عبدالله محمد حسين أبكر، طفل لم يبلغ ربيعه ال 14يدرس في الصف التاسع بمدرسة الشعب (ذوباب) استطاع رغم سنه الصغير أن يقود منظمة دولية، وأقرانة الطلاب والمجتمع المحلي لخلق ساحل خال من الأوبئة ويكون نظيفاً. عندما تتحدث إليه تجده يحمل وعياً يسبق سنه، ومواطناً يحب وطنه حتى النخاع، ويزعجه تشويه الطبيعة وتلويث السواحل، التي تعتبر مصدراً للجذب السياحي الداخلي والخارجي. أبكر كان يرى ساحل مديريته تملؤه القمامة والأوبئة، فكان يتألم من هذا المنظر المشوه للساحل، ففكر مراراً بكيفية التخلص من هذه النفايات، لكنه يعرف أن شحة الإمكانات لا تساعد المسئولين للتخلص من المخلفات. أبكر سمع من معلمه حكيم محمد محاضرة عن النظافة الشخصية وأهمية نظافة المنزل والحي ضمن حملة التوعية، التي نظمتها منظمة مرسي كور العالمية، واستهدفت فيها المعلمين وغيرهم، وما إن انتهت المحاضرة، أطلق أبكر فكرة مشروع تنظيف ساحل مركز مديرية ذوباب، خاصة أن التشوهات طغت على جماليات الساحل وبدأت تغير من ملامح الساحل العليل. فريق حملة التوعية (باسم أنور سلام، محمد عبدالله، فادي أحمد، عبدالرحمن أحمد) فور تلقيهم لفكرة الطالب نقلوها إلى مدير المنظمة والمشروع، الأمر الذي جعل قيادة المنظمة تضع دراسة لتنفيذ مشروع نظافة الساحل. الطفل أبكر استطاع ببراعته أن يتغلغل في كيان أبناء منطقته، بل ويؤثر على سلوكهم، ورغم نجاح فكرته مازال المشوار أمامه طويلاً، ومستقبلة مبشراً بالخير، فيفترض الاهتمام به وبهذه الشريحة من الأطفال الموهوبين. فالعناية بالطفل وبكل ما يزيد من ذكائه واجب من أجل خلق جيل، يخدم وطنه ويعمل على تطوره وازدهاره، والتطرق لمواضيع تحمل قيماً عليا، تغرس في نفوسهم معاني ذات قيمة، والاستفادة منهم. أبكر قال: للعمل الطوعي أهمية ويجب علينا أن نكون يداً واحدة في المساعدة والمشاركة الفاعلة في الأعمال، التي تساهم في تقديم العون لأي شخص، والمشاركة في العمل التطوعي الذي سيعكس مدى التعاون والتآزر بين أبناء المنطقة والبلد الواحد.