أكد الأخ شوقي أحمد هائل – محافظ محافظة تعز، رئيس المجلس المحلي - أن عملية التغيير وبناء الدولة المدنية لن تتأتى إلا مرحلياً، ولن تكون دفعة واحدة؛ فالتراكمات الموجودة بالغة التنوع والعمق والخطورة، والفساد المستشري في كافة مفاصل الدولة لن يتم اقتلاعه بسهولة، والأشد من ذلك الثقافة المجتمعية تتجذر فيها السلوكيات والممارسات السلبية ذات الأبعاد الخطيرة، وأصبح العنف والاحتراب بديلاً عن الحوار. جاء ذلك في كلمته الافتتاحية التي ألقاها في المؤتمر الصحفي الذي عقد بديوان عام المحافظة أمس الإثنين؛ تدشيناً لفعاليات مؤتمر الحوار المحلي الذي سينطلق في تعز اليوم على قاعة المركز الثقافي. وأضاف المحافظ شوقي القول: ولا يخفى على أحد تبعيات الطائفية والمذهبية والمناطقية والحزبية والعصبوية التي أفضت إلى المنازعات والضغوطات السياسية التي أثرت على الاقتصاد وشكلت معاناة مستمرة للمواطن البسيط الذي لم يعد قادراً على تحمل المزيد من الانحدار الاقتصادي. وقال شوقي هائل: إننا أمام مسؤولية ومهمة تاريخية لا تحتمل النزاع وتقع على أكتافنا مسؤولية تاريخية أمام الأجيال المتعاقبة لنسلم لهم وطناً آمناً مستقراً ونحدث لهم نهضة تنموية واقتصادية تليق بمكانة وحضارة اليمن. ودعا المحافظ الجميع إلى الإسهام الفاعل في انتفاضة من نوع آخر ضد الفُرقة، وإشاعة ثقافة السلام.. مؤكداً أنها تأتي في سلم الأولويات حقناً للدماء ومنعاً لاتساع رقعة الصراعات، وتفويت الفرصة على من ساءت نياتهم تجاه الوطن، وأشار إلى أنه منذ قرابة عام إلى الآن منذ توليه قيادة المحافظة ونحن ننتقل من صراع لآخر. وقال: لقد شهدنا في هذه المحافظة أحراراً وحرائر لاهمّ لهم سوى الوطن ولا انتماء لهم سوى للوطن، وهؤلاء هم من نراهن عليهم في بناء اليمن الجديد. وأضاف: وبالنظر إلى تراكم مجموعة واسعة من المشاكل السياسية والأمنية والاقتصادية وما نشهده من تهريب للأسلحة وخطط خفية لتدمير هذا البلد يحتم علينا جميعاً أن نضع الحوار في الصدارة، ونشيع بيننا قيم التكامل والتضامن، فلن تنهض اليمن إلا إذا اجتمعت كافة القوى حول رؤية واحدة مشتركة تضع اليمن أولاً، وتضع المواطن البسيط المنهك نصب الأعين، ويجب أن لا ننسى أن ثورة التغيير قامت من أجل هذا المواطن في الأول والأخير.. وأشار إلى المسؤولية الهامة التي تقع على الكيان الإعلامي لتعزيز الدور التنويري بحيادية تامة تنحاز للوطن بعيداً عن المناكفات والمكايدات والصدامات التي نجدها منتشرة، تبعد الناس عن الحقائق وتشكل ضبابية في الرأي العام، وتهدم بذلك أواصر الترابط.. داعياً في سياق كلمته منظمات المجتمع المدني - التي تشكل بعداً اجتماعياً وسياسياً هاماً، حسب قوله، وتعتبر محافظة تعز رائدة في هذا المجال المدني والنقابي والحقوقي - إلى تفعيل دورهم بما يتوافق مع الأولويات الوطنية من خلال التثقيف المجتمعي وتوعية الأفراد بدورهم وتدعيم ثقافة الحوار والنقد البناء؛ فالوطن بأمس الحاجة الآن لتناغم وتوافق أبنائه.. ودعا كذلك الأمانة العامة للحوار أن تلتفت لمطالب أبناء تعز وإدراج رؤاهم بجدية وإشراك أبناء تعز بفاعلية، وإدراج قضايا الفئات والمكونات الشبابية وفئة المهمشين وذوي الاحتياجات الخاصة وتمثيل قضايا المرأة باهتمام جاد، ودعا كذلك حكومة الوفاق إلى التفاعل مع قضايا تعز العاجلة وإيلاء المحافظة أولوية لما تعانيه من معاناة في شحة المياه والبطالة وعدم تكافؤ الفرص والقصور في المشاريع الإنمائية والخدمية ومشاريع البني التحتية. كما كشف المحافظ أن تعز شهدت تغييرات كثيرة وأن هناك قرارات لا يمكن أن تتخذ مركزياً كموضوع جامعة تعز، والتي لم تكن في عهده بل هي قديمة، وأنها أخذت بعداً سياسياً انسحبت نتائجه وآثاره على الطلاب الذين هم الضحية للصراعات السياسية في جامعة تعز. وتطرق إلى معاناة الصيادين في المخا من التدخلات الاريترية واعتداءاتهم، مطالباً وزارة الدفاع أن تقوم بواجبها في حماية المياه اليمنية من تلك الانتهاكات. شاكراً في ختام كلمته الرئيس عبدربه منصور هادي لدعمه توجهات قيادة المحافظة، داعياً دولة رئيس الوزراء إلى وضع معالجات عاجلة لمطالب أبناء وبنات جامعة تعز، وما حلّ بهم من نكبة جراء إهمال قضيتهم التي دعت إليها المحافظة كثيراً وزارة التعليم العالي لحلها وعدم تحميل الطلاب تبعات الصراعات الداخلية. وكان الدكتور عبدالله الذيفاني بدأ المؤتمر بقراءة بيان توضيح حول التجهيزات التي تقوم بها لجنة تسيير مؤتمر الحوار المحلي، شارحاً كثيراً من النقاط التي تتضمنها عملها لأكثر من أربعة أشهر.. مشيراً إلى أن القضايا التي سيناقشها المؤتمر هي قضايا تتعلق بتعز، داعياً الجميع إلى التفاعل وإثراء المحاور التي ستكون محط النقاش مزيداً من الإضافات والرؤى والأفكار. وأكد الذيفاني في رده على الأسئلة التي طرحت عليه أن المشاركين في مؤتمر الحوار المحلي لم يتدخل في اختيارهم المحافظ، ولم يكن هناك فرض من أحد على اللجنة، وهم يمثلون كافة القوى والمنظمات المدنية والشباب، وأنهم لن يقصوا أحداً، وأن المشاركة في المؤتمر يمكن أن تكون حتى بالفكرة. بعد ذلك فتح باب الأسئلة من ممثلي وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية الذين حضروا المؤتمر.