سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ما حدث يوم «21» فبراير في عدن وباقي المحافظات الجنوبية دليل واضح على سوء تسويق وإدارة القضية الجنوبية والتسيب الأمني ! جوهرة حمود...وزيرة الدولة في حوار خاص ل «الجمهورية»:
ما شهدته محافظة عدن من أعمال عنف خلال الأيام الماضية جراء الانفلات الأمني...يعد سلوكاً غريباً على المجتمع المسالم في محافظة عدن...الذي عُرف عنه حبه لكل من حوله وللتعايش السلمي مع كل الناس، ينبذُ العنف أياً كان شكله أو مسمياته،...الهدوء، الطيبة، الحب! وبحر يغازل الشاطئ ويداعب الجبال...!تماماً كما هم البشر هناك هي أبرز سمات سكان محافظة عدن وأبرز ملامح الطبيعة في المدينة الحاضنة لكل الناس...الدافئة بمشاعرها الفياضة حباً لكل القادمين إليها دون استشفاء..في حديث نابع من القلب تحدثت الأستاذة جوهرة حمود وزير الدولة في حوار مع صحيفة “الجمهورية” فإلى نص الحوار. بدأت حديثها معبرة عن تقديرها للشعب اليمني الذي خرج لينتصر لرغبته في التغيير وقال كلمته يوم ال”21”من فبراير بأنه مع التغيير السلمي الديمقراطي، مع نقل السلطة بطريقة سلمية وحضارية..وشاركوا برغم الصعوبات الشديدة، بالذات في محافظة عدن إلا أنهم خرجوا ليكونوا جزءا من التغيير. انفلات أمني .. ماهو تعليقكم على اقتحام بعض المراكز في محافظة عدن، التي تعتبر غير مسبوقة؟ بالتأكيد الحالة في عدن كانت مختلفة عن أي محافظة كل المحافظات جرت فيها الانتخابات بطريقة جيدة جداً...وكان إقبال المواطنين لافتا للنظر...محافظات شمالية تصوت لرئيس قادم من المحافظات الجنوبية، لكن ماحصل في مدينة عدن كان أمرا مختلفا كان هناك انفلات أمني حقيقي، كان هناك عجز من الأجهزة الأمنية وتقصير في ضبط العملية الانتخابية، إن لم يكن متعمد. وأقولها “متعمد”! لأنه لم يكن هناك استعدادات وجاهزية في المجال الأمني، مثلما كنا نشاهد في الانتخابات السابقة، لماذا كانت الأجهزة الأمنية تقف بكامل جاهزيتها لحماية الانتخابات السابقة، وقصرت يوم (21)فبراير كانت الطرقات خالية، تركت المسلحين..ليقوموا بمضايقات المارة وبتفتيشهم وتمزيق بطاقاتهم...فلماذا لم يتواجد الأمن بكثافة مثلما كنا نشاهده في الانتخابات السابقة وفي خليجي 20..لماذا كانت المسألة بهذه الحالة المزرية في محافظة عدن وكأن الأمر مقصود لتسليم عدن للفوضى!!! .. من تحملون مسئولية ذلك؟ كل الأجهزة الأمنية التي عملت في عدن للإعداد للانتخابات بما في ذلك اللجنة العسكرية المشتركة. .. هل لديكم في حكومة الوفاق الوطني مشروع عمل خلال المرحلة الانتقالية لتنظيم عمل المؤسسات وتطهيرها من الفاسدين؟ بالتأكيد هناك برنامج لإعادة إصلاح وتأهيل مؤسسات الدولة وإعادة بنائها من جديد..وفيما يتعلق بالفاسدين فهم في أغلب الأحيان ممن طالت فترة بقائهم على نفس الكراسي. وبالتالي هناك قانون التدوير الوظيفي سيتم صدوره أواخر أبريل..هذا القانون الضابط لشغل الوظيفة العامة، بحيث إن هذا المسئول أو ذاك لا يستطيع البقاء في نفس الموقع لفترة طويلة بحيث يصبح سلطة بحد ذاته، ومن هنا يأتي الفساد، ومن هنا تأتي خطورة ومشكلة الفساد في طول فترة بقاء المسئولين في المناصب. ..هل هناك رؤى لحكومة الوفاق الوطني حول إجراء التغيير الحقيقي الذي ينشده كل أبناء الشعب اليمني؟ هذا الوفاق شمل الجميع، لم يستثن أحدا...وبالتالي الجميع معني بالتغيير وإعادة بناء الدولة المدنية الحديثة..التي افتقدناها ولطالما نادينا بها، والجميع معني بخطة وبرنامج حكومة الوفاق الوطني المكون من أعضاء الحكومة سواء ممن هم في المؤتمر وحلفائه أو المشترك وشركائه أولاً تطبيع الوضع، وإعادة الاستقرار والطمأنينة لحياة الناس، باستكمال نقل السلطة وإعادة هيكلة مؤسسة الأمن والدفاع؛ بحيث تكون مؤسسات في خدمة الوطن ولحماية الوطن ومنجزاته ومكاسب ثورته، وحتى تكون المؤسسة العسكرية والأمنية في خدمة الوطن والمواطنين جميعاً وليست في خدمة أفراد أو عائلة. وبإعادة بناء الجيش والأمن سيتم فرض وإيجاد الأمن والاستقرار الحقيقي، وستنتهي هذه الظواهر المخلة بالأمن بإذن الله فعندما يوجد الأمن ستوجد الحياة الهادئة، عندما يوجد الأمن ستتحقق التنمية الحقيقية التي ستخدم المواطنين.. .. ما من شك أن الفترة الانتقالية لحكومة الوفاق الوطني تضعها في محك حقيقي، وخصوصاً أمام ملف القضية الجنوبية والحوثية وملفات أخرى..؟ماهي الخطوط العريضة التي يمكن من خلالها طرحها لمعالجة القضية الجنوبية؟ لا يحق لأحد أن يتكلم باسم القضية الجنوبية، ويقول هذه هي الخطوط وهذه هي رؤانا ينبغي أن يشترك الجميع أولاً في تحليل المشكلة، المخارج لها، الحلول، التي تفيد المواطن وتفيد الوطن، وتحقق الرخاء والاستقرار ولا تزيد من تعقيدات المسألة، وأعتقد أن مؤتمر الحوار الوطني هو فرصة للجميع لأن يقولوا كلمتهم ولأن يكونوا مشاركين في حل القضية الجنوبية،ومن يقولون إنهم مشبعون بالحوار ورافضون له، هم فعلاً أعداء القضية الجنوبية، ولا يمتون للقضية الجنوبية بصلة؛ لأنهم يعزلون أنفسهم عن الإجماع المحلي والإقليمي والدولي، ولا يكسبون التأييد المحلي أو الخارجي. .. ما دليلكم على ما تقولون؟ ما حصل في يوم ال21من فبراير بمحافظة عدن كان أكبر مثل وأكبر دليل، على سوء إدارة القضية الجنوبية من العاملين بها في هذه المحافظات وبالذات في محافظة عدن وأنهم لا يخدمون القضية الجنوبية، بقدر ما هم يسيئون لها..هم يسوقون القضية الجنوبية بطريقة سيئة جداً، وتحولت نظرة العالم إلى نظرة سلبية تجاه القضية الجنوبية وعلامة استفهام كبيرة.. ما هذا المشروع الذي يسوقون له؟! وهل هذه فعلاً القضية الجنوبية..؟! وهل هؤلاء من سيحملون لواء التغيير وبناء الدولة في الجنوب...؟!!كيف سيأمن المواطنون على أنفسهم مع هذه العناصر التي قامت بنهب أصوات المواطنين وإحراق استمارات التصويت مع صناديق الاقتراع...والتجول بها في مراكز أخرى علناً أمام الناس، بل كانوا في ساحات أخرى يلتقطون صوراً وهم يحملون صناديق الاقتراع التي اعتدوا عليها وقاموا بنهبها في منظر مشين، هذا التصرف مشين، هذا التصرف لايخدم القضية الجنوبية، بل يسيء لها جداً، عندما يذهب المواطنون بالإدلاء بأصواتهم وتصادر إرادتهم بهذه الطريقة المهينة.. في الحقيقة من قام بهذا الفعل المشين، إنما أساء للقضية الجنوبية إساءة بالغة وأظهر بمظهر سيئ وأظهر القائمين على هذه القضية والناشطين فيها بمظهر قبيح وأخاف الناس!! فمن سيأمن هؤلاء على أن يكونوا قادة لدولة في المستقبل وسيتحكمون بمصير المواطنين وحياة الناس!؟ لايخدمون القضية الجنوبية .. لكن قادة الحراك يقولون بأنهم لم يجدوا أي معالجة حقيقية لقضيتهم من خلال الحوارات أو اللقاءات مع نظام يتهمونه بالاحتلال وضم الجنوب إلى الشمال من خلال حرب 1994م، كيف تردين على ذلك؟ في كل الحوارات السابقة عندما كنا في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني وخلال سنتين كان البعض ممن يعتبرون أنفسهم أصحاب القضية الجنوبية وأنهم فقط هم أصحاب الحق الذي يحق لهم أن يتكلموا بقضية الجنوب كانوا يعزلون أنفسهم عمداً عن أية حوارات يرفضون الحضور والمشاركات في أي اجتماعات أو حوارات وحتى عندما يتواجد البعض منهم في أي لقاءات أو مناقشات حول القضية الجنوبية كانوا يطرحون آراءهم بطريقة هجومية وعدائية، بمعنى أن طرحهم كان سلبياً لايخدم القضية الجنوبية لاتوجد مقترحات مفيدة لاتوجد عندهم رؤى واضحة وغير واضحين أي إنهم يقدمون خطاباً مسدودا بمعنى الكلمة ولايؤدي إلى إيجاد حل لهذه القضية وكانوا في أغلب الأحيان ينصرفون أو يغادرون المكان بدون أي نقاش أو حوار أو حتى الاستماع لآراء وطرح حلول وسط أو مناسبة لقضية الجنوب وقضايا الوطن بأكمله. .. كيف تؤملون من قيادة الحراك أن تطرح حلولاً وسطاً وهم أساساً أصحاب دعوة انفصال أو فك ارتباط؟ وهم لايقبلون أساساً حتى الاعتراف بأن الجنوب يمني.. وإنما تنصلوا حتى عن هويتهم الوطنية وحتى عن الاسم “اليمن” ليطلقوا على مشروعهم بالجنوب العربي وهو تنصل عن الهوية اليمنية عن التاريخ والحضارة والأرض عن هويتهم عن بعضهم حتى تمنى بعضهم لو أنها لم تقم الثورة ضد الاحتلال الانجليزي .. وقال للأسف الشديد أحد عناصر الحراك، في لقاء مع سفراء الاتحاد الأوروبي بمحافظة عدن:نحن ندمنا أننا أخرجنا الاحتلال!! بمعنى أن هؤلاء تنكروا للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ولشهدائها وأخيراً لثورة الشباب وتنكروا لشهدائها ولما قدم الوطن اليمني بكل محافظاته شماله وجنوبه من تضحيات لخيرة شباب وشابات ورجال اليمن الأوفياء، وقالوا إن هذه الثورة الشبابية لاتعنيهم، هؤلاء هم من يتكلمون باسم القضية الجنوبية وعلى أساس أنهم هم أصحاب العقول والآراء الرضية وهي أي تلك الشخصيات لا تقدم نفسها بالشكل المناسب بل تنزوي على نفسها وتغلق كافة الأبواب لحل القضية بدليل أنهم يرفضون المشاركة في أي حوارات للترويج لقضيتهم. ..ماهي دعوتكم لهم؟ هم مدعوون لحضور كل الحوارات التي من شأنها إيجاد حلول حقيقية لمشاكل المحافظات الجنوبية ولليمن بكل محافظاته وهم معنيون ومسئولون عن الحضور ليطرح كل شخص ماعنده ومسألة: نحن سنقاطع ونحن غير معنيين، خطأ تاريخي وخطأ استراتيجي لاينبغي أن يقعوا فيه ولاينبغي أن يسيروا في الطريق الذي لن يوصلهم إلى حل!! فيكفي الجنوب ما قد مر به من أزمات سابقة، يكفي ماحصل من عنف ومن معاناة ومن فقر وإذلال!! لا ينبغي أن يكونوا زيادة عبء على هذا الشعب الذي قد سئم الانفراد بالرأي والانفراد بالتحكم والتسلط على أغلبية وعامة المواطنين. العنف مرفوض .. على اعتبار أنك من أبناء محافظة عدن، المدينة المسالمة والحضارية ماذا تقولين لسكان هذه المحافظة بعد أن عايشت أحداث العنف في بعض مراكز الاقتراع (الثلاثاء الكبير)؟ هذه سلوكيات غريبة على عدن وعلى أبناء محافظة عدن، وما حصل خلال الأيام الفائتة يرفضه أبناء عدن جملة وتفصيلاً بدليل أنه برغم أعمال العنف والإرهاب وتخويف الناس من ممارسة حقهم الانتخابي في التصويت لمرشح التوافق الوطني المشير عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية.. وبالرغم من الفراغ والانفلات الأمني الواضح إلا أن أبناء عدن خرجوا وأدلوا بأصواتهم في الشيخ عثمان حتى الساعة الواحدة ظهراً من يوم الثلاثاء كانت نسبة التصويت 61 % ولكن عندما رأوا الناس تقدموا بكثافة لممارسة حقوقهم الانتخابية باشروهم بالهجوم والاعتداءات ومضايقتهم بالقوة، استخدموا أساليب سيئة جداً لا أستطيع أن أذكرها، في إخراج اللجان والمواطنين والمواطنات من مراكز التصويت وبالرغم من ذلك فقد كانت نسبة التصويت جيدة، ولو ترك الأمر والفرصة للمواطن لكانت النسبة أكبر. .. ألا تعتقدون أن الأساليب المستفزة للناس دفعتهم للمشاركة بشكل أكبر؟ إن دعواتهم للمقاطعة وبالطريقة المستفزة جعلت المواطنين يخرجون ليعبروا عن إرادتهم ليكونوا جزءاً من التغيير؛ لأنهم تخوفوا من أصحاب هذه الدعوات أن تحكمهم في يوم من الأيام. .. أولويات عملكم في حكومة الوفاق الوطني خلال الفترة الراهنة؟ نحن جزء من حكومة الوفاق الوطني ننفذ برنامج الحكومة وأولويات الحكومة هي المشاركة في نقل السلطة كاملة، ثم إعادة هيكلة الجيش والأمن والبدء بإصلاح البنية التحتية التي دمرت في عموم المحافظات، ثم الانتقال إلى خطط أوسع في ظل استقرار الوطن إن شاء الله. وأخيراً .. هناك بعض القيادات في الحزب الاشتراكي دعت إلى مقاطعة الانتخابات في توجهات مخالفة للحزب، ما الذي يمكن اتخاذه إزاء أولئك؟ هم لم يعبروا عن توجهات الحزب وأهدافه، وهناك برنامج للحزب وينص صراحة على المشاركة في كل الفعاليات الانتخابية والديمقراطية وبالتالي هم يعبرون عن أنفسهم رغم أن بعضهم يتبوأ مواقع متقدمة ومناصب رفيعة في الحزب الاشتراكي، لكن تأخر انعقاد المؤتمر العام للحزب هو الذي ترك الفرصة لهؤلاء حتى يعطلوا الحياة الداخلية للحزب بمحاولتهم إفشال وعرقلة الانتخابات الرئاسية، وبالتأكيد فإن انعقاد المؤتمر سيكون فرصة مواتية للحزب ليفرز قيادات جديدة تختارها القواعد وتساعد على بناء الحزب وتقويته وإعادة علاقته بالجماهير ومساهمته الفاعلة والجادة في بناء اليمن الجديد.