أثبت مدرب بايرن ميونيخ الألماني يوب هاينكيس صحة رؤيته الفنية لمباراة فريقه مع برشلونة الإسباني عندما قاد “البافاري” لتحقيق فوز تاريخي برباعية نظيفة من دون الحاجة إلى معلومات من “ابن كاتالونيا” بيب غوارديولا الذي يستعد لاستلام دفة القيادة الفنية للنادي البافاري بدلاً منه اعتباراً من الموسم المقبل!وكانت وسائل الإعلام الأوروبية استفزت “العجوز الألماني” بحديث مطول حول إمكانية لجوءه إلى المدرب السابق لبرشلونة للاستفادة منه قبل وضع خطة اللعب التي سيواجه بها البارسا، ولكن هاينكيس أبدى امتعاضه مما تردد، وشدد على أنه ليس بحاجة إلى غوارديولا، لكونه على علم بتطورات الكرة الإسبانية وباستطاعته الفوز دون نصائحه، وهو الأمر الذي ربما كان كلمة السر في استخراج المدرب لكل طاقاته الفكرية مع الفريق أمام برشلونة. واعتبر هاينكيس لقاء برشلونة تحدٍ خاص يكتشف فيه قدرته على التعامل مع مباراة “فوق السحاب”، ونجح في تشكيل الخلطة السحرية التي تسببت في إهانة كرامة الفريق الكاتالوني برباعية لم يتوقعها أشد المتفائلين في النادي الألماني خصوصاً مع اكتمال القوة الضاربة للبارسا إثر مشاركة الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي! ووضع هاينكيس (68 عاما) عصارة خبرته الفنية أمام خصمه تيتو فيلانوفا وفرض أسلوب اللعب البافاري على الكاتالوني، وكسب الرهان بفضل القراءة الموزونة لأحداث المباراة، وبدا ذلك جلياً في الطريقة المتزنة التي انتهجها دفاعاً وهجوماً مروراً بالتعليمات التكتيكية خلال اللقاء وانتهاء بتبديلاته الواقعية “الهجومية”. وبدا في تفاصيل المجريات أن تعليمات واضحة من هاينكيس للاعبيه ارتكزت على ضرورة الضغط على لاعب برشلونة المستحوذ على الكرة، وحجب صانعي ألعاب الخصم اندريس انييستا وتشافي هيرنانديز عن المهاجم الفذ ميسي من خلال بناء ترسانة دفاعية منظمة في وسط الملعب تجبر الخصم على الاستحواذ السلبي للكرة فيما تمنحه فرصاً للانقضاض وقطع الكرات قبل وصولها إلى صندوق الحارس نوير. وفي الناحية الهجومية، وضع هاينكيس خطة اقتحام لملعب خصمه معتمداً على أربع مفاتيح لعب تشكلت من الهولندي آريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري والألمانيين شفاينشتايغر وتوماس مولر الذين أسهموا في في تقييد حركة وسط برشلونة، فيما تكفلوا مع الظهيرين فيليب لام وألابا بحصول الفريق على أكبر قدر ممكن من الكرات الركنية والثابتة على الجناحين. وبالفعل تدفقت الركنيات وأصبح بايرن أكثر فاعلية هجومياً، واندفع طوال القمة من الخط الخلفي للأمامي بقيادة البرازيلي دانتي بونفيم للمشاركة في الرأسيات ما أسفر عن تسجيل هدفين بالسيناريو نفسه .. ولم يكتف الداهية الألماني بالهدفين وأصر على مواصلة الهجوم وعدم السقوط في أخطاء الفرق الأخرى التي كانت كلما سجلت في برشلونة تجدها تتراجع للدفاع عن الهدف، إذ مضى في تعليماته للاعبيه بضرورة المد الهجومي نحو مرمى فيكتور فالديز ورفع الغلة التهديفية من أجل اللعب في جولة الإياب على ملعب “كامب نو” بكل أريحية وتحقق ذلك بهدفين آخرين وبالتوقيت المناسب. وبعد مباراة ستبقى خالدة في أذهان عشاق البافاري، سيكون بإمكان هاينكيس أن يودع “اليانز ارينا” بأفضل طريقة ممكنة إذ بات قريباً من تحقيق إنجاز تاريخي بإضافة كأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا إلى لقب “البونسليغا”.. فكم سيكون الحمل ثقيلاً على غوارديولا في الموسم المقبل!.
