ياحبيب القلوب يا مايعة بين مضروب من يريد االعسل يصبر على لقصة النوب تغني بصوت منخفض، في ساعة متأخرة من الليل، تتذكر من تحب، ولا تدري، هل يحبها؟.. ولمن تبوح بحبها. حبيبها المملوء صحة، وشباب، ووسيم القرية، أعياها تدلله، يلمحها – عندما يشاهدها عائدة بالماء من البركة، أو تطعم البقرة عند مدخل منزلها، أو ترعى الغنم - بطرف عينه، مع ابتسامة عريضة، وينصرف.. فماذا يريد مني ؟...من تسأل ؟! الحائرة، وهي جميلة جميلات. من يريد العسل يصبر على لقصة (لسعة) النوب، وهاهي لسعاته الواحدة تلو الأخرى إلا أنها لم تجد عسلاً.. نحلاً عقيماً يلسعها، إلا أنها لم تيأس .. ياحبيب القلوب يا مايعة بين مضروب فما أمر هذه الحلاوة التي تتذوقها.. ولكنها أبداً لم تيأس.. قالت لصديقتها (صفية): - ما رأيك لو ذهبت إلى (أحمد) وتخبرنه بأنه قد تقدم لخطبتي ابن خالي .. ردت صفية (بعفوية). - ولماذا أذهب وأخبره ياحورية؟.. أطرقت، تناثرت على وجهها بقع حمراء للحظات، ثم قالت باستحياء: - هل تكتمين سري؟ - نعم .. جلست حورية على ركبتها، وضعت يدها على وجهها .. قالت: - أني أحبه وأريده .. جلست صفية قبالة حورية .. أبعدت يدها عن وجهها المبلل بالدموع، وقالت: - مسكين ياناس من قالوا حبيبه عروس .. انتفضت حورية .. قالت: - ماذا تعني ياصفية؟ - حبيبك عريس الخميس القادم. - وكيف عرفت؟ - كل القرية تعرف. - ولماذا لم أعرف أنا؟ - لأن الحلاوة المرة، ولسعة النحل العقيم قد أصم أذنك تركتها، وحورية تغني: مسكين يا ناس من قالوا حبيبه عروس يمرض مرض قلب أما الموت ما حد يموت