الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أتمنى أن يتحول الشاعر إلى ضمير الأمة
الشاعر السعودي رشدي إبراهيم الغدير الدوسري :
نشر في الجمهورية يوم 29 - 04 - 2010


اكتشفت أنني رجل لا يصلح للحب ولا يعرف كيف يحب
عشق التمرد في حياته -وربما منذ نعومة أظافره كمايتضح لي من خلال الحديث معه-كما يعشق الجنون بشراسة حتى صدق نفسه انه مجنون رغم انه من عقلاء العالم..!!لماذا عشق الجنون..؟ربما لأنه شاعر يكتسح عالم الشعر بجنون ولأن الشاعر الحقيقي يقال عنه مجنون لأنه يختلف عن البشر في كل خطواته ...فأحاسيسة غير أحاسيس الآخرين وكلماته تختلف في فنها وصياغتها ..والإبحار في البلاغة وهكذا ..!!كما لاننسى تلك العبارة التي لم تأت من فراغ والزاعمة أن الجنون فنون فقدآمنت بها حين شعرت بمفعولها لدى صديقي الغالي الذي يغرف الإبداع من بحر واسع...الشاعر رشدي الدوسري والى نص الحوار:
بأمكانك ان تعرف الجمهور بنفسك وبطريقتك الخاصة...فنحن في شوق الى ذلك..؟
- حسناً لعلك تتفق معي أن مسألة حديث الشاعر عن نفسه تبدو صعبة الى حد ما أعتقد أنه يتوجب علي الخروج من ذاتي والوقوف الى جانبي ليتسنى لي التحدث عني اشاهد نفسي من نافذة مفتوحة على كون لا يحده حد، تطل ذاهلاً الى نفسك تكاد تلمس المعجز و هو يمر أمام أهدابك دون أن تكلف نفسك عناء فهمه هل أتحدث عن رغبتي الدائمة في الهروب من اسمي والدهشة التي أقع فيها دائماً كلما ذكر اسمي وتبعه لقب القبيلة ان تكون بدويا واسمك رشدي هو ان تلبس قناعاً مضحكاً يثير سخرية الطلاب في المدرسة ويثير غريزتك الاثيرية في البقاء وحيداً منطوياً متمنياً ان يتحول اسمك الى ضفدع تدهسه سيارة او يبلعه قط لأسمي ذكريات تندر واستغراب مازلت اعيشها حتى الآن خاصة مع البدو من ابناء العمومة والدواسر اذاً اسمي هو اللبنة الاولى المختلفة عن البقية عن اقراني اكاد اجزم ان لا دوسري في هذا الكون يحمل اسم رشدي غيري اليست هذه فرادة تشبه فرادة السديم في اخر اصقاع المجرة ان قلبت اسمي يصبح ي د ش ر ... وانا امد يدي لأصافح يدي الآخرى في محاولة لإظهار نوايا يد خير وخبايا يد شر في النهاية هو اسمي اطعمه ما يشتهي من التبجيل كلما صرخ في وجهي اين رشدك ..... اين رشدي وانا اضع نفسي في مثل هذا الكشف الذي يزرعني في حيرة وأنا أنظر الى نفسي وأتحدث عنها قدر لي أن اتحول من كائن صامت الى شاعر أكتب القصيدة بأطرافي المبتورة وبقدمي ثم أحتفي بها قبل أن أمزقها وأرميها في سلة المهملات
ما الذي يدفعك الى تقطيع قصائدك؟أليس جنون الشعر..؟
- الكتابة تأخذني في سفر الى المجهول حتى أن الورقة البيضاء تتجرد من غموضها كلما اخترقتها بقصيدة لتقودني إلى ما يشبه المتاهة حيث كل شيء مبهم وغير واضح يبدأ سفري الحقيقي هناك ومن اخر سطر كتبته تحديداً اعتقد أنها حالة من عدم الإطمئنان للشكل النهائي للوجه المحفور في الورقة للقصيدة اضع الورقة أمامي واسبر غورها بالاسئلة اول سؤال يواجهني لماذا كتبت هذا النص ولمن كتبته ولماذا لا أشعر أنه الأدفأ والأكثر حميمية رغم بلاغة اللغة فيه وكثافة الصور لكن ثم موتاً يكسوه هل يستحق هذا النص مني أن أنقشه وأصقله وأزخرفه لتنبعث فيه الحياة أم أمزق الورقة واشتغل من جديد في نص اخر أمزقه فيما بعد صدقني لسنوات مكثت خارج محيط الثقة بالنص وكلما كتبت نصاً مزقته حاولت جاهداً مقاومة هذا الإغواء بعناد و بغباء مثل كائن معتزل يحسب أن المحيط يتواطأ أو يتآمر ضده من أجل إفساده أو تلويثه، و لا يعلم أن العالم لا يكترث به لن يصدق أحد بأن شخصاً واحداً مزق كل هذه النصوص رغم أن بعضها مكتمل وجميل في نظر بعض الأصدقاء الذين يزعمون أنني مجنون يتخلى عن أولاده ويرميهم في سلة المهملات لكن هو جزء من شخصيتي الشاعرة ولا يمكنني انتزاعه من عمقي الروحي الذي يشكلني كشاعر لا يتحكم بأغلب تصرفاته في النهاية أجمل القصائد تلك التي لم أمزقها بعد أو ربما لم أكتبها بعد
يبدو أن حياتك من آخر..ليس كالبشر البقية..لماذا؟ لا أدري لكني أريد منك جواباً..؟
- أشعر أنك تتفق معي على أن حياة الشاعر مختلفة نوعاً ما عن حياة البشر ابناء الإحتمالات القليله كنت وأنا صغير أحمل داخلي شعوراً يقودوني إلى إكتشاف الاشياء المكسورة في دواخل الناس كنت اراقب المارة أمام شارع بيتنا وأنا أتخيل أشكال أرواحهم والوانها كان هذا يحدث كلما أستعملت حدسي المفرط بالتكهن فقط لأفهم الكون من حولي لم اتجاوز سن الحادية عشرة بعد واكتشفت أنني لست وحيداً في جسدي وأن ثمة شخصاً اخر يسكن معي داخله ويرافقني دائما وحتى عندما بدأت في التحدث معه لم يكن ودوداً معي قال لي: إذا لم تكن شاعراً يا رشدي فليس لوجودي داخلك أي معنى ، ولست ادري اذا كان غيري من الشعراء اليوم يتحدثون مع الاشخاص في داخلهم ، لكنك، وانت في الغالب شاعر، ستدخل الى بهو روحك دون وجل ولأنك شاعر ستكون كسولاً وستستريح في الحجرات الاولى، ولن تتقدم إلا مرغماً للكتابة ولن تكلف نفسك عناء اكتشاف روحك هل تعلم أنني كنت أستمتع برؤية الدم يقطر من معصمي ويلون ثوبي بالاحمر القاتم في مراهقتي اعتبرت أن جرح يدي بالسكين هو الطقس الذي يجب ممارسته قبل الكتابة طبعاً كانت هلوسات مراهق وجد نفسه في المكان وحيداً أعتقد على حين غفلة منه أن الله فرغ له كوكب الارض ليعيش فيه وحده لكن مع مرور الوقت اتضحت له الحقيقه التي لم يصدقها طوال عمره أن الكتابة الشعرية هي موته الماثل دائماً وهو يعلم أن كل شيء سيتنكر له ولن يعود له ذكر ليجازف هذه المجازفة ويموت وهو شاعر
الشاعر له احساس آخر وخطوات ليست كخطوات البشر... بصراحة أخي رشدي لماذا الشاعر يتمتع بالجنون؟...يكون شاذ ..؟يهيم بنا في كل الوديان؟يصمت الجمهور عند حضوره..؟يتخيل مالايتوقعه العقل العادي..؟
هل لك أن تفسر لنا هذا المضمون؟؟
- حتى في هذا السؤال الكوني الذي أطلقته أشعر أنك تتفق معي على ضرورة تفهم كنه ميول بعض الشعراء الى الجنون الخلاق الجنون المخيف والجميل فالشعراء لا يبيعون الوهم. إنهم يوسعون الحقيقة ويمنحونها وجوداً فعلياً لما لم يكتمل بعد وجود متسع وأكثر رحابة من واقعهم قبل أيام كنت أتحدث عن الشاعرة السعودية "ريم فهد" التي جرحت نفسها بموس الحلاقة ولعقت دمها ولطخت به قميص عازف الناي في احتفالية شعراء السعودية بالقاهرة وأهديتها تحية لشجاعتها ودخولها حالة من الارتقاء لتجسيد التمزق في نصوصها وإيصال الصورة الحسية وخدمة الهدف في القصيدة كنت قد وجدت في تصرفها هذا تصرفا نبيلا يستحق الثناء والإحتفاء فما أجمل تضحية الشاعر بنفسه للجمهور وسفك دمه وما أصدق الشاعر مع نفسه عندما يقدم جسده كقربان لرسالته الشعرية أو لما يمور في داخله من عواصف فالشعراء يكتشفون بحدس المخيلة عوالم مختلفه تناسب ارواحهم وهم لا يحتاجون إلى كثير ليفعلوا ذلك فالجمال أيضاً بسيط وسهل عندما يختلط بالجنون إننا كشعراء نحتاج من الناس أن تؤمن بنا تؤمن بالكلمات وسطوتها تؤمن بجنوننا وبرغبتنا في الخلاص من العقل الرتيب الماسخ الذي يرتب حياتنا ويحيلها الى اللون الرمادي الباهت وحده الجنون يلون أيامنا باللذة
مارأيك أن تسمعنا قصيدة قصيرة كتبتها وأنت في وضع غير وضعك الأصلي..؟؟
- وكأنك تؤكد ما يقال عني من بعض الأصدقاء حول خروجي من حالة المادة الى حالة التسامي لحظة الكتابة وبعيداً عن تهكمهم الذي يؤرق الليل في عيوني انا أعترف أن لحظة الكتابة اشبه بدخولي الى جحر صغير هكذا أشعر أن حجم جسدي يتقلص ويصغر في ثوان لكن بعد انتهائي من النص أعود الى حالتي الطبيعيه والعرق يتصبب مني ونبض قلبي يعود الى سرعته الطبيعيه بعد ان نافس اكثر الاشياء سرعة في السماء ولك مني هذا النص :
اقف وراءك
على ظلك المشطور
مثل حرب تهندس
النوايا وتغفر للطغاة
انتعل خطواتك
واحرث وجهك
كما لو أنه الحفرة ومن سيقع فيها
اخرج من فمك
كلقيح من نقيضك
اغير المفردات
انقل اعداءً مؤجلين
واعجل في مكيدة الاصدقاء
ليس جهات بل رملٌ يقودك
ليس نوماً بل موتٌ يشذب القبر
ليس ما يسيئهم في موتك
لن يحزنهم فقد نعيقك
آخرون سيشترون الورد لغيرك
ستبلل دموعهم أزهار القبور
وقبرك القاحل ينتخب الجدب المنسي
من شهوة نقائضك
حينها سأستلذ أنا بصمتك
أراؤك أنجرفت مع سيل الحداثة وتركت الأصالة ربما حتى في قصائدك..؟لماذا تركت الأصالة واعتنقت الحداثة..؟
سؤالك هذا يقترب من صيغة الاتهام بشكل يشي بالفتنة دعني أقف على فهم محدد لماهية ترك الأصالة واعتناق الحداثة بالواقع أنا لست وفيا لمنهج ثابت في الكتابة ولايشغلنى إطار نظري يحدد رؤيتي وأكون ملتزما بأبجديات وأدوات هذا المنهج أو القالب الذي يريد المتلقي وضعي وحبسي فيه وصدقني ليس هذا هروب أو محاولة لاختلاق تبريرات ربما هي محاولة للتملص من هذا الإطار الضيق نحو فتح مساحات وفضاءات أخرى أكثر رحابة قد لا يحتملها هذا المنهج للتعامل مع المنتج الفني للمبدع لقد كتبت في السابق شعرا موزونا كثيرا، وربما أكثر مما ينبغي كنت ممن يشعرون بميل شديد الى الإيقاع حتى أن كتابتي خارج الوزن لم تغادر الموسيقى بشكل ما أشعر بلذة ذاتية غامضة لحظة كتابة النص الحديث المفتوح هذه اللذة ترافقني وانا اكتب ردي هذا على سؤالك هذا ليس في الأمر ابتداع أو اقتراف جريمه من حق الشاعر أن يتحرر من القيود القديمه وكسر الاغلال وسلطة الشكل من حقه أن يجرب كل الطرق المباحة في الشعر وفي الكتابة دون فرض رقابة من أحد ودون خوف من ردود الفعل المعاكسة فالشاعر ليس موظفا أو عبدا لشكل محدد في الكتابة
الشاعر رشدي الغدير...كشاعر حساس...كيف تنظر الى المرأة والورد..؟
- الأمر ليس له علاقة بحساسيتي كشاعر منحني الله قدرة الرؤيا في ظلام الاشياء لكن أنا لا أدري تماما متى كانت علاقتي بالمرأة مستقرة وثابتة ومكتملة ربما أنا أحد الشعراء الذين تكرههم المرأة بوصفه الكائن الذي يتوغل في الجسد أكثر من الروح لكني لم أفهم استغرابي من كون المرأة ترفض الشاعر الذي يحاول العبور الى روحها من خلال جسدها بالواقع هذا ما أفعله بالضبط كلما انتهيت من نص يحاكي سبر الاغوار دون مواربة ودعني أعترف لك أن المرأة بالنسبة لي هي منطقة الخوف والوجل والغواية الخوف من هشاشة فهمها لي ووجل التمادي في عدم الفهم وغوايتها التي تعصف بالاشياء الصغيرة في العالم لن أصف المرأة بالملائكية أو الشيطانه رغم ان جزءاً من تكوينها يميل الى القسوة بسبب موقف المجتمعات العربية منها ولك أن تتابع الاخبار لتصدمك النتائج فالمرأة تقتل بسبب جرائم الشرف يسفك دمها كقربان للمجتمع ولتطهير السمعة من دنس فعلتها لو شك بها اخوها أو زوجها هل تصدق هذا تصور أنها تقتل لمجرد الشك فقط و قد يسكب على وجهها الاسيد الحارق لو أنها اتخذت موقفا من تصرف زوجها او لو أنها عبرت عن رأيها ودائما ما تسمع رجلاً يهدد زوجته بماء النار الأمر معقد حين أحاول الدخول إليه، ربما لأن المقت يكمن داخل ارواح الرجال ضد النساء واستغرابي ربما لكوني شكلانيا متزمتا مثل كل الرجال العرب عندما يتعلق الأمر بموقفي من النساء ولا أجد رابطا واقعياً بين المرأة والوردة ربما ثمة رابط لكنني لم أكتشفه بعد عموما المرأة العربية رهينة الأحداث التي تنتابها فهي ظالمة ومظلومه دائما ولا مكان وسط لها
سؤال ربما لاينطبق عليك لكن أطرحه وعليك الإجابة:
كثيراً مانشاهدالشاعر..الصحفي الكاتب...المبدعين الذين يصنعون بأقلامهم عالماً من الجمال..والروعة..كثيراً مانجدهم في مقام الفقير أن صح تعبيري أوبعيدين دروب الثراء..أنت شخصياً..ماذا عنك..؟وما السر وراء ذلك..؟
- لن أفسر لك سبب ابتسامتي العابرة وأن أهم في الاجابة عن هذا السؤال لكن صدقني السؤال ينطبق علي بشكل مذهل ربما لأنني اتبعت في حياتي حكمة صوفية وهي لا تملك شيئاً أعتقد أن الشاعر هو أمير الفقر والحاجة والعوز هو أمير بنتاجه الفكري وخبرته الأدبيه وصبره الكثير، يعامل كل واحدٍ حوله معاملة الصديق والند في الإبداع، تلك ثقته بالمستقبل، ربما بسبب أن طموحه إلى الشعر يجعله يبدي قابلية ً جديرة بالتقدير للبقاء دون ثراء يفقده صدق حساسيته بالاشياء حوله ثم لا تنسى, نحن الشعراء في العالم العربي جبلنا على تقبل الفقر كسمة تؤطرنا وتبقينا في مصافي النقاء والزهد قد يكون كلامي غير مقنع بالواقع هو غير مقنع حتى لي انا وها هي إبتسامتي تعود الى وجهي من جديد فراقصة ومطرب ولاعب كرة القدم يجنون في اليوم الواحد ما يكدح به الشاعر طوال سنه لكن عزائي أن الشاعر الحقيقي ثري وغني داخل روحه رغم أنه يشعر بالحزن مثلي
مارأيك بالشعر والشعراء في الوطن العربي..في عصرنا الحالي..؟
- حسناً دعني أعترف لك بإحباطي من أحوال الشعراء في عصرنا هذا كنت أتمنى أن يتحول الشاعر إلى ضمير الأمة وصوتها الحر الذي لا ينام على ضيم ، ولا يسكت على ظلم ولا يطأطىء رأسه لباغٍ أو طاغية . كنت أتمنى أن نجد في عالمنا العربي شعراء يقودون الثورات أمثال كجيرارد دو نيرفال ، وفيكتور هيغو ولامارتين ، وفيني ، والفريد دوموسيه ، ورامبو وفولتير وغيرهم فالشاعر ليس بمنعزل عن ما يحدث فهو يراقب هذا البؤس ويتجرع الموت ألما وحزنا .. واصوات المُضطهدينِ تطارده في كل مكان حتى في الصحون والأواني.. فهو ليس إنسانا مترفا ، وإنما الاكثر ارهافا وتحسسا بالفهم لمعنى الحياة والوجود الإنساني والمتطلع دوما لبناء حياة اكثر أمنا واستقرارا لكن الشاعر العربي جزت جذور مشاعره وجيرت الى العشق والغزل والتفاهة وكتابة الأغاني والحلم بحبيبة جميله تمسح دموعه انا غاضب جداً من أحوال الشعر والشعراء العرب في عصرنا هذا وأتمنى أن يتغير الحال ربما في الجيل القادم فجيلنا هذا كتب عليه الموت المبكر
أنت شاعر شجاع..وأتمنى ان أتثبت شجاعتك هنا وتعترف للجمهور بذنب اقترفته ؟
- لا اعلم من هو صاحب مقولة ان الاسرار هي نقاط ضعفنا لكن اعتقد انه كونفيشيوس الصيني صاحب التعاليم السبعة واجده قد اصاب كبد الحقيقية ,إنا بطبيعتي انسان متوحش لا استلطف احداً بسهولة ولا امنح مفاتيح قلبي لأحد حتى اقرب الاصدقاء وهم قلة طبعا لا يعلمون ما هو اسمي الاوسط ولا عاداتي الجميلة ولا الواني المحببة ولا التمزقات التي اعاني منها ... اعتقد انها طبيعتي وتكويني النفسي ... يزعم احد الاصدقاء انني اعاني من مرض اسمه عدم الثقه بأحد كم يضحكني هذا ... ان اوشم بمرض لا وجود له لكن انا على يقين ان السبب هو عدم فهم الاصدقاء لرغبتي الدائمة في عزلة متواصلة وان لا اتحدث عن امور لا تهم احداً غيري لكن أنت تطلب مني الإعتراف بذنب أرتكبته حين غفلة ربما لكن يمكنك ان تتعامل معي على اساس ان لا ذنوب عندي اخفيها .... ماذا هل اسمي مغامراتي النسائية ذنوباً هل اسمي مغامراتي مع هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ذنوباً هل اسمي كشفي لكذب ونصب ودجل بعض الرقاة الشرعيين انها ذنوب هل اسمي كتب السحر والشعوذة التي احتفظ بها تحت السرير ذنوباً... هل اسمي الطرق الصوفية التي تنقلت بينها ثم رفضتها كلها ذنوب .... بصراحة لا اجد تفسير منطقياً لمجموعة معلومات يمكن تسميتها ذنوب... الا ان كنت تقصد اخفاء امر البثور والدمامل المنثورة في ظهري بشكل يدعو للغثيان انها ذنوبي ضد جسدي فأنا اوافقك في هذا لكن أنا أعترف أن ذنبي الوحيد الذي اقترفته كان عدم الإصغاء لنصائح بعض الاصدقاء والتي كلفتني الكثير
وضح باختصار..كيف المرأة ظالمة ومظلومة..؟
- بالنسبة لي المرأة تجسدالوطن والحياة والتفاصيل اليومية وهي مكون يكاد يكون طاغياً على كتاباتي فكل ما في المرأة من شفافية وعشق وحسن وحب يجعلها حاضرة في نصوصي الشعرية واحتفاؤنا بهذ الحضور يعكس انسجام ارواحنا السوية التي تقدر المرأة الانسانه في مجتمع لا يقبل الانسجام معها مجتمع يقصي المرأة ويضعها في زاوية بعيدة عن الصورة ومركزها بعيدا عن الضوء انا احاول في كتاباتي ان اعيدها الى مكانها الطبيعي بوصفها الجزء الذي لا يمكن الحياة بدونه بوصفها الانساني على اقل تقدير ولكونها مظلومة في نظري كما اسلفت لكن المرأة وبحماقة لا أعرف مصدرها ترفض هذا الاحتفاء وتقبل بقاءها كعشيقة في قصيدة وهنا هي تظلم نفسها وتجحف حقها بالوجود
هل غامرت في جريمة حب..!!مع فتاة وفشلت..؟وهل نجحت يوماً ما في تجربة حب أخرى..؟
- هل تنوي توريطي بأزمة جديدة فالحب في بلادنا يعتبر جريمه يعاقب عليها القانون نحن كائنات تتفجر بالحب لكن المجتمع يرفض هذا الحب خارج الاطار الشرعي للعلاقه ثمة ازمة إشكالية تختال بنا حتى أن تعريف الحب في مجتمعاتنا العربية غير واضح ولك أن تتخيل حجم الكارثة عندما يشاع عن فلان انه يعشق فلانه سيعتبرها الجميع فضيحه وربما اجتمع أهل الفتاة وابرحوا العاشق المسكين ضربا بالعصي هذا إذا لم يتم قتله وقتلها بصمت مجتمعاتنا ليست مستعده للحب بعد لكن بالنسبة لي كشاعر أعترف أنني وقعت بالغرام دون أن اقصد حدث هذا في ايام مراهقتي المبكرة كانت حوذية الحي طالبة بالثانوية تختال ببهاء العباءة السوداء كلما دلفت في رواق الازقة وبعثرت ملامح الشارع أحببتها بصمت ومن طرف واحد حتى أنني لم أخبر أحدا عن الأمر الا صديقا واحد كان علبة اسراري وبعد فترة من الزمن قام هذا الصديق نفسه بخطبة الفتاة نفسها وتزوجها فيما تركني أبكي كل يوم وأشتم كل شيء حدث هذا الأمر قبل سنوات كثيرة وصدقني كلما تذكرت الأمر ضحكت بصوت عالٍ خاصة أن صادفت صديقي هذا محملا بهموم الاطفال والحياة بعد كل هذه السنين اكتشفت أنني رجل لا يصلح للحب ولا يعرف كيف يحب.
متى تكون سعيداً..ومثلها حزيناً؟
- رغم أن سؤالك بسيط جدا لكنني أجده صعب الاجابة ثمة منطقة قاحلة داخل روحي تفصل الحزن والفرح منطقة تتسع كلما باغتني الفقد طبعا يستطيع الشاعر أن يحول حزنه إلى مادة تجعل الحياة محتملة على الأقل من خلال الكتابة من خلال اكتشاف عناصر السعادة داخل الحزن هذا يجعل الآخرين أيضاً يرون في الحياة أفقاً مفتوحاً و جميلاً على الأقل أعتقد أنه دور المبدع أن يجعل الحياة ممكنة عند الإنسان وأن يقصي حزنه الدفين عنهم ويظهر أو دعني أقول يعلن فرحه وسعادته دائما أعتقد أنها موهبتي في تشكيل مشاعري من جديد بعد كل صدمه متى أشعر بالحزن بالواقع أنا حزين دائما ويكاد الحزن أن يكون تميمتي للبقاء يحزنني كل شيء حتى شروق الشمس يحزنني احياناً لكن كم قلت لك أنا اشعل حزني داخلي وأحوله الى فرح لهذا ستجدني سعيدا دائما قلت لك الأمر معقد جداً
ننتقل الى أسئلة أخرى...أستاذي مامهنتك الحالية التي تعمل فيها...؟وهل لك هوايات أخرى دون الشعر...؟
- أعمل مهندساً ملاحياً في شركة اهلية متخصصة في ابحاث البحار شرق المملكة العربية السعودية علي حقا ان اعترف ان اختياري لتخصصي الدراسي لم يكن صدفة لم اخطط لها بل كان رغبة تراودني فبعد تخرجي من الثانوية كان حلم السفر واكتشاف الكوكب الأرضي يأسرني ان انافس النورس الذي اغبطه واتحول الى كائن يسافر عبر البحار بسفينة تشق عبابه دون ان تؤلمه كانت فكرة تسحرني والدي اطال الله في عمره كان يصر على دخولي كلية الطب لكن لم اتخيل نفسي يوما امسك بحقنة او مشرط او سماعة اعلقها حول رقبتي مثل تميمة خاصة انني اكره الحقنه واخافها هذا الخوف يرافقني حتى الان كما ان جزءاً من روحي يتوق لدخول كلية الآداب والاحتفاء بهواء اتنفسه كل يوم لكنني لم اندم على اختياري للملاحة خاصة انني قريب من البحر صديقي الابدي في النهاية نحن حصيلة ما نختاره ويجب ان نشعر بالفخر حتى لو كان الاختيار لا يعجب الاخرين.
كما أنني أكره الاطباء بوصفهم حاملي الحقن والسماعات بالنسبة لهواياتي فلا هويات عندي غير الشعر والكتابه رغم أنني أعتبره هواية و مصيري المحتم وليس مجرد هواية.
هل تم وأن غنيت لك قصائد...؟ومن يغني لك..؟
- نعم تم تلحين اكثر من عمل وقريبا سيغني لي فنان العرب محمد عبده اغنية وطنيه من الحان المبدع ناصر الصالح وهي هدية اقدمها للوطن الذي احتضن طفولتي كما تم تسليم الفنانه أحلام ثلاثة اعمال وستطرحها قريبا وهي من الحان الملحن ابراهيم الحمادي وسيغني لي الفنان جواد العلي ثلاثة اعمال لكن لا أعلم متى سيطرحها فهو لم يحدد وقتا لي وسيتغنى الفنان بندر سعد بأغنية عنوانها اكذب من الحانه هو لكن دعني أكون صادقا معك أكثر فكتابة الأغنية لا تستهويني كثيرا ولا أجد نفسي فيها مثل القصيدة التي تنال مني الكثير من التأمل
هل أنت راضٍ بواقعك..؟
- نعم الحمد لله انا راض بكل شيء وكل الرضا فلا أجمل من شعور القناعة
هل تأثرت أو آثرت بشاعر..؟ومن يكون..؟
- اعتقد انني احمل في داخلي مزيجاً لزجاً و ملوناً من كل شعراء العالم
ولا يمكنني ان احدد اسم بعينه صدقني , لا يغريني تحديد الاسماء بل اعشق الذوبان في كل من تراودني أرواحهم وكتاباتهم وتبللت روحي الوجلة بهم من هوميرس الى كعب بن زهير مرورا بفولتير والمتنبي ورامبو وهيرمن هسه وغيرهم ولا اريد المفاضلة بينهم لطالما جمعتني بهم صفحات من العشق الازلي لكن هذا لا ينفي تبلل روحي بأسماء مثل ايزابيلا ليندي ورينيه شالر وتي سي اليوت بشكل أكثر وضوحا وامتدادا على مسافة طويلة لكن في النهاية أعتقد أنني خلقت بصمة خاصة بي تميزني عن غيري من الشعراء والكتاب العالميين
هل لديك إهداء ...فهنالك مساحة خاصة..؟
- أهدي محبتي واحترامي للشعب اليمني , الشعب الذي عثر على توليفة ناضجة للغة الحياة اليومية، وجدلها في سياق التعبير الشعري اللغة التي يتوق الشاعر الى اقتناصها فالشاعر يريد أن يكون ناقلاً محايداً لحكاية الموت والحياة وأنا أثق أن الشعب اليمني يتفهم رغبة الشاعر في التموسق الوجداني مع المكان والناس ..أتمنى أن ازور اليمن قريبا وأنعم بالنهل من طيبة شعبه المعطاء
سؤال تمنيت أن أطرحه لك ولم أفعل..ماهو وما إجابته..؟
- شكراً لك ولمطبوعتكم وللأسئلة ذات العيار الثقيل وتحياتي لكم
كلمة ختامية..مع التحية ولمن..؟
- شكرا على فتح نافذة من المحبة بيني وبين اليمن وأتمنى من كل الشعراء الجدد أن يتمسكوا بأحلامهم وأن يأخذوا أمر الكتابة بجدية أكثر
أخي ختاماً لا يسعني الا ان أشكرك من كل قلبي على إجاباتك الأكثر من رائعة والتي كانت بالنسبة لي درراً ثمينة احتفظ بها ماحييت....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.