هو اليوم الثالث الذي تعيش فيه اليمن في ظل رئيس جديد ومرحلة انتقالية جديدة بعد انتخابات توافقية جرت في واحد وعشرين محافظة يمنية, حظي فيها الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي بنسبة فاقت التوقعات. كان يوم الأربعاء الماضي يوماً استثنائياً بامتياز حيث علت الابتسامة وجوة الجميع, وألقت الانتخابات التي مرت بسلام بظلالها على حالة الناس النفسية، وعم الرضا أغلب المحافظات اليمنية, بعد عام من الاكتئاب والترقب والتوجس من القادم المجهول. طموحات كثيرة وآمال كبيرة ينتظرها الشعب اليمني الذي عانى كثيراً من أنواع متعددة من الفساد والظلم والإقصاء والتهميش طيلة عقود من الزمن, ويرى الكثيرون أن المشير عبدربه منصور هادي أملهم في تحقيق تلك المصفوفة الطويلة من الطموحات والمطالب المشروعة. ويرى «أحمد» وهو بائع متجول أن العهد الجديد قد يغير من حالته التي يعيشها، والتي يصفها ب«التعيسة»، موضحاً أنه من الذين تكدست ملفاتهم الوظيفية في مكاتب الخدمة المدنية منذ أكثر من ثلاث سنوات, ولم يجد طريقاً يعيل به أسرته المكونة من سبعة أفراد سوى أن يعمل في بيع الأقمشة متجولاً بين قرية وأخرى. بينما يرى آخرون أن التركة التي ورثها المشير هادي عن النظام السابق تركة ثقيلة, وبالتالي فهو أمام مهمة تاريخية إن استطاع أن يقوم بها فإن التاريخ سيسجل مسيرته بأحرف من نور, وإلم يستطع القيام به فإن التاريخ لن يرحم أحداً.. وقد هنأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليمنيين بهذه المرحلة الجديدة، معتبراً ارتفاع نسبة المصوتين في الاقتراع تعبيراً واضحاً عن رغبة الشعب اليمني في التغيير السلمي, مذكراً اليمنيين بضروة إعداد برنامج إصلاحات لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية والأمنية التي تعاني منها اليمن. وفي ذات الصعيد خرجت في عدد من المحافظات مسيرات تؤكد على استمرار الثورة وتحقيق الهدف الأول من أهداف الثورة, ففي البيضاء وعلى أنغام الطبول والرقصات الشعبية «الشرح البيضاني» ووسط الزوامل الشعبية لأبناء قبائل البيضاء، شهدت ساحة أبناء الثوار كرنفالاً احتفالياً بمناسبة نجاح الانتخابات الرئاسية، وتحقيق أول أهداف الثورة الشعبية السلمية، بعدها انطلقت المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي شارك فيها الآلاف من أبناء محافظة البيضاء في أول المظاهرات الحاشدة في عهد الرئيس المشير عبدربه منصور هادي، تبارك تحقيق أول أهداف الثورة وإنهاء حكم صالح، وتؤكد استمرار الثورة حتى تحقيق بقية أهدافها. وانطلق المتظاهرون من ساحة أبناء الثوار مرددين هتافات تبارك نجاح الانتخابات الرئاسية وإنهاء حكم صالح، وتتعهد باستمرار الثورة حتى تحقيق كامل الأهداف، داعين في هتافاتهم إلى بدء ثورة المؤسسات لتطهيرها من رموز الفساد والفاسدين - وفق تعبيرهم.