تناولت وسائل الإعلام المختلفة خبر وجود وضبط باخرة في ميناء عدن وعلى متنها شحنة من الأسلحة (مسدسات) مخزنة داخل حاويات تحوي كراتين البسكويت، لغرض إفراغها في ميناء عدن.. هذا ما أثار قلق وخوف وتساؤلات المواطنين في محافظة عدن عن أسباب دخول هذه الكميات الكبيرة من السلاح إليها وما هو الهدف من ذلك. (الجمهورية) نزلت للميدان واستسقت آراء عدد من أبناء محافظة عدن حول هذا الموضوع وإليكم التفاصيل.. عملية غير إنسانية بداية لقاءاتنا كانت مع الأخ يعقوب سعيد حسين حيث قال: موضوع تهريب السلاح من دولة إلى أخرى هو(جريمة في حد ذاتها) لأنها عملية غير إنسانية ترتكب بحق دولة أخرى، وقد تساءل واستنكر هذا الفعل الجبان بقوله: كيف خرجت باخرة من الموانئ التركية محملة بالسلاح من دون أي علم للأمن التركي بمحتوى البضاعة التي في قلب الباخرة ودون أن يتم ضبطها أو احتجازها من قبلهم، وعلى حد علمي فتركيا ليست دولة تعاني من الانفلات الأمني.. وأما عن موقف دولة تركيا واعتذارها لليمن فأعتقد إنها قامت باللازم، كما أنها ستشكل لجنة لمعرفة ومحاسبة الجناة، لهذا نتمنى من السلطات الأمنية في اليمن أن تشدد وتتوخي الحذر في مراقبتها لمنافذ الدولة وذلك لان اليمن وخاصة (عدن) هي مطمع لكل دول العالم لما تتمتع به من موقع استراتيجي هام ومميز. إثارة الفتنة ومن جانبه قال الأخ أبو ليان: إن القصة وما فيها هو أن وصول الباخرة إلى ميناء عدن تم عن طريق شخص ما، والغرض من ذلك هو إثارة الفتنة داخل اليمن بشكل عام، ومدينة عدن بشكل خاص. وأضاف: أما بالنسبة لضبط شحنة الأسلحة فقد كانت إرادة الله فوق الجميع ومن ثم يأتي دور الجهات الأمنية في عملية منع واحتجاز هذه الشحنة من الدخول إلى عدن لهذا نتقدم بالشكر والتقدير لهم. بينما عبر الأخ محمد يحيى عن راية بقوله: إن هذه الكارثة التي لمسناها هو أنهم وجدوا أن عدن مازالت هي المرتع الوحيد للمتلاعبين والمتنفذين في البلاد، ولم يعلموا بأن الأمور قد بدأت في (الحزم والعزم والجزم)، وأضاف بأن هذه الخطوة تعتبر مبشرة بخير أن تمسك مثل هذه العمليات والصفقات القذرة. وأضاف: كم من عملية أو صفقة قذرة دخلت البلاد وانتشرت في أوساط الشعب اليمني ولم يعلم عنها شيء، لهذا نقول بان البلاد متوجهة توجه خير وتسير في الطريق الصحيح وان(ضعاف النفوس) سيبدأ تدهورهم في هذه الخطوة العظيمة وهي القبض على مثل هذه الشحنات غير المصرح بها قانونياً، لهذا نشكر الجهات الأمنية في ميناء عدن على صحوتهم وخوفهم على أمن واستقرار البلاد. إزهاق الأرواح بينما كان رأي الأخ أحمد جميل احمد هو: أنا ضد عملية تهريب السلاح لليمن بشكل عام، وذلك لما يحمله من ضرر على أمن واستقرار البلاد، وكذا ضرر على الشباب والمواطنين من خلال إزهاق الأرواح البريئة وإزعاج السكينة العامة لهم، لهذا ننصح بالتشديد الرقابي على مثل هذه البضائع المخالفة للشريعة والقانون. عمل جبار عدن مستهدفة الأخ أبو اوسان حيث قال: أولاً نتقدم بالشكر للجهات الأمنية في ميناء عدن لما قاموا به من عمل جبار في كشف وإفشال المخطط الرهيب الذي كان داخلا للبلاد وكان سيقودها إلى ما لا تحمد عقباه فشكراً لهم. وأضاف: طبعاً بالنسبة لهذه العملية فهي مدبرة ومخطط لها وأكيد هناك ناس ورائها حيث لا يعقل أن تخرج الباخرة من ميناء تركيا وتمر على أكثر من دولة (مرور الكرام) ومن ثم تصل إلى ميناء عدن من غير ما يتم فحصها لمعرفة ما بداخلها، علماً بأن وزن (البسكويت) لا يعادل وزن (السلاح)، ومدينة عدن هي أكثر المدن اليمنية مستهدفة داخلياً وخارجياً لموقعها الاستراتيجي الهام، وكان هذا محاولة منهم لإثارة الشغب وإشعال نار الفتنة والكراهية بداخلها، لا يعني أنها بريئة ومن جانبه قال الأخ هيثم العفيفي: قضية تهريب السلاح أو الأدوية و....الخ، والمتاجرة فيها كلها قضايا تضر بالبشرية والعالم ككل، فإنشاء مشروع اقتصادي غير محسوب لاقتصاد الدولة، وكذا القيام بنشاطات غير مشروعة كل هذا قد يكون لغرض مصلحة معينة منها أولاً كسب المال السريع وثانياً لقيادة البلاد إلى عمليات تخريبية مدمرة. ثغرات ومنافذ أما الأخ معاذ محمد قال: أنا ضد حمل السلاح في المدن بشكل عام حيث نفضل أن تكون البلاد مدنية، لكن مع الأوضاع الحالية للبلاد والانفلات الأمني فيها هذا يفتح ثغرات ومنافذ كثيرة لضعاف النفوس من اجل العبث في أمن واستقرار هذا الوطن، لهذا إذا كان هذا السلاح موجها لخدمة قضية معينة فما هي هذه القضية؟! أما إذا كان الغرض من توزيعه هو خدمة فئة معينة في البلاد وذلك لإثارة الشغب وإشعال نار الفتنة فهذا موضوع آخر. فيما قال الأخ وليد الحكيمي مسؤول قسم التدريب والمعلومات في مركز التوعية البيئية بعدن: كنا نعتقد بأن الوضع بعد الثورة هو وضع آمن وأكثر استقرار، كما كنا نتوقع بأن الحاويات التي ستأتي ستكون محملة بالمواد الغذائية أو الطبية أو لوازم للأطفال، وذلك لحاجتنا إلى أشياء كثيرة انحرمنا منها طوال فترة الانقطاعات والأزمات التي مرينا بها، لا أن تكون أدوات لقتل الشعب. وأضاف: على حد علمي بأن العامل الذي اكتشف هذه الحمولة كان يعتقد بأنها (مسدسات لألعاب الأطفال) ولكن بعد التدقيق فيها لاحظ بأنها (مسدسات حقيقية) وممكن أن تسبب مشاكل كثيرة واستطرد قائلاً بأن هذه الأسلحة لا تستخدم إلا للقيام بعمليات الاغتيالات الشخصية، هذا ما وضع أمامنا العديد من التساؤلات المحيرة، ومنها: لمصلحة من دخلت هذه الشحنة؟ وعلى من كانت ستوزع؟ ومن الذي سيستخدمها، وضد من؟!. تعني أبناء عدن وفي نهاية جولتنا الاستطلاعية كانت مع الأخ وليد نعمان مسؤول إعلامي في مركز التوعية البيئية بعدن حيث قال: إن قضية الباخرة التركية لا تعني مركز التوعية ولا أي موظف في اليمن، بل تعني أبناء مدينة عدن بشكل عام وقياداتها بشكل خاص؛ لأنها تتحمل المسؤولية الكاملة اتجاه هذه الفوضى التي تحدث من قبل تجار السلاح، مضيفاً بأن عدن عرفت بالأمن والأمان والاستقرار ونبذ كل أنواع وأشكال العنف؛ لهذا فإن باخرة الأسلحة أضافت نوع جديد من أنواع الفوضى والقلق الأمني في المحافظة.. وقال: لهذا أضم صوتي لكل من يحترم الصحفي ويحترم الرأي الآخر أن يتيحوا لوسائل الإعلام المختلفة سواء كانت (حكومية أو خاصة حزبية أو أهلية) بأن يوضحوا للمواطن أسباب مجيء هذه الباخرة والدوافع التي دفعتها لهذا العمل الخطير.