تعنى بتدريس الفقه والفرائض والنحو والصرف والمعاني وأصول الفقه والدين والتفسير وغيرها في العلوم الدينية والأدبية منها القائمة مدرسة بني سنقر مدرسة الأسدية، المدرسة الشمسية المدرسة الجلالية السفلى المدرسة النضارية، يطلق عليها مدرسة المشنة. أما الأسواق فهي كثيرة جداً: سوق القماس سوق الطعام سوق الملح سوق المقاوتة سوق اللحمة سوق المعطارة. محافظة إب الأرض الطيبة التي منحها الخالق حسناً وجمالاً وزينها بأبهى حلة وأجمل صورة.. «إنها بلدة طيبة ورب غفور» تعتبر محافظة إب مزاراً أساسياً للسياح؛ لما تتمتع به من معالم تاريخية وأثرية وكسوة جبالها الخضراء، محافظة إب السباقة في تنظيم المهرجانات السياحية، وكانت فكرة صائبة لإنعاش الجانب الاقتصادي والاستثماري والسياحي بالمحافظة؛ حيث تقام فيها سنوياً، وأصبح تقليداً سنوياً، وذلك للتعريف بالمخزون الحضاري والتاريخي لمحافظة إب الخضراء وخصائصها الطبيعية ومعالمها الأثرية. هناك منشآت سياحية تعمل حالياً بالمحافظة منها: 65فندقاً تشمل “2514” غرفة و”4741” سريراً منها 12فندقاً، تولي قيادة المحافظة هذا الجانب اهتمامها الكبير باعتباره مردوداً هاماً للمحافظة. لقد شهدت المحافظة تطوراً متسارعاً في المشاريع السياحية ومختلف المجالات بدعم قيادة المحافظة ممثلة بالقاضي أحمد الحجري - محافظ المحافظة - والعميد أمين الورافي - أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة - اللذين يعملان على تذليل كافة الصعوبات.