باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللغة اليمنية في القرآن الكريم
نشر في الجمهورية يوم 25 - 06 - 2012

ما من شك أبداً أن اليمن تعد من أقدم الحضارات الإنسانية في العالم، من رحمها خرجت الكثير من الشعوب السامية العربية القديمة والعربية والإسلامية الحديثة. فكان الإنسان اليمني الأول رحالة يحب الترحال ويطوف الأرجاء باحثاً عن رزقه وقوته، كما كان باحثاً عن التوسع والسلطان والعيش الكريم. أجبرت الظروف الطبيعية والتضاريس الوعرة اليمنية الإنسان اليمني القديم أن يبتكر وسائل الحياة المختلفة التي تساعده على التشبث بأرضه ويحييها حياة طبيعية مزدهرة تمكنه من العيش الكريم فيها، فخلق أنظمة الري المتعددة من السدود والأنهار الصناعية والقنوات المختلفة (الأفلاج- جمع فلج)، وأحال قمم الجبال جنات خضراء وحدائق معلقة فاقت بعظمتها الأهرامات المصرية والحضارة المصرية، ذلك أن الحضارات المصرية وحضارات ما بين النهرين كان من الطبيعي أن تجعل إنسانها مستقراً متشبثاً بها بما حباه الله من الوسائل الطبيعية للحياة؛ أرض منبسطة وأنهار تجري لم تجعله يعاني ويقاسي ما عانى منه وقاسى الإنسان اليمني، فكانت بلادهم حية بحياة طبيعية.
أما الإنسان اليمني فقد ابتكر الحياة الطبيعية واصطنعها من العدم في قمم الجبال وبطون الأودية وباحات الصحراء، فأجرى لها الأنهار وبنى لها السدود، وأقام المصانع (القلاع) في كل جبل ووادٍ وسهل، وهي وسائل الحياة الحضارية القديمة. فعرف الزراعة والصناعة والتجارة منذ القدم قبل أي من الأمم الأخرى المعاصرة له، مما جعل اليمن في عصور مختلفة قديمة دولة التجارة الأولى، وانبثق عن تلك الصفة أن قامت طريق تجارية تسمى بطريق القوافل القديمة (طريق اللبان) بين الدول والحضارات القديمة (الفينيقية الإغريقية، والبابلية والأشورية والأكادية والنبطية والفارسية والرومانية)، جعلت اليمن أغنى بلاد العالم القديم.
كما أن تجارة البخور واللبان التي عرفها اليمنيون قبل الأمم، جعلت منه السلعة الأولى عالمياً، حتى ليسمى بالذهب الأسود، وهو يقارن بالتجارة النفطية اليوم. مما حدا ببعض الكتابات الإغريقية واليونانية أن تصف حياة الترف والرخاء والبذخ التي يعيشها اليمنيون، حيث قالوا إن اليمنيين يسقفون بيوتهم بأعمدة من ذهب وفضة، وكذلك شبابيكهم وأسرّتهم. ولقد جاء بعض من وصف تلك الحياة من الرخاء والأمن في القرآن الكريم أعظم مصادر الدنيا تدويناً وصدقاً وشهادة في قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}(سبأ: 15).
حتى إذا عمر الإنسان اليمني الأرض وتشبّعت منه وضاقت عليه وذريته بما يمتلك من غريزة حب التملك والتوسع، انبثقت منه هجرات بشكل مروحي يميناً وشمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، متوسعاً في ذلك حتى كون بذلك شعوباً متعددة وجديدة. وأينما حل وارتحل حمل معه خبراته لابتكار فرص الحياة الكريمة له مما ألفه في موطنه الأم. ومع توسعه ذلك انبثقت منه حضارات شتى، فابتكر الخط، وطور لغة التخاطب، وأثر في محيطه، وكوّن العلوم التطبيقية التي لم تكن مدونة. كما قام بتسجيل حركاته وسكناته من حياته السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية في قمم الجبال وبطون الأودية وأحجار بيوته ومسكنه وخشبه بشكل تدوين ثقافي بخطه المسندي.
لقد وجدت النقوش المسندية التي تمثل الثورة الثقافية عند اليمنيين في كل سهل ووادٍ، وعلى قمم الجبال والآكام والصخر، وعلى أخشاب الشجر ولحائها، حتى في بعض الفيافي والقفار وحتى أقاصي العالم القديم في جزر اليونان ومضيق جبل طارق، وبلاد مصر، مسجلاً رحلاته وتجارته وتعاملاته حتى مع الأمم الأخرى.
فكانت من الغزارة ما توحي بأن ثقافة عريضة وعميقة ضاربة بأطنابها في عمق الجذور البعيدة، وما ظهر منها ما هو إلا تحصيل حاصل من عوامل الصدف، وما هو بائن على وجه الأرض. أما ما هو مطمور منها فإنه يحتاج إلى إعادة تنقيب وتصحيح مسار ووضع، وحتى الوصول إلى تلك الغاية سيكشف التاريخ ما هو أعمق مما قد يغير في تاريخ الإنسانية، خاصة إذا ما تم كشف النقاب عن حضارة “عاد إرم” في الأحقاف اليمنية بين عمان واليمن في أعماق الصحراء والرمال المتحركة. من هذه النقوش دُوّن التاريخ اليمني القديم، وعرف الإبن تاريخ آبائه وحضاراته الأولى. ومن هذه النقوش أيضاً نهل العلماء الدارسون العلوم الإنسانية القديمة، فكشفوا براعته وحياته ووسائل عيشه وتاريخه وحياته العسكرية والمدنية والاقتصادية والثقافية. مما حدا بكثير من العلماء العالميين أن يخاطروا بحياتهم وتجشمهم الصعاب في الكشف عن حياة الإنسان الأول ومعرفة أسراره الأولى ليستفيد منها إنسان اليوم، فجاءت الرحلات من أوروبا ومن أمريكا ومن آسيا وأفريقيا لدراسة هذه النقوش وإرواء ظمأ الإنسان المعاصر في معرفة حياة الإنسان الأول.
لقد جاء هذا الكتاب - في حقيقة الأمر - رداً على القائلين بعدم عربية لغة أهل اليمن من أمثال أبي عمرو بن العلاء وطه حسين ومن حذا حذوهما في التنكر للحضارة اليمنية ولسانهم العربي الذي يعد من أهم مصادر العربية، وهضم الإنسان اليمني حقه في تطوير البشرية القديمة. لقد عرفنا فيه كيف أن تنكراتهم تلك لم تكن لتقوى على الواقع الذي اضطر علماء اللغة والتفسير أن يعودوا إلى المنهل الصافي للمصادر اللغوية القديمة المتمثلة في اللغة اليمنية القديمة، فكان ابن عباس أول من نهل من تلك اللغة وهو يعود إلى تفسير بعض كلمات وألفاظ القرآن التي نسبها إلى لغة اليمن، وجاء مثله من علماء التفسير قتادة والضحاك وطاووس وغيرهم. ثم جاء من اللغويين من أمثال الخليل بن أحمد آخذاً من تلك اللغة ما يشبع فضوله وتساؤلاته رغم بعض المقاييس والعيوب التي عاب بها لغة أهل اليمن، وغيره كثير من اللغويين الذين استشهدوا بلغة أهل اليمن. وفي التاريخ الحديث هناك من مضى في طريق أبي عمرو بن العلاء ومنهم طه حسين وغيره من العلماء المستشرقين، ومنهم من سلك طريق ابن عباس ومن سار بنهجه، وبدأ كثير من العلماء اللغويين وأصحاب الأدب مراجعة مقولة أبي عمرو بن العلاء في قوله: “ما لسان حمير وأقاصي اليمن اليوم بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا”، وفندوا مقولته تفنيداً صريحاً، مستشهدين بكثير من الأدلة التي تدحض رأيه مقولته. ومنهم من وقف في المنتصف من ذلك الرأي وأراد أن يقسم عربية اليمن إلى قسمين؛ قسم قديم ما قبل العربية وهذا القسم عنده ليس من العربية، وهو الدكتور إبراهيم السامرائي، وقسم حديث ما قبل تكون العربية الفصحى وهو عنده من العربية ومنه وردت بعض ألفاظ القرآن الكريم.
المبحث الأول:
اللغة السامية اليمنية وعلاقتها باللغة العربية الفصحى
أطلق علماء في مجال علوم الإنسان واللغات تسمية “السامية” على شعوب ومواطن ولغات الإنسان العربي القديم في شبه الجزيرة العربية، وانتقالاً إلى محيطها من الشعوب العربية الأخرى القريبة منها، مثل بلاد الشام والأردن والعراق والحبشة في أفريقيا. و”السامية تسمية حديثة عهد اقترحها عالم اللاهوت الألماني – النمساوي شلوتزر Scholzer عام 1781 للميلاد، لتكون علماً على عدد من الشعوب التي أنشأت في هذا الجزء من غرب آسيا حضارات ترتبط لغوياً وتاريخياً، كما ترتبط من حيث الأنساب، والتي زعم أنها انحدرت من صلب سام بن نوح، بناءً على ما جاء في التوراة في صحيفة الأنساب الواردة في الإصحاح العاشر من سفر التكوين، من أن الطوفان عندما اجتاح سكان الأرض لم ينج منه سوى نوح وأولاده الثلاثة: سام وحام ويافث وما حمل معه في سفينته من كلٍ زوجين اثنين. وقد شاعت هذه التسمية وأصبحت علماً لهذه المجموعة من الشعوب عند عدد كبير من العلماء في الغرب ومن سايرهم من العرب”(1) على الرغم من أن هذه التسمية لا تستند إلى واقع تاريخي كلغات النقوش القديمة مثلاً، أو إلى أسس علمية صحيحة، أو وجهة نظر لغوية. وعرفت فيما بعد اللغات التي كان يتحدث بها شعوب مناطق العالم القديم للشرق الأوسط والجزيرة العربية والشام باللغات السامية، ولم يتميزون بها كعرق، إلا أن اليهود بعد تلك الأبحاث بدؤوا يعرِّفون أنفسهم بأنهم الشعب السامي - لغرض استيطان واحتلال أرض فلسطين- رغم أن جزءاً بسيطاً منهم وهم العبرانيون الأوائل ينتمون إلى تلك الشعوب، وأخرج العلماء مصر وطناً وشعباً من تلك التسمية.
الموطن الأول للساميين:
تذكر الكثير من المصادر التاريخية والدراسات الإنسانية، وخاصة دراسات الإنسان القديم، أن اليمن تعد الموطن الأول للساميين، ومنها تمت هجرات مختلفة على فترات متعددة انزاحت نحو الشمال (الشام وبلاد ما بين النهرين، وشمال الجزيرة العربية)، وخلف البحار (أفريقيا). “يذكر الدكتور حتي رئيس قسم الدراسات المشرقية في جامعة برنستون الأميركية في مؤلفه “تاريخ العرب” تحت عنوان الفصل الأول منه ما يلي:
“العرب ساميون.. الجزيرة مهد الجنس السامي الأول”، إلى أن يقول: “ولما كانت جزيرة العرب هي مهد الجنس السامي -على ما يرجح- فإنها أنشأت الشعوب التي نزحت فيما بعد إلى الهلال الخصيب؛ هذه الشعوب التي أصبحت مع تعاقب الأجيال أمم البابليين والفينيقيين والعبرانيين”(2). وقال المستشرق بروكلمن عن معين وسبأ وحمير التي أسست مدنها ومراكزها على طرق تجارة القوافل العالمية، والتي أنشأت تلك الحضارة “بأنها الأمة التي كوّنت الأصل السامي الذي استوطن جنوب الجزيرة العربية وأنشأ عمراناً مادياً رفيعاً”. “وابتداءً من حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، وربما قبل ذلك، بدأت بعض القبائل السامية تهاجر إلى العراق واستقرت في بابل، ولم يمض عليها عدة قرون حتى أصبحت صاحبة الأمر في البلاد، وأسس الملك سرجون الأول حوالي عام 2340 قبل الميلاد مملكة “أكاد السامية” التي اتسعت فتوحاتها حتى شملت آسيا الصغرى وشكلت إمبراطورية الأكاديين”(3). كما أن “هناك وثيقة تبين أن أحد الملوك الساميين في العراق وهو الملك سرجون الأكادي 2600 ق.م كتب عن أصله في نقش مشهور يفهم منه أنه وعشيرته قد جاؤوا إلى العراق من شرقي جزيرة العرب”(4). ويذكر العالم الانجليزي (ب . فيلبي) في كتابه “تاريخ العرب قبيل الإسلام” ص9، والذي صدر في الإسكندرية عام 1947م أن بلاد العرب الجنوبية هي الموطن الأصلي لهذا الجنس من البشر المعروف الآن باسم الجنس السامي، وهو يمتاز عن سائر الشعوب بلغته المعروفة باسم السامية(5).
وقال كثير من المستشرقين مثل جيراهارد شرايدر وأيده من بعد فنكلر، وتيله، والأب فنسان، والآثاري الفرنسي جاك دي مورجان، والمستشرق الإيطالي كايتاني “إن جزيرة العرب واليمن خاصة هي موطن الساميين الأول”، وهذا ما أكده إسرائيل ولفنسون(6). وهناك نظرية تقول إن “شبه جزيرة العرب هي موطن الساميين الأول ومهدهم الأصلي، وأول من قال بها العالمان (سبرنجر) الألماني، و (كايتاني) الإيطالي، وأيدهما فيها كثير من العلماء والمستشرقين، مثل: (شرايدر، ورايت، وماير، ومورغان، وفانسان، ودتلف نلسن)”(7). ولهم في ذلك حجج متعددة لدعمها منها: أن الشروط والأسس التي اتفق عليها العلماء على كونها تؤلف الصفات المشتركة بين الساميين متوفرة على ما أتم ما يكون التوفر في سكان شبه الجزيرة العربية، وأن شبه الجزيرة العربية كانت في غابر الأزمان مطيرة كثيرة النباتات والمزروعات تتوفر فيها جميع أسباب العيش الرغيد حتى حل الجفاف في الألف العاشر قبل الميلاد – على الغالب – فبدأ سكانها يهاجرون منها على موجات بشرية مهاجرة نحو الشمال والشرق والغرب.
وتدعم هذه النظرية تماثل بعض المفردات اللغوية والمفاهيم المشتركة، ومن غير المعقول انتقال المزارعين المستقرين من أرض خصبة إلى أرض قاحلة صحراوية جافة، بل العكس هو الصحيح. والوضع الجغرافي لشبه الجزيرة العربية ينطبق مع الواقع التاريخي للهجرات السامية كونها محاطة من جميع أطرافها بجبال وبحار ما عدا الجهة الشمالية مفتوحة، وأن الجفاف حين بدأ يحل بها حول سهولها الداخلية إلى صحاري رملية قاحلة، حيث انقلب السكان إلى عرب رحل لا يستقر لهم قرار، واستأنسوا الجمل (سفينة الصحراء)، ولم يكن لهم من طريق سوى سلوك طريق الشمال إلى الهلال الخصيب، أو طريق باب المندب وبرزخ السويس إلى أفريقيا ومصر. وليس أدل على ذلك من اكتشاف كثير من النقوش المسندية متجهة من الجنوب إلى الشمال وليس العكس.
كما أن طريق القوافل القديم كان يتجه أيضاً من الجنوب إلى الشمال. وكانت بلاد جهات الشمال بلاد استقرار لا ترحال كما هو الحال جنوباً، هذا عدا عن ذكر المصادر الكلاسيكية القديمة لهجرات بعض القبائل من الجنوب واستقرارها في الشمال. اللغات السامية: على منوال الإنسان السامي وموطنه الأساس صار مصطلح “السامية” يطلق على اللغات التي تحدث بها ذلك الإنسان مع أخيه الإنسان، وشاعت تسمية اللغات السامية بعد الاكتشافات الأثرية للغات النقوش القديمة في الجزيرة العربية والشام ولبنان والعراق ومصر؛ كاللغات اليمنية القديمة (المعينية والسبئية والقتبانية والحضرمية والأوسانية والحميرية)، واللغات الأخرى الآرامية والسامرية والبابلية والكنعانية والفينيقية والعبرية والهيروغليفية المصرية.
ورغم أن كثيراً من العلماء والباحثين والمختصين يعيدون كل تلك اللغات إلى أصل واحد وهي اللغة السامية الأم (العربية الأولى) ومنها الجنوبية (اليمنية)، إلا أن كثيراً من الباحثين والعلماء والمختصين -أيضاً- صاروا يجزئون تلك اللغات بحسب الشعوب التي تتكلم بها، فصارت تعرف البابلية نسبة إلى بابل، والكنعانية نسبة إلى الكنعانيين في فلسطين وأجزاء من سورية، والفينيقية إلى الفينيقيين في شمال أفريقيا على ساحل المتوسط... وهكذا. حتى أن اللغة الآرامية التي أعادها كثير من العلماء إلى الشمال في الشام وبلاد فارس خالفهم علماء آخرون وذكروا أن مهدها الأول هو شبه الجزيرة العربية.
يقول بعض المختصين: “وأما الآرامية فكان مهدها شبه جزيرة العرب ثم نزحت إلى الشام حيث تفرعت إلى فرعين كبيرين، فرع اتجه نحو الغرب في بلاد الشام وهي الآرامية الغربية وهي لغة تدمر والأنباط والسامريين، وفرع اتجه إلى الشرق نحو العراق وهي الآرامية الشرقية ومنها اللغة السريانية ولغة يهود بابل”(8). “ولقد احتكت اللغة العربية باللغات اليمنية القديمة ودخلت في صراع معها مدة طويلة إلى أن تمكنت من السيطرة عليها في المراحل الأخيرة من العصر الجاهلي. ومع ذلك فقد أصاب اللغة العربية بعض التحريف في الأصوات والمفردات والقواعد، فوجدت لهجات عربية جديدة في الجنوب، مختلفة عن لهجات الشمال.
ومع السنين تمكن العرب في الشمال بالتفاهم مع أهل اليمن، ثم توحيد اللغة إلى حد كبير، فجاء الشعر الجاهلي بلغة واحدة رغم بقاء بعض اللهجات اليمنية الصغيرة في بعض المناطق النائية على حالها. ومن هذه اللهجات، اللهجة الأخكيلية واللهجة السقطرية واللهجة المهرية إلى أن بعُدت هذه اللهجات عن أصولها الأولى. وسادت فكرة أن اللغتين اليمنية والعربية تمثلان لهجتين للغة العربية، ولذلك قسموا اللغة العربية على (العربية القحطانية/ العاربة) أو لغة الجنوب أو اللغة الحميرية، و(العربية العدنانية/المستعربة)، أو لغة الشمال، أو اللغة المضرية (الحجاز ونجد وما جاورهما). وهذا التقسيم الأخير صحيح فقط بعد تغلب اللغة العربية على لهجات المنطقة. ولكنه ما زال تقسيماً غير صحيح فيما يتعلق باللغات اليمنية القديمة”(9).
وذهب بالكثير من اللغويين القول إلى أن “لغات جنوب الجزيرة العربية أو ما يسمى الآن باليمن وأجزاء من عُمان تختلف عن اللغة العربية الشمالية التي انبثقت منها اللغة العربية، ولا تشترك معها إلا في كونها من اللغات السامية”.
اللغة اليمنية وعلماء العربية:
لما جاء العصر الإسلامي الأول وبدأ العرب بدراسة اللغة وتقعيدها (من القواعد) قال أبو عمرو بن العلاء قولته المشهورة: “ما لسان حمير وأقاصي اليمن اليوم بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا”، فصارت نبراساً يهتدي بها اللغويون، ومن ثم أخرجوا اللغة اليمنية من العربية الفصحى ومن التأثير فيها، مما كان له بالغ الأثر فيما بعد في عدم دراستها أو الاستشهاد بها ومدوناتها في اللغة الأدبية العربية طيلة العصور الإسلامية العربية اللاحقة. ومنهم من قدح في اللغة اليمنية قدحاً ولم ينكر عربيتها كلية كما فعل أبو عمرو بن العلاء، كما قال الكسائي: “إن اللغة اليمانية فيها أشياء منكرة خارجة عن المقاييس”(10).
ومن المتأخرين/المحدثين من سار على نهج أبي عمرو بن العلاء وهو الدكتور طه حسين الذي يعتبر عميد الأدب العربي الحديث، فقال: “إن الشعر الجاهلي الذي بين أيدينا لا يمثل اللغة الجاهلية ولا يمكن أن يكون صحيحاً. ذلك لأننا نجد بين هؤلاء الشعراء الذين يضيفون إليهم شيئاً كثيراً من الشعر الجاهلي قوماً ينتسبون إلى عرب اليمن، حيث أن لغة اليمن كانت لغة غير لغة القرآن، كما أن هذا الشعر لا يمثل حياة العرب في الجاهلية”. وعلى الوسط منهما فقد صنف الدكتور إبراهيم السامرائي اللغات اليمنية إلى صنفين؛ صنف قديم (قبل الميلاد) ليس من العربية، وصنف متأخر(في العصور الجاهلية قبل الإسلام) هو عربي فصيح وكان له أثره في القرآن الكريم. وبين الشخصيتين (أبي عمرو بن العلاء وطه حسين) أيضاً، برز العديد من اللغويين الذين يأخذون بعض اللغات السامية مثل العبرية والسريانية وحتى الحبشية التي هي في الأصل مأخوذة عن اللغة اليمنية القديمة ويستشهدون ببعضها ولا يأخذون باللغة الأقرب مكاناً ومكانة ولفظاً وهي اليمنية.
فمثلاً، “الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى سنة 175ه يعرف الكنعانية؛ إذ قال وهو يعالج مادة (كنع): وكنعان بن سام بن نوح ينتسب إليه الكنعانيون، وكانوا يتكلمون بلغة تضارع العربية”(11). كما أدرك ابن حزم الأندلسي المتوفى سنة 456ه علاقة القربى بين العربية والعبرية والسريانية، حيث يقول: “إن الذي وقفنا عليه وعلمناه يقيناً أن السريانية والعبرانية والعربية التي هي لغة مُضَر وربيعة لا لغة حمير؛ واحدة تبدلت بتبدل مساكن أهلها، فحدث فيها جرس كالذي يحدث من الأندلسي، إذا رام نغمة أهل القيروان، ومن القيرواني إذا رام لغة الأندلسي، ومن الخرساني إذا رام نغمتهما”.
ويستطرد قائلاً: “فمن تدبر العربية والعبرانية والسريانية؛ أيقن أن اختلافهما إنّما هو من نحو ما ذكرنا، من تبديل ألفاظ الناس على طول الأزمان واختلاف البلدان ومجاورة الأمم، وإنها لغة واحدة في الأصول”(12). وعجب قولهم هذا في اتفاق العربية والعبرية وعدم اتفاق الحميرية والعربية! فالعبرية حينما يسمعها السامع من غير الناطقين بها تعد لغة أعجمية لا يفهم غير العالم بها شيئاً منها إلا من خلال وسيط هو المترجم. بينما الحميرية عكس ذلك تماماً. ولو نظرنا إلى الجدول رقم (2) التالي سنرى كم هو الفرق شاسعاً بين العربية والعبرية وكم هو تقارب وشبه اتفاق بين الحميرية والعربية. ويقول الإمام السهيلي (المتوفى 581ه) في العلاقة بين العربية والسريانية: “وكثيراً ما يقع الاتفاق بين السرياني والعربي أو ما يقاربه في اللفظ “(13).
ولقد كان لبعض اليهود اللغويين الذين عاشوا في كنف الدولة الإسلامية ومعرفتهم باللغة العربية إلى جانب عبريتهم، الدور البارز والمكرِّس لجعل علماء اللغة العرب يقولون بالتشابه الكبير بين اللغة العربية واللغة العبرية دون غيرها من اللغات السامية الأخرى ومنها اللغات اليمنية القديمة التي تتشابه كثيراً مع خصائص العربية أكثر من العبرية، فوضع علماء اللغة اليهود المؤلفات في ذلك وكرسوا هذا الفصل وصارت مراجعهم ودراساتهم مراجع للمتأخرين من بعض علماء العرب، ما خلق جفاءً وجفوة وبوناً شاسعاً بين اللغة اليمنية والعربية.. فمثلاً: “للغويين من اليهود مؤلفات في الدراسات السامية المقارنة، فقد وقفوا على التقارب بين العربية والعبرية والآرامية واكتشفوا العلاقة بين اللغات، وقد ساعدهم على ذلك إلمامهم بالعربية والآرامية”(14). “وقد وجدت منذ القرن العاشر الميلادي (الرابع الهجري) دراسات مقارنة قام بها لغويون متخصصون ومعظمها تمّ في المغرب والأندلس على يد لغويين يهوداً سجلوها باللغة العربية، وأشهر عَمَلين تَمَّا في هذا المجال عملا “ابن بارون” و”يهوذا بن قريش”، وإن وجدت أعمال أخرى أقل قيمة كتلك التي قام بها أبو يوسف القرقساني وداوود بن إبراهيم”(15).
“أمّا ابن بارون فكان يهودياً أسبانياً، وقد كتب في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي كتابه (الموازنة بين اللغة العبرية والعربية) وقد خصص الكتاب للدراسة المقارنة بين اللغتين من جانبي اللغة والنحو، واهتم ببيان أوجه الشبه والخلاف بين العربية والعبرية”(16).
وأما “يهوذا بن قريش (عاش في أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العاشر) فقد كان أسبق من ابن بارون بنحو قرن من الزمان، ويعتبرونه أبا الدراسات السامية المقارنة. وقد ترك ابن قريش عملاً مكتوباً بالعربية قسمه إلى ثلاثة أقسام عالج في قسم منه العلاقة بين العبرية والعربية، وشَبَّه العلاقة بين العبرية والآرامية بفروع الشجرة الواحدة، أو بعروق الجسد الواحد، كما صرح بأن العربية والآرامية ليستا أجنبيتين. وذكر أن العربية والعبرية نتجتا عن أصل واحد وتفرعتا نتيجة الخروج إلى أماكن مختلفة والاختلاط بلغات أخرى، وأصدر حكمه على اللغات الثلاث (العبرية والآرامية والعربية) بأنها صيغت بالطبيعة بطريقة واحدة”(17). “وفي القرن الحادي عشر الميلادي وضع يهوذا بن حيوج (أبو زكريا يحيى) أسس المقارنة الصوتية للغات السامية، وقد عرف العلاقة القريبة التي تربط الآرامية والعبرية، وقد كان تأثره بالتراث اللغوي العربي واضحاً في ثنايا مؤلفه”.
وقال بعض اللغويين: أما العربية فتنقسم إلى العربية الجنوبية وتعرف باللغة الحميرية وموطنها اليمن وجنوبي الجزيرة العربية، والعربية الشمالية وهي لغة وسط الجزيرة العربية وشمالها وهي لغة الكتابة المتداولة اليوم في جميع أرجاء الوطن العربي، وقد كتب الله لها الخلود بسبب نزول القرآن الكريم بها، و انتشرت بعد الفتوحات الإسلامية انتشاراً واسعاً في مختلف الأصقاع. وفي كثيرٍ من المجالس الأدبية والحوارية بين أهل البلدان وأصحاب اللغة كانت تقام المناظرات والمجادلات في كثيرٍ من أمور اللغة بين القبائل، يدحض كل طرف ادعاء الآخر ويرد عليه في تفاخره بانتسابه إلى قوم من الأقوام، وكانت النتيجة بعد التحكيم تؤخذ بعين الاعتبار رِفعةً للمنتصر وحِطةً للمهزوم إذا لم يدعم رأيه بالبينة والحجة..في وقت كان فيه الصراع محتدماً بين القيسية واليمانية؛ فأخذت تلك المناظرات والمجادلات كمصدر من مصادر التدوين التي صار يتناقلها المؤرخون والأدباء والمدونون فيما بعد دون التمحيص والروية.
فمن هذه المجالس مثلاً: “وردت حكاية في كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (279 ه)، تدّعي أن كلمة إصبع لا يعرفها لسان حِمْيَر أو لا يستعملها.. قالوا: وأحضر أمير المؤمنين أبو العباس إبراهيم بن مخرمة الكندي وناساً من بني الحارث بن كعب أخوال أبي العباس، وخالد بن صفوان فتفاخروا فقال ابن مخرمة: “إن أهل اليمن ملوك العرب في الجاهلية .. فهم العاربة وغيرهم متعربة”. قال أبو العباس: “ما أحسب التميمي يرضى بهذا”. فقال خالد: “أخطأ المتقحم بغير علم”.
ثم التفت إلى الكندي، ثم قال ابن الأهتم: “كيف علمك بلغة قومك، وما اسم الأصابع عندكم؟”، قال: “الشناتر”..قال خالد: “فإن الله -سبحانه وتعالى- يقول: “بلسان عربي مبين”، فهل سمعته يقول: “جعلوا شناترهم في صناراتهم؟”(18). ولم يكن المناظرون يومها يعلمون لغة النقوش اليمنية القديمة. واليوم مع فك رموز هذه النقوش ثبت أن كلمة إصبع لفظ مشترك بين كل اللغات السامية ومنها كافة اللغات اليمنية القديمة (السبئية والمعينية والحضرمية والقتبانية وأيضاً الحميرية التي أنكر عليها)..تقول إحدى النقوش المعينية: وهو نقش معيني من براقش أو قرناو الجوف 4.28 / صنعاء المتحف الوطني): “أب كرب يثع بن وقهأل ملك معن (= معين) نحل ووهب عبدس (= عبده) أجير (= اسم شخص) وبنهي (= وأبناء) أخس (= أخيه) صبيح (= اسم شخص) بهني (= ابناء) عبد ذببن (= ذي بابٍ ؟= ذي الباب؟) عبد ملكن (= الملك) اصبع بقبرن (= بقبرٍ= بالقبر) محرم ذت (= ذات) جبأت ك ملكن (= ملكٍ= الملك) بن ذخرأل عتنين (= اعتنين= اعتنى) ول يقنين (= وليملّك، وليعطي) وقتبر (= واقتبر) بمحرم وهروحتس (= أروحته ؟ ساحته؟ محيطه؟) أهل ببن أسد (= آساد بمعنى رجال) نجو...
سطرن سم (= هم) وذ أثرهسم (= وذي أثرهم= ذريتهم؟ أتباعهم؟) ول يقنين ذت (= ذات) اصبعن (= إصبعٍ= الإصبع) وكل ذصدقت بس (= به) أهل ببن ... ... ... نجو ذن (= ذان = ذا، هذا) سطرن (= أسطرٍ، سطورٍ= السطور) سم وذ أثرهسم ... ...سم (= هم) وسنأ وأتمر (= ااتمر= من جذر أمر) بسم أف... ...... ...ضم وكن (= كان) ذت اصبعن وقبر ...ن ونحلتن (= نِحْلَةٍ= النِحْلَة) ذنعر ذكبره ... ...ن كبرس (= كبيره؟) ومرثد ....”.(19). وأما الأذن - بهذا اللفظ تماماً- ذكرتها معظم النقوش اليمنية منذ القرن الثامن قبل الميلاد وحتى اليوم، وتطلق على حواس السمع كما ترجمها المترجمون اللغويون على اختلافهم. فمثلاً: هذا نقش مسندي من القرن الثاني قبل الميلاد يقول: ولخمر/ عبده/ شرح عثت/ أولدم= (أولاد)/ بن= (من)/ حشكتهو= (امرأته)/ أب حمد= (إسمها)/ بت= (بنت)/ بني/ حيوم/ ولسعدهمو= (وليسعدهم)/ برى= (سلامة)/ أأذنم = (أذن، حواس السمع)/ومقيمتم= (أوقات)/ بضرم= (الحرب).
يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.