خطوات هامة نحو تغيير المعادلة في سهل وساحل تهامة في سبيل الاستقلال!!    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    أول تعليق إماراتي بعد القصف الإسرائيلي على إيران    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    برشلونة يسعى للحفاظ على فيليكس    مصادر تفجر مفاجأة بشأن الهجوم الإسرائيلي على أصفهان: لم يكن بمسيرات أو صواريخ أرض جو!    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    أمطار رعدية تعم 20 محافظة يمنية خلال الساعات القادمة.. وصدور تحذيرات مهمة    الرد الاسرائيلي على ايران..."كذبة بكذبة"    الجنوب يفكّك مخططا تجسسيا حوثيا.. ضربة جديدة للمليشيات    مسيرة الهدم والدمار الإمامية من الجزار وحتى الحوثي (الحلقة الثامنة)    مليشيا الحوثي تحاول الوصول إلى مواقع حساسة.. واندلاع مواجهات عنيفة    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    السعودية تطور منتخب الناشئات بالخبرة الأوروبية    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى الشعب اليمني توكل كرمان .. الآمرون بالقسط هم ورثة الأنبياء
نشر في إخبارية يوم 25 - 01 - 2011

شهدت الساحة العربية في منتصف القرن العشرين ثورات ضد الاستعمار، وبدأت اليوم ثورة الشعوب ضد الاستبداد انطلاقا من تونس والتي كان شاعرها يحمل لقب شاعر الثورة عند الأحرار والثوار العرب الذين كانوا يرددون قوله:
إذا الشعب يوما أراد الحياة …. فلا بد أن يستجيب القدر
حتى ظنها اليمنيون أنها من أقوال أبي الأحرار الزبيري، وكما كانت هذه الأبيات شعار الثورة ضد المستعمر فها هي الثورة ضد المستبد منطلقة من بلد الشاعر نفسه وتحت نفس الشعار.
وقد اتخذت الشعوب من يوم جلاء آخر جندي مستعمر يوم عيد لها، واليوم تبدأ الكفاح ضد المستبد وسوف تتخذ لها من يوم هروب آخر مستبد من أتباع الأنظمة الفاسدة يوم عيد لها، لأن الذين يمارسون الفساد في الأرض جزاؤهم النفي من الأرض يهيمون في السماء على وجوههم يراهم أهل الأرض جميعا خزيا لهم في الدنيا بما كسبت أيديهم كما اخبر القرآن (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة : 33]
والمفسدون الذين وصفوا بكلمة الفساد حسب تصنيف القرآن هم الذين يمارسون الآتي:
قتل النفس بغير حق (أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً [المائدة : 32]
محاربة الناس في لقمة العيش (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ [البقرة : 205]
التجار الذين يمارسون الغش والاحتكار ورفع الأسعار من المسئولين ومن الشعب (فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [الأعراف : 85]
الحكام الذين يمارسون سياسات الإذلال للناس (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [النمل : 34]
الرأسماليون الذين يستأثرون بالثروة ولا يحسنون كما أحسن الله إليهم (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [القصص : 77]
والحكام العرب وحكوماتهم قد مارسوا كل ألوان الفساد المذكور فقد قتلوا النفس ودمروا الاقتصاد وحاربوا الناس في لقمة العيش وأذلوا العزيز وجمعوا بين السياسة والتجارة وبخسوا الناس أشياءهم وطففوا الميزان وغشوا الرعية، وسنة الله في الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ [الفجر : 13]
وهذا الفساد لا يظهر في الأرض إلا بسبب من الناس حسب إعلان القرآن ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم : 41]
ولا يغيره الله إلا إذا طالب الناس بتغييره (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد : 11]، فالقرآن يقرر أن الفساد من كسب الناس وان التغيير لا يستجيب له القدر إلا بإرادتهم وهو ما عناه الشابي بقوله: إذا الشعب يوما أراد الحياة … فلا بد أن يستجيب القدر
لماذا أرسل الأنبياء؟ ومن هم ورثة الأنبياء؟
الجواب : أرسلوا لإقامة العدل والقسط كما اخبر القرآن (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ )[الحديد : 25]
مقاومة الظلم رسالة الأنبياء جميعا (وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ [الأحقاف : 12]
لأن الله يأمر بالعدل وينهى عن البغي (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل : 90]
وهذا ما شهد به لنفسه وشهد به الملائكة وأهل العلم (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران : 18]
وهو ما أمر الله به الرسول محمد عليه الصلاة السلام (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [الشورى : 15]
ولذلك من يقوم بالقسط ويأمر به هم ورثة الأنبياء الذين كان يعتدي عليهم بنو إسرائيل وحكام العرب اليوم (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [آل عمران : 21]
ولا يكون العلماء من ورثة الأنبياء حتى يقوموا بهذه المهمة ومن قام بها أيا كان من الناس ولو لم يكن عالما فهو من ورثة الأنبياء (الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ) فالقرآن يقول من الناس..لأن الأنبياء كما اخبر الرسول الكريم ورثوا العلم النافع ولم يورثوا الدينار والدرهم الذي يأكله الكثير من ورثة الكتاب بالباطل إلا من رحم الله.
وقد حدد القرآن مهمة العلماء بنهي الحكام وغيرهم من المفسدين عن ممارسة الإثم والزور والكذب واكل المال الحرام ونهب أموال الأمة (لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [المائدة : 63]
لكن عندما يصبح العلماء مشاركين للحكام في أكل أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله فالبيان القرآني يتجه إلى الشعب المؤمن مباشرة ليقود مسيرته ويبلور قيادته تحت راية الأمرين بالقسط من الناس سواء كانوا من الصحفيين أو الحقوقيين أو طلاب الجامعات وغيرهم كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ ) [التوبة : 34]
هذا الصنف من الذين أورثهم الله الكتاب وطلبوا به الدنيا ويقولون سيغفر لنا قال عنهم (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [الأعراف : 169]
إن العالم حين ينسلخ عن آيات الله يصفه القرآن بالكلب أبشع الألقاب في عرف الناس (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ) [الأعراف : 176]
وتارة بالحمار حين يحمل القرآن والكتاب ولا يحمله بحق (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ) [الجمعة : 5]
ومشائخ العصر اليوم إلا من رحم ربك كما قال الشاعر:
مشائخ العصر باتوا في مجالسهم ……….. يفاخرون بما نالوا وما أكلوا
هم يصعدون وراء القوم إن صعدوا ….. …وينزلون وراء القوم إن نزلوا
لو حدثتنا بما تلقى عمائمهم …. من الخضوع لأغضى طرفه الخجل
فأين العلماء من هذا الظلم الذي يمارسه الحكام على الآمرين بالقسط، يستنكر العالم كله في غياب العلماء..ولا يصدر بيان؟؟ أين دار الإفتاء وجمعية العلماء واتحاد العلماء..؟ هل يفتون فقط متى ما أراد الحاكم ولو طلب منهم فتوى بقتل الأبرياء ولوا إليه وهم يجمحون وإذا صاح الشعب من الظلم سكتوا؟؟ الم يفرض الله الجهاد نصرة للمظلومين من النساء والأطفال والرجال (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً [النساء : 75] والرسول الكريم يقول ( أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) أي سلطان حتى لو كان مؤمنا وهو ظالم فلا أمان له (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ [الأنعام : 82]
وإذا كان الله حض على القتال نصرة للضعفاء فالشعب يطالبهم بالوقوف في صفه بالفتوى لا بالقتال.. لكنهم يقفون مع الحاكم بالفتوى والتحريض على القتال متى ما أراد.. ثم يتركون الناس يقتل بعضهم بعضا وهم في بيوتهم يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله.. لقد أمسى الحال مخيفا حين تسمع كل الأصوات تندد بالظلم إلا حملة الكتاب.. إلا من رحم الله وقليل ما هم. إن القرآن حين يفصل الآيات يجعل الهدف الأول من هذا التفصيل هو فضح المجرمين (وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) [الأنعام : 55] . فهل يجهل العلماء هذه الآيات البينات أم أن الأمر أعظم من ذلك كما قال الله (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) [البقرة : 159]
عندما وصل الحال بالكنيسة إلى مثل هذا قال أصحاب الثورة هناك( الدين أفيون الشعوب) والحق هم رجال الدين وليس الدين، ورأوا أن الثورة لا يقف أمامها إلا العلماء حين يصبحون يدا للظالم ولا طريق إلى الثورة حينها إلا كما قال منظر الثورة الفرنسية ( لا ثورة حتى يشنق آخر حاكم ظالم بأمعاء آخر قس)… ألا يخشى علماء المسلمين أن يكونوا ممن اتبعوا سنن من كان قبلهم شبرا بشبر وذراعا بذراع كما قال الصادق المصدوق؟
أن ولاعة الشاب التونسي التي كان يشعل بها سيجارته وأضرم بها النار في نفسه واسقط نظاما ظالما صرخ منه الرجال والنساء والولدان المستضعفين أكثر من عشرين عاما هي أقدس في ميزان العدالة من مسبحة عالم يموت وهو بوق للنظام المستبد.
وتوكل كرمان وشباب جامعة صنعاء والمحامون والحقوقيون والعاطلون الذين خرجوا في نصرة الضعيف والمظلوم هم أعظم درجة من الذين سوف يصدرون الفتاوى تأييدا للشعب من بعد أن يتهاوى النظام وقد امنوا على أنفسهم من بطشه .. وكانوا هم من يجامل الحاكم في عيد الجلوس بقول أسلافهم من سدنة الحكام:
أتته الخلافة منقادة………..إليه تجرجر أذيالها
فلم تك تصلح إلا له………ولم يك يصلح إلا لها
ولو رامها أحد غيره…..لزلزلت الأرض زلزالها
لا يستوي من خرج وقال كلمة الحق قبل سقوط الظالم وجاهد أولئك أعظم شرفا من الذين سيخرجون من بعد يهتفون وهم آمنون.
فمتى تشفق على نفسك وعلينا يا وطني الحزين؟ لم الشرفاء على ثراك إما قتلى أو منفيون أو بين جدران السجون …لماذا أنت عاشق لمن يمزق أشلاءك…ويعبث بشبابك…ويهتك عرضك..؟
الشهداء تحت ثراك وأبناؤهم فوقه مستعدون لفداك عش عزيزا لأجلهم كما ماتوا أعزاء لأجلك، أيها الوطن الموجوع والشعب المخدوع لا يأس وان سالت الدماء وجفت الدموع….
لقد هب تونس شعب الأباة
فأجفل رمز المخازي يفر
وقد قال شاعرهم في نداه
وبشر بالموعد المنتظر
\\\"إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر\\\"
ولا بد أن ينتهي \\\"بن علي\\\"
ولا بد للقيد أن ينكسر
وما هب شعب بوجه الطغاة
فحتما إرادته تنتصر.
إلى الأخت توكل كرمان وكل الشرفاء من الصحفيين وطلاب الجامعات والحقوقيين انتم ورثة الأنبياء فبلغوا رسالات الله بالقسط ولا تخشوا أحدا إلا الله (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [يوسف : 21]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.