بين الأطفال من أبناء أخوالهم في منزل والد أمهم تركهم لمدة قصيرة جداً بالنسبة إليه لم تتعد نصف شهر مرت عليه خفيفة وعليهم كسنين .. لم يكن يدرك فعل غيبته عنهم.. ابنته ذات السبع سنين وجدها غائرة العينين نحيلة الجسد خفيفة الوزن .. يسأل هل هي مريضة .. تقول له أمها : لا! ماذا حل بها إذاً؟ ... إنه سفرك يارجل ....تقول أمها؟ ابنه ذو السنوات الثلاث يعاني في الأصل من سوء تغذية بسبب طباعه في الأكل وعجز والديه في تدبير أمره والالتقاء على طريقة لجعله يأكل .. وجده طريح الفراش .. يتحرك من جنب إلى جنب بعد أن غادره يملأ البيت ضجيجاً وضوضاء . يا إلهي .. تسارعت دقات قلبه المفعم بحبهم يقبلهم ويضع رأسيهما في حضنه.. عيناه تدمعان .. لايريدهما أن يشاهدانه يبكي .. يذهب مسرعاً إلى الحمام يمسح دموعه ويخفف وطأة البكاء. يحدث نفسه.. يا إلهي ما الذي فعلته بهما هل السبب أنا أم هما .. أعرف أن ليس لأمهما أي دخل في ذلك .. فقد تعودا أن أشاركهما طفولتهما بكل ضجيجها عكس والدتهما . أحملهما على ظهري وأمشي كالحصان , أعلقهما برجليهما كل ما استيقظا من نومهما .. ألعب معهما الكرة صباحاً في الشارع لا يأكلان إلا بوجودي .. لا ينامان إلا بجانبي . تفاجئه ابنته عندما قال لها أحبك يا ابنتي!! .. بقولها : لقد مرت أيام منذ سمعتها منك يا أبي ..يقول لها .. أمك أيضاً تحبكم .. فتجيبه إن الحب الذي نشعر به يكون ناقصاً في غيابك . كيف لقلبها الصغير أن يعرف حجم حب الوالدين الذي لا يضاهيه حب آخر.. إذاً فُقد أو انعدم. يتنهد .. هذا بعض ما حدث لي .. هل سيتكرر ؟ الله وحده يعلم!!