هذا الحزن.. امتدادٌ لامرأة سمراءْ .. وهذا الوطن.. انتهاءٌ لآخر فَقْدٍ قررت ان أمُر عليه.. وانا .. بداية فوضى في قلوب الكثيرات.. ما يقلقني.. أني لا أتسع لكل هذا الكم من الحزن.. وما يوجعني.. اني حزينٌ.. بدون قصائدَ وبنصف ذاكرة.. لِحلمٍ مرّ كفكرة البقاء وحيدا.. ارفع قبعتي.. ولطيف.. أقنعني أني لست وحيدا.. ارفع ظل امرأة تتكاثر في دمي.. ولامرأة تتكاثر في دمي.. سأبكي.. ولأبكي.. احتاج الى الكثيرِ الكثيرِ من الحزن.. يحدث ان اتذكر كل شيء.. يحدث أن انسى كل شيء.. مالا يحدث .. هو ان اتذكر اني نسيت كل شيء.. وان انسى .. اني تذكرت كل شيء.. وحين كانت امرأة كل شيء لشاعر ..لايملك حتى حذاءً يستر بها ما تقاطر من قدمه .. كان الوقت قد بِيْع .. والزمن توقف.. وغريبٌ من بلد لايعرفه..ابتلع صوتَه.. تخيلوا معي وغريب يبلع صوت هذا الشاعر.. يا ترى .. لكم تتسع حنجرته من حروف النداء.. انا لا أريد ان اتحدث عن ذئاب الحي.. ولا اريد ان اصطحبكم معي الى الغابة.. ولا إلى الأماكن المعتمة ..التي تكتظ بالكثير من المتسولين.. المفقودين..العاشقين..البؤساء وعابري السبيل.. ولا اريد ان اقفز بكم مرة واحدة ..من عالم فيه كل هذا القبح.. الى عالم تختصره اصابعي.. لأني حينها سأحاول ان اكون حذرا جدا .. في اختيار الكلمات المنمقة.. حتى لايستيقظ غول الغابة.. الغابة التي دفنت فيها حزني.. فأعشبت خلفه قبائل من الندم.. انني اتذكر جيدا.. كيف كان وجه آخر الاطفال الذين قابلتهم في وجه امرأة تكبرني عمرا.. اتذكره جيدا.. لدرجة انني ما زلت احتفظ بصوته على جلدي... هذا الطفل تساقط من وجهها..دفعات دفعات.. حاولت ان ألملمه في منديل ابيض . أعدته الى بنطالي.. وودت لو أبوح لها بأن هوايتي المفضلة.. ان احتفظ بدموع النساء في خزانتي التي تعاني من سطوة الفرح.. يحدث ان تكون امرأة سمراء.. امتداد لهذا الحزن.. امتداد لي.. وانتهاء لرجل .. من الملح والجبن والخمر والعصافير والندم.. يحدث ان انتهي من حديثي.. دون ان استطيع اخباركم .. بأن هذا النباح الذي بداخلي.. هو ارتطام انثى من السماء .. بالحزن الذي تراكم في اعماق اعماقي. أنا لاشيء .. سوى شاعر حين تحاصره امرأة بهداياها يرتجف ويبقى صامتا ويهرب.. لاشيء.. سوى شاعر يقنعه الله كل يوم بأنه ليس وحيدا .. وما زال يبكي ويكتب القصائد لاشيء.. سوى شاعر يحاول ان يلتصق بخرافة هذا العدم أو الندم..