كشفت (مؤسسة حرية) للحقوق والحريات الإعلامية والتطوير أن الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية في تصاعد مستمر خلال الربع السنوي الثالث لهذا العام.. مؤكدة أن وضع الحريات الصحافية في اليمن ما زال يواجه خطراً حقيقياً. وذكرت مؤسسة حرية أنها رصدت عشرات الحالات من الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية على الساحة اليمنية خلال الربع الثالث من العام الجاري، من خلال وحدة الرصد والمناصرة بالمؤسسة، حيث وصل عدد حالات الانتهاكات التي رصدتها إلى 57 حالة، تعرض لها 112 من الإعلاميين والوسائل الاعلامية المختلفة. وأوضحت أن الانتهاكات خلال هذه الفترة شملت بعض المؤسسات الإعلامية ومساكن بعض الإعلاميين التي تعرضت للاعتداء أو التهديد بنسفها، بهدف إسكاتها وتغييب الحقيقة.. مشيرة إلى أن الانتهاكات ضد الإعلاميين تراجعت عددياً خلال الربع الثالث من العام الجاري، مقارنةً بما حدث خلال الستة شهور التي سبقتها، غير أن بعض الانتهاكات الأخيرة كانت خطرة.. وأعطت عملية الرصد خلال الربع الثالث من العام الجاري صورة غير مطمئنة عن وضع حرية الإعلام في اليمن لما واجهته من انتهاكات من قبل مختلف الأطراف في اليمن، والتي كشفت أن وضع الحريات الإعلامية في اليمن لازال في خطر.. وأكدت مؤسسة حرية أن وضع الحريات الإعلامية ما زال مقلقاً، إثر عدم اتخاذ أي إجراءات رادعة ضد مرتكبي الانتهاكات، كون العدالة لم تأخذ مجراها الطبيعي ولم تقتص من الجناة أو توقع عليهم الجزاء الرادع لهم ولأمثالهم، وهو ما يشجعهم على الاستمرار في ارتكاب الانتهاكات والنيل من حقوق وحريات الصحافة.. وأوضحت أن أبرز الانتهاكات التي ارتكبت خلال الربع الثالث من العام الجاري تمثلت في الشروع بالقتل والاعتداء الجسدي ومحاكمات الصحافيين والتهديد بالنسف والتفجير لمقار الوسائل الإعلامية.. وقال رئيس مؤسسة حرية الصحفي خالد الحمادي: إنه على الرغم من الانفتاح السياسي وأجواء الحرية العامة التي تتعزز بشكل ملحوظ وكذا الاهتمام والدعم الشعبي والرسمي للحريات الإعلامية، إلا أن الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية لم تتوقف ولم يوضع حد لاستهداف الصحافيين، مما يعزز الانطباع السائد بأن الساحة الإعلامية وميدان الصحافة في اليمن مازال مهدداً ومحفوفاً بالمخاطر. وأوضح أنه كان يطمح في أن يتغير هذا الوضع السالب للحريات الإعلامية في بلادنا خلال العهد الراهن، كنتاج إيجابي للثورة الشعبية، غير أن الانتهاكات تعددت وتعدد مرتكبوها من مختلف الأطراف والتي وصل عددها إلى ست جهات أبرزهم جماعة الحوثي، فصائل الحراك الجنوبي، عناصر تابعة للرئيس السابق، رجال قبائل، جنود من الفرقة الأولى مدرع، ومن رجال الأمن.. ووجه الحمادي دعوة إلى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والحكومة وكافة الجهات المعنية إلى القيام بمسئولياتها تجاه ما يحدث للحريات الإعلامية من انتهاكات وتهديدات واعتداءات ووضع حد لها، وحماية الحريات الإعلامية في اليمن.