منذ شهر ونصف تقريباً كان ع. الرباص خمسون عاماً، قد تم إسعافه ونقله إلى مشفى الثورة بتعز، إثر تعرضه لطلقة نارية نفذت من رقبته واستقرت بكتفه الأيسر، أحدثت له شللا نصفيا، نتيجة لخلاف كان قد نشب بين أشخاص خارجين عن النظام والقانون، في منطقة الباب الكبير حينذاك، جسد الخلاف بإطلاق النار من سلاح ناري كان يستخدمه أحدهم بطريقة عشوائية في وضح النهار مما أدى إلى إصابة المجني عليه أثناء سيره في الشارع، ومنذ أيام قلائل معدودات عمل مشفى الثورة على لفظه إلى الشارع بذريعة أنه يحمل فيروس الإيدز. هذا ما جاء على ألسنة الكثير من الناس وعلى لسان المجني عليه، بعد ما استنجد بنا لكي نعمل على مساعدته في النهوض حيث وهو طريح الفراش يعاني من مرض الشلل النصفي، ولا يقوى على الحراك، وأثناء مرورنا بالقرب منه جوار مسجد العيسائي وسط المدينة، حينها تبادلنا معه أطراف الحديث عن حالته، وتجسيداً للإنسانية قمنا بدورنا للتأكد من صحة ما سمعناه، وما جاء على لسانه من عدمه، فاتجهنا بعد ذلك إلى أحد المشافي واصطحبنا معنا أحد الممرضين، وتم سحب عينة من الدم لفحصه، فتبين من خلال نتيجة الفحص بأن المسكين بالفعل يحمل في دمه فيروس الإيدز. والغرابة هنا، وكما علمنا من أشخاص يعملون بمشفى الثورة، أنه سبق أن تواصل أحد الأطباء مع الدكتور سعيد سفيان كونه المنسق مع الأممالمتحدة في رصد حالات فيروس الإيدز في المحافظة، فاستجاب الدكتور مجرياً فحص الدم للمريض فكانت النتيجة بوجود الفيروس، ولكنه لم يأبه بذلك وكأن الأمر لايهمه، بل ساعد على إخراج المريض للشارع، مع أن التحفظ على مثل هكذا حالات تعد من أوائل اهتماماته وحرصه. برغم أن العديد من دول العالم تصب جل اهتماماتها عند وجود حالات مماثلة فتعمل على عزلها بعيداً عن أفراد المجتمع وكي لا تنتشر عدوى الفيروس بين الناس وحفاظاً على سلامة الآخرين من انتقال هذا المرض. والسؤال هنا: هل سيظل حال هذا الغلبان طريح الفراش يعاني الأمرين، أم ستعمل الجهات المعنية وذات العلاقة على مساعدته والاهتمام به وعزله!؟ فهو أولاً وأخيراً إنسان وبحاجة إلى من يأخذ بيده!!