لعل واحدة من ابرز المخاوف لدى المهتمين بالطفولة هي إهمال الصغار بقصد وبغير قصد من قبل الأسرة خلال ليالي شهر رمضان المبارك ونهاراته. فمنذ الأيام الأولى في شهر رمضان المبارك تصاعد الحديث عن هموم الأطفال والخوف عليهم ومصادر الإزعاج التي تتولد من تصرفاتهم وأخذت أمهات تدرب أولادهن على النوم بعد الظهر والسهر ليلاً حتى يعتادوا النوم نهاراً والسهر ليلاً. تنشئة محافظة إن الصبر من أهم مقاصد الصيام ومرتبط به على اعتبار أن الصبر لا يكون صبراً إلا على المكاره وحسب مقتضيات التربية السليمة يصبح ولي المر معنياً بتوجيه الصغار إن الصوم فرض على الأمم السابقة قبل امة الإسلام وتقريب المفاهيم للأسرة ككل مؤيدة بحقائق علمية مفادها أن بعض الطيور والحيوانات تصوم أياماً من السنة أو يوماً واحداً مع توفر الطعام قربها. ضبط الشهوات والرأي الذي يحرص عليه الطبيب قبل المربي والداعية أن يقظة ألأسرة جزء من مشاق الصيام حينما تحرص على الصيام وهو تدريب عل مواجهة الصعوبات وضبط النفس والسيطرة على الشهوات «وخلق الإنسان ضعيفاً» الآية. إن ضعف الإنسان كامن في أهوائه وشهواته وفي هذا يقول حكيم “ليس هناك شهوة أحب من شهوة الطعام” إن الإفراط في السهر ليلاً في تناول القات ومشاهدة التلفزيون أو التشاغل إلى جانب الانشغال عن الأطفال وتركتهم والمراهقين في الشارع حتى مع وجود مبرر ضيق المسكن يعرضهم لعادات وسلوكيات سيئة وتزويدهم بالمال يسهل حصولهم على منتجات قد تكون غير صحيحة كما يتعرضون لتأثير البيئة المحيطة وإغفالهم ليلاً لا يقل سواء عن إغفال مراقبتهم نهاراً فمن هم في سن التدريب على الصيام بل من يحتملون الصيام يذهبون بعيداً ليجدوا مغريات وأصدقاء يعملون ضد الأسلوب التربوي الذي أرادته الأسرة فيضطرون ويزعمون عكس ذلك كاذبين. عطف على المحتاجين إن الأطفال بحاجة ماسة للرعاية وإلى برنامج خاص ليتمكنوا بموجبه من الحصول على مساعدة يقدمها ولي الأمر من خلال صورة عملية تعكس مقاصد الصيام بالتعرف على الفقراء وكيف تصنع الحاجة والعوز والجوع بأهله وبالتالي تحمل مسئولية إعانة الفقراء وأبنائهم والتبرع لهم بالمال أو الطعام أو الملابس وغير ذلك والأهم من ذلك أن يشعر الطفل أو المراهق برضى الله جل وعلا وان يحيا الجمال بالطاعة عندما يقدم الصدقات للفقراء بيده ويلمس سعادة المحتاج بعد تسلمه الصدقة. تحمل يحتاج الأطفال في شهر رمضان لتوجيه نحو المسابقات التي تبثها القنوات الفضائية ومنها التي تدخل فيها العبادات كالصوم والتي تساعد على أن يكون أكثر قدرة على تحمل مشاق الصيام في الحاضر وتعده لمستقبل لا يخلو من قسوة وأزمات بل تلك المسابقات في مرحلة تدريبيه تطيل لديه ساعات الصيام فإذا تحمل الصيام إلى ما قبل أذان المغرب إعداد له لإتمام صيام يوم آخر. ذكريات الطفولة د.جمال العريقي: يؤكد أن المأكولات المرتبطة برمضان ترسخ لدى الأطفال ذكرى خاصة مرتبطة بالأشياء الحلوة والطيبة وهو ما يجعل العبادة معشوقة للطفل ويرى البعض أن ظروف الأزمة جعلت مزاج الناس أكثر حدة وهنا تأتي أهمية تقديم القدوة الصالحة للأبناء تجسيداً لفضيلة الصبر المرتبط بالصيام والصدق باعتباره متقدماً في مرتبة الأخلاق فالصديقون في الجنة في منزلة بعد الأنبياء وقبل الصالحين «أولئك مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين» ومن الناحية الشرعية الأطفال هم أولى بالرخص لأنهم يريدون وجبات أكثر عدداً وليس اكبر وهذا يقتضي قدرة على التحمل حسب قول المهتمين بصحة وتربية الأطفال أن تنمي الأسرة بفهم هذه المسألة وتعطيها حقها من الاهتمام فلا تهمل قدرة الأطفال على التحمل ولا تركن على الشارع ليوفر لهم ما يلبي رغباتهم دون اخذ بالمحاذير بل ويؤكد خبراء في التربية ضرورة مراقبة وتصحيح سلوك الأبناء في شهر رمضان حتى لا يلجأون إلى الكذب مدعين الصيام و لهم الحق في الرخصة لأن الكذب على الخالق عبث ينبغي أن لا يكون وهو منطلق سلوك الخيانة كما أن النفاق ينبغي ألا يشجع في الطفل دعه يبرر سبب إفطاره ويوصل صوته. إن التئام الأسرة في ليالي شهر رمضان بمعية الأطفال ساعتين لمشاهدة برنامج أو مسلسل والتعليق عليه أمر مهم يجعل من المفيد قياس أثر التعليق والخبرة المشتركة في السلوك اللفظي للأطفال وفي نفس الاتجاه يحتاج الصغار إلى اصطحابهم إلى أماكن يتعرفون من خلالها على أشياء مفيدة تفجر فيهم أسئلة تتفق مراعاتها والرد عليها مع مقاصد الصيام.