صحيفة امريكية تنشر تفاصيل عن عملية الموساد في إيران    اغلاق السفارة الامريكية في اسرائيل وهجوم جديد على طهران وترامب يؤمل على التوصل لاتفاق مع إيران    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «الأخيرة»    الأمم المتحدة.. الحاضر الغائب!!    تبعات الضربة الإيرانية على إسرائيل    خلال تفقده الانضباط الوظيفي في وزارتي النقل والأشغال العامة والنفط والمعادن    الكيان الصهيوني و «تدمير الذات» سيناريو الحرب الكبرى وعبث نتنياهو الأخير!!    أكد تأييد اليمن للرد الإيراني على العدوان الصهيوني .. قائد الثورة : الأمة بحاجة لاستعادة معادلة الردع في مواجهة العدو الإسرائيلي    ثابتون وجاهزون لخيارات المواجهة    الفريق السامعي: الوطنية الحقة تظهر وقت الشدة    عراقجي: امريكا واوربا تشجع عدوان اسرائيل والدبلوماسية لن تعود إلا بوقف العدوان    الصحة العالمية: ارتفاع حالات الوفاة والإصابة بحمى الضنك في محافظتين يمنيتين    إب.. إصابات وأضرار في إحدى المنازل جراء انفجار أسطوانة للغاز    العقيد العزب : صرف إكرامية عيد الأضحى ل400 أسرة شهيد ومفقود    حصاد الولاء    مناسبة الولاية .. رسالة إيمانية واستراتيجية في مواجهة التحديات    مرض الفشل الكلوي (8)    الرزامي: أكبر صرح طبي في اليمن ينهار    تعيين غاتوزو مدرباً للمنتخب الإيطالي    من يومياتي في أمريكا .. صديقي الحرازي    إيران تستهدف اسرائيل برشقة صاروخية جديدة    الاطلاع على سير العمل في الوحدات التنفيذية التابعة لمصلحة الضرائب    الحلف والسلطة يخنقون الحضارم بقطع الكهرباء    شعب حضرموت يفسخ عقد الزريقي    بدء حملة كلورة للمياه في ذمار    رئيس الوزراء يوجه بسرعة إطلاق العلاوات للجامعات والتربية والتعليم والصحة    البكري يرأس اجتماعًا لوكلاء القطاعات العامة ويناقش إعداد خطة ال (100) يوم    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    يوفنتوس يجهز عرضًا ضخمًا لجيوكيرس    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    معهد وايزمان تدميره أفقد إسرائيل مكاسب كثيرة    نائب وزير الخدمة المدنية ومحافظ الضالع يتفقدان مستوى الانضباط الوظيفي في الضالع    قوات الجيش تعلن إفشال محاولة تسلل شمال الجوف وتكبّد المليشيا خسائر كبيرة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الأحد 15 يونيو/حزيران 2025    محافظ ابين يوجه بمعاينة طريق ثرة والرايات البيضاء تواصل حوارتها لفتح الطريق    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    انهيار جزئي في منظومة كهرباء حضرموت ساحلا ووادي    الضالع.. رجل يفجّر قنبلة داخل منزله ويصيب نفسه وثلاثاً من أسرته    أهدر جزائية.. الأهلي يكتفي بنقطة ميامي    كسر وجراحة.. إمام عاشور خارج المونديال    العرب ومآلات الحرب الإيرانية الإسرائيلية:    اسبانيا تخطف فوزاً من رومانيا في يورو تحت 21 عاماً    اليغري كان ينتظر اتصال من انتر قبل التوقيع مع ميلان    حضرموت.. خفر السواحل ينقذ 7 أشخاص من الغرق ويواصل البحث عن شاب مفقود    بعد أيام من حادثة مماثلة.. وفاة 4 أشخاص إثر سقوطهم داخل بئر في إب    صنعاء.. التربية والتعليم تحدد موعد العام الدراسي الجديد    صنعاء تحيي يوم الولاية بمسيرات كبرى    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    - اليك السلاح الفتاك لتقي نفسك وتنتصر على البعوض(( النامس))اليمني المنتشر حاليآ    اغتيال الشخصية!    الأستاذ جسار مكاوي المحامي ينظم إلى مركز تراث عدن    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    اليابان.. اكتشاف أحفورة بتيروصور عملاق يقدر عمرها ب90 مليون عام    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرآن خطاب معرفي 3-3
نشر في الجمهورية يوم 28 - 07 - 2012


ثالثاً :التبيين
[ في اللغة] بان و بَيَنَ :ظهر ، واتضح ؛ والبيان الوضوح ، والتبيين : التوضيح .
[ في القرآن] التبيين هو : إحاطة الشيء بالشرح والتوضيح.
والآيات البينات ( المبينات): أيات تشريعات تتعلق ب”الذين آمنوا” ، وربما تختص بهم . وموضوع الآيات البينات.. هو (الإيمان) و (التشريع) .
(1) “قد بيّنا”
- : {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)} [البقرة : 118]
- : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)} [آل عمران : 118]
- : {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)} [الحديد : 17] [ “قد بينا.. الآيات” = الآيات المستدل بها على البعث أو (في مقابل الرفض لطلب العجزة) وأيضا في عدم اتحاذ المؤمنون بطانة من غيرهم (وسطهم الإيماني) من الكفار ؛ والآيات المبينة أو التي تم تبيينها هي مجموعة آيات (قد تشكل كتابا ) موضوعاتها : الرد بالرفض على طلب المعجزات لإثبات نبوة الرسول محمد + (كما أنها) التي تدلل على أن البعث حق + الآيات التي تؤكد على ضرورة أن يكون المؤمنون جماعة مفتوحة على نفسها ، مغلقة على غيرها. .
(2) “ يُبيّن “
{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ}[البقرة : 68]
{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} [البقرة : 69]
{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ}[البقرة : 70]
{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}[البقرة : 187]
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}[البقرة : 219]
{وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[البقرة : 221]
{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة : 242] [ما قبلها تشريعات]
{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة : 266] [ مثل على تشريع أخلاقي هو ضرورة الإنفاق ابتغاءً لمرضاة الله ، وليكن ذلك ، ثابتاً في نفس ...]
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[آل عمران : 103]
{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[النساء : 176]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}[المائدة : 15]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[المائدة : 19]
{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[المائدة : 89]
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[التوبة : 115]
[ “ما يتقون” (= “ فصّل..ما حرّم عليكم “ أي تحديد المحرمات ) ]
{وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النور : 18] [ على خلفية تشريع ٍ عن الإفك ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[النور : 58]
{وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[النور : 59]
{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[النور : 61] [ بما أن زمن التبيين هو مضارع مستمر ، فعل من قبل الله تعالى ، فإن المقصود ب”الآيات” يكون هذه الآيات المنصوصة تحديدا ؛ وهي تشريع(عات) ، تقوى اجتماعية ، التمثيل لأهمية معنى الإنفاق ، الأمر بالتقوى ] .
(3) “آيات بينات”
{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ}[البقرة : 99]
{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[آل عمران : 97]
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا}[الإسراء : 101]
{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ}[الحج : 16] مهم : [ الضمير يشير الى القرآن / الكتاب ؛ ولاحظ :في قوله:
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)} [الحج : 78]
{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} [العنكبوت : 49]
{هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}[الحديد : 9]
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}[المجادلة : 5]
[ “آيات بينات” = الكتاب ، النصوص ..، المعجزات ( مع موسى ) ] .
(4) “آياتنا بينات”
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الأحقاف : 7]
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس : 15]
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الجاثية : 25]
{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} [القصص : 36]
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} [سبأ : 43]
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحج : 72]
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} [مريم : 73]
[ “آياتنا بينات” = نصوص القرآن أومن القرآن ، آيات الاستدلال على البعث بوجه خاص ؛ وهي مجموعة آيات – وربما سور – قد تشكل كتابا واحدا على الأقل ، ويمكن لموضوعاتها والأفكار التي تتناولها أن تشكل فرزا للتعرف عليها ؛ إذ أن القيامة والبعث هما الموضوع الرئيس لها وقد كانت تتلى على المشركين؛ يأتي القرآن موضوعا ثانيا ينفصل عنه ،مع مرور الوقت شخص الرسول لتشكل موضوعا مستقلا ، ولا يكاد الموضوع الأول أو الرئيس ينفصل – لكن ضمنا – عن فكرة الله أو موضوع العبادة لإله واحد ].
(5) “آيات مُبَيّنات”
{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [النور: 34]
{لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النور : 46]
{رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا} [الطلاق : 11]
[ “ آيات مبينات “ = نصوص ، آيات الاستدلال ، تشريعات ].
(6) “يبينها”
{فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 230]
[ المُبَيَّن هنا ليست آيات، بل ضوابط= حدود أقرها الله.
نتائج أولية ( زمن التبيين)
أن كل آية ورد فيها: « قد بيّنا..» لا يمكن إلاّ أن تكون مدنية
أن كل آية ورد فيها: « يُبيّن... » لا يمكن إلاّ أن تكون مدنية
أن كل آية ورد فيها: « آيات بيّنات » تتعلق ب[ [إنزال الكتاب أو الآيات] ومعظمها مكية
أن كل آية ورد فيها: « آياتنا بيّنات » تتعلق ب[التلاوة] و لا يمكن إلاّ أن تكون مكية
أن كل آية ورد فيها: « مبينات.. » تتعلق بالإنزال لآيات تشريع
لا إنزال للآيات في ( الذكر )
لا إيتاء للآيات بينات في ( الذكر )
لا إنزال لآيات بينات في (الحديث) ولا تلاوة.
17
إن الكلمات: التصريف، التفصيل، التبيين، بما هي ألفاظ معرفية، هي بحق الكلمات النوعية الوظيفية التي كان لها الدور الحاسم في تحويل كل من: ( التذكرة والذكر، الحديث، وكتاب) من مجرد كلمات مفتاحية إلى كلمات مفهومية تشكل أنواعاً – فيما يتشكل القرآن جنساً – تندرج تحتها سور القرآن أصنافاً؛ على هذا النحو:
القرآن
الذكر
سورة العلق
المدثر
المسد
التكوير
الأعلى
الحاقة
الليل
الفجر
الضحى
الشرح
العصر
العاديات
الكوثر
التكاثر
الماعون
الكافرون
الفيل
الفلق
الناس
الإخلاص
الفاتحة
الحديث
الرحمن
الجن
القمر
النجم
عبس
الشمس
البروج
التين
قريش
القارعة
الزلزلة
القيامة
الهمزة
المرسلات
البلد
الطارق
ق
الفرقان
القلم
يس
نوح
الذاريات
الغاشية
الإنسان
الملك
المعارج
النازعات
الانفطار
المزمل
طه
الواقعة
الصافات
سبأ
الطور
النبأ
الانشقاق
المطففين
الروم
الكتاب تنزيل مكي ( فصلت آياته قرآناً)
ص
الأعراف
فاطر
مريم
الشعراء
النمل
القصص
يونس
هود
يوسف
الحجر
الأنعام
لقمان
الزمر
غافر
فصلت
الشورى
الزخرف
الدخان
الجاثية
الأحقاف
الكهف
النحل
إبراهيم
الأنبياء
المؤمنون
السجدة
الرعد
الإسراء
العنكبوت
الحج
الكتاب تنزيل مدني (تبيين الآيات)
البقرة
القدر
الأنفال
آل عمران
الأحزاب
الممتحنة
النساء
الحديد
محمد
الطلاق
البينة
الحشر
النور
المنافقون
المجادلة
الحجرات
التحريم
التغابن
الصف
الجمعة
الفتح
المائدة
التوبة
النصر
وأغلب الظن أن دور الكلمات: التصريف، التفصيل، التبيين، لا يقف عند هذا الحد وحسب، بل تمتد لأن تكون لكل منها محتوى خاصاً بها – وربما حقلاً دلالياً يتبعها – يمكننا الإشارة إليه على هذا النحو:
- محتوى التصريف آيات استدلال بالأمثال
- محتوى التفصيل الاستدلال والتشريع
- محتوى التبيين التشريع والتشريع فقط.
موضوعات المعرفة في القرآن
تناول القرآن الوجود ،عموماً، وموضوعاً معرفيا، وقسّم الوجود إلى قسمين رئيسين :
- (عَاَلم الغيب) أ: الميتافيزيقا وهو وجود موجود قبل الوجود الزمني (العالم). وقد ميّز القرآن هذا الوجود أو العالم ب(الملأ الأعلى) للتمييز عن (عالم الدينونة) الخالد = الآخرة أو اليوم الآخر
- (عالم الشهادة): وهو الوجود الزمني؛ الفاني، أو الفيزيقي. وهو (الحياة الدنيا) أو (الأولى) بتعبير القرآن.
- (عالم الغيب) ب: وهو العالم الآخر؛ الأبدي، المقابل لعالم الشهادة، أو ما بعد الوجود الزمني. والتعبير القرآني لهذا التقابل هو: (الحياة الآخرة) أو(الآخرة)[البعث و الدينونة: الجنة والجحيم الأبديين].
الإنباء
- النبأ، في اللغة، هو الخبر، والجمع أَنْبَاءٌ، وإِنَّ لفلان نَبَأً أَي خبراً.
- كما أن اللفظ (نباء) بحد ذاته و بكل صيغه هو لفظ معرفي
- معاني النبأ في القرآن: بتعريف الكلمة اسم لسورة تدل على دمار العالم والقيامة .
- مفهوم الإنباء والأنباء في القرآن هو الإعلام أو الإخبار عن عالميّ الغيب والشهادة، وما حدث ويحدث – في عالم الشهادة خاصة – وسيحدث فيهما.
أ- (عَالَم الشهادة):
- الماضي زمن عدم فاعلية العقل(الإدراك والتعلم): - ميثولوجيا الإنسان: آدم وزوجه، بنو آدم، حيث يرتبط هذا الاسم مع طاعة الله، وعداوة الشيطان [ نشأة الإنسان، من وجهة نظر الدين] وخطابه هو الأنباء وبعض القصص.
- الماضي التاريخ الديني للأمم(القرون، القرى، الأقوام السابقة) وخطابه المعرفي القصص.
- الحاضر زمن العقل ( = زمن القرآن أو الرسالة والرسول) وخطابه آيات الجعل، التسخير، الأمثال، الخلق والتكوين.
- المستقبل: بعد وبعيداً جداً عن زمن القرآن [نهاية زمن العقل]؛ وخطابه سور وآيات نهاية الزمن الوجودي أو نهاية الحياة.
ب- (عَاَلم الغيب)
- الماضي ،هنا، هو وجودٌ موجود أو وجِد قبل الوجود الزمني {(الملأ الأعلى): الله، العرش، الملائكة،... إلخ}
- المستقبل وهو العالم الآخر؛ الأبدي، المقابل لعالم الشهادة، أو ما بعد الوجود الزمني. والتعبير القرآني لهذا التقابل هو: (الحياة الآخرة) أو(الآخرة)[البعث و الدينونة: الجنة والجحيم الأبديين].
الجدير بالذكر أن القرآن لا يضيف جديداً ،تقريباً، إلى الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) فيما يتعلق بخلق الوجود الزمني(عَالَم الشهادة)؛ لكنه ،بحق، ينفرد بالحديث عن نهاية هذا الوجود الزمني أو هذا العالم ودماره ( إذا ما اعتبرنا سِفْر « رؤيا يوحنا » ليس من كتب الإنجيل – وهو كذلك – إذ هو من« أعمال الرسل »)، كما أنه أفاض في الحديث عن أهوال القيامة و البعث ووصف الخلود في الجنة والجحيم وأحوال الناس فيهما؛ وهو الأمر الذي لا نجده كثيراً في كتب العهد القديم(التوراة) و كتب العهد الحديد (الإنجيل) فكل ما لديها هو هذا :
«اِفْرَحْ أَيُّهَا الشَّابُّ في حَدَاثَتِكَ، وَلْيَسُرَّكَ قَلْبُكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، وَاسْلُكْ فِي طُرُقِ قَلْبِكَ وَبِمَرْأَى عَيْنَيْكَ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ عَلَى هذِهِ الأُمُورِ كُلِّهَا يَأْتِي بِكَ اللهُ إِلَى الدَّيْنُونَةِ. 10فَانْزِعِ الْغَمَّ مِنْ قَلْبِكَ، وَأَبْعِدِ الشَّرَّ عَنْ لَحْمِكَ، لأَنَّ الْحَدَاثَةَ وَالشَّبَابَ بَاطِلاَنِ.» الكتاب المقدس (سفر الجامعة).
«الويل للامة القائمة على شعبي الرب القدير ينتقم منهم وفي يوم الدينونة يفتقدهم يجعل لحومهم للنار والدود لكي يحترقوا ويتألموا الى الابد» الكتاب المقدس (سفر يهوديت)
« فَفِي الْقِيَامَةِ، لِمَنْ مِنَ السَّبْعَةِ تَكُونُ الْمَرْأَةُ زَوْجَةً، لِأَنَّهَا كَانَتْ زَوْجَةً لِكُلٍّ مِنْهُمْ؟» 29فَرَدَّ عَلَيْهِمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «أَنْتُمْ فِي ضَلَالٍ لِأَنَّكُمْ لَا تَفْهَمُونَ الْكِتَابَ وَلَا قُدْرَةَ اللهِ. 30فَالنَّاسُ فِي الْقِيَامَةِ لَا يَتَزَوَّجُونَ وَلَا يُزَوِّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلَائِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاءِ.» الكتاب المقدس (إنجيل متّى)
« أَمَّا الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْمُشَارَكَةِ فِي الزَّمَانِ الْآتِي وَالْقِيَامَةِ مِنْ بَيْنِ الْأَمْوَاتِ، فَلَا يُزَوِّجُونَ وَلَا يُزَوَّجُونَ. 36إِذْ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً بَعْدَ ذَلِكَ، لِأَنَّهُمْ يَكُونُونَ مِثْلَ الْمَلَائِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ لِكَوْنِهِمْ أَبْنَاءَ الْقِيَامَةِ.» الكتاب المقدس (إنجيل لوقا).
« فَسَوْفَ تَأْتِي سَاعَةٌ يَسْمَعُ فِيهَا جَمِيعُ مَنْ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، 29فَيَخْرُجُونَ مِنْهَا: فَالَّذِينَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَخْرُجُونَ فِي الْقِيَامَةِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى الْحَيَاةِ، وَأَمَّا الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ فَفِي الْقِيَامَةِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى الدَّيْنُونَةِ.» الكتاب المقدس (إنجيل يوحنا)
عِلم الغيب
الغيب هو الخفي؛ وما انعدمت معرفة الإنسان به.
الغيب في القرآن يكون في ثلاثة أزمان – كلها في عالم الشهادة – هي:
- المجهول(اللامعلوم) في زمن الماضي؛ والذي عُلِمَ عنه بالقرآن...
- المجهول(اللامعلوم) في زمن الحاضر؛ والذي عَلِمَ به النبي عيسى عليه السلام:
(وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) آل عمران.
ولم تعلم به الجن عن موت سليمان:
(فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)) سبأ.
- المجهول (اللامعلوم) في زمن المستقبل؛ والذي لا يعلمه أحد غير الله.
لقد أخبر القرآن عن كل تلك العوالم إلاّ أن كل اهتمامه كان منصبا على الوجود الزمني (عالم الشهادة).
ولئن كان الإنسان هو أهم ما في هذا الوجود – و ربما أهم ما في ما قبله وما في ما بعده (= عالمي الغيب) – فقد كان المستهدف الوحيد من كل أنباء القرآن، بل هو مدارها كلها.
تقنيات الاستدلال في القرآن
إن غاية القرآن، بما هو خطاب معرفي، هو الاستدلال (الاهتداء)، معرفياً، إلى الإيمان. وقد تنوع (العرفي) في القرآن إلى:
- آيات الأمثال وضربها
- آيات القصص
- آيات الأنباء
- آيات خلق وتكوين: آيات تسخير، آيات جَعْل (= أعمال الله في العالم)؛ يسودها الاستدلال بالثنائيات.. وبرد الكثرة والتعدد إلى الواحدية.
وهذا التنوع ليس فناً لغوياً، بل نظام اتصال بين رسالة – القرآن – ومتلق أو متلقين لها؛ وهو تقنيات استدلال تنوعت لتنوع المتلق/ين أو تنوع المخاطب فقد توزع توجه الخطاب القرآني إلى ثلاث فئات رئيسة:
- الأميون (= قوم الرسول الشركين): وخطابه آيات الخلق، الجعل، التسخير، الأمثال، التصريف، التفصيل ،التشريع(تتعلق بطقوس)، القصص ، الأنباء.
- أهل الكتاب: القصص، الأنباء، التشريع، العقيدة
- الذين آمنوا بالرسول (من الأميين خاصة): وخطابه آيات التشريع (شعائر، معاملات وعلاقات.....إلخ).
الاستدلال في (ب) آيات التسخير
لمعرفة الاستدلال في و/أو بآيات التسخير كان لابد لنا من تجميعها ليتأملها معنا القارئ:
{أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[النحل : 79]
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[البقرة : 164]
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[الأعراف : 54]
{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ}[الرعد : 2]
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ}[إبراهيم : 32]
{وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ}[إبراهيم : 33]
{وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[النحل : 12]
{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[النحل : 14]
{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[الحج : 36]
{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}[الحج : 37]
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}[الحج : 65]
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}[العنكبوت : 61]
{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ}[لقمان : 20]
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}[لقمان : 29]
{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ}[فاطر : 13]
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ}[الزمر : 5]
{اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[الجاثية : 12]
{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الجاثية : 13]
الفرق بين (سخَّرَ) و بين (سخر لكم)
تؤكد آيات أعمال الله في مخلوقاته (تصميمها على النحو التي هي عليه) وتحديدا تلك التي «سخرها» العلاقة :[ المُسَخِّر (الله) ? المسَخَّرات (المخلوقات)] ، وهذا على أساس استحالة أن تكون المسخرات مجانية.
فيما تصبح الآيات التي تذكر بأن مخلوقات.. قد صُممت من أجل الإنسان: « سخر لكم » العلاقة : (العناصر الثلاثة):
تسخير
الله الكون
شكر آيات
الإنسان
«لقوم يشكرون، يعقلون، يتفكرون، يؤمنون»
وفي الحالين السابقين فتلك المخلوقات المسخرة ترتبط وثيقا بحياة الإنسان ، بل قد تكون من العناصر المكونة للحياة.
وباستثناء: (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)) النحل حيث تكون العلاقة:
يمسك
الله المسخر
يؤمنون آيات
الإنسان
كما أن ثمة تسخيراً دينياً، يتعلق بالدين، حيث يطرح العلاقة:
الله البُدن
يُكَبِّر يذكر منافع/شعائر
الإنسان(العابد)
لاحظ: 1- أن التسخير– للمسخرات– لا ينفك ولا يتأتى إلاّ في صورة ثنائيات:[(السماوات/الأرض)]،[(الشمس/القمر)،(الليل/النهار)]
2- رَدّ الكثرة و/أو التعدد إلى الواحدية في الطبيعة :[ الكثرة / التعدد = (الماء، إنزال/النبات، إنبات)]
الاستدلال بآيات الجعل
- جعل، الجعل: لفظ يشير إلى خاصية المكوَّن
- و(جعل لكم) تعني أن الخاصية في المكوًّن هي من أجل الإنسان.
- «جعل لكم» يدل على الفضل والرحمة الذين يقتضيان الاعتراف والشكر.
- و«جعل» جعل تكوين يدل على:
- التنبيه للملاحظة أو طلب الاستدلال
- لزوم خضوع الإنسان له (أي للجعل التكويني)
أنواع الجعل:
أ- جعل المخلوق – تسخير– الطبيعة من أجل الإنسان (= جعل استدلال)
ب- جعل ديني:
- جعل تشريع(إلزام/لا إلزام)
- جعل بمعنى الأمر
- جعل تقعيد
- جعل دينونة(ثواب/عقاب)
في أ) أو الاستدلال بالجعل نجد أن:
1- الدليل/آيات (الطبيعة وظواهرها) يتسم بالثبات، وأن الظواهر الطبيعية قد صممت في تكوينها لتحقق شروط بقاء الإنسان، ولتلبي حاجاته الطبيعية.
2- أنها لا تقرر إلاّ ما هو متحقق في واقع الطبيعة وظواهرها؛ وأن ما سوى ذلك لا يمكن إلاّ أن يكون نوعاً من الاستدلال الافتراضي؛ وهو استدلال معكوس للدليل نفسه أو منه.
(جعل تكوين) هو ما يتم من انتقال في الكائن الحي ومراحله هو خلق، ويسمى جعل.
الجعل بمعنى الخلق وهو وصف (تفصيل) للخلق
هل ذلك هو الفرق بين الجعل والتسخير؟
إن الإفادة المباشرة، وغير المباشرة، من هامش الخلق(= التهيئة والتسخير)، وليس متنه، هو جعل بيئي(ثانوي) يأتي في سياق الخلق والتكوين العام.
فالتسخير هو ذلك الاقتران (التجاوب) الطبيعي والممكن لتصميم الكون (العالم والحياة) والذي يحقق ويلبي حاجات الإنسان الطبيعية على نحو مباشر أو شبه مباشر.
ولا يمكن إلاّ أن يأتي التسخير بعد الخلق العام للعالم، فهو يقترن مع أجزاء من العالم وظواهر تلك الأجزاء واللذان يحالان إلى خلق الكون:
«خلق السماوات والأرض بالحق... »
«وسخر لكم ما في السماوات والأرض»
فالخالق لم يسخر العالم « السماوات والأرض» في الأصل، بل خلقهما بالحق.
21
الاستدلال بالآيات المنصوصة بأنها آية/يات
وهي آيات الخلق وأعمال الله في الكون، وأنباء الأمم وقصص الأنبياء؛ والتي عادة ما تختم بأن نصها ) آية/آيات لل / لعلهم/لعلكم/ لقوم:
« يتفكرون » « تتفكرون »
« تعقلون » [لا توجد آية في القرآن تطلب التعقل بضمير الجمع الغائب: ( .. لعلهم يعقلون )].
« يفقهون » « تفقهون »
« يعلمون »« تعلمون»
«يسمعون » «تسمعون»
« يشكرون » تشكرون»
« للعالمين »
« يوقنون» « توقنون» « للموقنين»
« يتذكرون» « تتذكرون»
« أولوا الألباب» « أولي الألباب»
« أولي الأبصار»
« أولي النهى»
« للمتوسمين»
و حتى الآيات المختومة ب« لقوم يؤمنون» و« للمؤمنين »هي آيات تعيد تأكيد الأسلوب الإيماني (الاستدلالي).
وما يهمنا في تلك الآيات ما يلي:
أنها كلها موجهة للأميين.
أنها عندما يكون موضوعها الخلق والتكوين وأعمال الله.. فإنها تكون كلها استدلالية – مفصلة أو مختزلة – على هذا النمط:
الدَّل بثنائية الظواهر الطبيعية:(الليل/النهار، السماوات/الأرض، الذكر/الأنثى، الشمس/القمر،....إلخ)؛ و/أو برد التعدد الحيوي أو في الحيوي إلى الواحدية(سبب أو أصل واحد) في الطبيعة: (دور الماء في انشأ الحياة في أرض ما ؛ وفي ذلك دليل ومثال على اخراج الموتى – من حالة الموت – إلى الحياة = البعث؛ اختلاف الألسن والألوان بين الناس؛ رد الشعوب والقبائل إلى نفس واحدة،.....إلخ).
في الأخير:
لقد حاول الكاتب التأكيد على أن القرآن (خطاب معرفي) إيماناً منه بأن القرآن (رسالة إيمانية)؛ ويرى أن خطابه المعرفي هو المدخل لفهم رسالته الإيمانية فالقرآن رسالة إيمانية خطابها معرفي؛ وإنْ شئت فهو(أي القرآن) خطاب معرفي لرسالة إيمانية. وإذا بادرنا القارئ – في قادم الأيام – بنشر مبحث بعنوان: (القرآن رسالة إيمانية) فستكون في ضوء الخطاب المعرفي.
* باتت كلمة (المسيحية) مقابلاً لكلمة (اليهودية)؛ بالرغم من أن مفهوم (الكتاب المقدس) يجمعهما، ذلك أن الإنجيل قد انفصل ليستقل بنظامه المفهومي الشامل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.