الكتابة أو مجرد المحاولة عن قامة أدبية سامقة بحجم الشاعر الأستاذ/ عبدالله عبدالوهاب نعمان الفضول كالمشي فوق الجمر أو حقل من الأشواك لأن شاعراً وعملاقاً وطنياً كبيراً بحجم الفضول أكبر من أن يكتب عنه كاتب تجول به خواطره في ذكرى رحيله .. بل يصعب أن يختزل في موضوع أو مقالة أو ملف. فلقد عودتنا الثقافة العربية المترسخة في أذهاننا أننا لا نتذكر مبدعينا وشعراءنا القلائل إلا عند غيابهم، وحتى عند غيابهم لا نفيهم حقهم وقدرهم ومكانتهم الحقيقية في المجتمع .. ومنذ متى كنا نعطي مبدعينا الاهتمام والرعاية، لا في حياتهم ولابعد رحيلهم و“الفضول” واحد من هؤلاء المنسيين، إن لم يكن أكثرهم إهمالاً وتجاهلاً.. في مثل هذا اليوم 5/7/1982م رحل عن دنيانا “الفضول” بصمت وهدوء، بعد أن ملأ حياتنا حباً ونشيداً وابتساماً.. وتركنا نلوك أسئلة الحيرة.. نبحث عن الحقيقة بعد أن بهرنا لمعان الزيف والكذب والبهتان فنراه يقول: وطني أرحني من سؤال حائر متقادم قد شاب فوق لساني ما للحقيقة لايبدو لها ألق وما للكذب والزور من بهتانِ الفضول.. أكبر من شاعر كتب قصائده للحب .. للمرأة .. للوطن .. للأرض .. للإنسان اليمني.. للوحدة.. للثورة لأنه باختصار شاعر الوطن والوطنية الأول .. فهو نبي الوحدة والشعر معاً إضافة إلى الحب.. وضمير اليمن الحي المتجدد في كل ثورة .. ولسان اليمن في الخارج عند عزف النشيد الوطني.. هو أمة تجسدت في هيئة شاعر يثير الحماس، ويستنهض الهمم نحو المجد والريادة.. بصدق وطهر ونقاء.. كان رافضاً كل أشكال الزيف والكذب.. رافضاً فكر التآمر،لأنه شاعر ثائر بطبيعته .. وقارئ جيد للمستقبل بفراسة الصوفي الورع، يحذرنا من أن نلج بحر التنازع والانقسام حتى لايتمزق الوطن، وكأني أرى ما قاله واقع وماثل بيننا الآن.. الفضول.. يا من رحلت إلى بعيد، حقاً أنت آخر الألحان وأنت خاتمة النشيد، فلم نر بعدك إلا الهباء والفراغ.. يا آخر ورقة سقطت في عشق للوطن.. حقاً ما قيمة الأيام بعد رحيلك، تنقص أو تزيد إن لم نعطك حقك. هاهو «وادي الضباب» «يساءلني عليك أين أنت؟ هل عادك حبيب»، لكنه لايجيب.. وإنما أسمع الشمس والقمر والنجوم تناديني.. أذكرك والليالي غامضات النجوم .. ومهما يلوعني الحنين ف“من أجل عينيك” سأهتف، و«سيبقى نبض قلبي يمنياً».. يا من رحلت إلى بعيد، هاهو موعد البلس قد طاب،وأنت تنادينا “مهلنيش” بين الهناء والأفراح.. اطمئن فعشاقك ومحبوك،كأني أسمع نبضات قلوبهم وهي تقول «مكانني ظمآن» ..بحبك. الفضول يا ذاكرة وطن ملأته حباً وفرحاً وابتساماً، وكافأك هجراً وإهمالاً ونسياناً .. أنت حي في قلوبنا.. لأنك نشيد رائع يملأ نفوسنا .. وراية حب خالدة في كل قمة وسهل وجبل أنت عهد عالق في كل ذمة. الفضول.. أنت ذاكرة وطن تقاوم النسيان.. لأنك شاعر عملاق خالد الضوء في كل المسالك ..الفضول.. حضور شعبي، وغياب وتجاهل رسمي..