يقول: تشارلز شواب (إنني أعتبر قدرتي على إثارة الحماس بين الناس أعظم رصيد أمتلكه وأفضل طريقة لإخراج أفضل ما في الرجال تكون بتقديرهم وتشجيعهم). لا يوجد قائد في الخلف.. من يريد أن يلهم موظفيه فعليه أن يكون أمامهم.. هو أول من يحضر.. وأول من يبادر.. وأول من يبدع.. تغريدات محمد بن راشد آل مكتوم – حاكم دبي. لا شك أن حديث التحفيز والتقدير في حياتنا الإدارية والإنتاجية المعاصرة حديث يطول ولا يمكننا أن نوفيه حقه في هذه السطور، اللهم إلا من باب الذكر المجمل، والحديث المختصر، والوقوف على الأهم منه في حياتنا الإدارية والعملية. من المؤكد أننا كبشر لسنا نشبه الآلات في شيء ولنا طبيعة خاصة ولا نعمل بالضغط على زرارات معينة، بل نحن (بشر) مجموعة من الأحاسيس والمشاعر، والعمل لابد أن يرتبط بتلك المشاعر ولذا فحسن أداء العمل أو سوءه يرتبط بمشاعر العاملين نحو ذلك العمل، وهذا ما يدركه المدير الناجح ويسعى إلى تلبيته من خلال تعامله مع أفراد فريق عمله وموظفيه لإخراج أفضل ما لديهم نحو العمل المنوط بهم عن طريق ذلك التحفيز. ولنقف قليلا عند قصة أحد رواد الأعمال الناجحين عندما عزم البدء في مشروعه التجاري رأى أنه في حاجة إلى توظيف عمال مهرة.. وعندما علم أن المهرة المتميزين يطلبون مرتبات عالية لا يستطيع دفعها, فكر في طريقة يستطيع من خلالها تقليل الأعباء المالية المطلوبة لبدء المشروع بعد تفكير, قرر رائد الأعمال هذا أن يُوظِّف عمالا من ذوي المهارات المتواضعة ومن ثم تحفيزهم على الأداء وتطويرهم ليُصبحوا مهرة في عملهم .. فقام صاحب المشروع هذا باختيار الموظفين وكانت مرتباتهم أقل بكثير من مُرتبات غيرهم من المعروفين بمهاراتهم العالية وبهذه الطريقة استطاع رائد الأعمال تحقيق مستويات أداء رائعة بحيث أصبحت شركته الأفضل على مستوى بلده. تُرى كيف استطاع رائد الأعمال هذا تحفيز موظفيه بحيث حققوا هذا التفوق على من كانوا أمهر منهم وأكثر رواتب؟ سؤال وجيه للمعنيين!! المُتأمل في سلوك كثير من الرؤساء في مُنظماتنا اليوم يلاحظ أنهم يتوقعون من الموظفين الكمال، وأنه يجب أن يكونوا صورة طبق الأصل منهم؛ ولأن هذا من المُستحيلات فإنك تجد هؤلاء الرؤساء إما أن يقوموا بكل عمل بأنفسهم وإما أن يتدخلوا في أعمال موظفيهم حتى المُتخصصين في مجالات لا يفهمونها هم؟ فكل ما يقوم به هؤلاء الرؤساء هو التقليل من شأن موظفيهم ووصفهم بأنهم عديمو الفائدة وتصيد عثراتهم!! في الواقع أن فشل الرئيس في التعامل مع موظفيه بشكل يُحفزهم ويرفع من أدائهم هو السبب الرئيس في ضياع هذا الكم الهائل من الطاقات البشرية التي تفتقر إلى القياديين الأكفاء لاستثمار قدراتهم!! والسؤال الأخير هنا: هل ستُولي مُنظماتنا اهتماماً بعناصرها البشرية وتعمل على تأهيل قياديين لمواردها البشرية وتعزيز عنصر الإبداع فيها لتوفير ميزات تنافسية لها ترفع إنتاجيتها أو سيستمر الحال كما هو ليشعر الموظف بأنه يُدفع دفعاً للوصول إلى مقر عمله ويعدّ الأيام للوصول إلى سن التقاعد أو إتمام ال 25 سنة في التأمينات الاجتماعية كي يمكنه أن يضمن دخلا شهريا يكفيه الحاجة ليستقيل من عمله ويضع حداً للاستعباد الذي تُمارسه جهة عمله له؟ المراجع: فن القيادة - وليام أ. كوهين عدة المدير الناجح - روبرت كريتيندورن [email protected]