في أدق تعبير للعولمة, يتضح أنها إزالة للحدود, وسير العالم بنظام موحد, مع اشتداد التنافس لتحقيق الأهداف ونشر المعلومات. ويتمثل الفرد المستهلك جزءاً من واقع ٍ لا مفرَّ منه فقد طرأت التغيرات الكبيرة على الأفراد المستهلكين سواء كانوا من ذوي الدخل المحدود أم المرتفع , فكيفما كان مستوى الدخل كانت أنماط الاستهلاك, وتؤثر العولمة على فلسفة التعامل بالنسبة للمجتمع اليمني (غذاء, سفر, متعة, بناء, لباس). العولمة وتغيراتها المستمرة غير المرتبطة بمكان أو زمان أدت إلى ظهور عصر جديد ترتبط قواعده بالرغبة الشديدة للإبداع والعمل ولكن المتغير الذي يشكل حلقة ثلاثية مهمة ليتحقق الإبداع في العمل يكمن في سر الإشباع لرغبات وأذواق الأفراد مغطياً للنقص ومتكيفاً ً مع التعدد في الرغبات، فالاستهلاك الناتج عنه إشباع يتبعه عمل يعتبر بحد ذاته طاقة من الإبداع والعكس صحيح في حالة إذا ما كان هناك استهلاك غير مشبع وكافٍ للرغبات. وفي ظل الظروف المحيطة بالمجتمع اليمني معيشية كانت أم اقتصادية أم سياسية كلها تعتبر في النهاية مؤثراً تابعاً للعولمة بل مساهم حقيقي في هدم المجتمع وتحطيم لبناته الأساسية. في النهاية يجب مواجهة هذه الموجة القادمة من الغرب بسلاح ينتهج سياسة لتعميق الإيجابيات والحدّ من السلبيات ولابد من زرع ثقافة منتجة في اليمن تقضي على ما أورثته تيارات ثقافة الغرب من ترف واستهلاك بذخ وغير مرشد. والاستهلاك أيا ً كان لابد أن تمسكه قواعد وحدود تعمق الفهم وتزيد من الوعي المواجه للظاهرة ويجب الحفاظ على أنماط الحياة بشكل لا يتنصل عن هوياتنا وثقافاتنا الوطنية محققين الوفرة ومواجهين للتقليد الأعمى ونادراً – والنادر لا حكم له – ما تجد في المجتمع من لا يؤمن بهذه الأفكار. وفي مجتمعنا مازلنا بحاجة للعديد من التوصيات والتوجيهات لشبابنا ونسائنا وأهلنا في البلد الحبيب إذا أردنا فقط النهوض به ومن تلك التوصيات: • لا بد من مجهود كبير في السعي لتبني أنماط التغذية الصحية وعدم التكلف والترشيد في الإنفاق وشراء الملابس حسب الذوق بما يناسب بعيداً عن التقليد والتكلف وتأثيث المنازل بالبساطة والابتعاد عن التفاخر وقضاء ساعات القات المهدورة في الإنتاج وترك السلبيات الهدامة والبدء في تصحيحها لبناء يمننا الجديد ومواجهة عولمة الاستهلاك بالسياسات المناسبة ومن ذلك سياسة الاحتفاظ والإحلال وسياسة عولمة الإنتاج وغيرها ...الخ. • لابد من الاهتمام بالزراعة الوطنية لأن الخضروات والفواكه جزء مهم من تقاليدنا وأعرافنا وعاداتنا ومهمة لصحتنا وظروفنا وحياتنا وترك الاستيراد والبدء في التصدير والاكتفاء. الخلاصة: قاعدتنا هي: استهلاك, إشباع, عمل وإبداع.