رمضان في كثير من البلدان الإسلامية له نكهة خاصة تتعلق بالروحانيات والهدوء والاطمئنان وتوفير سبل الحياة والمعيشة لكافة المواطنين حتى يتفرغوا للصوم فترى كل شيء على ما يرام فكل المواد متوفرة والأسعار كما هي وكأن شيئاً لم يتغير إلا للأفضل أما في اليمن فنكهة رمضان تختلف تماما ًعما يحدث في تلك البلدان ففي رمضان تتفاقم الأزمات وتتضاعف حالة العشوائية المفرطة التي كُنا نعيشها قبل رمضان ونعيش وكأننا في شهر أزمات بامتياز حيث يصبح المواطن البسيط لا هم له سوى توفير المواد الغذائية وبأسعار مناسبة والحصول على مادة الغاز المنزلي بأسرع وقت والدعاء إلى الله بأن يكف أيدي المعتدين على أبراج الكهرباء خلال شهر رمضان على أقل تقدير ناهيك عن أزمات أخرى ترتبط ارتباطاً أساسياً بهذا الشهر. فالكثير من التجار وبالتعاون مع الطابور الخامس في الوزارات المعنية ينتظرون بفارغ الصبر قدوم الشهر الكريم لجني الأرباح من وراء الأزمات التي يفتعلونها في ظل غياب الرقابة الحكومية وعدم تفعيل مبدأ الحساب والعقاب على كل المخالفين للقوانين النافذة. خلال السنوات الماضية عانى المواطن البسيط من أزمات متفاقمة نتيجة غياب العديد من السلع والمواد الضرورية أو احتكارها بغرض بيعها بالسوق السوداء استغلالاً لحاجة الناس لها في الشهر الكريم على وجه التحديد، فطوابير الغاز الذي تكاد تختفي في الأيام العادية سرعان ما تعود مع أول يوم رمضاني ناهيك عن حالة العشوائية في التوزيع من قبل الجهات الحكومية والتي تعتمد في كثير من الأحيان على الوساطات والمحسوبيات لتظهر السوق السوداء بشراكة بين صغار التجار وموزعي شركة الغاز وقبل عام تم إشراك عُقال الحارات في عملية توزيع الغاز المنزلي ورغم ذلك لم تحل المشكلة بل ازداد تفاقماً سيما مع الدخول السيئ لعقال الحارات الذين استغلوا حاجة الناس لاستقطاع مبلغ من المال تم إضافته إلى السعر الرسمي. وفي أول يوم رمضاني تتفاجأ بأن محل بيع الغاز قد أغلق ليفسح المجال أمام السوق السوداء في العمل لتكتشف نهاية الأمر أن صاحب هذا المحل لم يقرر إغلاقه من فراغ بل لأنه يعمل أيضاً في السوق السوداء فيجني الأرباح المضاعفة وقبل ذلك يجني سخط الله والناس أجمعين ولا يقتصر الأمر على محل بيع الغاز بل تتفاجأ بأن أسعار بعض المواد قد طرأ عليها ارتفاع غير عادي دون أن يُبدي التاجر أي تفسير لذلك الصعود فلا يجد المواطن العادي إلا الخنوع في ظل غياب الرقابة الحكومية ومن الغاز إلى المواد الغذائية إلى الكهرباء مروراً بحالة شلل تصاب بها الوزارات والمكاتب الحكومية وغيرها الكثير من الأزمات التي ترفق رمضان اليمني بطوله وعرضه وما أن يخرج رمضان حتى يبدأ المواطن اليمني استعداده لمواجهة أزمات العيد وكان الله في عون المواطن مادامت الحكومة غافلة عن كل مايحدث.