يقال “حينما تثق في نفسك وتؤمن بقدرات من ترغب في تمكينهم فإنك تكون جاهزا لعملية التمكين” التمكين.. هو المشاركة في الملكية والثقة وإطلاق طاقات الموظفين لتقديم أفضل ما لديهم، بحسب تعريف “ناصر العديلي” أعزائي القراء الأفاضل.. يمكن تعريف التمكين من منطلق المفهوم الإداري الحديث على أنه “فلسفة إعطاء مزيد من المسئوليات وسلطة اتخاذ القرار بدرجة أكبر للأفراد في المستويات الدنيا” وهي كذلك تعتبر الوسيلة التي تمكن الآخرين من الارتقاء بمستواهم الشخصي والوظيفي. ويعد التمكين مصطلحا حديثا يستخدم في نماذج الإدارة الحديثة ويعني استثمار قدرات ومواهب الآخرين ومشاركتهم في ملكية الوظيفة وإشعارهم بأهميتهم لإثراء العمل الوظيفي. وفي حقيقة الأمر أن الارتقاء الوظيفي يتطلب عدم انفصال المهام كثيرا عن السلطات والتي تختلف كثيرا عن التنازل عن بعض الممتلكات الشخصية.. فمثلا إذا تنازلت عن سيارتك للآخرين تفقد بذلك وسيلتك للانتقال, ولكن إذا تنازلت عن بعض سلطاتك للآخرين فإنك بذلك تقويهم دون أن تضعف نفسك.. وعليه نتفق جميعا بأن التمكين هو أحد مظاهر (المكسب للجميع) ويشبه تفويض السلطات إلى حد كبير، وتبادل المعلومات، فإذا أعطيت بعضاً من معلوماتك للآخرين.. فلن تخسر شيئاً، ولكن يكتسب الآخرون معرفة وقوة وينعكس هذا المكسب عليك وعلى المؤسسة التي تحتضن عملية التمكين. فالتمكين ظاهرة طبيعية قد تنمو مع الإنسان دون أن يدركها، وهي كذلك ضرورة حياتية لابد أن يدركها كل مسئول في عمله تجاه موظفيه؛ لأن كل إنسان يمتلك قدرات كامنة ومتميزة تستحق التقدير والرعاية والدعم. ولابد أن ندرك أن تمكين الآخرين هو الطريق الأمثل لتعظيم الجهود الإنسانية وحسن استغلال الثروات البشرية عن طريق التمكين من كل ما يجعلها ترتفع بأدائها إلى حدود قدراتها. إن التمكين لا يعني فقط منح الطاقة للعاملين، بل تحرير هذه الطاقة؛ إذ إنهم يمتلكونها مسبقا، ويمتلك العاملون الطاقة من خلال معرفتهم وتحفيزهم، والتمكين هو عبارة عن عملية تعمل على تحرير هذه الطاقة. واعلموا أن كلمة التمكين وردت بمشتقاتها ومفرداتها في القرآن الكريم وتحديدا في الآية (56) من سورة يوسف لقوله تعالى: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ فيها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين..) صدق الله العظيم فالتمكين يوضح كيفية تبني المسؤولية والثقة، وهناك مفاتيح ثلاثة جوهرية للاستفادة من التمكين في المنشآت الكبيرة والصغيرة: 1 مشاطرة المعلومات مع كل فرد. 2 خلق الاستقلال الذاتي عبر القيود. 3 استبدال التسلسل الوظيفي الهرمي القديم بالفرق المدارة ذاتيا. المراجع المستفاد منها: التحديات الإدارية وإعداد قيادات المستقبل للدكتور يحيى عبدالحميد إبراهيم الإطار المفاهيمي القياسي لإستراتيجية التمكين والتنمية الإنسانية للدكتور عبدالسلام بشير الدويبي