شخصية فريدة من نوعها يكفي أن يقال عنها: إنها المسلمة المحجبة، التي تتجوّل في البيت الأبيض كسفيرة عربية للمرأة العصرية والمتفوقة الملتزمة. مَنْ هي؟ نشأت داليا في الولاياتالمتحدة، وحصلت على بكالوريوس الهندسة الكيميائية، ثم عملت في شركة كباحثة في تسويق المنتجات، ثم حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال بتركيز على الاستراتيجية من كلية جوسف كاتز للدراسات العليا في الأعمال في جامعة پتسبرك. ترأس داليا مركز كالوب للدراسات الإسلامية، والذي يقوم بأبحاث وإحصاءات تتعلق بالمسلمين في جميع أنحاء العالم، وتظهر دراساتها في صحف ودوريات بارزة مثل: «وول ستريت جورنال» و«هاررد إنترناشيونال رييو». وشاركت مع جون إسپوزيتو في تأليف كتاب «من الذي يتكلم نيابة عن الإسلام؟ ما يفكر به مليار مسلم» الذي يركز على 6 سنوات من البحوث، وأكثر من 50 ألف مقابلة تمثّل أكثر من مليار مسلم في أكثر من 35 دولة تسكنها غالبية مسلمة، أو عدد لا بأس به من المسلمين، ويعتبر هذا الاستطلاع الذي يمثّل أكثر من 90% من المجتمع الإسلامي في العالم الدراسة الأكبر والأكثر شمولية من نوعها. دخولها البيت الأبيض كان الرئيس أوباما وقّع على أمر تنفيذي يدعو إلى إنشاء هيئة جديدة في البيت الأبيض، تُعرف باسم مكتب البيت الأبيض للأديان والمبادرات المجتمعية. ويسعى المكتب الذي استحدثه أوباما إلى دعم المؤسسات الدينية التي تساعد أفراد الشعب الأميركي. وكانت داليا مجاهد هي المسلمة الوحيدة في المجلس الاستشاري الذي يسعى لمساعدة الرئيس في معرفة الأديان، ودورها في حل المشاكل الاجتماعية، والابتعاد عن النظر إليها كمصدر للمشاكل ووضع الحلول. وعن دورها قالت داليا مجاهد: «كمستشارة مسلمة للرئيس، ينصب عملي على دراسات المسلمين ورأيهم وطريقة تفكيرهم في العالم، ثم أطلع الرئيس على قضايا المسلمين وماذا يريدون، خاصة وأنّ الناس ينظرون لهم في السنوات الأخيرة كمصدر للمشاكل، وأنهم يجب أن يصلحوا أنفسهم، ولا يسعوا للمشاركة في إصلاح مشاكل عالمية. ونحن الآن نريد القول: إنّ هناك أفكاراً وقدرة لدى المسلمين للمشاركة في وضع الحلول». صعوبات! وعن الصعوبات التي تواجهها في البيت الأبيض قالت داليا مجاهد: «بالنسبة لكوني امرأة محجبة تدخل البيت الأبيض، فموضوع الحجاب لم يكن في ذهنهم إلى هذا الحد، وربما هناك كثيرون كان من الممكن تعيينهم مكاني، فيما تم تعييني؛ لأنهم يريدون سماع آراء المسلمين، وأنا عندي تلك القدرة على إيصالها من خلال عملي في مركز كالوب. لكن نعم أنا أوّل مسلمة محجبة تدخل البيت الأبيض في منصب من هذا النوع».