تصاعد الإضراب الذي ينفذه جميع موظفي مكاتب السلطة التنفيذية في مديرية خدير بمحافظة تعز ليصبح اعتصاماً مفتوحاً في الساحة المجاورة لمبنى المديرية ويضم الاعتصام كافة الطيف السياسي وبعض المدرسين. كما تستمر المسيرات اليومية في المديرية احتجاجاً على منح مدير المديرية شائف الدكام إجازة إجبارية، وهو المعين في منصبه حديثاً، وقام بتنفيذ قرارات المجلس المحلي المتضمنة إيقاف وتغيير من وصفوهم برموز الفساد في المديرية وعلى رأسهم مدير إدارة التربية بالمديرية. وطالب المعتصمون بعودة مدير المديرية وأعلن موظفو المكاتب أنهم سيمنحون أنفسهم إجازة حتى يعود مدير المديرية إلى عمله. الدكتور فيصل السلمي عضو المجلس المحلي بالمحافظة عن مديرية خدير ومستشار المحافظ للشئون الصحية، أكد أن مشاكل المديرية بدأت منذ وقت طويل، وأكثر المشاكل كانت في إدارة التربية التي أفسدت التعليم –حسب وصفه- حيث أصدر المدير السابق قرارات تعسفية ونقل بعض المدرسين وأوقف رواتب البعض الآخر دون وجه حق. وبين السلمي انه تم اتخاذ عدد من المحاولات والإجراءات لإقالته لكن دون جدوى, وقال: قبل عام ونصف زادت ممارساته التعسفية مما دفع المتضررين إلى اللجوء للقضاء حتى صدر ضده حكم قضائي رقم 169 لسنة 1432ه في القضية الجزائية رقم 28 لسنة 1432ه بتهمة (استعمال وظيفته في تعطيل القوانين واللوائح والأنظمة) وقضى الحكم بسجنه ستة أشهر وحرمانه من تولي إدارة فرع مكتب التربية بمديرية خدير.. وبين السلمي أن المجلس المحلي عقد اجتماعه الاعتيادي في منتصف شهر سبتمبر 2012م وأصدر قراراً بالإجماع بإقالة مدراء مكاتب التربية والأشغال والأوقاف والواجبات في المديرية، كما تم تكليف رضوان سعيد بإدارة التربية في المديرية مما دفع مراد محمد صالح لقطع طريق تعز - الراهدة في منطقة رحبان - حسب المذكرة رقم 196- 2012م الصادرة عن مدير أمن خدير إلى وكيل النيابة - من أجل إلحاق الضرر بمدير المديرية حين يتوجه إلى عمله ونتيجة هذه التصرفات تم منح الدكام إجازة, وهو ما جعل أبناء المديرية ينفذون اعتصاماً بالإضافة إلى توقف المكاتب التنفيذية عن العمل. وأشار السلمي إلى أن الجميع في المديرية لمس من الدكام جديته في العمل وسعيه لمحاربة الفساد وهو ما جعله محل إجماع كل القوى السياسية في خدير.. منوهاً أنه لم يحدث أن اجتمعت القوى السياسية بمختلف توجهاتها ومشاربها في مديرية خدير كما اجتمعت والتفت حول مدير المديرية. وأشار السلمي إلى وجود شخصين من الهيئة الإدارية للمديرية متغيبين منذ أكثر من عام حيث تم تكليف محمد احمد عبد الله برئاسة لجنة التخطيط والتنمية المالية بدلاً عن عادل عبد الله حسن المروعي المتغيب منذ عام ونصف بسبب دراسته في المغرب, كما تم الرفع للمحافظ بشأن أمين عام المجلس المحلي بخدير منير عبد العليم الصلاحي, حيث أشار المحافظ إلى أنه سيتم الرفع لوزارة التخطيط لتمثيلها في الانتخابات لإكمال الهيئة الإدارية. رضوان سعيد القائم بإدارة مكتب التربية بالمديرية أشار إلى أن عدداً كبيراً من المدرسين ينظمون إضراباً جزئياً عن العمل احتجاجاً على بعض الأعمال والممارسات من قبل المتنفذين في المديرية، منها اقتحام المجمع الحكومي وقطع الطريق.. مشيراً إلى أن عددًا من المدرسين يطالبون منذ أربعة أعوام بإقالة مدير التربية والتعليم. نقيب المعلمين بالمديرية عبد السلام محمد غالب صالح أشار إلى أن المديرية تعاني منذ عشر سنوات من الفساد خاصة في قطاع التعليم, فقد تم إفراغ بعض المدارس من المدرسين كمدرسة علي بن أبي طالب ومدرسة شيفان السحي التي يوجد بها مدرس واحد بالإضافة إلى مدير المدرسة، مؤكداً أن أبناء مديرية خدير أصدروا بياناً اعتبروا فيه تلك الأحداث والممارسات غير القانونية والمتمثلة بقيام مدير مكتب التربية السابق ومجموعة وصفوها بأنها خارجة عن النظام والقانون بقطع طريق تعز – عدن وإقدامه على اقتحام المجمع الحكومي بقوة السلاح، محاولة بائسة تهدف لإعاقة قرارات المجلس المحلي في المديرية.. وأدان أبناء المديرية تلك التصرفات، وأعلنوا عن تأسيس ملتقى أبناء خدير والذي بدوره كلف بعض قياداته للقاء المحافظ ومطالبته بوقف من يحاول عرقلة قرارات المجلس المحلي في المديرية وإعطاء المديرية اهتماما خاصا بما يكفل حل مشاكلها ورفع الوصاية عنها والنهوض بها تنمويا وخدميا. عبد الرؤوف ناجي مدرس بمدرسة الفرقان بالناصرية قال: (خدير تحتاج إلى مبادرة خليجية ثانية لحل مشاكلها وعلى رأسها مشاكل التعليم وإقالة الفاسدين الذين ينهبون عباد الله) على حد قوله.